الجمالية الجديدة - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         كيفية التعامل مع الأعداء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 35 - عددالزوار : 1155 )           »          التربية على الإيجابية ودورها في نهضة الأمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          زخرفة المساجد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 70 - عددالزوار : 16825 )           »          لماذا نحن هنا؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          يغيب الصالحون وتبقى آثارهم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          الهواتف الذكية تحترف سرقة الأوقات الممتعة في حياة الزوجين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          استشراف المستقبل من المنظور الشرعي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 13 )           »          من شبهات اليهود وأباطيلهم «أن تحويل القبلة أنهى مكانـة المسـجد الأقصى عند المسلمين»!! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها

ملتقى اللغة العربية و آدابها ملتقى يختص باللغة العربية الفصحى والعلوم النحوية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-08-2021, 08:13 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,992
الدولة : Egypt
افتراضي الجمالية الجديدة

الجمالية الجديدة


د. جميل حمداوي




تمهيد:
تُعَدُّ النظرية الجمالية الجديدة من أهم النظريات الأدبية والنقدية التي ظهرت فيما بعد الحداثة، وبالضبط ما بين سنوات الستين والتسعين من القرن العشرين.

وقد جاءت هذه النظرية لتُعِيدَ الاعتبار للجمال والفن، بعد أن تم تهميشه من قِبَل التاريخانية الجديدة، والمادية الثقافية، والنقد النِّسائي، والنظرية ما بعد الاستِعماريَّة، والنظرية الثقافية، وغيرها من النظريات المرجعية والسياقية.

وقد تَبَلْوَرت النظرية الجمالية الجديدة خصوصًا في الحقل الثقافي "الأنجلو سوكسوني"، لتجاوز أُطْرُوحَات النقد الثقافي، الذي كان يُعْنَى باستكشاف الأنساق الثقافية المضمَرة في الخطابات والنصوص، وذلك على حساب الجمال والفن والشعرية.

وهكذا، فقد رفض المثقَّفون الأمريكيون القَاطِنون بمدينة نيويورك منح جائزة بولنجتون في عام 1949 م للشاعر عزرا باوند؛ لأنه كان مؤيِّدًا لموسوليني وهتلر في الحرب العالمية الثانية.

ويعني هذا أن هؤلاء المثقفين كانوا ينطلقون من مسلَّمات ثقافية، وسياسية، وأخلاقية، أكثر مِن انطلاقهم من جماليات النَّص أو شِعْرِية الخطاب؛ حيث كانوا يعتبرون النَّصَّ علامة ثقافية وسياقية، تحمل مقاصد مباشرة وغير مباشرة، قبل أن يكون ذلك النص علامة جمالية، أو فنية، أو شكلية.

ومن ثَمَّ، يَهْدِف النقد الثقافي إلى كشف العُيُوب النَّسَقِية - التي توجد في الثقافة والسلوك - بعيدًا عن الخصائص الجمالية والفنية.

لكن الجمالية الجديدة الأمريكية حاولتْ أن تُعِيد الاعتبار لما هو فني وجمالي، وعاطفي وذوقي.

1- مفهوم الجمالية الجديدة:
يعلم الكل أنَّ الجمال - أو الإستيتيقا "Aesthetic" - علمٌ يعنى بالفن والذوق والإبداع، ومبحثٌ يدرس الشعور والعاطفة والإحساس والأحكام التأثرية النقديَّة.

ونعرف أيضًا أنَّ الفلسفة تتكون نسقيًّا من ثلاثة محاور:
محور الوجود "الأنطولوجيا".

ومحور المعرفة "الإبستمولوجيا".

ومحور القيَم "الأكسيولوجيا"، ويَعْني محور القيم بالجمال، والخير، والعدالة.

ويَعْنِِي هذا أن مبحث الجمال مرتبط كل الارتباط بالفلسفة، وقلَّما نجد فيلسوفًا لم يتناول عنصر الجمال في نَسَقه الفلسفي، بَيْدَ أن أهم مَن تناول الجمال بالتفصيل، نذكر كلاًّ من: كانط، وهيغل، وبنديتوكروتشه، وغيرهم.

هذا، ويمكن التمييز بين عدَّة جماليات:
الجمالية القديمة المرتبطة بحضارات قديمة؛ كالحضارة المصرية، والحضارة الفارسية، والحضارة اليونانية، والحضارة الرومانية.

والجمالية الوسيطية الإسلامية والنصرانية، والجمالية الغربية الحديثة، والجمالية الجديدة، أو جمالية ما بعد الحداثة.

هذا، ولم يعد للجمال أو الفن أيُّ قيمة تذكر، بعد أن تفاقمت نظريات ما بعد الحداثة ذات الطبيعة السياقيَّة، كنظرية ما بعد الاستعمار، والمادية الثقافية، والنظرية النَّسَوية، والنظرية الثقافية، فانتعش النقد الثقافي في الحقل النقدي الأنجلوسكسوني؛ لأن المقاربة الثقافية كان هدفها تجاوز الأبنية الجمالية والفنية، والبحث عن الأنساق الثقافية المضمرة واللاشعورية واللاعقلية، بُغْيَة رصد المقصدية الأيديولوجية الثاوية وراء النص أو الخطاب.

كما أن التاريخانية الجديدة تدرس النَّص الأدبي في سياقه التاريخي والثقافي، لاستكشاف الإيديولوجيا، ورصد القوى الاجتماعية التي تشكل النص؛ لأن الدلالات داخل النص أو الخطاب الأدبي تتغيَّر حسب المتغيرات التاريخية، والسياسية، والثقافية، والاجتماعية.

ومن ثَم تعمل التاريخانية الجديدة على تفكيك تلك الدلالات المتضاربة والمتناقضة والمختلفة، وذلك بالتشتيت والتقويض والتأجيل.

ومن هنا، فالمقصود بالتاريخانية الجديدة: تحليل الخطاب في ضوء المقاربة الثقافية والتاريخية والسياسية.

ومن ثَمَّ، فقد بدأ النُّقَّاد في فترة ما بعد الحداثة، وخاصة بعض الجمالِيِّين الأمريكيين، يُعِيدون الاعتبار للجمال والفن في إطار ما يُسمَّى بـ: نظرية الجمالية الجديدة "New Aesthetic Theory".

وهذا الاسم من وضع "جون جوغلين، وسيمون ملباس" في كتابهما:" الجمالية الجديدة" "2003م".

ويَعْنِي هذا أن"الهدف الرئيس في جدالهم هو أن التطوُّرات في النظرية الثقافية قد أدَّتْ إلى فقدان مفهوم العمل الفني؛ فلم يعد النقاد يحترمون معنى الفن وخصوصيته ككائن للتحليل، ولم يَدْعُ النقاد الذين - يدعمون الجماليات الجديدة - للعودة إلى نهج الفن مِن أجْلِ الفنِّ، ولكنهم يؤكِّدون على أنهم يَرْغَبون في ربط الإحساس الجديد بالشكل الجمالي، مع وعي السِّياق الاجتماعي والشواغل السياسية[1]".

وهكذا، فالجمالية الجديدة نظرية نقدية أدبية جاءتْ لتعيد الاعتبار لمفهوم الفن والجمال، بعد أن اهتم النقد الأنكلوسكسوني بالتاريخ، والثقافة، والسياسيَّة، والمجتمع، والإيديولوجيا، والهيمنة الاستعماريَّة.


2- رواد الجمالية الجديدة:
من أهم نقَّاد الجمالية الجديدة في الثقافة الأنجلوسكسونية، نذكر: جون برينكمان في كتابه:"النقد المتطرف" "2000م"، وإزوبيل آرمسترونغ في كتابه:"جماليات متطرفة" "2000م"، وتوماس دهرتي في كتابه: "ما بعد النظرية" "1997م".

ونذكر مِن بين نقَّاد الجمالية الجديدة أيضًا "تيودور أدورنو"، وهو من أهم أعضاء مدرسة فرانكفورت، حيث ألَّف كتابًا تحت عنوان: "نظرية الجمال"، حيث يعطي مفهومًا جديدًا للفن والجمال، مخالفًا للتصور الماركسي، الذي يرى أن الجمال تمثُّلٌ للعالم وانعكاسٌ له، بينما يرى "أدورنو" أن الجمال أو الفن وسيلة هُرُوب غامضة.

وهكذا يرفض "أدورنو" نظرة "لوكاش" إلى الواقعية، مؤكدًا أن الأدب لا يتَّصل اتصالاً مباشرًا بالواقع على نحو ما يفعل العقل، فتباعُدُ الفن عن الواقع هو الذي يُكْسِبه قوته، ودلالته الخاصة.
ويتوقف"أدورنو" عند الطرائق التي يستخدم بها المسرحي "صمويل بيكيت" الشكل، والموسيقار "شوبنبرج" الثورة اللانغمية، ليصور خَوَاء الثقافة الحديثة"[2].

وهكذا، فقد شمَّر الجماليون الجدد عن سواعدهم؛ للدفاع عن النظرية الجمالية والفنية، مُعتبرين الأدب بِنْيَة جمالية، وأسلوبية، وبلاغية ليس إلا.

4- تقويم نظرية الجمالية الجديدة:
من إيجابيات النظرية الجمالية الجديدة - في الثقافة الأنكلوسكسونية - أن أعادت الاعتبار للفن والجمال، والشعرية الأدبية، باعتبار أن الأدب جمال وشعور، وانطباع ذوقي، وليس مرجعًا خارجيًّا أو سياقًا ثقافيًّا.

وبالتالي، لا يمكن محاكمة النصوص، وتقويم الخطابات الأدبية، في ضوء مقاربات ثقافية، وسياسية، واجتماعية، ونسوية، بعيدًا عن خصوصية النَّص الجمالية والشعرية والإنشائية؛ لأن ذلك يتنافى مع مقومات الأدبية، وخصوصيات الإبداع.

ولكن على الرغم من ذلك، يبقى التصور الجمالي قاصرًا وغير كافٍ، فلابد من الانفتاح على المعطيات السياقية والعناصر الخارجية، ولابد من التركيز على العتبات المحيطة والفوقية، والاهتمام بالمؤلف والمتلقِّي، والاستعانة بالسياق الثقافي، والسياسي، والاجتماعي، والإيديولوجي؛ لفهم النص الأدبي فهمًا عميقًا، وتفسيره تفسيرًا علميًّا موضوعيًّا، وتأويله تأويلاً ذاتيًّا وشخصيًّا، في ضوء تصورات المقاربة التفكيكية، أو تصورات ميشيل فوكو، أو تصورات المقاربة التاريخانية الجديدة، أو تصورات المقاربة الثقافية.

تركيب واستنتاج:
وهكذا، يتبيَّن لنا، مما سبق قوله: بأن الجمالية الجديدة نظرية نقدية وأدبية، ظهرت في فترة ما بعد الحداثة كَرَدِّ فعلٍ على مجموعة من النظريات السياقية؛ كنظرية ما بعد الاستعمار، والنظرية الجنسية، والنظرية العِرْقِية، والنظرية الثقافية، والنظرية التاريخانية الجديدة.

ومن ثَمَّ، فقد أعطت الجمالية الجديدة الأولوية الكبرى للإحساس، والجمال، والفن، والشعور، والذوق، والشعرية؛ بَيْدَ أنها أهملت المعطيات الأخرى؛ كالسياق المرجعي، والبُعد الثقافي، والبعد التاريخاني، والبعد الاجتماعي، والبعد الإيديولوجي، والخطاب الاستعماري.

ومن ثَمَّ، فالجمالية الجديدة مقارَبة بلاغية، وفنية، وشعرية، محضة ليس إلا.


[1] - ديفيد كارتر: النظرية الأدبية، ترجمة: د. باسل المسالمة، دار التكوين، دمشق، سوريا، الطبعة الأولى سنة 2010م، ص:151.

[2] - توم بوتومور: مدرسة فرانكفورت، ترجمة: سعد هجرس،دار أويا،طرابلس، ليبيا، الطبعة الثانية سنة 2004م، ص:188.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 62.43 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 60.54 كيلو بايت... تم توفير 1.89 كيلو بايت...بمعدل (3.03%)]