عبد الرحمن السميط رجل بأمة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3959 - عددالزوار : 397942 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4428 - عددالزوار : 863886 )           »          أنماط من الرجال لا يصلحون أزواجاً (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          أيها الأب صدر موعظتك بكلمة حب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          كيف تُحدِّين من دلع طفلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          المرأة في أوروبا الجديدة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          وتوقفت عن معصية الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          تربية الأطفال عند السلف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          كرم المرأة المسلمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          بيت السعادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > الملتقى العام > ملتقى أعلام وشخصيات
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى أعلام وشخصيات ملتقى يختص بعرض السير التاريخية للشخصيات الاسلامية والعربية والعالمية من مفكرين وأدباء وسياسيين بارزين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14-03-2020, 05:02 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,332
الدولة : Egypt
افتراضي عبد الرحمن السميط رجل بأمة

عبد الرحمن السميط رجل بأمة
محمود علي التلواني












مقدمة:



الحمد لله الذي جعل جنة الفردوس لعباده المؤمنين نُزُلًا، ويسَّرهم للأعمال الصالحة الموصلة إليها فلم يتخذوا سواها شغلًا، وسهَّل لهم طرقها فسلكوا السبيل الموصلة إليها ذُللًا، خلقها لهم قبل أن يخلقهم، وأسكنهم إياها قبل أن يوجدهم، وحفها بالمكاره وأخرجهم إلى دار الامتحان ليبلوهم أيهم أحسن عملًا، وجعل ميعاد دخولها يوم القدوم عليه وضرب مدة الحياة الفانية دونه أجلًا، وأودعها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، وجلاها لهم حتى عاينوها بعين البصيرة، التي هي أنفذ من رؤية البصر، وبشَّرهم بما أعدَّ لهم فيها على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، فهي خير البِشْرِ على لسان خير البَشر، وكمَّل لهم البشرى بكونهم خالدين فيها لا يبغون عنها حولًا.








أما بعد:



فالدعوة إلى الله عز وجل واجبة على كل مسلم ومسلمة، كل على حسب علمه واستطاعته؛ قال تعالى: ﴿ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [آل عمران: 104]، وقال تعالى: ﴿ قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [يوسف: 108]، وقال عز وجل: ﴿ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴾ [النحل: 125]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان))[1].







ولقد بعث الله عز وجل الأنبياء والمرسلين للدعوة إليه سبحانه، وإلى توحيده وحده وعبادته، وترك عبادة ما سواه، وجعل للأنبياء والمرسلين ورثةً من بعدهم، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن العلماء ورثة الأنبياء، إن الأنبياء لم يورثوا دينارًا ولا درهمًا، وأورثوا العلم، فمن أخَذه أخَذ بحظ وافر))[2]، وكذلك العلماء يورثون العلم من بعد الأنبياء.







وكلامنا في هذه الدراسة عن عَلَم من أعلام الدعوة والعمل الخيري، ترك الدنيا وزخرفها وباعها بالآخرة، وما عند الله خير وأبقى، لنتكلم عن سيرته وحياته، وعلومه ودراسته، ودعوته وأعماله الخيرية.







تمهيد:



المبحث الأول: تعريف بالدكتور عبدالرحمن السميط:



عبدالرحمن بن حمود السميط:



داعية كويتي ومؤسس جمعية العون المباشر - لجنة مسلمي إفريقيا سابقًا - ورئيس مجلس إدارتها.



رئيس مجلس البحوث والدراسات الإسلامية.



ولد في الكويت عام 1947م، أسلم على يديه أكثر من 11 مليون شخص في إفريقيا، بعد أن قضى أكثر من 29 سنة ينشر الإسلام في القارة السمراء.







طبيب ثم ناشط في العمل الخيري:



قبل أن يصبح ناشطًا في العمل الخيري، كان طبيبًا متخصصًا في الأمراض الباطنية والجهاز الهضمي، تخرج في جامعة بغداد بعد أن حصل على بكالوريوس الطب والجراحة، ثم حصل على دبلوم أمراض مناطق حارة من جامعة ليفربول عام 1974م، واستكمل دراساته العليا في جامعة ماكجل الكندية، متخصصًا في الأمراض الباطنية والجهاز الهضمي.







الأوسمة والجوائز التي حصل عليها:



نال السميط عددًا من الأوسمة والجوائز والدروع والشهادات التقديرية؛ مكافأة له على جهوده في الأعمال الخيرية، ومِن أرفع هذه الجوائز جائزةُ الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام، والتي تبرع بمكافأتها (750 ألف ريال سعودي) لتكون نواة للوقف التعليمي لأبناء إفريقيا، ومن عائد هذا الوقف تلقَّت أعداد كبيرة من أبناء إفريقيا تعليمَها في الجامعات المختلفة.







ما تعرض له من منغصات:



تعرض في إفريقيا للاغتيال مرات عديدة من قبل المليشيات المسلحة؛ بسبب حضوره الطاغي في أوساط الفقراء والمحتاجين، كما حاصرته أفعى الكوبرا في موزمبيق وكينيا وملاوي غير مرة، لكن الله نجَّاه، بالإضافة إلى لسع البعوض في تلك القرى، وشح الماء، وانقطاع الكهرباء، وتعرض في حياته لمحن السجون، وكان أقساها أسره على يد البعثيين.







قضى ربع قرن في إفريقيا، وكان يأتي للكويت فقط للزيارة أو العلاج، كانت سلسلة رحلاته في أدغال إفريقيا وأهوال التنقل في غاباتها - تعد نوعًا من الأعمال الاستشهادية بتعريض نفسه للخطر، لأجل أن يحمل السلام والغوث لإفريقيا بيدٍ فيها رغيف، ويدٍ فيها مصباح نور وكتاب، وسلاحه المادي جسدُه المثخن بالضغط والسكر والجلطات، وأما سلاحه الإيماني الذي حسم معارك السميط في سبيل الله والمستضعَفين، فآيات استقرت في قلبه.







ما زال السميط يعمل في الدعوة رغم أنه شيخ كبير ظهر بياض شعره، وصعوبة حركته، وتثاقل أقدامه، فضلًا عن إصابته بالسكر، وبه آلام في قدمه وظهره.







النشأة:



السميط وحب القراءة:



أحب السميط القراءة منذ صغره حتى إن والده هدده في أكثر من مرة أنه لن يصطحبه إلى السوق؛ لأنه كان إذا رأى صفحة جريدة أو مجلة ملقاة على الأرض ركض لالتقاطها وقراءتها أثناء المشي، وكثيرًا ما كان يصطدم بالناس بسبب عدم الانتباه إلى الشارع، وقد أمضى فترة طويلة يتردد على مكتبة "حَوَلِّي" العامة للقراءة، وكانت تضم أمهات الكتب، هذه القراءة فتحت عينيه على معلومات مهمة لم تكن متاحة لأقرانه، وقراءاتُه كانت متنوعة؛ حيث شملت العلوم الشرعية والأديان الأخرى والسياسة والاقتصاد وغيرها، وكان من عادته إذا أمسك بكتاب مهما كانت عدد صفحاته لا يتركه حتى ينهي قراءته، وفي بعض الأحيان كان يذهب إلى مكتبة حولِّي قبل موعد الدوام ليكون أول الداخلين إليها، وعندما تغلق أبوابها يكون آخر الخارجين، وكانت معظم أمواله متجهة إلى شراء الكتب من المكتبات الخاصة التي كانت تأتي من مصر.







التعليم والعمل:



نشأ عبدالرحمن السميط في الكويت، وتعلم في مدارسها حتى المرحلة الثانوية، ثم ابتعث في يوليو عام 1972م إلى جامعة بغداد للحصول على بكالوريوس الطب والجراحة، غادر بعدها إلى جامعة ليفربول في المملكة المتحدة؛ للحصول على دبلوم أمراض المناطق الحارة في أبريل 1974، ثم سافر إلى كندا ليتخصص في مجال الجهاز الهضمي والأمراض الباطنية، تخصص في جامعة ماكجل، مستشفى مونتريال العام، في الأمراض الباطنية، ثم في أمراض الجهاز الهضمي كطبيب ممارس من يوليو 1974م إلى ديسمبر 1978م، ثم عمل طبيبًا متخصصًا في مستشفى كلية الملكة في لندن من عام 1979 إلى 1980، ثم عاد إلى الكويت عاملًا فيها بعد سِني الخبرة في الخارج؛ حيث عمل مختصًّا في مستشفى الصباح في الفترة من 1980 - 1983م، ونشر العديد من الأبحاث العلمية والطبية في مجال القولون والفحص بالمنظار لأورام السرطان، كما أصدر أربعة كتب، هي: لبَّيك إفريقيا، دمعة على إفريقيا، رسالة إلى ولدي، العرب والمسلمون في مدغشقر، بالإضافة إلى العديد من البحوث وأوراق العمل، ومئات المقالات التي نشرت في صحف متنوعة.



تولى منصب أمين عام جمعية مسلمي إفريقيا عام 1981م، وما زال على رأس الجمعية بعد أن تغير اسمها إلى جمعية العون المباشر في 1999م[3].







المبحث الثاني: أبرز جهود الدكتور عبدالرحمن السميط في الدعوة إلى الله:



له إسهامات كثيرة في الأعمال الخيرية، وإنشاء المؤسسات والجمعيات المتخصصة؛ "حيث أسس في شرقي كندا فرعًا لجمعية الأطباء المسلمين في أمريكا وكندا عام 1976م، ولجنة مسلمي ملاوي في الكويت عام 1980م، ولجنة الإغاثة الكويتية التي ساهمت في إنقاذ أكثر من 300 ألف مسلم في السودان وموزمبيق وكينيا والصومال وجيبوتي عام 1984م، كما أسس لجنة مسلمي إفريقيا عام 1981م، وقد حققت اللجنة على يديه بناء آلاف المساجد والمراكز الإسلامية المتكاملة ومراكز التدريب والمستشفيات، ورعاية آلاف الدعاة والمعلمين والطلاب والدارسين، وتقديم مئات المنح التعليمية العليا في كافة علوم الطب والهندسة والعلوم التقنية، وكفالة آلاف الأيتام وأسرهم، كما أسهمت لجنة مسلمي إفريقيا أيضًا في حفر مئات الآبار الارتوازية في مناطق الجفاف، وبناء عددٍ من السدود والمشروعات الزراعية، وتوزيع أطنان من الأغذية والملابس، وتوزيع ملايين النسخ من المصاحف والكتب الإسلامية المختلفة، وبعض المشروعات الاجتماعية والصحية الأخرى، نال جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام عام 1996م"[4].








بدأ السميط عمله الخيري والدعوي والتنموي بدايات بسيطة في دولة الكويت؛ حيث غلفه بطموحات كبرى، وكان ذلك في أواخر السبعينيات الميلادية من القرن الماضي، وكما هي العادة الدنيوية والنواميس الكونية للبدايات، ففيها تكون التحديات والصعوبات والأبواب المغلقة، ثلاثة أشهر من العمل الشاق والجاد، والتواصل الكبير مع الناس في بلد غني مثل الكويت، ومع ذلك لم يستطع السميط إلا أن يجمع (1000) دولار فقط، خاب أمله بالطبع، ومع ذلك لم يرفع العلَمَ الأبيض، ولكن غير الإستراتيجية، فتحول من مخاطبة الأغنياء والأثرياء إلى مخاطبة الطبقة الوسطى هناك، وتحديدًا الشريحة النسوية، فكانت كنز عبدالرحمن السميط المفقود؛ حيث فتح الله عليه فتحًا عظيمًا بعد ثلاثة أشهر عجاف، وانطلق بكل قوة نحو حلمه في تنمية وتغيير وتطوير القارة السمراء، ذلك المكان الموحش للبعض، ولكنه غير ذلك للأنفس التواقة التي تعشق التحدي والمغامرة وتطلبها، وكان ذلك النجاح الرهيب والمدوي بكل المقاييس، فكان يجمع التبرعات من الناس العادية ولا حتى من الدولة.







الدعوة إلى الإسلام:



ترك السميط حياة الراحة والدعة والحياة الرغيدة، وأقام في إفريقيا مع زوجته في بيت متواضع في قرية مناكرا، بجوار قبائل الأنتيمور، يمارسان الدعوة إلى الله بنفسيهما، دعوة طابعها العملُ الإنساني الخالص الذي يكرس مبدأ الرحمة، فيجتذب ألوف الناس لدين الإسلام، ويعيشان بين الناس في القرى والغابات، ويقدمان لهم الخدمات الطبية والاجتماعية والتعليمية، بل زرع السميط حبَّ العطاء وفن القيادة فيمن حوله، وكان من أبرز من التقط هذا المنهج حرمه أم صهيب، التي تبرعت بجميع إرثها لصالح العمل الخيري، وهي أيضًا قائدة بارزة في مجالها، فقد أسست الكثير من الأعمال التعليمية والتنموية، وتديرها بكل نجاح وتميز، وهي بدعمها ومؤازرتها أحد أسرار نجاحه أيضًا، وهذه أحد تفاعلات النجاح وخلطاته السحرية؛ حيث النجاح الجماعي حيث يكون التكامل.







قطع السميط على نفسه العهد أن يمضي بقية عمره في الدعوة إلى الله هناك، كان كثيرًا ما يتنقل برًّا، وقد سافر بالقطار في أكثر من أربعين ساعة بفتات الخبز، ويقوم بالزيارات التي يقطع فيها الساعات بين طرق وعرة، وغابات مظلمة مخيفة، وأنهار موحشة في قوارب صغيرة ومستنقعات منتنة، كان هم الدعوة إلى الله شغله الشاغل، حتى في اللقمة التي يأكلها، فإذا وصل إلى قرية واجتمع أهلها، قال لهم السميط: "ربي الله الواحد الذي خلقني ورزقني، وهو الذي يميتني ويحييني".







كلمات يسيرة يدخل بها أعداد منهم إلى الإسلام، كانت طرق الدعوة كثيرة ومتنوعة؛ منها أنه كان يحمل معه ملابس ليقدمها هدية لملوك القرى؛ تأليفًا لقلوبهم إلى الإسلام، والحلوى لأطفال القرى من أجل إدخال السرور على نفوسهم.







كان السميط شخصًا ملمًّا بحياة القرى والقبائل الإفريقية وعاداتهم وتقاليدهم، فالداعية الحق هو الذي يعرف طبيعة من يدعوهم، فليس كل داعية يصلح للدعوة في كل مكان، بل لا بد من مواصفات معينة يسبقها العلم التام بطبيعة المدعوين وأحوالهم، تميز بمحاسبة من يعمل معه بكل دقة، ويقف بنفسه حتى على طعام الأيتام، وكان يقول: "أموال الناس التي دفعوها لعمل الخير لا يمكن أن أفرط في ريال واحد منها".







في كل مساء عندما يرخي الليل سدوله يقف السميط على الحلقات المستديرة التي تجمع فيها أبناء الأيتام يقرؤون القرآن، وهو ينتقل من حلقة إلى أخرى؛ ليطمئن على حفظهم للقرآن الكريم، ويبتسم في وجوههم، فضلًا عن خروجه بعد العشاء ليطمئن عليهم هل ناموا، كان يقول لمن يسأله عن صنعه: "يا أخي، نحن لا ننتظر شهادات من أحد، نحن عملنا في الميدان، وننتظر من الله فقط أن يتقبل منا".







يقول الدكتور السميط في حديث لصحيفة كويتية: "نحن نادرًا ما نقدم (كاش) للفقراء، ولكن نقدم مشروعات تنموية صغيرة؛ مثل فتح بقالات، أو تقديم مكائن خياطة، أو إقامة مزارع سمكية؛ فهذه تدر دخلًا للناس وتنتشلهم من الفقر، وغالبًا تترك أبلغ الأثر في نفوسهم، فيهتدون إلى الإسلام".







إن جهود عبدالرحمن السميط أثمرت عن إسلام ما لا يقل عن 10 ملايين إنسان وعشرات الألوف من القبائل بأكملها، وزعماء قبائل، ودعاة لأديان أخرى أسلموا، فتحولوا إلى دعاة للإسلام، أنقذهم الدكتور بفضل الله، وساهم في مد يد العون لهم من خلال توفير المسكن والعمل والمستشفيات والمدارس، وغيرها من الاحتياجات.







أسلم على يديه - وعبر جهوده وجهود فريق العمل الطموح الذي يرافقه - أكثر من سبعة ملايين شخص في قارة إفريقية فقط، وأصبحت جمعية العون المباشر التي أسسها هناك، أكبر منظمة عالمية في إفريقية كلها، يدرس في منشآتها التعليمية أكثر من نصف مليون طالب، وتمتلك أكثر من أربع جامعات، وعددًا كبيرًا من الإذاعات والمطبوعات، وقامت بحفر وتأسيس أكثر من (8600) بئر، وإعداد وتدريب أكثر من (4000) داعية ومعلم ومفكر خلال هذه الفترة، وقلب الآلاف من طالبي الصدقة والزكاة إلى منفقين لها بكل جدارة، فقد طبق المنهج الإسلامي الواسع في التنمية المستدامة للأمم والشعوب.







أسلموا لما رأوا من أخلاقه وحبه للفقراء، في الوقت الذي كانت فيه الجمعيات التبشيرية البروتستنتية لا تعطي الطعام أو تعالج الفقراء إلا أن تشترط عليهم الدخول في المسيحية؛ كما يعمل المنصرون في كل مكان، يستغلون حاجة الفقراء وجهلهم، ويجبرونهم على الدخول إلى المسيحية.







كان يركب السيارة لمدة عشرين ساعة حتى يصل إلى الأماكن النائية، وأحيانًا يكون سيرًا على الأقدام في الوحل والمستنقعات.







تعرض للأذى هو وزوجته وأبناؤه؛ في مرة من المرات مرَّ على ناس مجتمعين، فجلس قريبًا منهم من التعب الذي حل به من طول السير، وفجأة فوجئ بالناس واحدًا واحدًا يأتي ويبصق على وجهه، وبعد ذلك اكتشف أنه كانت محاكمة في القبيلة وممنوع الغرباء أن يحضروا!







في مرة من المرات دخل مع زوجته إلى قبيلة من القبائل، فتعجب الناس من ارتدائها للحجاب، وكادوا أن يفتكوا بها، لولا أنها انطلقت تجري إلى السيارة.







ويقول: قبل فترة كنت أقضي من 10 إلى 11 شهرًا في إفريقيا، ولا أقضيها في بلد واحد أو مدينة واحدة؛ إذ يندر أن أبقى أكثر من 3 أيام في مكان واحد، فطبيعة عملي تفرض عليَّ أن أتنقل من مكان إلى آخر؛ لمتابعة مشاريعنا ودعاتنا وبرامجنا لمساعدة هذه المجتمعات الفقيرة؛ ولهذا كنت لا أرى أولادي كثيرًا، حتى إن ابني الأصغر كان يهرب مني داخل المنزل عندما أعود إلى الكويت، وبعد ذلك بدأت أصطحب أسرتي خلال فترة الصيف لكي يتعرفوا على إفريقيا وحياة الفقراء، ولكي أتعرف عليهم ويتعرفوا علي، وننام في الغابات والصحاري، ولم أنظم برنامجا خاصًّا بهم، بل كان برنامجي هو برنامجهم[5].







المبحث الثالث: أوجه الاستفادة من دعوة الدكتور عبدالرحمن السميط:



يقول الدكتور عبدالرحمن السميط بنفسه عن أثر دعوته في بلاد إفريقيا:



لقد أسلم في إثيوبيا وشمال كينيا خمسون ألفًا من قبيلة (البوران)، وأسلم مئات الألوف في رواندا، ومثلهم في ملاوي، و80 ألفًا أسلموا في جنوب التشاد، وستون ألفًا في جنوب النيجر، وعشرات الألوف في جنوب السنغال وغينيا الغابية، وبنين وسيراليون وغيرها.







وهذا ما جعلني أشعر بعظم مسؤوليتي أمام الله، وأن الطريق طويل، والعقبة كؤود، والزاد قليل، فكيف أُلقي عصا الترحال وهناك الملايين ممن يحتاجون للهداية، وأنا بحاجة إليهم يوم القيامة ليشهدوا لي؛ لعلي أدخل الجنة بدعاء واحد منهم؟!



لو كانت القضية دنيوية، لقلت: نعم، بملء فمي، فعندي عشرات الأمراض من جلطة بالقلب مرتين، وجلطة بالمخ، مع شلل قد زال والحمد لله، وارتفاع في ضغط الدم، ومرض السكري، وجلطات في الساق، وتخشن في الركبة يمنعني من الصلاة دون كرسي، وارتفاع في الكولسترول، ونزيف في العين، وغيرها الكثير، ولكن من ينقذني من الحساب يوم يشكوني الناس في إفريقيا بأنني لم أسعَ إلى هدايتهم.







وهل أبقى مع أولادي، ورسولنا صلى الله عليه وسلم يقول: ((لأن يهدي الله بك رجلًا واحدًا خيرٌ لك من حمر النعم))[6]؟ وأدعو الله أن يكون ذلك رجلًا من قبائل (الأنتيمور)، - التي أعمل وسطها حاليًّا، والتي أسلم فيها عشرات الألوف - ينقذني من النار ويكون سببًا في دخولي الجنة[7].







النتائج:



1) الدعوة إلى الله عز وجل وظيفة الأنبياء والمرسَلين، وهي واجبة على كل مسلم ومسلمة، كل على حسب علمه واستطاعته.



2) الدكتور عبدالرحمن السميط: داعية كويتي، ومؤسس جمعية العون المباشر - لجنة مسلمي إفريقيا سابقًا - ورئيس مجلس إدارتها.



3) قبل أن يصبح السميط ناشطًا في العمل الخيري، كان طبيبًا متخصصًا في الأمراض الباطنية والجهاز الهضمي.



4) لقد أسلم على يد عبدالرحمن السميط في إثيوبيا وشمال كينيا خمسون ألفًا من قبيلة (البوران)، وأسلم مئات الألوف في رواندا، ومثلهم في ملاوي، و80 ألفًا أسلموا في جنوب التشاد، وستون ألفًا في جنوب النيجر، وعشرات الألوف في جنوب السنغال وغينيا الغابية وبنين وسيراليون وغيرها.







التوصيات:



1) أوصي كل مسلم ومسلمة بالقيام بواجب الدعوة إلى الله تعالى.



2) أوصي بقراءة سيرة مثل هؤلاء العظماء الذين كان لهم دور عظيم في الدعوة إلى الله تعالى والعمل الخيري.



3) أوصي بدعوة غير المسلمين وتوجيه جانب من الرعاية والاهتمام لمثل هؤلاء الإفريقيين؛ فدخول واحد منهم في الإسلام خيرٌ من حمر النعم.







فهرس المراجع:



1) القرآن الكريم.



2) الجامع الصحيح المختصر، المؤلف: محمد بن إسماعيل، أبو عبدالله البخاري الجعفي، الناشر: دار ابن كثير، اليمامة - بيروت، الطبعة الثالثة، 1407 - 1987، تحقيق: د. مصطفى ديب البغا.



3) الجامع الصحيح، المسمى صحيح مسلم، المؤلف: أبو الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري، المحقق، الناشر: دار الجيل بيروت / دار الآفاق الجديدة - بيروت.



4) الموسوعة العربية العالمية: أول وأضخم عمل من نوعه وحجمه ومنهجه في تاريخ الثقافة العربية الإسلامية: (1)، عمل موسوعي ضخم اعتمد في بعض أجزائه على النسخة الدولية من دائرة المعارف العالمية World Book International.



5) الجامع الصحيح؛ سنن الترمذي، المؤلف: محمد بن عيسى، أبو عيسى الترمذي السلمي، الناشر: دار إحياء التراث العربي - بيروت، تحقيق: أحمد محمد شاكر وآخرين.



6) رائد العمل الخيري/ د. عبدالرحمن السميط.



7) صحيح ابن حبان بترتيب ابن بلبان، المؤلف: محمد بن حبان بن أحمد، أبو حاتم التميمي البستي، رقم (88)، الناشر: مؤسسة الرسالة - بيروت، الطبعة الثانية، 1414 - 1993، تحقيق: شعيب الأرنؤوط.









[1] مسلم الإيمان (49)، الترمذي الفتن (2172).




[2] صحيح ابن حبان بترتيب ابن بلبان، المؤلف: محمد بن حبان بن أحمد، أبو حاتم التميمي البستي، رقم (88)، الناشر: مؤسسة الرسالة - بيروت: الطبعة الثانية، 1414 - 1993، تحقيق: شعيب الأرنؤوط.




[3] (انظر: رائد العمل الخيري/ د. عبدالرحمن السميط، ص2، 3، 4).




[4] الموسوعة العربية العالمية، أول وأضخم عمل من نوعه وحجمه ومنهجه في تاريخ الثقافة العربية الإسلامية، (1)، عمل موسوعي ضخم اعتمد في بعض أجزائه على النسخة الدولية من دائرة المعارف العالمية World Book International.




[5] (انظر: رائد العمل الخيري/ د. عبدالرحمن السميط، ص9، 10، 11).




[6] رواه البخاري: باب مناقب علي بن أبي طالب، رقم (3701)، ورواه مسلم: باب فضائل علي بن أبي طالب، رقم (6376).




[7] انظر: رائد العمل الخيري د. عبدالرحمن السميط (37 - 38).





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 81.82 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 80.11 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.10%)]