سر من أسرار التكرار في القرآن - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         معارج البيان القرآني ـــــــــــــ متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 7820 )           »          انشودة يا أهل غزة كبروا لفريق الوعد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 45 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 859381 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 393694 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215911 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 75 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 60 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 56 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير > هيا بنا نحفظ القرآن ونرضى الرحمن
التسجيل التعليمـــات التقويم

هيا بنا نحفظ القرآن ونرضى الرحمن قسم يختص بحفظ واستظهار كتاب الله عز وجل بالإضافة الى المسابقات القرآنية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19-08-2022, 04:41 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,062
الدولة : Egypt
افتراضي سر من أسرار التكرار في القرآن

سر من أسرار التكرار في القرآن



سألت نفسي مرارًا لماذا ذكر الله الهدى مرتين في هذه الآية؟ {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} [البقرة: 185].

قال: {هُدًى لِلنَّاسِ}، ثم قال: {وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى}، لماذا لم يقل سبحانه: هدى للناس وفرقانًا؟

أجابني وشفى صدري ابنُ عاشور رحمه الله في التحرير والتنوير: وقَوْلُهُ: {هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى} حالانِ مِنَ القُرْآنِ إشارَةً بِهِما إلى وجْهِ تَفْضِيلِ الشَّهْرِ بِسَبَبِ ما نَزَلَ فِيهِ مِنَ الهُدى والفُرْقانِ.

والمُرادُ بِالهُدى الأوَّلِ: ما في القُرْآنِ مِنَ الإرْشادِ إلى المَصالِحِ العامَّةِ والخاصَّةِ الَّتِي لا تُنافِي العامَّةَ، وبِالبَيِّناتِ مِنَ الهُدى: ما في القُرْآنِ مِنَ الِاسْتِدْلالِ عَلى الهُدى الخَفِيِّ الَّذِي يُنْكِرُهُ كَثِيرٌ مِنَ الناسِ؛ مِثْلَ: أدِلَّةِ التَّوْحِيدِ، وصِدْقِ الرَّسُولِ، وغَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الحُجَجِ القُرْآنِيَّةِ، والفُرْقانُ مَصْدَرُ فَرَقَ، وقَدْ شاعَ في الفَرْقِ بَيْنَ الحَقِّ والباطِلِ؛ أيْ: إعْلانِ التَّفْرِقَةِ بَيْنَ الحَقِّ الَّذِي جاءَهم مِنَ اللَّهِ، وبَيْنَ الباطِلِ الَّذِي كانُوا عَلَيْهِ قَبْلَ الإسْلامِ، فالمُرادُ بِالهُدى الأوَّلِ: ضَرْبٌ مِنَ الهُدى غَيْرُ المُرادِ مِنَ الهُدى الثَّانِي، فَلا تِكْرارَ.

ثم وجدتُ كلامًا نفيسًا لابن تيمية في كتاب النبوات (641-642)، قال رحمه الله: ففي الهدى: بيان المعبود، وما يعبد به، والبينات فيها بيان الأدلة والبراهين على ذلك، فليس ما يخبر به ويأمر به من الهدى قولًا مجرَّدًا عن دليله؛ ليؤخذ تقليدًا واتِّباعًا للظنِّ؛ بل هو مبين بالآيات البيِّنات؛ وهي الأدلة اليقينية، والبراهين القطعية.

وكان عند أهل الكتاب من البيِّنات الدالَّة على نبوَّة محمد، وصحة ما جاء به أمور متعددة لبشارات كتبهم، وغير ذلك، فكانوا يكتمونه، قال تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِ} [البقرة: 140]؛ فإنَّه كان عندهم شهادة من الله، تشهد بما جاء به محمد، وبمثله فكتموها.

وقال تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ}؛ فأنزله هاديًا للنَّاس، وبيِّنات من الهدى والفرقان؛ فهو يهدي النَّاس إلى صراطٍ مستقيم، يهديهم إلى صراط العزيز الحميد، الذي له ما في السموات وما في الأرض، بما فيه من الخبر والأمر، وهو بيِّنات دلالات، وبراهين من الهدى؛ من الأدلة الهادية المبيِّنة للحق، ومن الفرقان المفرِّق بين الحق والباطل، والخير والشر، والصدق والكذب، والمأمور والمحظور، والحلال والحرام؛ وذلك أن الدليل لا يتم إلا بالجواب عن المعارض، فالأدلة تشتبه كثيرًا بما يعارضها، فلا بُدَّ من الفرق بين الدليل الدال على الحقِّ، وبين ما عارضه؛ ليتبين أن الذي عارضه باطل.

فالدليل يحصل به الهدى وبيان الحق؛ لكن لا بد مع ذلك من الفرقان؛ وهو الفرق بين ذلك الدليل، وبين ما عارضه، والفرق بين خبر الرب، والخبر الذي يخالفه، فالفرقان يحصل به التمييز بين المشتبهات، ومن لم يحصل له الفرقان كان في اشتباه وحيرة.

الهدى التام لا يكون إلا مع الفرقان؛ فلهذا قال أولًا: {هُدًى لِلنَّاسِ}، ثم قال: {وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ}؛ فالبينات: الأدلة على ما تقدَّم من الهدى؛ وهي بينات من الهدى، الذي هو دليل على أن الأول هدى، ومن الفرقان الذي يُفرِّق بين البيِّنات والشبهات، والحجج الصحيحة والفاسدة.

فالهدى؛ مثل: أن يُؤمر بسلوك الطريق إلى الله؛ كما يُؤمر قاصد الحج بسلوك طريق مكة مع دليل يوصله، والبيِّنات: ما يدل، ويُبيِّن أن ذلك هو الطريق، وأن سالكه سالك للطريق لا ضال، والفرقان: أن يُفرِّق بين ذاك الطريق وغيره، وبين الدليل الذي يسلكه، ويدل الناس عليه، وبين غيرهم ممن يدَّعي الدلالة، وهو جاهل مضل.

__________________________________________________ __
الكاتب: د. محمد أحمد صبري النبتيتي









__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



 

[حجم الصفحة الأصلي: 46.70 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 44.35 كيلو بايت... تم توفير 2.35 كيلو بايت...بمعدل (5.03%)]