بيني وبينكن - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حق الجار والضيف وفضل الصمت.محاضرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          حبل الله قبل كلّ سبب وفوقه .! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          اضربوا لي معكم بسهم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          ونَزَعْنا ما في صدورهم من غِلٍّ إخواناً على سُرُر متقابلين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          أنت وصديقاتك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          التشجيع القوة الدافعة إلى الإمام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          شجاعة السلطان عبد الحميد الثاني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          نظرات في مشكلات الشباب ومحاولة الحل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          دولة الموحدين - ملوك دولة الموحدين عبد المؤمن وابنه يوسف وحفيده يعقوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          عقد مودة ورحمة بين زوجين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصور والغرائب والقصص > ملتقى القصة والعبرة

ملتقى القصة والعبرة قصص واقعية هادفة ومؤثرة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-08-2021, 12:33 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,974
الدولة : Egypt
افتراضي بيني وبينكن

بيني وبينكن
د. حنان لاشين أم البنين




دار حوار بيني وبين صديقاتي على شبكة الإنترنت، كنتُ أعلِّق على قائمة طويلةٍ وعجيبة جهِّزت ودُوِّنَ فيها ما تحتاجه العروس من طلبات لبيتِها؛ أدوات للمطبخ، والكثير من الأجهزة، والملابس، والبطاطين، وأغطية الفراش بأشكالها وأنواعها المختلفة، أما التفاصيل الدقيقة، فأذهلتني، تحدَّثَت بعضُهن عما اشترته ولم تستخدمه، وأخريات ضحِكن معي وأخبرنني أنهن لم يحضرن القائمة بالكامل، وهناك مَن قالت: إن أمَّها تصر على شراء كذا وكذا، حتى لا يقول عنهم الناس: إنهم قصروا تجاه ابنتهم، يستدينون ربما لشراء كمالياتٍ؛ حرجًا من الناس لا أكثر!

المهم، في وقت آخر أردتُ أن أستكشف تلك الأمور في البلاد العربية الأخرى، فراسلتُ العديد من الفتيات من جنسيات مختلفة:
صديقتي سامية من المغرب تدرس التجارة وتحضر ماجيستير، عندما سألتها عن أكثر ما يميز الفتاة المغربية، وعن العرس المغربيِّ وتكاليفه، وكيف يعدُّون له، قالت: قبل أن أستطرد في سرد تقاليد العرس المغربي، أشير إلى أن طقوس الزواج المغربي تختلف من منطقة إلى أخرى ومِن مدينة لأخرى، يستعصي عليَّ أن أخبرك بما تتميز به الفتاة المغربية؛ لأنني مهما قلت فلن أوفي المرأة المغربية حقَّها، ثم إنني في ذات الوقت لا أحب أن أعرض صورة للمرأة المغربية بشكل مثالي، سأقول ببساطة: إن المرأة المغربية المسلمة مشهورة عامةً بالحياء وبالحشمة والوقار، تلمس فيها روح الإنسان الطيبة الكريمة العطوف الصبور، تبتغي رضا ربِّها، وبرَّ والديها، وخدمةَ زوجها ووطنها فأُمَّتِها.

للحديث عن الأعراف والتقاليد المغربية، أبدأ أولًا باللباس الشعبي المغربي، نجد لباس الخروج هو الجلباب المغربي الغني عن كل تعريف، أما في المناسبات، فالنسوة يرتدين القفطان المغربي أو "التكشيطة"؛ وهي عبارة عن لباس من قطعتين داخلية وأخرى خارجية؛ الداخلية تسمى القفطان، والخارجية تسمى "الدفينة"، يوضع حزام يسمى "المضمة" بين أسفل الصدر وفوق البطن، يُطَّرز بخيوط ذهبية أو فضية، ويصنع غالبًا من نفس ثوب التكشيطة، في أغلب الأحيان يتكفل الزوج بتجهيز البيت، إلا أن أهل العروس قد يساعدونه، كل حسب دخله وقدرته الشرائية، العرس المغربي يمرُّ عبر مجموعة من المراحل كما هو الشأن بالنسبة لباقي الأعراس الشعبية العربية:
حفل الخطبة: حفل يجتمع فيه أهل العروسين، يشتري أهل الزوج ثيابًا جديدة للعروس ترتدي منها القفطان المغربي، ويُلبِسونها خاتمًا في ذلك اليوم، ويوزَّع التمر والحليب على الحضور بعدما يقدم للمخطوبين، يتم الاتفاق حول المهر في يوم الخطبة، وغالبًا ما يتراوح المبلغ بين خمسة وعشرة آلاف درهم مغربي كمتوسط، بعض العائلات الميسورة تدفع أكثر، حسبما تم الاتفاق عليه، قد يصل المبلغ إلى أكثر من أربعين ألف درهم مغربي، عندما تخطب الفتاة لا يسمح لها أبدًا أن تذهب لزيارة بيت زوجها قبل العقد إلا بدعوةٍ من أهله ورفقة أحد أفراد عائلتها، بينما يمكن للخاطب أن يزورها ببيت أهلها، يمكن للمخطوبين أن يلتقيا في مكان عام، سواء بمفردهما أو بوجود مَحرَم.

ليلة الحناء: تجتمع فيها عائلة العروس، هذه الليلة كما يدل اسمها تخصص لوضع الحناء للعروس ولزميلاتها وقريباتها، بُعيد العصر تقريبًا وعند المساء تقوم امرأة - وهي المسؤولة عن التزيين - بتزيين العروس والاهتمام بأناقتها، في هذه الليلة قد ترتدي العروس أكثر من زي واحد حسب كل منطقة وخصوصيتها - التكشيطة تبقى اللباس المشترك - تجتمع العائلة وتقوم النسوة والفتيات بالغناء والرقص احتفاءً بالعروس، فينشدن أغانيَ شعبية وأناشيد دينية.

أما عن الذكور، فيحضر إمام المسجد أو خطيب ليتلوَ بعض الآيات، ثم إلقاء موعظة للشباب الحاضرين، ويختتم المجلس بدعوات مباركة للعروسين، ثم تقدَّم وجبة العشاء للضيوف.
في ليلة الحناء كل من عائلة العروسين تحتفل على حدةٍ، قد يحضر الزوج لمشاركة عروسه حفلتها رفقة بعض أفراد عائلته، وأخذ بعض الصور التذكارية.

في صبيحة يوم الزفاف؛ أي: في اليوم الذي يلي حفل الحناء، يكون هو يوم الزفاف الأكبر، ولكل منطقة خصوصيتها في هذا اليوم خاصة، في بعض المناطق - الأمازيغية التي أنتمي إليها مثلًا - يأتي أهل الزوج لتناول وجبة الغداء لدى العروس، حاملين الهدايا والألبسة التي سترتديها العروس في هذا اليوم بالتحديد، ومنها "الشبكة"؛ عبارة عن دملج أو دملجين، وقلادة من الذهب، تقوم إحدى قريبات العريس الزوج بمساعدة العروس على ارتداء ثيابها الجديدة، بعد ذلك يصطحب الزوج زوجته نحو السيارة المخصَّصة لهما لتنتقل معه إلى بيت أهله في المساء، وهناك تقام بقية الاحتفالات على إيقاع أهازيج أو موسيقا: (الدقة المراكشية، العيساوية، العلاوي بالمنطقة الشرقية، الطقطوقة الجبلية بمنطقة الشمال، أحيدوز أو أحواش الأمازيغية)، أو أمداح نبوية وأناشيد بالنسبة للأسر الملتزمة، البعض الآخر يفضل تقاسم مصاريف الزواج من وليمة وفرقة موسيقية - أو إنشادية - فيقام العرس بأكمله في بيت الزوج أو العروس.

من بين طقوس يوم الزفاف أن العروس تُحمل على ما نسميه "العمارية" تشبه الهودج، تجلس داخلها وتحمل عليها العروس، وتقوم بالتلويح للحاضرين وتوزيع الابتسامات، ترحيبًا بالحاضرين.
فيما يخص وليمة يوم الزفاف يوزع الشاي أولًا والحلويات بعد ذلك، يقدَّم طبق مرق الدجاج المحمَّر، المزين باللوز أو الزيتون، ويليه طبق لحم الخروف أو البقر مزينًا بالبرقوق والمشمش الجاف، مرفقين بمشروبات غازية، وأخيرًا طبق الفواكه للتحلية.

أما عن الاختلاط، فبعض العائلات لا تجد حرجًا في اجتماع أفراد العائلة ذكرانًا وإناثًا للاحتفال، والأسر المحافظة والملتزمة على العكس لا تجد في أوساطها اختلاطًا، وللإشارة خصوصية منطقة الشمال المغربي (كمدينة تطوان، طنجة) هي الوحيدة، كيفما كان مستوى تدينها، لا تكاد تجد فيها اختلاطًا ألبتة، سواء في فترة الخطبة أو الحناء أو الزفاف، تجدك أمام تجمُّع نسائي مئوي ابتداءً من الحاضرات إلى طاقم التصوير والمنشدات، فالمسؤولات عن تحضير وتقديم الوجبات.

في اليوم الموالي للزفاف ترتدي العروس قفطانها لتستقبل أهلها الذين يحملون لها "الفطور".
يتكون الفطور من تشكيلة متنوعة من الحلويات المصنوعة باللوز والشوكولا، وغيرها من الأطباق المغربية.
احتفاءً بالعروس تُقدم إليها الهدايا، وغالبًا ما تكون إما عبارة عن: طقم مصحف، أو لوحات من آيات قرآنية، أطباق وأوانٍ للمطبخ، تجهيزات منزلية، عطور، نقود، ديكورات للبيت، وغيرها، تحملها لبيت الزوجية الجديد.

أما عن مواصفات زوجي المستقبلي، فألخصه في حديث الحبيب صلى الله عليه وسلم: ((مَن ترضون دينه وخُلُقه)).
أنهيتُ الحوار معها وقد أعجبني العرس المغربيُّ، وكنت أتخيل العروس بين النساء وهي في "العمارية" التي تشبه الهودج، حتى إنني بحثت عنها على الإنترنت لأرى شكلها وهيئتها، ثم تخيلت المدح النبوي والإنشاد الديني والزوج يجلس فرحًا ومشتاقًا لعروسه بين أهله وأصدقائه وأقاربه.

أما صديقتي "صافي علي" من الجزائر، وهي طالبة في كلية الطب، فتاة ملتزمة وخلوق، فعندما سألتها عن حفلات الخطبة والتحضير للزواج بالجزائر، وعن ملابسهن الشعبية المميزة، التي ترتديها العروس في زفافها كما رأيتُ الصور على شبكة الإنترنت، قالت لي: الفتاة الجزائرية مشهورة بالطيبة والجمال، وقوة تحمل الظروف الصعبة، أغلب حفلات الخطبة تكون حفلات عائلية بسيطة؛ حيث يأتي أهل الخاطب ويقدِّم لهم أهل الفتاة الغداء والحلويات، ثم يدفع رجال الزوج لرجال العروس المالَ المتفق عليه، وهو المهر، وقيمة المهر المتوسط تقدر بخمسين ألف دينار جزائري فأكثر، تشتري به العروس "محزمة"، وهو حزام ذهبي من حلقات ترتديه يوم الزفاف، وليس للعروس بيت خاص بها، بل تذهب لتعيش في نفس بيت العائلة مع أهله؛ حيث يجهز لها غرفة واحدة، وحتى لو كان لها بيت خاص - وتلك حالات نادرة - يكون الزوج هو المسؤول عن تجهيز البيت بالكامل.

يوم الخطبة تُلبسها أمُّه الخاتم، أو في حالات يدخل هو بسرعة يلبسها الخاتم، أما الذهب، فلا يقدَّم إلا يوم "الحنة"؛ أي: الليلة السابقة للزفاف، وهو عبارة عن طاقم كامل من الذهب، أو سلسلة وخاتم وقرط و"مسايس"، وهي الأساور.
في الأفراح الزيُّ المشهور في كثير من المناطق "الشدة"، وهو لباس ترتديه العروس يوم الحنة وهو اليوم السابق للزفاف، وهناك أيضًا "الكراكو"، و"القسنطينية"، و"العنابية"، و"اللباس القبائلي"، وكلها لباس تراثي جزائري، يكون ضمن الجهاز الذي يحضره أهل الزوج هدية للعروس.

وأما التلمسانية، وهي تاج مُذهَّب تلبسه العروس على الرأس، فأحيانًا يستأجر، وتشتريه بعض الفتيات حسب ثرائها، والمرأة التلمسانية هي أجمل نساء الجزائر، أما في الحالات العادية، فكانت المرأة الجزائرية مشهورة بالخروج بشيء اسمه "الحايك"، وهو نوع من الحجاب؛ قطعة كبيرة من القماش تلفها المرأة على جسمها كله.

ثم أضافت صديقتي الخلوق قائلة: لكن ارتداءه حاليًّا قليل، واستطردت تصف لي كيف يتم الزواج:
الليلة التي تسبق ليلة "الحنة" خاصةٌ بالفتاة وحدها؛ حيث تدعو صديقاتها، وتقام لهن مأدبة للعشاء من اللحم والكبد و"البزلوف"، وهو رأس الخروف؛ لأنه يكون يوم ذبح الخروف، واليوم الذي يليه - وهو يوم الحنة - تلبس المرأة حسب عادات منطقتها الرداء المعروف بـ"الشدة"، ويقام حفل تقدَّم فيه أكلات شعبية؛ مثل: الحريرة، وطاجين الزيتون باللحم، وطاجين البرقوق واللحم المحمر على حسب الإمكانيات، وتقدم الحلويات، وتجلس العروس وتربط لها أم الزوج (حماتها) الحنة على يديها.

وفي يوم الزفاف الأول يحضر الزوج في موكب مع أهله ليأخذوا العروس؛ حيث يقام حفل الزفاف، إما في بيت أهله، أو في صالة للأفراح، ويستمر الحفل ثلاثة أيام حسب المنطقة، وقد يكون أكثر من هذا، ويصل إلى أسبوع.
في حفل الزفاف تأتي فرقة دينية تنشد أناشيد خاصة بالعروسين،في الصباح التالي لليلة الزفاف يزور أهل الفتاة ابنتهم ويحضرون معهم "المسمن"، ثم تقوم النساء بتقديم الهدايا للزوجين، قد تكون الهدايا مفروشات مثل البطاطين والملاحف، وقد تكون نقودًا أو ذهبًا.

في النهاية سألت صديقتي الجزائرية عن مواصفات فارس أحلامها، فأخبرتني على استحياء: أول ما أتمنَّاه في فارس أحلامي أن يكون متدينًا، وعلى دراية بأمور الدين، ثم أن يكون حاصلًا على شهادة دراسية، فأنا أدرس الطب، وليس شرطًا أن يكون طبيبًا مثلي، ولكن على الأقل يكون ذا مؤهل دراسي مناسب، ويكون مثقفًا ومقبول الشكل، وألا يكون الفارق العمري بيننا كبيرًا، أيضًا أود أن يكون رومانسيًّا وطيبًا معي.
أنهيت حواري معها ولاحظتُ أن التجهيز لزفاف الفتاة الجزائرية لا يكلف والدها تلك المبالغ التي نسمعها في مصر، ولاحظت أيضًا أنها تعيش في بيت العائلة وزوجها لا يشتري إلا غرفة واحدة! وأن مهرها كله لها، وتشتري به حزام من الذهب، ويهُدى إليها أيضًا الكثير من الهدايا.

راسلت فتاة ثالثة من فلسطين تعمل معلمة رياضيات - اتخذت اسم "غصون مطر" كاسم مستعار على موقع الفيسبوك - كررت أسئلتي، فبدأت حديثها عن المرأة الفلسطينية قائلة:
المرأة الفلسطينية صبورٌ وكتوم، تحفظ سرَّ بيتها وزوجها، الخطبة عندنا هي عقد النكاح بعد القبول والرضا والاتفاق على المهر، يتم عقد الشيخ والمحكمة، ثم تقامُ وليمة كبيرة يذبح على شرفها العجول والخِراف، وبعد أسبوع يقام حفل لكي يقوم الزوج بتقديم الذهب لعروسه "الشبكة"، وتكون حسب مقدرة الزوج (عقدًا وخاتمًا وقِرطًا)، ترتدي الفتاة في زفافها "الثوب الفلسطيني"، وأحيانًا الثوب الأبيض.

العرس عندنا مقسَّم إلى ثلاث مراحل: ليلة الحناء، والزفة، والغداء.
ليلة الحناء أو "الحنة" للعروس، وهو حفل خاص بالنساء فقط، لا يظهر فيه الزوج، أما أهله من النساء، فيأتين محملات "بالحنة" والهدايا والملابس للعروس، لا أحد يتحنَّى الآن، "والحنة" تهدى فقط كتقليد، أما حفل الشباب، فهو أروع من حفل "الحنة" للصبايا، وهو خاص بالشباب فقط، لكننا نراقبهم من النوافذ؛ حيث يرقصون الدبكة، ويرقصون بالخيل، ويحتفلون بالزوج.

الأعراس عندنا ممنوع الاختلاط فيها، وينشدون ويغنون الكثير من الأناشيد الجميلة (علي الكوفية، عالعين موليتين، يا ظريف الطول، دلعونا، وينصتن إلى اليرغول الفلسطيني).
يذهب الأهل لزيارة العروسين في اليوم التالي للزفاف، ويسمى هذا اليوم "الصباحية".

أما "الإفراد"، فهو أن تأتي العروس إلى بيت أهلها ثالث يوم من يوم الزفاف هي وعروسها فقط ومعهم الملبِّس والحلوى ويتناولون الغداء على حساب والد العروس، وعادة يذبح خروف على شرف العروسين، أما عن قيمة المهر حاليًّا فمرتفع؛ المتوسط أربعة آلاف دينار أردني؛ أي: ما يعادل تقريبًا خمسة آلاف دولار، وأحيانًا يصل إلى سبعة آلاف دينار أردني.

الزوج مسؤول عن تجهيز بيت الزوجية من الألف إلى الياء؛ فهو بالنهاية بيته، والعروس لها المهر تحضر منه ذهبًا، وهو يختلف عن "الشبكة"، والملابس، ومطلوب منها فقط إحضار أثاث غرفة واحدة فقط، وعادة تكون غرفة الضيوف، ولو كان الأب ثريًّا فهو يقوم بتجهيز تلك الغرفة من ماله، ومهرها كله لها تشتري به ذهبًا.
أنهيت حواري مع صديقتي، ولاحظت ما لاحظتموه، الزوج أيضًا في فلسطين كما هو في المغرب والجزائر هو المسؤول عن تجهيز البيت من الألف إلى الياء، وترضى العروس بما يحضره بلا شروط، ودون أن ترهقه بطلباتها، وأيضًا لا ترهق والدها.

ثم قمتُ بإرسال نفس الأسئلة إلى فتاة رابعة من السودان، أرسلَت لي طلب صداقة باسم مستعار جميل "السمراء تحب النبي" فأحببتها في الله، وكيف لا أحب مَن تحب النبيَّ صلى الله عليه وسلم؟
علمتُ منها أنها تدرس الإعلام، فاستبشرت خيرًا وسألتها أولًا عن أهم ما تشتهر به الفتاة السودانية، فقالت لي: الحشمة والالتزام، وكنت أعلم عن بنات السودان الطيبة وحسن الخلق، أخبرتني أن الخطبة عندهم بسيطةٌ، ربما لا يقام حفل، ويكتفون بتقديم هدية للعروس "الشبكة"، وهي مكوَّنة من: (دبلة، وسلسلة، وساعة)!

بعض القبائل تفرض الذهب على الزوج، فيقدر بأربعة وستين جرامًا من الذهب، ولو كان الزوج غريبًا عن القبيلة يزيدون القيمة.
الزوج السوداني أيضًا مسؤول عن تجهيز بيت الزوجية من الألف إلى الياء، والعروس ترضى بما يُحضِره، لا مشاكل تقريبًا تجاه تلك الأمور.
أما أهل العروس، فيحضرون فقط لأم الزوج خاتمًا ذهبيًّا، وكذا لعمَّاته وخالاته، والجدة.

في السودان يقدم لأهل العروس مالًا يسمى "سد المال"، وهو للإنفاق على المأكولات في حفل الزفاف، وتقوم أم الزوج وشقيقاته بشراء الهدايا للعروس من ملابس وغيرها، ويقدِّمنها لها.
سألتها عن ملابسهن، فقالت: الثوب السوداني للأمهات والمتزوجات، أما البنات، فيلبسن الخمار أو العباءة، وغيرها، ثم فاجأتني بلونِ ثوب الزفاف عندهم! فثوب الزفاف السوداني لونه أحمر، وتُبخَّر العروس ببخور مميز تعدُّه الأمهات، يسمى "الكباريت"، وتتزين لزوجها.

للزوج يوم للحنة كما للعروس، ويكون قبل الزفاف بيومين؛ حيث يحضر أصدقاء الزوج، ويجتمع الأهل، ويحتفلون به بعد أن يرتدي هو الآخر الجلباب السوداني.
والغريب أن بعض الشباب يضعون الحناء على أيديهم، والبعض الآخر يرفض، غالب أهل شرق السودان لا يقيمون حفلات، فالزوج يأتي ليصحب عروسه في موكب بالسيارات "سيرة" مع وزير من أهله، وهو من أعز أصدقائه، كما تكون مع العروس "وزيرة" من أهلها، وهي من أعز صديقاتها.

يشرب العروسان اللبن، ويقرأ الزوج سورة "يس"، ويدعو أن يبارك الله له في عروسه، ثم بعد قليل يأخذها لبيتهما، أو يبيتان في أحد الفنادق، ثم يسافران لقضاء شهر العسل.
في العاصمة الزواج يكون في الصالات الكبيرة، أما في المدن، فتكون وليمة كبيرة يذبح فيها عشر من الخراف، أو ثور، ويدعى إليها كل المعارف والأهل والأصدقاء.

سألتها أخيرًا عن مواصفات فارس أحلامها، فأخبرتني أنها تتمنى أن يكون واعيًا وغيورًا، ومثقفًا ويحبها، متفقًا معها فكريًّا، يكون جنتَها وتكون جنته.
لا بد أنكم لاحظتم ما لاحظته.

الزوج أيضًا في السودان يتكفل ببيته من الألف إلى الياء، والعروس ترضى بما يحضره دون أن تشترط، وددت أن أسألها عن "النيش"، لكنني لم أفعل، واكتفيت بالشعور الرائع الذي تركه الحوار معها في نفسي، فأنا أحب طيبة أهل السودان، فقد كانت لذكرياتي عن زميلاتي في الجامعة من السودانيات أثرٌ جميل في نفسي، جدَّده هذا الحوار اللطيف مع السمراء التي تحب النبي صلى الله عليه وسلم.

المهم، من خلال حواراتي تلك، وصلت إلى حقيقة هامة، هي أن الزواج سهل، ونحن مَن نُعقِّده، تلك القوائم الطويلة ليست ضرورية، والسعادة ليست مخبوءة في "النيش"، الاختلاف على قيمة المهر والذهب، وعدد الغُرف، والنَّجَف والسجاد، كلها أصنام لا بد أن تُهدَم، فهناك زيجاتٌ انتهت بالطلاق قبل حفل الزفاف بأيام، وكسر معها قلبانِ، لا بد من وقفة، يسِّروا الزواج كما ييسرونه في الجزائر، والمغرب، وفلسطين، والسودان.

♦ ♦ ♦ ♦

منارة حب

الحب هو أن تُخبِرها أن وجهها هو الشيء الذي تتفاءل به، وتحبُّ أن تراه صباح كل يوم قبل خروجك من البيت، وأن تكوني جميلةً بالقدر الكافي؛ حتى يعود إليك مشتاقًا.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 70.10 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 68.21 كيلو بايت... تم توفير 1.89 كيلو بايت...بمعدل (2.70%)]