الألم من زاوية أخرى - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         ولا تبغوا الفساد في الأرض (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          تحرر من القيود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          فن التعامـل مع الطالبات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 28 - عددالزوار : 777 )           »          العمل السياسي الديـموقراطي سيؤثر في الصرح العقائدي وفي قضية الولاء والبراء وهي قضية م (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          العمل التطوعي.. أسسه ومهاراته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 9 - عددالزوار : 129 )           »          طرائق تنمية الحواس الخمس لدى الطفل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 16 )           »          حقيقة العلاج بالطاقة بين العلم والقرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 27 )           »          الله عرفناه.. بالعقل! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          افتراءات وشبهات حول دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 7 - عددالزوار : 90 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر > من بوح قلمي

من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 31-10-2022, 08:41 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,578
الدولة : Egypt
افتراضي الألم من زاوية أخرى

الألم من زاوية أخرى
نورا عبدالغني عيتاني


الألمُ الشريدُ هذا، هو أفضلُ ما قد يحصلُ للإنسانِ، هو أثمنُ ما قد يظفرُ به؛ بل والأصدقُ أيضًا! فالألمُ الفريد، ذاك المنعزِلُ الوحيد، المنبوذ بكلِّ مَحفِل، هو سرُّ الوجودِ كلِّه، إنسانٌ بغيرِ ألم، أيصحُّ أن يُسمَّى إنسانًا؟ أيصحُّ أصلًا أن يكون؟!

رُوحٌ بغيرِ ألم، جسدٌ بغيرِ روح: اثنانِ لا يمكن تصديقُهما، إلا عند غياب الرُّوح، عند فناءِ الجسد الأول، في ذاكرة الجسد الثاني؛ جسد الأرض، مؤقَّتًا ليس إلا... إذ الألم والجسدُ والرُّوح سيعيدان الكرَّةَ من جديد، بإطلالةٍ أخرى جديدة، ثلاثيَّةِ الأبعادِ، بلا خيوطٍ هذه المرَّة، وبلا تعميم.

جسد الأرض أيضًا يتألَّم، لكنَّهُ ألمٌ صامتٌ، راضٍ... يتبطَّنُ صرخات ثكلى، للأشجارِ وللأغصانِ وللأوراق... روحُ الأرضِ أيضًا تتألَّم، تبكي دون أن يسمعها أحدٌ، دون أن يفهمَ أحدٌ سرَّ دموعِها... لا أحد يراها أصلًا... وحدها السماء تفهمُها وتواسيها... السماءُ أيضًا تتألَّم برضا، تألم عند سماعِ الأرض... تبكي، لكن بلا خفاء... تذرفُ دمعًا ثنائيًّا، عنها وعن الأرض معًا... الأرضُ تواسي السماء، تغمرُها بعبيرٍ زاكٍ... سرٌّ غامضٌ لا يفهمه أحدٌ سواهما، لكن يستنشقه الإنسان... هذا ما يحسنه فحسب... أن يمتصَّ عبيرَ الدمع... الإنسانُ رفيقُ الدمع، حتَّى دون أن يعي ذلك...

عطرُ الأرضِ ونورها، أعشابها وورودُها، وِدْيانها وهضابُها وتلالُها، وثلوجها ومروجُها - كلُّها أفراحٌ منقوصة، سعاداتٌ شبه مغتصبة، صِيغَتْ من آلام الأرضِ ودموعِ السماء... بُترَت منها... نحن نأكل من نتاج الألم؛ لذا نحن دومًا في حالة تألُّم، لا نحيد عنها وهي عنَّا لا تحيد... حين يقف فيضُ الألم، ننتهي... فلنتألَّم إذًا بصمتٍ، دون أدنى صوتٍ يُسمَع.

فلنتقبَّل صخبَ الألمِ بكلِّ امتنانٍ وأريحيَّة، فلولا الألمُ لما كنَّا... فلنكفَّ إذًا عن محاكمةِ الألم، هذا المتَّهم المظلوم، المفترَى عليه... لنحتضنه إذًا، ونحوطه بين أيدينا... فلْندنُ منه بلا اعتراض ولا امتعاضٍ ولا منغِّصات... لا شكاوى ولا أنَّات... فلنبتلع آلامنا إذًا بكلِّ إقبالٍ وشهيَّة، فما ألذَّ الألم حين يصنعُنا، حين يصيرُ نحنُ! فلتُرفَع إذًا جلسة المحاكمة، وليُحاكَم القاضي والمحامي والشهود... فليُحاكَم كلُّ الحضور، القاصي منهم والداني، فكلُّهم جناةٌ ظالمون، إمَّا معتدون وإمَّا مقصِّرون... وحده الألمُ الشريد، هو البريء الوحيد، الحاضرُ الغائبُ أبدًا عن الحضور في الصورة، الظاهر أبدًا في قلب المشهد الحيِّ، بصورةٍ أخرى غريبة، لا تمتُّ لهُ بصِلَة.

فلتُنتَزعْ كلُّ المشاهد والصور، وليبقَ الألم وحيدًا، متجرِّدًا، منعزلًا عمَّا سواه، ليعكسَ نفسه فحسب، بعيدًا عن ظُلم الأرواح والأجسادِ والإطارات، وكلِّ الأماكنِ... بعيدًا عن الأرض، عن حبَّةِ رملٍ تتلبَّسُه... فتنقسم وتنشطرُ وتنفلق وتتكاثر، لتنسبَ له سببَ تبعثُرها، وضياعِها بين الصحاري الشاسعة... ناسيةً أنَّ وجودها ينمو ويزهو ويتجدَّدُ حيث يكمنُ الوجع فحسب.

المجدُ للألم، والحمد والشكرُ لله على نعمة الألم، وعلى القدرة الخارقة المهداة للإنسان على احتمال الألم، وتقبُّلِ الألم، والصبرِ على ألمِ الألم...


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.


التعديل الأخير تم بواسطة ابوالوليد المسلم ; 04-11-2022 الساعة 04:54 AM.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 52.72 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 50.75 كيلو بايت... تم توفير 1.96 كيلو بايت...بمعدل (3.72%)]