حين يبحث الداعية عن ذاته - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 37 - عددالزوار : 1175 )           »          حوارات الآخرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          أساس الأسرة زوجان متحابان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          أين أنت من القرآن الكريم؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          من شبهات وأباطيل اليهود-أن اليهود حولوا القدس وفلسطين من صحراء إلى جنان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          الصراع مع اليهود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          تربية الطفل الاحتسابية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          زوجات يابانيات: الإسلام غيَّر حياتنا ومنحنا السعادة الحقيقية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 71 - عددالزوار : 16861 )           »          كلمات في العقيدة حوار من القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30-08-2021, 09:29 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,005
الدولة : Egypt
افتراضي حين يبحث الداعية عن ذاته

حين يبحث الداعية عن ذاته



الدعوة إلى الله، وحمل همِّ إصلاح الناس، وحب الخير لهم - مهمة لا يتجاسر عليها إلا أولو الهمم العلية، والنفوس الزكية، وهي وظيفة الأنبياء، ومركب الصالحين من الناس، قديمًا وحديثًا، الداعية إلى الله شخص سمَتْ نفسُه، ورقَّتْ آمالُه، وشمَّر يصعد سُلَّم المعالي والمكرمات، ولا يرضى أن يرتقي بنفسه فحسب؛ بل يحاول - بكل ما أوتي من قوة - أن يحمل معه أكبرَ عدد من الناس؛ ليكونوا من عباد الله المؤمنين، باذلاً كلَّ ما في وسعه؛ ليكون سببًا في إنقاذ مَن يستطيع.

فهذا إمام الدعاة وسيدهم - صلى الله عليه وسلم - يصف حاله في الدعوة إلى الله، ويقول: «إنما مَثَلي ومَثَل الناس كمَثَل رجل استوقد نارًا، فلما أضاءتْ ما حوله، جعل الفراش وهذه الدواب التي تقع في النار يقعْنَ فيها، فجعل ينزعهن، ويغلبنه فيقتحمن فيها، فأنا آخُذٌ بحُجَزِكم عن النار، وأنتم تقحمون فيها» أخرجه البخاري في صحيحه (6483).

وكل داعٍ إلى الله - عز وجل - له نصيب من هذا المثل الذي بيَّنه نبيُّنا - عليه الصلاة والسلام - ولا يظن ظانٌّ أن الدعوة إلى الله كلمات تقال، وشعارات ترفع، وبرامج تقام، وندوات تعقد هنا وهناك؛ بل الدعوة في أصلها جانب تعبُّدي لله - تبارك وتعالى - مبعثُها القلبُ والنية، وتحتاج إلى تضحية وبذل وصبر عظيم، وإلى ذلك كانت الإشارة القرآنية، حين أردف الله التواصي بالصبر بعد التواصي بالحق في سورة العصر؛ فقال - سبحانه -: {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} [العصر: 3].

وبرغم ذلك، فإن الداعية معرَّض لكل ما يمكن أن يصرفه عن دعوته، أو يغيِّر في قناعاته سلبًا، ويؤثِّر في توجهاته وأهدافه السامية العلية، حتى يصبح أسيرًا لهوى نفسه، ونزعات فطرته، ووساوس شيطانه، يتجلى هذا الأمر حين يصل الداعية إلى مرحلة الـ (أنا)، والبحث عن الذات، فيردِّد على الناس منجزاته وأعماله الدعوية، ويعدِّد جهوده وصولاته وجولاته، وويل ثم ويل لمن يتجاهل أدنى كلمة قالها، أو نصيحة أهداها، أو نشاط دعوي قام به،.

فإذا وصل الداعية إلى هذه المرحلة من حب المحمدة، والسمعة والمراءاة، وانتظار أو طلب الثناء من الناس على أعماله وجهوده، تلميحًا أو تصريحًا - جرَّه الشيطان تدريجيًّا إلى قيعان النفس وحظوظها الدنية، فتتغير أهداف ومقاصد الدعوة لديه، وربما أصبح ممارسة الدعوة إلى الله - من حيث يدري أو لا يدري - بابًا من أبواب الشهرة، والمكانة، والمنفعة العاجلة.

إن آفات العمل الدعوي كثيرة متشعبة، يلفُّها الغموضُ والخفاء في أحيان كثيرة، وتستعصي على تعرف المريض عليها، خاصة إذا كان المصاب بهذه الآفات مبتدئًا في مجال الدعوة، أو يصاحب أشخاصًا مصابين بهذه الأدواء أو ببعضها، فيعيش في شرنقة ضيقة، باحثًا عن الضوء واللمعان، فتضيع أجوره، وتتشتَّت حسناته، وهو يحسب أنه يحسن صنعًا.

أعمال دعوية كثيرة لم يكتب الله لها البقاء والاستمرار، ليس لعدم جدواها، أو قلة مواردها، أو ضعف متابعتها وتنفيذها؛ وإنما لدَخَنٍ كان في قلوب أولئك الدعاة، فتأثَّرتْ أعمالهم بتلك الغبرة، ففقدتْ حضورها، وقلَّت منفعتها، وزالتْ بركتها، حتى صارت إلى الاضمحلال والزوال.

وفي المقابل نجد أعمالاً دعوية يسيرة، وجهودًا قليلة لا تذكر في المحافل الدعوية، بعيدة عن أضواء الإعلام وفلاشاته، ولا يشار إليها بالبنان، وربما جهل الناس جميعُهم مَن يقف وراء تلك الأعمال والبرامج الدعوية؛ ولكن يكتب الله من ورائها نفعًا عظيمًا، ويستفيد منها خلق لا يُحْصون، والمعوَّل في كل ذلك ما يحمله كل عامل من نيَّة حسنة، وقصدٍ صالح، مع المتابعة، وهما الركيزتان عند الله - تبارك وتعالى - في قبول الأعمال أو ردِّها.

لا بد للداعية والمصلح أن يتذكَّر على الدوام أن عملية الدعوة إلى الله تحتاج إلى إخلاص في النية، ومجاهدة النفس في ذلك؛ للتغلُّب على حظوظها، ولا بد أن يعي الدعاة جميعًا أنه بقدر الإخلاص يكتب الله النجاح والقَبول في الدنيا والآخرة، وبقدر قلته أو انعدامه، يكون الفشل والزوال.

ولعلي أختم بما كان يتواصى به الفقهاء بينهم، كما قال عون بن عبدالله: كان الفقهاء يتواصون بينهم بثلاث، وكتب بذلك بعضهم إلى بعض: مَن عمل لآخرته، كفاه الله دنياه، ومن أصلح سريرته، أصلح الله علانيته، ومن أصلح ما بينه وبين الله، أصلح الله ما بينه وبين الناس.

ورحم الله الشافعي يوم قال: "وددتُ أن كل علم أعلمه يعلمه الناس، وأوجر عليه، ولا يحمدوني"؛ "حلية الأولياء" (2/27).


___________________________________
الكاتب: صلاح عبدالشكور










__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 53.37 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.48 كيلو بايت... تم توفير 1.89 كيلو بايت...بمعدل (3.55%)]