قضايا المرأة وإشكاليات فكر الاعتدال - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4422 - عددالزوار : 859939 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3954 - عددالزوار : 394290 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12547 - عددالزوار : 216328 )           »          معارج البيان القرآني ـــــــــــــ متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 7847 )           »          انشودة يا أهل غزة كبروا لفريق الوعد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 70 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 98 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 74 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 70 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 76 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 70 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأخت المسلمة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الأخت المسلمة كل ما يختص بالاخت المسلمة من امور الحياة والدين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29-05-2022, 11:44 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,074
الدولة : Egypt
افتراضي قضايا المرأة وإشكاليات فكر الاعتدال

قضايا المرأة وإشكاليات فكر الاعتدال



كثيرًا ما تبدأ الدِّراسات الإسلامية المتعلِّقة بقضايا المرأة بأنها - أي المرأة - وقعتْ بين شقي الرحى: فكر الغلوِّ الْمُتَزَمِّت الذي يعتمد العادات والتقاليد، كأنها نصوص مُقَدَّسة، والفكر المنحل التابع للغرب، الذي يُريد سلْخ المرأة المسلمة مِن دينها، ثم يبدأ الباحثُ في النظر لقضايا المرأة بالبحث وفْق منظور ما اصطلح عليه بفكْر الاعتدال.


وبعيدًا عن حرب المصطلحات، وبعيدًا عن التجريح لأيٍّ من العلماء وأنصار الصحْوة الإسلاميَّة بمُختلف توجُّهاتهم، نريد الوُصُول إلى نقطة التقاء أو معيار للحكم، فماذا يكون هذا المعيار؟
• هل هو القرآن الكريم والسُّنَّة النبويَّة الصحيحة؟
• الواقع المعاصر وما فيه مِن مُستجدات وأزمات؟
• صورتنا لدى الغرب ووسائل تحسين هذه الصورة؟

لن يختلفَ أحدٌ من الإسلاميين أنَّ القرآن الكريم والسُّنَّة النبوية الشريفة هي المرجع الأول للاختلاف؛ ﴿ {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ} ﴾ [النساء: 59]، ومن المعلوم أن هناك مساحةً من الاختلاف في استنباط الأحكام من هذَيْن المصدرَيْن، وأن هناك مساحة ضخمة جدًّا من الأحكام التي اتفقتْ عليها الأمةُ؛ ففي لباس المرأة المسلمة اختلف العلماء في وجوب تغطية الوجه من عدمه، ولكنَّهم لَم يختلفوا في ضرورة ارتداء الجلباب الواسع الذي يشمل جميع بدَن المرأة، فالواقع محكومٌ بألا يخرجَ عن الحكم الشرعي.

أمَّا إذا كان واقعُ الناس هو الحاكم، بحيث يقوم البعضُ بلَيِّ عُنُق النصوص، واللف والدوران حولها؛ لكي لا يخالف ما تعارف عليه الناس، فهذا زيغٌ عن الهدى.

كما أنه لا أحد يرفض جذْب الغربيين للإسلام ودعْوتهم إليه، ولكن إلى أيِّ شيء ندعو؟ للإسلام أم لدين آخر يتوافَق مع مزاج وثقافة الإنسان الغربي؟!

وهذا بالضبط المأزقُ الذي يعيشه الفكر الذي اصطلح على تسميته ووصفه بالاعتدال، ومبدئيًّا لا أحد يرفض المعنى اللغوي للاعتدال بوَجْه عام، إلا أنني أتحدث عن المصطلح الدلالي لنوعية من الفكر ذائعة الصيت، كثيرة الترويج في الكثير من المنابر الثقافية، اتخذتْ من واقع الناس ومجاراته وعدم الاصطدام به مرجعيَّة عُليا لخطابها، بحيث تُفسر الأحكام الشرعية في ضوئها!

هذه النوعيةُ من الفكر، التي لا تخطو خطوةً إلا وهي تستبطن وجْهة نظر الإنسان الغربي، ترى ماذا سيكون رأيه فيما أدعو إليه؟ كيف سيراني؟ وهي هزيمة حضارية منكرة أن تدعو الآخر وبداخلك شعور يُسيطر عليك، شعور أنه هو الأرقى فكرًا، والأعلى حضارة.


نأخُذ نماذج واقعيةً على هذا الفكر للتوضيح:
داعية مشهور جدًّا ومؤثِّر، خاصة على فئة الشباب، يستنسخ برنامجًا من تلفزيون الواقع، يُنفق عليه بصورةٍ باهظة ومسرفة جدًّا جدًّا، ويأتي فيه بمجموعة من الشباب والشابات؛ ليتنافَسوا في عمل الخير - فلا بُدَّ من تفعيل سياسة المنافسة بين الجنسَيْن - وهؤلاء الفتيات جِئْن من بلاد شتَّى، وقد ارتدين ملابس تُعَبِّر عن فكر الاعتدال؛ غطاء صغير للرأس، وبنطلونات، وأردية، جزء منها متَّسع، وجزء ضيق بطريقة تتماشى مع الموضة السائدة، أو على طريقة الكاسيات العاريات، دون أي اعتراض من الداعية المشهور!

وكَمُّ المخالفات في هذا البرنامج أكثر من أن تُحصى، فهل هذا هو فكر الاعتدال؟! وألا يمكن تدريب الشباب على العمل الخيري دون مخالفات شرعية، وفي أجواء إيمانية حقيقية، ومشاعر إخلاص صادقة - بديلاً عن البكاء أمام الكاميرات - وإحساس عال بالمسؤولية الحضارية، وهو ما نحتاجه فعليًّا من شبابنا.


نموذج آخر:
موقع إلكتروني مشهور قدَّم الكثير منَ الجهود الرائعة في فضاء الإعلام الإسلامي الإلكتروني، سيطَرَ عليه مجموعةٌ من المحسوبين على هذا الفكر، فلم يُبالوا باستغاثة القُراء في التعليقات من كمِّ المخالفات.

في المجال الذي أَتَحَدَّث فيه عن النِّساء، ظهرتْ صور الفتيات المتبَرِّجات، حتى إنهم قاموا بإصدار مجلة إلكترونية للفتيات، وجعلوا شعارها ثلاث فتيات: اثنتان متبرِّجتان بصورة صريحة، شعرهما يتطايَر مُنطلقًا، والثالثة غطتْ رأسها بغطاء صغير - الرمز الجديد للفكر المعتدل - مع استخدام باقي الزينة!

أعلم جيدًا أنَّ أنصار هذا التيار سيقولون:
كل الحديث مُنصَب على ملابس المرأة وزينتها، وإن هذا تفكير سطحي يهتم بالقشور ونحو ذلك، وهي نفس الكلمات التي يرددها العلمانيون المتطرفون، وبقايا الاشتراكيين، وأنصار المدرسة النسوية، التي استبطن أصحاب الفكر المعتدل أقاويلهم، فأصبحوا يدعون لما أسموه النسويَّة الإسلاميَّة ونحو ذلك، ولكن هذا النقْد لا يمكنه إلغاء حُكم شرعي، أو تغييره، أو التوَقُّف عن الحديث فيه نتيجة لهذا الإرهاب!

ولكن المسألة تجاوزتْ - بحقٍّ - التفريط في الأحكام الشرعية، فهي جُزءٌ من المنظومة الفلسفيَّة لهذا الفكر، فالموقع الإلكتروني الذي سبقت الإشارة إليه ينشُر خبرًا عن دراسة بريطانيَّة علميَّة استمرتْ لسنوات تُبَيِّن النتائج الوخيمة على الأسرة جرَّاء العمل المنتظم للأم خارج المنزل، وكان عنوان الدراسة: "انهيار أسطورة الأم العاملة"، وبجوار الخبر مقال لكاتبة معتدلة من كتاب الموقع بعنوان: "حتى لا تنهارَ أُسطورة الأم العاملة"، فهم لا يتبنون الفكر الغربي السائد فحسب، بل يُزايدون عليه.

والأمر قد يصل لمستوى العقيدة؛ فها هي كاتبة مُعتدلة أخرى تتحدث عن قبول الآخر، وكيف أنها ذهلتْ عندما جلستْ في الجو الروحاني لراهب بوذي، وهي تدعونا لنعترف أننا لا ينبغي أن نعتقد باحتكارنا للحقيقة! فأي عقيدة هذه التي ينبغي أن نشك فيها، وفي الوقت نفسه نُكنّ كامل الاحترام لعقائد وخرافات الآخرين؟!

ولكنَّنا لا نندهش إذا ما علمنا أنَّ الإيمان المطلق بالنِّسبية هو المطلق الوحيد في الفكر المعتدل، وهو ما تَمَّ نقْلُه حرفيًّا من فكر الحداثة الغربية التي يلعنونها في كلِّ كتاب، وعلى الرغم من ذلك يقعون في أسْرها بطريقةٍ لا شُعُورية، وما ذلك كله إلا لأنهم جعلوا من آيات الكتاب الكريم وسُنَّة النبي الصحيحة صدى لمعتقداتهم، وليست الحاكم الأصيل.

__________________________________________________ ________
الكاتب:فاطمة عبدالرؤوف










__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.98 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.27 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.36%)]