مواعظ رمضانية لابن الجوزي - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         شرح كتاب فضائل القرآن من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 187 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 117 - عددالزوار : 28432 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 175 - عددالزوار : 60056 )           »          خطورة الوسوسة.. وعلاجها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          إني مهاجرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          الضوابط الشرعية لعمل المرأة في المجال الطبي.. والآمال المعقودة على ذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 30 - عددالزوار : 827 )           »          صناعة الإعلام وصياغة الرأي العام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          من تستشير في مشكلاتك الزوجية؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          فن إيقاظ الطفل للذهاب إلى المدرسة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > ملتقى اخبار الشفاء والحدث والموضوعات المميزة > رمضانيات

رمضانيات ملف خاص بشهر رمضان المبارك / كيف نستعد / احكام / مسابقات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-06-2021, 02:25 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,617
الدولة : Egypt
افتراضي مواعظ رمضانية لابن الجوزي

مواعظ رمضانية لابن الجوزي (1)
















أحمد أبو زيد كامل




إليكم قطعة رمضانية بديعة لابن الجوزي، نقدمها بين يدي شهر رمضان المبارك[1] من كتاب "التبصرة"، وهذه القطعة سقطت من الطبعة الكاملة الوحيدة لكتاب "التبصرة"، والتي نشرتْها دار السلام بالقاهرة.












يا مَنْ طول سَنتِه قد نام.



انتبِهْ لهذه الأيام.



واحذرْ غفلةَ الطَّغَام[2].



وخُذْ قدْرَ البُلْغةِ مِنَ الطَّعام.



واسمعْ قولَ الملِكِ العلَّام: ﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ [البقرة: 183].



♦♦♦♦

















يا مريضًا لا يَقبَلُ مِنْ طبيبه.



هذا شهرُ الحِميةِ قد جاء لتهذيبه.



صُنْ لسانَك عن الغيبةِ[3]، فكم تهذي به!



فـ "الصوم لي وأنا أجزي به".



ولكن أين الصُّوَّام[4]؟



﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ ﴾ [البقرة: 183].



♦♦♦♦

















هذا شهرُ عمارةِ المِحراب.



هذا زمانُ حضورِ الألباب.



هذا أوانُ[5] تلاوةِ الكتاب.



للمتقين فيه على الباب.



كل وقتٍ زحام.



﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ [البقرة: 183]



♦♦♦♦

















شهرٌ فيه تُكَفُّ النفوس.



كأنها في حُبوس.



وتظمأ الشفاهُ عن الكؤوس.



وتُطرِقُ مِنَ الخشيةِ الرؤوس.



عن النظر الحرام[6].



﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ [البقرة: 183]



♦♦♦♦

















شهرٌ يملأ المساجد.



ويَخشع فيه الراكعُ والساجد.



ويَنهضُ إلى الخيرِ كلُّ قاعد.



ويصيرُ الراغبُ كالزاهد.



مِنْ قِلَّةِ الطعام.



﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ [البقرة: 183].



♦♦♦♦

















شهرُ التعبُّدِ والتراويح.



شهرُ السَّهرِ والمصابيح[7].



شهرُ المَتجر الربيح.



شهرٌ يُترَكُ فيه القبيح.



وتُهجَرُ الآثام.



﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ [البقرة: 183].



♦♦♦♦













فيه تصحُّ[8] الأمور.



فيه تُراقُ الخمور.



فيه تتعطل الزُّمور.



فيبطُلُ معبدٌ وزنام.



﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ [البقرة: 183].



♦♦♦♦












فيه تُغلُّ الشياطين.



فيه يُعرَفُ قدْرُ[9] الدِّين.



فيه يَتشبَّه المسيءُ بالمحسنين.



وبالكبير العاقل الغلامُ.



﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ [البقرة: 183].



♦♦♦♦
















فيه تَرِقُّ القلوبُ.



فيه تُغفَرُ الذنوبُ.



وتتجافى عن المضاجع الجنوبُ.



فتَجْفوا لذيذَ المنام.



﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ [البقرة: 183].



♦♦♦♦

















فيه يَقِلُّ الفضول.



فيه تُحفظُ الأصول.



فيه يَتمنَّى العابدُ ويقول:



ليت هذا الشهرُ دام.



﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ [البقرة: 183].



♦♦♦♦

















ففارقوا المألوف.



واحذروا الخلافَ ليَقعَ الخُلوف.



فإنه شهرٌ معروف.



فطوبى ثم طوبى لمَنْ صام.



﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ [البقرة: 183].



♦♦♦♦
















احفظوا فيه الأسماع والأبصار.



واحبِسوا عن الفضولِ اللسانَ المهذار[10].



وانهضوا للاستغفار وقت الأسحار.



لتَسمعوا رسائلَ: (هل مِنْ سائل؟) مِنَ الملِك الجبار.



واعجبًا لمَنْ ينام!



﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ [البقرة: 183].



♦♦♦♦












لازِموا المساجِدَ وتَردَّدوا.



واجتمِعوا على الصلاحِ ولا تَبدَّدوا.



وقصِّروا عن الخطايا وتسَدَّدوا [11].



فإنما هي أيام.



﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ [البقرة: 183].



♦♦♦♦












واعزِموا على ترْكِ القبائح.



واعمَلوا ما يَصلُحُ للضرائح.



هذا غايةُ ما يقولُ الناصحُ.



والسلام.







[1] ورأيتها مثبتة في عدة نُسخ خطية لكتاب "التبصرة" بمكتبة تشستربيتي بأيرلندا، وأيضًا مثبتة في مختصر كتاب التبصرة المعروف بـ"تذكرة الإيقاظ في اختصار تبصرة الوعاظ"؛ لمحمد بن عثمان اللؤلؤي، ويوجد منه نسخة خطية محفوظة بمكتبة جامعة الإمام محمد بن سعود، وأيضًا مثبتة في نسخة خطية للجزء الأول من كتاب التبصرة وهو محظوظ في المكتبة الأزهرية باسم: "مجالس قصص الأنبياء".




[2] الطَّغَامُ: أَرذالُ الناس وأَوغادُهُم، والطَّغَامُ: الضعيف والرَّديءُ من كلِّ شيء.




[3] في بعض النسخ: اللغو.




[4] في بعض النسخ: الصيام.




[5] في بعض النسخ: إبَّان، وفي نسخة أخرى: أيام.




[6] في بعض النسخ: عن النظر إلى الحرام.




[7] في بعض النسخ: المسابيح.





[8] في بعض النسخ: تنجح.




[9] في بعض النسخ: حقُّ.




[10] المِهْذَارُ: من يُكثر في كلامه من الخطأ والباطل.




[11] في بعض النسخ: وتَصبَّروا عن الخطايا وتَشدَّدوا.










__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 21-08-2021, 07:14 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,617
الدولة : Egypt
افتراضي رد: مواعظ رمضانية لابن الجوزي


مواعظ رمضانية لابن الجوزي (2)


أحمد أبو زيد كامل





1- عباد الله:
إن شهر رمضان قد أقبل ببركاته إليكم، وقد أشرف بشريف بِره عليكم، فتلقوه بالعزم الصادق على الخير، واصرِفوا همَمكم فيه لفعل الطاعات لا غَيْر، فإنه شهرٌ بالبركات الوافرة قد زُفَّ، وبأنواع الكرامات الطاهرة قد حُفَّ.

2- عبادَ الله:
قد مضى عنكم رجبُ وشعبان، ولعل أكثر أيامهما مضتْ في اللهو والخسران، وها أنتم الآن في شهر رمضان، شهر الإعتاق مِنَ النيران، لِمَنْ ترك الذنوبَ والعصيان، واستحيا مِنْ عالم السر والإعلان.

3- شهرٌ أقبل على المقبولين بكثرة الأجور، وعلى أهلِ الصدقِ بتوفير النور، وعلى المتقين بالفرح والسرور، وعلى التائبين بتقويم الأمور، وعلى العامل المخلص بتوفير نصيبه، وعلى المؤمن المُحب لربه بالقرب مِنْ حبيبه.

4- فيه يتم الإسعادُ والتكريم، ويتفضلُ فيه بالإنعام الملِكُ الكريم، ويُصفدُ فيه كل ماردٍ لئيم، ويُرْغَمُ فيه أنفُ الشيطان الرجيم، ويُعافَى فيه مِنْ مرضِ المعاصي كل سقيم، إذا امتَثل ما أُمر به مِنْ طبيبه.

5- شهرٌ فيه تتوفر العطايا والمنح، ويتحصل فيه كل مأمول مقترح، ويتم للعابدين فيه بالثواب السرورُ والفرح، ويُغفَرُ للعاصي ما جناه واجترح، ويُعادُ على مَنْ صلح بإدنائه وتقريبه.

6- شهرٌ فيه الأحبابُ بالدعاء يعجون، وبالتضرع في جميع أوقاته يضجون، وفي نهاره الرحمةَ يرتجون، وفي دياجيه للهِ يناجون وإليه يلتجون، إذا سكنَ كل حبيبٍ إلى حبيبه.

7- شهرٌ شريفُ القدْرِ عظيم، فيه يَغفِرُ الغفورُ الرحيم، فاحفظوا حرمتَه لتحصل لكم جناتُ النعيم، وتنجوا مِنْ هول الجحيم، إذا انزعجتِ القلوبُ لهيبةِ لهيبه.

8- لقد سعد مَنِ اتقى فيه ونجا، ولقد نال مؤملُ الغفران مِنْ ربه ما رجا، ولقد تَمَّ حالُ مَنْ أفطر على السؤال واللجا، وتسحرَ في ظُلَم الدجى بتضرُّعه وبكائه ونحيبه.

9- فصحِّحوا - رحمكم الله - الفروضَ والنوافل، واحترِزوا في هذه الأيام عن الأفعال الرذائل، وتحصنوا مِنْ سهام الغفلات القواتل، وتيقَّظوا مِنْ سِنَةِ الجهالة قبل لُحوق الأواخر بالأوائل، قبل أن يُرد معتذرُ المعاصي بتكذيبه.

10- وإياكم والغيبةَ؛ فإنها تُحبط الأجر، وجانِبوا أكلَ الحرام؛ فإنه سبب الطرد والهجر، وعظِّموا شهرَكم هذا فإنه عظيم القدر، وانتظروا بحسن التيقظ فيه ليلةَ القدر؛ فإنها غريبةُ غريبِه، وعجيبةُ عجيبِه.

11- وإياكم فيه وفضولَ الكلام، واجتهِدوا في حفْظ الصلاة والصيام، فإذا سَلِمَ لكم هذا الشهرُ، فقد سَلِمَ لكم جميعُ العام، لعله يقيكم غدًا شرَّ الوقوف على الأقدام، يوم يفر الأخ مِنْ أخيه، ويفر النسيبُ مِنْ نسيبه.


12- ولازِموا في صيامكم التقوى والورع، وجِدُّوا في الخدمة قبل يومِ الفزع، وراقِبوا الله سرًّا وجهرًا، واتركوا الطمع، فلعل الله سبحانه وتعالى أن يهبَ لكم أحسنَ الخلع، فهو الذي أخبر عنه السيدُ الكاملُ بتأديبه، بقوله صلى الله عليه وسلم: "يقول الله تعالى: كل عمل ابن آدم له، إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به"[1].

13- يا له مِنْ وقت عظيم الشان، تجب حراستُه مما إذا حل شان، كأنكم به قد رحل وبان، ووجه الصلح ما بان، ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ [البقرة: 185].


14- مِنَ اللازمِ فيه أن تُحرس العينان، ومِنَ الواجب أن يُحفظ اللسانُ، ومن المتعينِ أنْ تَمنعَ مِنَ الخَطَا خُطى القدمان، ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ ﴾ [البقرة: 185].

15- زِنوا أفعالكم في هذا الشهر بميزان، واشتروا خلاصَكم بما عز وهان، فإن عجزتم فسَلوا المعين وقد أعان، ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ [البقرة: 185].


16- يا واقفًا في مقام التحير، هل أنت على عزمِ التغير؟ إلى متى ترضى بالنزول في منزل الهوان؟ ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ [البقرة: 185].


17- هل مضى مِنْ يومك يومٌ صالح، سلمتَ فيه مِنْ جرائم القبائح؟ تالله لقد سبق المتقي الرابح، وأنت راضٍ بالخسران، ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ [البقرة: 185].


18- عينك مطلقةٌ في الحرام، ولسانك منبسطٌ في الآثام، ولأقدامك على الذنوب إقدام، والكل مثبتٌ في الديوان،﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ [البقرة: 185].


19- قلبك غائبٌ في صلواتك، وفكرك ينقضي في شهواتك، فإن ركن إليك معاملٌ في معاملاتك، دخلتَ به خان مَنْ خان،﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ [البقرة: 185].


20- أكثرُ كلامك لغوٌ وهذر، والوقت بالتفريط شَذَر مَذَر، وإن اغتبت مسلمًا لمْ تُبْقِ ولمْ تذر، الأمان منك الأمان،﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ [البقرة: 185].


21- تالله لو عقلتَ حالَك، أو ذكرتَ ارتحالَك، أو تصورتَ أعمالَك، لبنيْتَ بيتَ الأحزان، ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ [البقرة: 185].


22- سيَشهدُ رمضانُ عليك، بنُطقِ لسانك ونظرِ عينيك، وسيُشَارُ يومَ الجمع إليك: شَقِيَ فلانٌ وسَعِدَ فلان،﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ [البقرة: 185][2].


23- تُصفدُ فيه الشياطين، وتُغض فيه أبصار الناظرين، وتُحبسُ فيه كلماتُ الفضوليين، ويَظهرُ الخشوعُ على الصائمِ ويَبين، وخيرُه مبثوثٌ في كل مكان،﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ [البقرة: 185].


24- للتلاوة فيه حلاوةٌ، وعلى وجه الصائم نورٌ وطلاوة، ويبسُ الشفتين أحسنُ النداوة، وكل الخيرات فيه نقاوة، تُفتح الجنةُ وتُغلق النيران، ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ [البقرة: 185].


25- مَنْ عجزَ عن الصيام افتدى، ومَنْ مَرِضَ اليوم صام غدًا، يا له مِنْ شهرٍ عظيم الخير والجَدا[3]، كثير الأجر، قصير المدى، وأف لعاملٍ وقع فيه بالخسْر، ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ [البقرة: 185].


26- تصبَّروا لكل شدة؛ فما أقصرَ المدة، واتخذوا الثبوتَ فإنه أكرم عُدة، وصوموا، ﴿ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ [البقرة: 185][4].


27- إخواني، إنما شُرع الصومُ ليقعَ التَقللُ، فأما مَنْ أَوثق الرزْمةَ[5]، فما له نيةٌ في البيع، إذا استوفيتَ العشاءَ تكدر الليلُ بالنوم، وإذا استوفيتَ السحورَ تخبط النهارُ بالكسل، وإنما شُرع السحورُ ليتقوى المتقلل مِنَ العشاء، ولينتبه الغافلُ، وما أرى رمضان إلا زادك شبعًا وغفلةً!

28- واعجبًا! لو عُرض عليك أن تشربَ شَربةَ ماءٍ في رمضان، لمَا شربْتَ ولو ضُربتَ، وأنت فيه تَغُش في البيع وتطفف في الميزان، فإذا خرج شربتَ الخمر في شوال! أمَا كان الناهي عن هذا هو الناهي عن ذاك؟ ﴿ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ ﴾ [البقرة: 85][6].

[1] (١-١٢) من كتاب (النور، صـ ٣٨، ٤٥، ٤٦، ٤٧)؛ ت. الدكتور/ عبدالحكيم الأنيس - حفظه الله.

[2] (١٣-22) من كتاب (التبصرة ٢/ ٥٢٨).

[3] الجَدا: العطاء.

[4] (23-26) (المرتجل، ق/ ٩٧)، ومجلس شهر رمضان منه، منشور على شبكة الألوكة، بتحقيق الدكتور عبدالحكيم الأنيس حفظه الله.

[5] الرزْمَةُ: ما جُمِعَ في شيءٍ واحد، والمقصود: جمْع الطعام إلى الطعام.

[6] (29-28) من كتاب (التبصرة ٢/ ٥١٨، ٥٢٢).







__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 82.25 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 79.86 كيلو بايت... تم توفير 2.39 كيلو بايت...بمعدل (2.90%)]