كيف (تتعس - تتعسين) شريك حياتك؟! - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12495 - عددالزوار : 213433 )           »          أطفالنا والمواقف الدموية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          عشر همسات مع بداية العام الهجري الجديد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          وصية عمر بن الخطاب لجنوده (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          المستقبل للإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          انفروا خفافاً وثقالاً (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          أثر الهجرة في التشريع الإسلامي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          مضار التدخين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          متعة الإجازة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          التقوى وأركانها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأخت المسلمة

ملتقى الأخت المسلمة كل ما يختص بالاخت المسلمة من امور الحياة والدين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-01-2023, 07:49 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,873
الدولة : Egypt
افتراضي كيف (تتعس - تتعسين) شريك حياتك؟!

كيف (تتعس - تتعسين) شريك حياتك؟! (1)




كتبه/ غريب أبو الحسن

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فقرار الارتباط والزواج من أخطر القرارات التي سيتخذها الإنسان في حياته، فهو قرار ينبني عليه نصيب كبير من سعادتك أو من تعاستك، فشريك حياتك هو ذلك الشخص الذي سوف يتشارك معك في كلِّ شيء؛ سيتشارك معك في بيتك وطعامك، في ليلك ونهارك، بل سيتشارك معك في أولادك فلذة كبدك؛ لذلك هو جنتك أو نارك، سعادتك أو عذابك.

يتحدث الكثير من الناصحين حول طرق إسعاد شريك الحياة؛ لأن إسعاد شريك الحياة من شأنه أن يسعد شريكه، وتعدد الناصحون وتعددت النصائح، ولكن دعونا في هذا المقال نتحدث عن شيء مغاير، دعونا نتحدث عن طرائق إتعاس شريك الحياة؛ جمعناها من خلافات واقعية، وصراعات زوجية تكررت أمامنا مرات ومرات، وكانت سببًا في بعض الأحيان للفراق والانفصال والطلاق.

إن ارتفاع نسب الطلاق دليل على وجود خلل كبير في فهم الأزواج لخصوصية هذه العلاقة، والغرض منها؛ فقد تحولت الكثير من الزيجات لصراعات داخل البيت ثم لصراعات في قاعات المحاكم!

لذا سأحدثكم في هذا المقال عن وسائل ناجعة لإتعاس شريك الحياة، ومِن ثَمَّ إتعاس نفسك؛ قد جُرِّبت من قبل وأثبتت نجاحها طالما أن نصائح السعادة الزوجية لم تؤتِ أكلها، وتفاقمت أزمات الطلاق.

وسأبدأ بكِ أختي المتزوجة...

فكيف تتعسين شريك حياتك؟

- اعلمي أختي المتزوجة: أن وسائل وطرق إتعاس شريك حياتك متنوعة ومتعددة ومبذولة، واعلمي أن للتعاسة مكامن وأزرارًا؛ يكفي أن تضغطي على أحدها، وأن تتابعي الضغط قليلًا من الوقت وسترين: كيف تنقلب حياة شريك حياتك لتعاسة!

- ابدئي يومك بترك زوجك ينزل لعمله دون إفطار واحذري أن يعتاد على وجبة الإفطار من يدك، فوجبة الإفطار من يدك في أول اليوم مِن أسباب سعادته، وأمارة على اهتمامك به، ونزوله للعمل وهو متناول وجبة الإفطار وتصحبه دعواتك حتى باب المنزل تسعده سائر يومه، فاحرصي على أن ينزل لعمله وأنت نائمة؛ فثقي تمامًا أنه عندما يسمع صديقه يبرر تأخره بأن زوجته أصرت على أن يتناول وجبة الإفطار قبل نزوله؛ أن تلك الكلمات تجعله يرثى لحاله وتحيطه التعاسة من كل ناحية، وإذا لامتك نفسك على شيء؛ فتذكري أن هناك مبررًا وعذرًا؛ فالأولاد يرهقونك سائر اليوم، ومِن حقك أن ترتاحي بعض الوقت؛ فهذه الحجة سوف تريح ضميرك!

- وعليكِ أيتها الزوجة أن تماطلي في طلبات زوجك؛ فينبغي أن تجعليه يندم على أن يطلب منك طلبًا مهما صغر، فتحججي بأي شيء من الممكن أن تتحججي به قبل أن تلبي طلبه؛ تحججي بأنك لم تصلي وقولي له: بعد الصلاة، وإن كنتِ صليتِ فقولي: بعد صلاة السُّنَّة، وإن كنت صليت السنة فبعد نشر الغسيل! المهم أن يكون هناك كلمة "بعد" يسمعها كثيرًا عندما يطلب منك شيئًا؛ اجعليه يجزم أن قيامه بالعمل أيسر بكثيرٍ مِن أن ينتظر أن تستجيبي له.

- يحب الرجل أن يرى في بيته ما يسعده، فيحب أن يرى بيته نظيفًا وألاده في أجمل ثياب، ويحب أن يري قبل ذلك كله وجهك مبتسمًا متفائلًا، فإذا رأى بيته تمر عليه الأيام دون ترتيب وأولاده بشعور شعثة، وملابس متسخة، ورأي تقطيب جبينك؛ فثقي تمامًا أن بقاءه في البيت يحتاج لصبر، وأن راحة باله تنتقل من بيته إلى خارجه؛ تنتقل لعمله أو صديقه، أو أي مكان يبتعد فيه عن البيت.

- والعناد طريق سهل يسير نحو التعاسة، فالزوجة العنيدة من أبعد الأشياء عن قلب الزوج مهما كانت محبته لها في بادئ الأمر، فالعناد يخصم بشكل مستمر من رصيد المحبة في قلب زوجك؛ لأن العناد رسالة مختصرة أنه لا خاطر لك عندي، والعناد في حقيقته نوع من الأنانية، وهو أسهل الوسائل لفقدان الحب بلا مقابل، وفي سبيل "اللا شيء".

- أيضًا "القمصات" سبيل ملغز من التعاسة؛ اجعليه دائمًا لا يتوقع متى تغضبين، ولا لماذا تغضبين؛ حيريه وكوني غامضة، فلا يدري متى بدأت المشكلة، ولا يدري كيف ينهيها، فلو عرف السبب بطل العجب، وأنت لا تريدين أن يبطل العجب! وكلما كان سبب "القمصات" تافهًا أو غير متوقع تسرب اليأس من العلاج لنفس زوجك، واليأس منزلق سريع نحو التعاسة.


- ولأن العفاف مطلب أساسي من الزواج، فتنغيصه سبب أساسي من أسباب التعاسة؛ فلا تتهيئي لزوجك! لا تحاولي أن تعرفي ما يعفه، وبالتالي لن تنشغلي بما يعفه؛ اجعليه دائمًا يشعر أنه ينقصه شيء، حتى لو كان هذا الشيء يسهل عليك أن تتعلميه وأن تلبيه، واجعلي عذرك جاهزًا، وردودك جاهزة، فالإرهاق من أعمال البيت، والجري خلف الأولاد للمذاكرة، ثم كونه لا يوفر لك مصروفًا خاصًّا للاهتمام بنفسك؛ كل تلك الأعذار ستدفع عنك أي إحساس بالتقصير.

وللحديث بقية إن شاء الله.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 03-01-2023, 07:51 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,873
الدولة : Egypt
افتراضي رد: كيف (تتعس - تتعسين) شريك حياتك؟!

كيف (تتعس - تتعسين) شريك حياتك؟! (2)








كتبه/ غريب أبو الحسن


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فنستكمل في هذا المقال وسائل إتعاس الزوجة لزوجها:

- أشركي أمك في كلِّ شئون بيتك، ولا تكتمي لزوجك حديثًا، وانقلي أخبار بيتك لحظة بلحظة لأمك أو أختك أو صديقتك، ثم استشيرهن في شئون بيتك وفي علاقتك بزوجك، وأكثري الشكوى والتبرم، واستمعي لتحريضهن على زوجك؛ خاصة إن كن خفيفات العقل، لا يُحْسِنَّ النصيحة!

- واعلمي أنك إذا كنتِ لم تنفطمي بعد مِن حضن أمك، وأنك تجعليها تدبر لك شئون بيتك، وأنها تتدخل، بل تقرر لك أدق التفاصيل أو أنك تجلسين عندها أكثر مما تجلسين في بيتك، وأنك لا زلت تعتبرين أن الأصل هو بيت أهلك ولم تنفصلي وتنتقلي بعالمك نحو بيت زوجك، وأنك لا تغادرين بيت أهلك حتى تسرعي العودة له؛ فأنا أعدك أن بيتك لن يعرف القرار، وأن زوجك ستتحول فرحته بالزواج لتعاسة، وأنا هنا لا أتحدث عمَّن تضطرها الظروف للمكث عند أهلها، ولكن أتحدث عمَّن توفرت لها أسباب البقاء في بيت زوجها، وأصرت أن تستبدله بكثرة المكث في بيت أهلها.

- أكثري الطلبات دون النظر لدخل زوجك؛ فكثرة الطلبات إن استطاع أن يلبي بعضها فسيشعر بالعجز عن الباقي، والشعور بالعجز من أسباب التعاسة، أو اذكري أمامه ما رأيته عند صديقاتك، وأظهري تشوفك له؛ فهذا من أسباب تعاسة زوجك كونه يراك ترغبين فيما لا يستطيع إحضاره، فمِن لحظات سعادة الزوج هي تلك اللحظات التي يعود فيها لبيته محملًا بما يسعد أهله، فإذا أشعرتيه أنه عاجز عن ذلك؛ فقد سقيتيه كأسًا ممتلئًا من التعاسة!

كيف تتعسين زوجك عند النقاش معه؟!

- احرصي عند الخلاف والنقاش أن تتبعي هذه الخطوات بالترتيب: لا تستمعي له ثم دافعي عن نفسك ثم تحصني خلف كلمات منحوتة، ثم هاجمي بضراوة ثم ازدريه، وإليك أختي المتزوجة التفاصيل:


- احرصي عند النقاش بعد الخلاف قدر الاستطاعة ألا تستمعي؛ لأن السماع هو نصف الحل عند الخلاف؛ لأنك لو استمعتِ له فستفهمين ماذا يغضبه؟ وما سبب غضبه؟ لذلك فلا تستمعي وشغبي على كلامه، واستمري في التشغيب حتى يتحول صوته لصراخ، ثم لاحقيه ولا تجعليه يكمل كلامه، فهذا طريق مضمون لأن تصبح الحبة قبة، وأن تتحول أبسط شرارة لحريق يلتهم السعادة.


- فإن أصر على أن يكمل نقاشه، وحاول دفع النقاش نحو الموضوعية؛ فبادري بالتترس والدفاع عن نفسك قبل أن تفهمي حتى كنه الموضوع، ومهما كانت طريقته هادئة، ومهما كان خطؤك واضحًا وضوح الشمس، ومهما حاول أن يظهر بمظهر المحب الناصح، فلا تنخدعي بهذه المظاهر، وانفي تمامًا أن يكون حدث منك خطأ؛ قولي له: لقد سألتُ كل زميلاتي وكلهن يصنعن مثلي، بل قلن لي: الله يكون في عونك على هذا الزوج!

اجعليه يشعر أن كلامه والهباء سواء، وأنكِ لم تهتز منكِ شعرة، وتذكري دائمًا: "أنت لم تخطئي أبدًا، ولن تخطئي"، واعلمي أنك لو اعترفتِ بخطئك؛ فهو أول طرق العلاج، ومِن ثَمَّ التفاهم مع زوجك؛ فإياكِ والاعتراف بالخطأ.

وللحديث بقية إن شاء الله.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 19-01-2023, 03:49 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,873
الدولة : Egypt
افتراضي رد: كيف (تتعس - تتعسين) شريك حياتك؟!

كيف (تتعس - تتعسين) شريك حياتك؟! (3)






كتبه/ غريب أبو الحسن

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فما زلنا مع وسائل إتعاس الزوجة لزوجها:

- إذا أصر زوجك على أنكِ أخطأتِ، ولم يسلِّم بأنه خانه التعبير؛ فعليك بالهجوم المباشر عليه؛ فذكريه بأنه أيضًا يخطئ؛ ذكريه بأخطائه الحديثة، فحبل الغسيل مقطوع من أسبوع، وحوض المطبخ مسدود، وزر الكهرباء خارج نطاق الخدمة، وأنه الأولى به أن ينشغل بأخطائه الفادحة، وأن يرى الجذع في عينه؛ لأنه لو نظر لعينك لن يرى إلا براءة الأطفال!

- فإن لم تلمحي العبرات في عينه، والندم في نبرات صوته؛ فقد جنت على نفسها براقش؛ إذًا فليستعد هو أن يكون عبرة، بل عبرات لغيره مِن الأزواج، ولتذهبي للماضي السحيق، واستخرجي من أرشيف المشاكل القديمة ذلك الدفتر المكتوب عليه مشاكل لا تنسى، ولا تغتفر!

- ذكريه بأنه عندما جاء لرؤيتك أول مرة كانت علبة الشكولاتة من نوع متوسط الجودة، وأنه عند شراء الشبكة ذهب لمحل غير محلك المفضَّل بخلًا منه، وأن أخته قد لمَّحت لك بالذهاب للطبيب بعد تأخرك في الحمل، وتسببت في إحراجك بشدة.

- ذكريه عندما كنت مريضة ولم يعرض عليك أن يذهب بك للطبيب؛ ظنًّا منه أن تعبك يسير.

- ذكريه أنه قارن بينك وبين أخته التي تحسن التبعل لزوجها، ورغم أنه قد اعتذر وتأسف مرات ومرات، وأنه لم يفعل ما فعل إلا بعد جدالٍ وعنادٍ ونقاشٍ منك، ورغم أنكم تصافيتم عدة مرات؛ إلا أن هذه الإساءات محفورة في قلبك، وعندما تعيدين هذه الأسطوانة تأكدي من أن ملامح اليأس سترتسم على وجهه، وسيعلم أنه لا مجال للنقاش، وسيفضِّل أن يغلق النقاش عند هذه النقطة.

- وإن لم يرتدع من هذا الهجوم المعاكس، وأبى أن يعترف بخطئه؛ فليتلون هجومك بلون الازدراء، ولتحمل عباراتك مفردات الإهانة؛ قولي له: لم أذق طعم السعادة منذ أن عرفتك، اسودت الدنيا منذ دخلت هذا البيت!


قولي له لم أرَ منك خيرًا قط؛ فتلك الكلمة كفيلة أن تحطم الرجل، وأن تهز ثقته في نفسه، كفيلة أن تشعره أن كده وتعبه لا يقدر، وأن إحسانه كان سدى، وأنه يصدِّر لعائلته التعاسة لا السعادة!

- وإن خرج بعد هذه الكلمات الثقيلة يريد مواصلة الجدال، ولم يسلم بأنك بريئة، وأنه المسئول عن تأزم العلاقة بينكما؛ فاطلبي منه الطلاق، فإن لم يستجب فاصرخي وأعيدي الطلب، فإن لم يستجب فقولي له: إن كنت رجلًا فطلقني... ستضعه تلك الكلمات على مفترق طرق؛ فإما أن يغادر البيت وينهي الحوار والدنيا تدور في رأسه، وفكرة الطلاق تراوده، وإما أن تأبى عليه كرامته، ويكون رصيدك قد نفد عنده، فتخرج كلمة الطلاق من فمه كما تخرج الطلقة من فوهة المدفع، لا يُدرَك حجم الدمار التي ستحدثه؛ عندها ستدركين سيدتي أنكِ لم تتعسي زوجك فقط، بل أتعستي نفسك وأبناءك وأهلك، وكل محبٍّ لكما في حقيقة الأمر.

والآن دورك أيها الزوج في طرق التعاسة المختصرة لشريكة حياتك.

وهذا ما نتناوله في المقال القادم بإذن الله.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 09-02-2023, 09:53 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,873
الدولة : Egypt
افتراضي رد: كيف (تتعس - تتعسين) شريك حياتك؟!

كيف (تتعس - تتعسين) شريك حياتك؟! (4)









كتبه/ غريب أبو الحسن


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

كيف تتعس شريكة حياتك؟


أخي الزوج تقول الأسطورة: إن المرأة تحب من أذنها، فتجنَّب تمامًا أن تسمعها كلمات الحب والثناء، وردد في نفسك: أن الحب مواقف؛ فيكفي أنك تكد وتتعب من أجل عائلتك!

يكفي أنك توفِّر لهم متطلبات الحياة، وأنك تحميهم من أخطار الدنيا! وأقنع نفسك أن هذا كافٍ، واحرص أن يجف لسانك من كلمات الحب والثناء والتقدير، فكلما جفت كلمات الحب ذبلت المرأة وتسللت التعاسة لها حتى تستوطن نفسها.

- والبخل طريق سريع نحو التعاسة والتقتير على الأهل مع السعة في الرزق، كالعيش في الجو الحار في غرفة زجاجية مقامة وسط حديقة غناء ترى النعمة والجمال، ولا تذوق إلا الحر والمعاناة، ولا تجعل بخلك قاصرًا على المال، بل أتبعه ببخل المشاعر، بل هما في الحقيقة متلازمان متصحابان يعذِّبان البدن والروح في وقتٍ واحدٍ.


- ومن وسائل إتعاس زوجتك الناجحة: أن تحصي عيوبها وتعددها، وتضعها جوار بعضها ولا تنظر لها إلا بعين السخط؛ فعين السخط تبدي المساويا.

ودعها بعد يوم طويل في المطبخ وهي متشوفة لرأي أسرتها في طعامها، وهي تنتظر كلمات الثناء والتقدير على هذا الجهد، وقل لها: إن الأكل عادي أو بارد أو نيء دون الثناء على باقي الأصناف، ولا على الجهد المبذول، علِّق على لبسها وحجمها وشكلها تعليق المتأفف الذي يقول في نفسه، لقد كنت أستحق أفضل من هذه! وتأكد أن هذه التعليقات كفيلة بأن تجعلها الليالي تلو الليالي في تعاسة.

- وإن تزوجتها في بيت أهلك؛ فلا تجعل لها خصوصية، بل يدخل أهلك شقتها حينما يريدون، ووقتما يريدون، وحيثما يريدون، أو اجعلها تخدمك وأولادك وأهلك، وكأنها أمة حبشية قد اشتريتها من سوق الرقيق، وكأن خدمتها لهم واجب عليها! ودعها تقارن بين حياتها في بيت أبيها حيث الراحة والسعادة والسكون وبين المعيشة في بيت أهلك حيث التعب والشقاء وقلة التقدير؛ فأي تعاسة بعد تلك الحياة؟!

- وعاملها كما تعامل صديقك، وأصر أن يكون كل نقاش بينكما هو نقاش موضوعي ومنطقي، وحاول في كل نقاش أن تفحمها بالحجة والبرهان، وتناسى أنهن عاطفيات، وأن بعض كلمات الحب أعظم أثرًا من عشرات الأدلة والبراهين، وأن التغافل أحيانًا أنجح من علاج الخلافات بالمناظرات.

- وعندما تعود من العمل بعد يوم شاق بادر إلى الطعام ثم النوم، ولا تعطيها وقتًا للحديث، ولا أن تبث لك تلك القصص التي ادخرتها لك والتي تراها أنت تافهة، ولكنها عندها ليست كذلك، ولا تلتفت إلى أنها طيلة اليوم تنتظرك وأنها لم تحادث أحدًا طيلة اليوم، وأنها تشتاق أن تتبادل معك الحديث؛ فهي يجب أن تتفهم أنك بحاجة للراحة، ويجب عليها أن لا تأخذ من وقت نومك من أجل حديثها الذي لا ترى فيه فائدة، ولا تلمح له أي أهمية.

- وافتح بمناسبة وبغير مناسبة موضوع التعدد، وأنه حق أصيل للرجال، وأن فلانًا قد استطاع أن يعدد ويعيش حياة هنيئة سعيدة، وإن لم تستطع أن تتحدث فيه حديثًا جادًّا، فلا مانع من تكرار الهزار السمج المتكلف حوله، فهو يجلب على قلبها التعاسة بلا شك.

- كن فظًّا غليظًا سليط اللسان تصنع لك مهابة وخوفًا في البيت، واجعل قدومك للبيت يرتجف منه من في البيت، فضرب الوجه والتقبيح كفيل بأن يملأ بيتك بالتعاسة، وأن يملأ قلوب أهلك خوفًا منك ثم بغضًا لك.

- وكن حكيمًا عطوفًا خارج البيت؛ يرى الناس منك مكارم الأخلاق والمساعدة، فإذا دخلت البيت كنت بلاءً على مَن في البيت، ودعهم يطلبون منك أن تعاملهم كما تعامل الأغراب، فشعور أهلك أنهم آخر مَن يصيبهم الخير منك، كفيل بأن يصب عليهم التعاسة صبًّا.

- لا تفرد مساحة لشريكة حياتك من وقتك، ودعك ممَّن يقول: إن أهم شخص في حياتك هو شريك حياتك، وأن سعادته ينبغي أن تكون على رأس أولوياتك؛ لأن سعادته ببساطة ستنسحب على سعادتك، ولا تجعله حاضرًا في جدول يومك، وأقنع نفسك أن كل ما تقوم به من عمل وسعي وكد هو في النهاية دليل على اهتمامك بشريك حياتك، أما الاستماع له والخروج معه وضمه وإسماعه عذب الحديث؛ فهذه من فضول القول، ولا تملك هذه الرفاهية، فأنت عندك أفواه تحتاج أن تسد، ومصاريف تحتاج أن تدفع.


- لا تساعد في أعمال المنزل، ولا تشفق ولا ترحم؛ فلكل منكم رسالة في الحياة؛ فأنت تصارع في الخارج وحدك وهي ينبغي أن تصارع وحدها في الداخل، ولكل منكم مساحة عمل، واستمع لوشاية الواشين الذين يرون تقديم المعونة للزوجة دفعًا لها نحو الكسل والركون، وترك مهامها الزوجية!

وأخيرًا -أخي الزوج وأختي الزوجة-: هذه نصائح سلبية، هي خلاصة عامة المشاكل التي تضرب العديد من بيوتنا، والتي تسببت في الانفصال والطلاق والمواجهات الطويلة في ساحات المحاكم، وهي جذور لغيرها من المشاكل الزوجية التي يصعب حصرها أو الحديث عن تفاصيلها، ومعرفة تلك المزالق مهم؛ لنتجنب السقوط فيها، فتنقلب حياتنا الزوجية من سبب للسعادة والسكن إلى سبب من أسباب التعاسة والمعاناة، والتي تنسحب على أولادنا، ومَن نحب، وقد قال حذيفة بن اليمان -رضي الله عنهما-: (كَانَ ‌النَّاسُ ‌يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْخَيْرِ، وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنِ الشَّرِّ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِي) (رواه مسلم)، والسعيد مَن تجنَّب مزالق الشر، وسلك طريق المعروف والخير.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 83.97 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 80.69 كيلو بايت... تم توفير 3.28 كيلو بايت...بمعدل (3.90%)]