|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
هل سيعود زوجي إلى طليقته؟
هل سيعود زوجي إلى طليقته؟ الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل السؤال: ♦ الملخص: امرأة متزوجة برجلٍ مطلق، تذكُر أنه يُحب طليقته؛ مما جعَلها تَشعُر بعدم الثقة في نفسها، وتتساءل دائمًا في نفسها إذا كان سيرجع إلى طليقته، وأصبحت تفكِّر في ترْكه، وتسأل عن حلٍّ. ♦ التفاصيل: أنا متزوجة منذ سنة ونصف، أبلغ من العمر الخامسة والعشرين، تزوجت من رجل يبلغ من العمر الخامسة والأربعين، وهو مطلق مرتين، ولديه طفلان من طليقته الأولى التي كان يحبها كما ظهر لي بعد ذلك، وسبب طلاقه للثانية هو محاولة إرجاع طليقته الأولى؛ لأنه يحبها وحاول إرجاعها بكل الطرق، وبعد أن أرجعها لم ينجحا وطلبت الطلاق مرة أخرى بسبب أنها اعتبرته خانَها، ولم تعد تتقبَّله، وفعلًا طلقها وهو لا يريد، وبعد عدة أشهر تزوَّجني، ولم أكن أتوقع حبه لطليقته، ولا أعلم عن هذه القصة سوى أنه مطلق امرأة واحدة لأسباب عدم التفاهم وكثرة سفرها، وكان هو من طلقها ولا يريدها، مع أن الواقع هو العكس، فبعد زواجي كنتُ أستلطف زوجي وأراه الناضج العاقل، وكان كما أحلم تمامًا، ولكن منغصات هذه القصة لم تسيطر عليَّ إلا بعد مرور سنة؛ فأصبحت أفكر كثيرًا في الموضوع، خصوصًا أنه لا يظهرني لأقاربه، وكأنه يخفيني وهو ينفي هذا، فأنا أشعر أنه لا يريد أن يجرحَ مشاعرها، وتصلها أخباره، هو لا يتكلم عن زوجاته السابقات أبدًا، وهذا جيدٌ، ولكن عندما أسمع من بعض أهله المقربين عنهن، تبدأ عندي الوساوس، ومِن ثَمَّ سيطرت الوساوس على حياتي معه، فأصبحت حساسة لأقل الأسباب، وكأنني أنتظر زلَّاته، وهو يقول لي: إنه مصدوم من تغيري، هو لا يعبر عن حبه لي أبدًا، وأشعر أني بدأت أفقد ثقتي بنفسي، وأتساءل دائمًا: هل يمكن لزوجي أن يرجع طليقته بحجة الأطفال أو لأجْلها؟ هل يمكن أن ينساها؟ وكم يستغرق هذا؟ هل أنقذ نفسي من هذه الدوامة وأتركه مع أني أُحبه، ولكن أحب نفسي أيضًا، ولست بإنسانة صبورٍ للأسف؟ وفي أغلب الخلافات بيننا يلمِّح أنه لم يَعُد يُحبني، فيمكنني أن أتركه، وأنه تعب كثيرًا ولا يتحمل مزيدًا من الصراعات، مع أن خلافاتنا عادة لا تكون إلا بسبب أمور عادية؛ كعدم الاحترام، أو اختلاف وجهات النظر، أعتذر عن الإطالة، وأتمنى منكم توجيهي، وجزاكم الله خيرًا. الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد: فواضح من سؤالك في الاستشارة وجود محبة بين الطرفين، إذًا ما سر شكواكِ؟ سرها هو تأثير ثلاثة أمور عليك؛ وهي: ١- حساسيتكِ الزائدة سببت لك كثيرًا من التوهمات والتخوفات. ٢- بعض الصويحبات وكلامهنَّ المغلف بغلاف النصيحة وربما بدافع الحسد. ٣- تخوُّفاتكِ جعلتكِ تستفزين زوجكِ، ولا تثقين به، وتفسرين كل شاردة وواردة بأنه يحب زوجته الأولى، وأنه سيعيدها، وهذا كله مع استسلامكِ لوساوس الشيطان - كدَّر حياتكما، وما دمتِ عرفتِ ذلك كله، فما الحل إذًا؟ الحل بمشيئة الله في الآتي: أولًا: الدعاء بإلحاح أن يصرف عنكِ الأوهام والحساسية الزائدة. ثانيًا: عدم الاستماع لتشويشات بعض الصديقات؛ سواء كن مجتهدات أم حاسدات. ثالثًا: تقوية الثقة بزوجكِ، وتحسين أخلاقكِ معه، ومنحه حقوقه كاملة؛ ليعطيَك الحب والأمان. رابعًا: اعلمي أن الرجال لا يحبون الزوجة كثيرة الشكوى والإصرار على الشكوك والاتهامات. خامسًا: تجنبي أسلوب تصيد الأخطاء ومناقشته فيها، فلن تستفيدي منه إلا زيادة المشكلات. سادسًا: مسألة احتمال عودة زوجكِ لزوجته الأولى تبدو بعيدة المنال، خاصة أنه طلَّقها مرتين. سابعًا: أنتِ تستطيعين بإذن الله احتواء قلب زوجكِ بحسن الخلق، وحسن التبعل، والخضوع له بالمعروف، والصبر، وترك التصيُّد، فإن فعلتِ ذلك، فسيجد فيكِ ما يتمناه. تاسعًا: الحياة الزوجية السعيدة تُبنى على أسس شرعية من السكن والمودة والرحمة والمحبة؛ قال سبحانه: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الروم: 21]. عاشرًا: التعامل بتعالٍ ونِدِّيَّة مع الزوج، أو بشكوك وأوهام - يقضي على الأسس السابقة؛ أعني: السكن، والمودة، والرحمة، ويحل محلها الخصام والنكد، وتباعد القلوب، ثم الطلاق. حادي عشر: الكمال صعب، فسددوا وقاربوا؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يَفْرَكْ مؤمنٌ مؤمنةً؛ إن كرِه منها خُلُقًا رضيَ منها آخرَ، أو قال: غيره))؛ [رواه مسلم، كتاب الرضاع، باب: الوصية بالنساء (2672)]، وكذلك المرأة تخاطب بما في هذا الحديث مع زوجها. ثاني عشر: واعلمي يقينًا أن كل ما كتبه الله سبحانه في اللوح المحفوظ سيتحقق حتمًا؛ فجزعكِ لن يردَّ قدرًا، والأمر يقتضي أن تعملي كل سبب يُقرِّبكِ إلى قلب زوجكِ ويُحبِّبه لكِ. حفِظكِ الله من شرور شياطين الإنس والجن، وأعاذكما من نزغاتهما، وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |