رسالة المسجد - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12670 - عددالزوار : 222332 )           »          يوم المرأة العالمي وعيد الأم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          نحو مجتمع إسلامي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          الأم نبع الحنان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          عَدي بن حاتم - قصة إسلامه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          الأخبار المستقبلية في القرآن الكريم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          كيف نقرأ قرناً من الصراع؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          الإمام أبو حنيفة قادح زناد الفكر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          صرخة في وجه الفساد الاجتماعي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          من حسنت بدايته حسنت نهايته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام > فتاوى وأحكام منوعة
التسجيل التعليمـــات التقويم

فتاوى وأحكام منوعة قسم يعرض فتاوى وأحكام ومسائل فقهية منوعة لمجموعة من العلماء الكرام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25-04-2024, 08:58 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,464
الدولة : Egypt
افتراضي رسالة المسجد

رسالة المسجد

الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
إن من أجلِّ الأعمال وأعظمِها منزلةً عند الله: عمارةَ المساجد - بيوت الله، وأحب البقاع إليه - عمارة حسيَّة: بالبناء، والترميم، والتنظيف، وعمارة معنوية: بالصلاة فيها، وتلاوة القرآن، والذِّكر، والدعاء ﴿ فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ[النور: 36]، التي جعلت عمارتها من أبين الأدلة على صدق الإيمان: ﴿ إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ...الآية [التوبة: 18].


لقد أشاد الإسلام بفضل عمارة المساجد، وما تعُود به زيارتها على النفوس من أثرٍ فعَّال، وأضافها الله - تعالى - إلى نفسه إضافةَ تشريف؛ فقال: ﴿ وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا[الجن: 18]، ولا غرابة؛ فعمارة المساجد كالمرآة الصافية لعكس أحوال الناس، وبيان مدى رغبتهم في الخير، وبزيارة المسلمين لها في اليوم والليلة خمسَ مرات، يتضح المؤمنُ من المنافق؛ يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا رأيتم الرجلَ يعتاد المسجد، فاشهدوا له بالإيمان))[1]، ويقول عبدالله بن مسعود: "ولقد رأيتُنا وما يتخلَّف عنها إلا منافقٌ معلوم النفاق، أو مريض"[2].


فالمساجد مزارات ضيوف الله، وحقٌّ على المزور أن يُكرِم من زاره، وهو - تعالى - أكرمُ الأكرمين، ومن المساجد تصعد الأعمالُ الصالحة، وفيها تنزل الرحمات، كيف لا؟! والمساجد مدارسُ لتعليم الدِّين، وتهذيبِ النفوس، وتقويمِ الأخلاق، وصقلِ العقائد وإنارتها، مدارسُ لتلاوة كتاب الله، ومصحَّاتٌ لأمراض القلوب، التي هي أخطر من أمراض الأجسام.


إن عمارة المساجد من أبرز أعمال البِر، الذي يخلد بعد صاحبه، ويُبقي له الذِّكرَ الحسن، والثناء الجميل، والأجر العظيم[3].


وقال الشاعر:
وَخَيْرُ مَقَامٍ قُمْتَ فِيهِ وَحِلْيَةٍ
تَحَلَّيْتَهَا ذِكْرُ الإِلَهِ بِمَسْجِدِ




وأحد السبعة الذين يظلُّهم الله في ظلِّه يوم لا ظل إلا ظله: رجلٌ قلبه معلَّق بالمساجد، والمؤمنون بالله واليوم الآخر أعطَوُا المساجدَ حقَّها من العناية بها، وعمروها وتعلَّقت بها قلوبُهم؛ وذلك لفضلها، وعظيم شأنها عند الله، ثم عند المسلمين، الذين ما كانت لهم معاهدُ، ولا مدارس، ولا أنديةٌ، إلا المساجد، وفيها يقومون واقفين بين يدي الله، مذعنين له بالعبودية كلَّ يوم وليلة خمس مرات، وقد ألصق الشريفُ منهم كتِفَه بالضعيف، واحتكَّ جسمُه بجسمه قيامًا وركوعًا، وسجودًا وقعودًا، لا يتقدَّم أحدٌ على أحد، ولا يستأثر مسلمٌ على آخر بمكان أو نظام يخصه، إلا العلماء وأولو الأحلام والنهى، فيقدَّمون لمراقبة الإمام والأخْذ عنه، ولما قد يقع قبل الصلاة أو بعدها من مبادلة الرأي والشورى، التي جعلها الله للمؤمنين:﴿ وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ[الشورى: 38].


وقد كان للمساجد عند أهلها من التقدير ما نشاهد آثارَه اليوم باقيةً فينا، فكم أكثروا منها وزيَّنوها، وحبسوا عليها من الأوقاف العظيمة ما يقوم بشأن الأئمة والمؤذنين فيها، وفرشها ومطاهرها، وسرجها ومجامرها، ومكاتبها المعدة للمعلمين والمتعلمين!


ولكن بعض الناس اليوم - وللأسف الشديد - أهملوا المساجد وتركوها، وظنُّوا أنها لا تُبنى إلا للضعفاء، والمرضى، والشيوخ، والعميان، ومن لا حاجة له بالدنيا، ناسين أن آباءهم الأوَّلين، وسلفهم الصالحين، ما كانوا يبايعون الأئمةَ إلا فيها، ولا يُخرِجون الجيوش الفاتحين إلا منها، ولا يطلبون العِلم إلا بين جدرانها، فكانوا إذا حزَبَهم الأمرُ، اجتمعوا له في المسجد، وتشاوروا فيه، وللعلماء في المساجد المجالسُ العامرة بمختلف العلوم، وفي مقدمتها القرآنُ وتفسيره والسنة المطهرة؛ وبسبب ذلك تنزل السكينة، وتغشى الرحمة، وتحف الملائكة، ويَذكر الله القارئين والذاكرين فيمن عنده، فلو رجع لبيوت الله ما كانت عليه من إقامة الشعائر، واجتماع المسلمين فيها، لتعلَّقتْ بها قلوب كثيرٍ من الذين أعرضوا عنها واستخفوا بشأنها[4].


ومن عمارة المساجد: صونُها عما لا يليق بها من الأقوال، والأفعال، والنجاسات، والروائح الكريهة، والأوساخ المؤذية، وذلك من تعظيمها، وفي حديث جابر بن عبدالله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من أكَلَ البصل والثوم والكراث، فلا يقربنَّ مسجدَنا؛ فإن الملائكة تتأذَّى مما يتأذَّى منه بنو آدم))؛ متفق عليه، واللفظ لمسلم.


وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "ثم إنكم - أيها الناس - تأكلون شجرتين، لا أراهما إلا خبيثتين: هذا البصل، والثوم؛ لقد رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم إذا وجد ريحَهما من رجلٍ في المسجد، أمر به فأُخرج إلى البقيع، فمَن أكلهما، فليُمتْهما طبخًا"[5]؛ رواه مسلم في صحيحه.


قال العلماء: وإذا كانت العلة في إخراجه من المسجد أنه يتأذَّى به الناس، ففي القياس أن كلَّ من تأذَّى به جيرانُه في المسجد، بأن يكون ذرب اللسان، سفيهًا عليهم، أو كان به رائحة قبيحة لا تفارقه لسوء صناعته، أو عاهة مؤذية كالجذام أو شبهه، وكل ما يتأذى به الناس، كان لهم إخراجُه ما كانت العلة موجودةً فيه، حتى تزول، وكذلك يجتنب مجتمعَ الناس حيث كان لصلاةٍ أو غيرها، كمجالس العلم، والولائم، وما أشبهها من أكل الثوم والكراث؛ لأن ذلك مما يتأذى به.


وقال صلى الله عليه وسلم للذي بال في المسجد: ((إن هذه المساجد لا تصلح لشيءٍ من هذا البول ولا القذر؛ إنما هي لذِكر الله، والصلاة، وقراءة القرآن)) أو كما قال؛ متفق عليه.


وقال لمعاوية بن الحكم السلمي: ((إن هذه المساجد لا يصلح فيها شيء من كلام الناس؛ إنما هو التسبيح، والتكبير، وقراءة القرآن)) أو كما قال صلى الله عليه وسلم [6].


وقد أمر صلى الله عليه وسلم بتنظيف المساجد وتطييبها، وصونِها عمَّا لا يليق بها، فقال: ((جنِّبوا مساجدَكم صبيانَكم ومجانينكم، وشراءكم وبيعكم، وخصوماتِكم، ورفْعَ أصواتكم، وإقامة حدودكم، وسَلَّ سيوفِكم، وجمروها في الجُمع، واجعلوا على أبوابها المطاهر))؛ رواه ابن ماجه من حديث واثلة بن الأسقع.


وروى ابن ماجه أيضًا وغيره من حديث ابن عمر مرفوعًا، قال: ((خصالٌ لا تنبغي في المسجد: لا يتَّخذ طريقًا، ولا يشهر فيه سلاح، ولا ينبض فيه بقوس، ولا ينشر فيه نبل، ولا يمر فيه بلحم نيء، ولا يضرب فيه حد، ولا يقتص فيه أحد، ولا يتَّخذ سوقًا)).


وقد جمع بعض العلماء في تعظيم المساجد وحرمتها خمسَ عشرةَ خصلةً، فقال:
من حرمة المسجد أن يسلِّم الداخل وقت الدخول إن كان القوم جلوسًا، وإن لم يكن في المسجد أحد قال: السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، وأن يركع ركعتين قبل أن يجلس، وألا يشتري فيه ولا يبيع، ولا يسلّ فيه سيفًا ولا سهمًا، ولا يطلب فيه ضالة، ولا يرفع فيه صوتًا بغير ذِكر الله، ولا يتكلم فيه بأحاديث الدنيا، ولا يتخطى رقاب الناس، ولا ينازع في المكان، ولا يضيق على أحد في الصف، ولا يمر بين يدي مصلٍّ، ولا يبصق ولا يتنخم ولا يتمخط فيه، ولا يفرقع أصابعه، ولا يعبث بشيء من جسده، وأن ينزه من النجاسات والصبيان والمجانين وإقامة الحدود، وأن يكثر ذِكر الله - تعالى - ولا يغفل عنه، فإذا فعل هذه الخصال، فقد أدى حقَّ المسجد، وكان المسجد حرزًا له من الشيطان الرجيم[7].


وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن بنى لله مسجدًا قدر مفحص قطاة، بنى الله له بيتًا في الجنة))[8]، وهذا المثال من النبي صلى الله عليه وسلم يدلُّ على أن من ساعَدَ في بنيان مسجدٍ ولو بشيء قليل، بحيث تكون حصتُه من المسجد هذا المقدارَ، وهو مفحص القطاة - استحقَّ هذا الثواب الجزيل، فمن بنى مسجدًا لله، أو تسبَّب في بنيانه بنيَّةٍ صالحة خالصة لله، فقد شارك المصلِّين في صلواتهم، والمتعبِّدين في عباداتهم، ما دام أثرُ هذا البناء موجودًا إلى يوم القيامة، وذلك فضل الله، والدال على الخير كفاعله.


فلمثل هذا فليعمل العاملون، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون؛﴿ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ[الحج: 32﴿ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا[المزمل: 20].


اللهم اجعلنا من المحافظين على الصلوات، المكرمين بنعيم الجنات، وصلى الله على محمد.

[1] رواه الترمذي وقال: حديث حسن.

[2] رواه مسلم.

[3] "أحاديث الجمعة"، 1 /130، للشيخ عبدالله بن حسن القعود.

[4] "إصلاح المجتمع"، ص52.

[5] "الترغيب والترهيب"، 1 /188.

[6] رواه مسلم بلفظ: ((إن هذه الصلاة...)) إلخ.

[7] "تفسير القرطبي"، 12 /267- 269.

[8] رواه البزار والطبراني في "الصغير" وابن حبان في صحيحه.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 55.83 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 54.11 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (3.08%)]