العفة... فطرةٌ - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         قراءة في مقال حقائق مذهلة عن الكون المدرك (اخر مشاركة : رضا البطاوى - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4387 - عددالزوار : 836977 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3919 - عددالزوار : 379480 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 11942 - عددالزوار : 191306 )           »          سحور يوم 19 رمضان.. ساندوتشات فول مخبوزة خفيفة ولذيذة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          واتس اب بلس الذهبي (اخر مشاركة : whatsapp Girl - عددالردود : 2 - عددالزوار : 2671 )           »          الأمثال في القرآن ...فى ايام وليالى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 667 )           »          فقه الصيام - من كتاب المغنى-لابن قدامة المقدسى يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 953 )           »          دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)---- تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 1111 )           »          أسرتي الرمضانية .. كيف أرعاها ؟.....تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 857 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأخت المسلمة

ملتقى الأخت المسلمة كل ما يختص بالاخت المسلمة من امور الحياة والدين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27-01-2023, 09:41 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,615
الدولة : Egypt
افتراضي العفة... فطرةٌ



العفة... فطرةٌ (1)









كتبه/ حسن حسونة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فالعفةُ خُلُق رفيع، وأدب جم، وحلية للأولياء، وزينة للأصفياء، وهي: الكف عما لا يَحل.

فالعفة خُلُق يحمل على الكف عما حرَّم الله في كتابه، وكذا ما حرَّمه رسوله -صلى الله عليه وسلم-، فيزين نفسه بزينة الشرع والدِّين؛ قال الله -عز وجل- مادحًا المؤمنين: (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ . إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ) (المعارج: 29-30).


قال الشيخ السعدي -رحمه الله-: "فلا يَطئون بها وطئًا محرمًا من زنا أو لواطٍ، أو وطءٍ في دُبرٍ، أو حيضٍ، ونحو ذلك، ويحفظونها أيضًا من النظر إليها ومسها ممَّن لا يجوز له ذلك، ويتركون أيضًا وسائل المحرمات الداعية لفعل الفاحشة".

والعفة هي الفطرة؛ أي: هي الأصل الذي خلق الله عليه الإنسان؛ فالأصل بحثه عن العفة، متجنبًا لفتن الشهوات؛ لأنه يدور مع الشرع حيث كان في الأوامر والنواهي، والحدود، ثم إنه إذا ألمَّ بشيء تاب وأناب ورجع إلى مولاه.

وانظر إلى حال الأبوين: آدم وزوجه -عليهما السلام- لمَّا فعلا ما نهاهما الله عنه، وهو الأكل من الشجرة، وبدت لهما سوءاتهما -أي: عوراتهما- جعلا يخصفان على عوراتهما من أوراق شجر الجنة؛ ليستترا بها.

لماذا فعلا ذلك؟!

لأنها الفطرة التي فَطَر الله الناس عليها، وضدها ليست فطرة، وهو قصد التعري في الطرقات، وأمام الكاميرات، وعلى برامج التيك توك، وغير ذلك؛ فهو مِن الحرام البيِّن الذي لا خفاء فيه، فعن معاوية القشيري قال: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، عَوْرَاتُنَا، مَا نَأْتِي مِنْهَا وَمَا نَذَرُ؟ قَالَ: (احْفَظْ عَوْرَتَكَ إِلا مِنْ زَوْجَتِكَ، أَوْ مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ). قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، إِذَا كَانَ الْقَوْمُ بَعْضُهُمْ فِي بَعْضٍ؟ قَالَ: (إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ لا يَرَاهَا أَحَدٌ فَلا يَرَيَنَّهَا). قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِذَا كَانَ أَحَدُنَا خَالِيًا؟ قَالَ: (فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ يُسْتَحْيَا مِنْهُ) (رواه الترمذي، وحسنه الألباني).




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 21-02-2023, 04:01 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,615
الدولة : Egypt
افتراضي رد: العفة... فطرةٌ



العفة فطرة (2) فضل العفة









كتبه/ حسن حسونة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فقد تكلمنا عن العفة ومعناها، وأنها فطرة الله التي فطر الله الناس عليها، وأن مَن شذَّ فقد خَرَج عن الفطرة، والسؤال الآن لمَن تعفف وألزم نفسه بلوازم الدِّين: ماذا له من الخير والثواب والفضل عند الله؟

والفضائل تكون في الدارين: الدنيا والآخرة.

أما في الدنيا فأولها: الراحة والسعادة والطمأنينة، فقد تكفل الله بها لمَن التزم طريق الإيمان والعمل الصالح، واجتنب المعاصي والأوزار، قال -تعالى-: (‌مَنْ ‌عَمِلَ ‌صَالِحًا ‌مِنْ ‌ذَكَرٍ ‌أَوْ ‌أُنْثَى ‌وَهُوَ ‌مُؤْمِنٌ ‌فَلَنُحْيِيَنَّهُ ‌حَيَاةً ‌طَيِّبَةً ‌وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ ‌أَجْرَهُمْ ‌بِأَحْسَنِ ‌مَا ‌كَانُوا ‌يَعْمَلُونَ) (النحل: 97).

ثانيها: التيسير للعفاف والحياة الحلال، فيوسع له رزقه، ويبارك له حتى يدرك الحلال، ودليل ذلك في الحديث: (‌ثَلَاثَةٌ ‌حَقٌّ ‌عَلَى ‌اللَّهِ ‌عَوْنُهُمْ: المُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَالمُكَاتَبُ الَّذِي يُرِيدُ الأَدَاءَ، وَالنَّاكِحُ الَّذِي يُرِيدُ العَفَافَ) (رواه الترمذي، وحسنه الألباني).

ثالثها: يحفظ الله لك زوجتك، وبناتك، وأخواتك، وعماتك؛ لأنه مَن حافظ على أعراض الناس حفظ الله عرضه، ومَن عبث بها عبث الناس بعرضه؛ فهو ديْنٌ، فعن أبي أمامة الباهلي -رضي الله عنه-: أَنَّ فَتًى شَابًّا أَتَى النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ائْذَنْ لِي بِالزِّنَا؟ فَأَقْبَلَ الْقَوْمُ عَلَيْهِ فَزَجَرُوهُ، وقَالُوا: مَهْ مَهْ -أي: اسكت-، فَقَالَ النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ادْنُهْ) فَدَنَا مِنْهُ قَرِيبًا فَجَلَسَ، قَالَ النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أَتُحِبُّهُ لِأُمِّكَ؟) قَالَ: لَا وَاللَّهِ، جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ. قَالَ: (وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِأُمَّهَاتِهِمْ)، قَالَ: (أَفَتُحِبُّهُ لِابْنَتِكَ؟)، قَالَ: لَا وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ، قَالَ: (وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِبَنَاتِهِمْ)، قَالَ: (أَفَتُحِبُّهُ لِأُخْتِكَ؟)، قَالَ: لَا وَاللَّهِ، جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ، قَالَ: (وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِأَخَوَاتِهِمْ)، قَالَ: (أَفَتُحِبُّهُ لِعَمَّتِكَ؟) قَالَ: لَا وَاللَّهِ، جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ، قَالَ: (وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِعَمَّاتِهِمْ)، قَالَ: (أَفَتُحِبُّهُ لِخَالَتِكَ؟) قَالَ: لَا وَاللَّهِ، جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ، قَالَ: (وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِخَالَاتِهِمْ)، ثم وَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ وَقَالَ: (اللَّهُمَّ اغْفِرْ ذَنْبَهُ، وَطَهِّرْ قَلْبَهُ، وَحَصِّنْ فَرْجَهُ) (رواه أحمد، وصححه الألباني)؛ فقام الغلام من عند النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو لا يجد شيئًا من ذلك.

وأيضًا هي سبب في تفريج الكرب وتنفيس الهم؛ كما في قصة أصحاب الغار.


أما في الآخرة: فإن العفيف في ظل عرش الرحمن، يوم لا ظل إلا ظله كما في الصحيحين من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- مرفوعًا: (سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ في ظِلِّهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إلَّا ظِلُّهُ...) وذكر منهم: (وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ، وَجَمَالٍ فَقَالَ: إِنِّي أَخافُ اللَّه... ) (متفق عليه)؛ فليكن هذا شعار المسلم والمسلمة: إني أخاف الله.

وأيضًا: العفة تورث جنة الله، فقد أخبر الله -عز وجل- في أوصاف المؤمنين في مطلع سورة "المؤمنون"، وفيها: (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ . إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ) (المؤمنون : 5-6)، إلى أن قال: (أُولَ?ئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ . الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) (المؤمنون: 10-11)، وأخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- عن أهل الجنة فقال: (وَعَفِيفٌ ‌مُتَعَفِّفٌ ذُو عِيَالٍ) (رواه مسلم).

والسؤال هنا: ما وسائل تحصيل العفة؟

هذا نتعرف عليه في المقال القادم -بإذن الله-.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 10-03-2023, 10:39 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,615
الدولة : Egypt
افتراضي رد: العفة... فطرةٌ

العفة فطرة (3) وسائل تحصيل العفة








كتبه/ حسن حسونة


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فقد أقام الشرع الحنيف وسائل لتحصيل العفة، وتجنب الفتنة التي هي من أعظم الفتن؛ فتنة النساء التي قال عنها النبي -صلى الله عليه وسلم-: (‌مَا ‌تَرَكْتُ ‌بَعْدِي ‌فِتْنَةً ‌هِيَ ‌أَضَرُّ ‌عَلَى ‌الرِّجَالِ ‌مِنَ ‌النِّسَاءِ) (متفق عليه).

وهذه الوسائل بعضها وقائي، من بابِ الوقاية خيرٌ من العلاجِ، وبعضها عقابي، حتى يكون عبرةً لغيره، وهو من باب الزجرِ؛ فأولها: عظّم الله مراقبته في السر والعلن، والليل والنهار، فما من ذرةٍ من ذراتِ الكون إلا في قبضته -عز وجل-؛ الذي يعلم السرَ وأخفى، ويعلم خائنة الأعين وما تُخفي الصدور، قال الله -تعالى-: (يا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ) (لقمان: 16).

فيحققُ المسلمُ والمسلمةُ هذه الرقابة من خلال أسمائه -عز وجل-: الرقيب، الشهيد، الحفيظ، السميع، البصير؛ فيعلم أن كلماته ونظراته وخطراته محفوظةٌ عليه، وأنه سيُحَاسبُ عليها، فيحمله ذلك على حِفظِ لسانه وبصره وفرجه.

وثانيها: أمر الله بغض البصر، فقال: (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ) (النور: 30)، وقال في شأن المؤمنات: (وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ) (النور: 31)؛ لأن النظرةَ هي البريدُ الأول؛ فإن حفظها أمن من الوقوع والانزلاق في الفتنة، قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لجرير بن عبد الله -رضي الله عنه- لمَّا سأله عن نظرة الفجأة: (‌اصْرِفْ ‌بَصَرَكَ) (رواه مسلم).

وثالثها: حَرَّم الشرعُ الخُلوةَ بين الرجل والمرأة، وبيَّن أن الشيطانَ ثالثُ الاثنين في ذلك، فيزين الشيطانُ المرأة للرجل، والعكس، فيقع ما لا يحمد عقباه!

ورابعها: حثَ الشرع الأولياء على عدم الإفراط في إدخال الرجال على النساء، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إِيَّاكُمْ وَالدُّخُولَ عَلَى النِّسَاءِ)، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَفَرَأَيْتَ الحَمْوَ؟ قَالَ: (الحَمْوُ المَوْتُ) (متفق عليه)، والحمو هم أقارب الزوجين، ووصفهما بالموت؛ لأن الغالب وقوع الفتنة من هؤلاء؛ فما بالنا بالتساهل إلى أبعد مِن هذا، فيقول البعض: هذا زميل البنت في المدرسة، وهذا طبيب الأسرة، وصديق العائلة، إلخ، ويضع البنزين بجوار النار، ويقول: لا تشتعل!

وخامسها: نهى الشرع عن مصافحة الرجل للمرأة، وكذلك العكس، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لأنْ يطعنَ في رأسِ أحدِكُمْ بمِخيطٍ منْ حديدٍ خيرٌ لهُ منْ أنْ يمسَّ امرأةً لا تحلُّ لهُ) (رواه الطبراني، وصححه الألباني).

ولأن كثرة المساس تفقد الإحساس -كما هو معلوم-.

وسادسها: حث الشرع على الزواج الشرعي، وهو الالتقاء الصحيح بين الرجل والمرأة، قال الله تعالى: (وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) (النور: 32).

وثبت في الصحيحين من حديث ابن مسعود -رضي الله عنه- مرفوعًا: (يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فإنَّه أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَن لَمْ يَسْتَطِعْ فَعليه بالصَّوْمِ، فإنَّه له وِجَاءٌ)، أي: حفظ له.

فهذا هو الطريق السليم لنيل العفة، كما بيَّن النبي -صلى الله عليه وسلم-: (فإنَّه أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ)، ومعلومٌ أنه لا توجد علاقة بين الرجل والمرأة إلا في هذه الحدود، فلا يعرف الشرع صديقًا ولا خليلًا، ولا صاحبًا، ولا زميلًا، ولا علاقات مشبوهة ما أنزل الله بها من سلطان، فليتقِ الله الزوج في زوجته، ولتتقي الله الزوجة في زوجها، قال الله -تعالى-: (فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ) (النساء: ??).

وسابعها: تأتي الوسيلة الزاجرة، وهي العقاب الذي وضعه الشرع لمَن تخطى هذه الوسائل كلها، واقترف ما حرَّم الله؛ فجاءت العقوبة للزاني المحصن بالرجم حتى الموت، وغير المحصن جلد مائة جلدة وتغريب عام، كما جاء في القرآن والسنة؛ ليكون ذلك زاجرًا لغيره ومانعًا.

فهذه الوسائل إن التزمها المسلم تمكَّن -بفضل الله- مِن تحصيل خُلُق العفة، ونال ما أعَدَّه الله لأهل العفاف.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 72.37 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 69.57 كيلو بايت... تم توفير 2.80 كيلو بايت...بمعدل (3.87%)]