شرح باب: الحلم والأناة والرفق - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4412 - عددالزوار : 850097 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3942 - عددالزوار : 386272 )           »          الجوانب الأخلاقية في المعاملات التجارية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 63 )           »          حتّى يكون ابنك متميّزا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 60 )           »          كيف يستثمر الأبناء فراغ الصيف؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 57 )           »          غربة الدين في ممالك المادة والهوى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 69 )           »          أهمية الوقت والتخطيط في حياة الشاب المسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 64 )           »          الإسلام والغرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 66 )           »          من أساليب تربية الأبناء: تعليمهم مراقبة الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 55 )           »          همسة في أذن الآباء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 56 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-09-2021, 09:08 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,534
الدولة : Egypt
افتراضي شرح باب: الحلم والأناة والرفق

شرح باب: الحلم والأناة والرفق


سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين



قال تعالى: ﴿ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [آل عمران: 134].

وقال تعالى: ﴿ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ﴾ [الأعراف: 199].

وقال تعالى: ﴿ وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ﴾ [فصلت: 34، 35].

وقال تعالى: ﴿ وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ﴾ [الشورى: 43].

قَالَ سَماحةُ العلَّامةِ الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -:
قال المؤلِّف رحمه الله تعالى: باب الحِلْم، والأناة، والرِّفق.

هذه ثلاثة أمور متقاربة: الحِلم، والأناة، والرفق.

أما الحِلم: فهو أن يَملِك الإنسان نفسَه عند الغضب، إذا حصل غضب وهو قادر فإنه يحلم، ولا يعاقِب، ولا يعاجِل بالعقوبة.

وأما الأناة: فهو التأني في الأمور، وعدم العجَلة، وألا يأخذ الإنسان الأمورَ بظاهرها فيتعجل، ويحكُم على الشيء قبل أن يتأنى فيه وينظر.

وأما الرِّفق: فهو معاملة الناس بالرفق والهُون، حتى وإن استحَقُّوا ما يستحقون من العقوبة والنَّكال فإنه يرفق بهم.

ولكن هذا فيما إذا كان الإنسان الذي يرفق به محلًّا للرِّفق، أما إذا لم يكن محلًّا للرفق فإن الله سبحانه وتعالى قال: ﴿ الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [النور: 2].

ثم ساق المؤلف آيات، قال في الآية الأولى: قول الله تعالى: ﴿ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [آل عمران: 134]، هذه من جملة الأوصاف التي يتصف بها المتَّقون الذين أُعِدَّتْ لهم الجنة: أنهم يكظمون إذا غضبوا.

وفي قوله: ﴿ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ ﴾ دليلٌ على أنهم يشُقُّ عليهم ذلك، لكنهم يغلبون أنفسَهم فيكظمون غيظهم؛ ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ليس الشديد بالصُّرَعةِ)) الصرعة: يعني الذي يصرع الناس إذا صارعوه، ((وإنما الشديد الذي يَملِكُ نفسَه عند الغضب)).

أما قوله تعالى: ﴿ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ﴾ فقد سبق الكلام عليه، وبيان التفصيل فيمن يستحقُّ العفوَ ومن لا يستحق، فالإنسان الشرير الذي لا يزداد بالعفو عنه إلا سوءًا وشراسة ومعاندة، هذا لا يُعفى عنه.

والإنسان الذي هو أهل للعفو، ينبغي للإنسان أن يعفو عنه؛ لأن الله يقول ﴿ فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ﴾ [الشورى: 40].

وأما الآية الثانية، فهي قوله تعالى: ﴿ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ﴾ [الأعراف: 199]، قال: ﴿ خُذِ الْعَفْوَ ﴾، ولم يقل: اعفُ، ولا: افعَلِ العفوَ، بل قال: ﴿ خُذِ الْعَفْوَ ﴾، والمراد بالعفو هنا ما عفا وسهُل من الناس؛ لأن الناس يعامل بعضهم بعضًا، فمن أراد من الناس أن يعاملوه على الوجه الذي يحبُّ وعلى الوجه الأكمل، فهذا شيء يصعُبُ عليه ويشق عليه ويتعب وراء الناس.

وأما من استرشَدَ بهذه الآية، وأخذ ما عفا من الناس وما سهل، فما جاء منهم قَبِلَه، وما أضاعوه من حقِّه ترَكَه، إلا إذا انتُهكت محارمُ الله، فإن هذا هو الذي أرشد الله إليه؛ أن نأخذ العفو، فخُذْ ما تيسَّر من أخلاق الناس ومعاملتهم لك، والباقي أنت صاحبُ الفضل فيه إذا تركته.

﴿ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ ﴾ يعني: مُرْ بما يتعارفه الناس ويعرفه الشرعُ من أمور الخير، ولا تسكت عن الأمر بالخير إذا كان الناس أخَلُّوا به فيما بينك وبينهم، افعَلْ ما تشاء في حقك، لكن الشيء المعروف ينبغي أن تأمر به.

﴿ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ﴾ المراد بالجاهل هنا ليس هو الذي لا يعلم الحكم؛ بل الجاهل السفيهُ في التصرف، كما قال الله تعالى: ﴿ إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ﴾؛ أي: بسفاهة ﴿ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ﴾ [النساء: 17].

فالجاهلون هنا هم السفهاء الذين يجهلون حقوقَ الغير، ويفرطون فيها، فأَعرِضْ عنهم ولا تُبالِ بهم، وأنت إذا أعرضتَ عنهم ولم تُبالِ بهم، فإنهم سوف يملُّون ويتعبون، ثم بعد ذلك يرجعون إلى صوابهم، ولكن إذا عانَدتَهم أو خاصمتهم أو أردت منهم أن يعطوك حقَّك كاملًا، فإنهم ربما بسفههم يعاندون ولا يأتون بالذي تريد.

فهذه ثلاثة أوامر من الله عز وجل فيها الخير لو أننا سِرْنا عليها: ﴿ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ﴾ [الأعراف: 199].

قوله تعالى: ﴿ وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ﴾ [الشورى: 43].

﴿ صَبَرَ ﴾: يعني على الأذى، ﴿ وَغَفَرَ ﴾: يعني تجاوَزَ عنه إذا وقع به، ﴿ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ﴾: أي لمن معزومات الأمور؛ أي: من الأمور التي تدل على عزم الرجل، وعلى حزمه، وعلى أنه قادر على نفسه مسيطرٌ عليها؛ وذلك لأن الناس ينقسمون إلى أقسام بالنسبة لسيطرتهم على أنفسهم.

فمن الناس من لا يستطيع أن يسيطر على نفسه أبدًا، ومن الناس من يستطيع لكن بمشقة شديدة، ومن الناس من يستطيع لكن بسهولة، يكون قد جبَلَه الله عز وجل على مكارم الأخلاق، فيسهُل عليه الصبر والغفران.


فالذي يصبر على أذى الناس ويتحمَّل ويحتسب الأجر من الله ويغفر لهم، هذا هو الذي صنع هذه المعزومة من الأمور؛ أي: من الشؤون، وهذا حثٌّ واضح على أنه ينبغي للإنسان أن يصبر ويغفر، وقد سبق لنا التفصيل في مسألة العفو عن الجناة والمعتدين، وأنه لا يُمدح مطلقًا ولا يُذم مطلقًا، يل ينظر إلى الإصلاح.

المصدر: «شرح رياض الصالحين» (3/ 573- 576)





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 57.53 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 55.60 كيلو بايت... تم توفير 1.93 كيلو بايت...بمعدل (3.35%)]