رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله - الصفحة 33 - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4416 - عددالزوار : 852404 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3947 - عددالزوار : 387709 )           »          هل لليهود تراث عريق في القدس وفلسطين؟! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 33 - عددالزوار : 1051 )           »          أوليــاء اللــه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          المشكلات النفسية عند الأطفال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          هل المديرون بحاجة للحب؟هل تحب وظيفتك ومكان عملك؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          وأنت راكع وساجد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          لماذا تصاب المرأة بالقولون العصبي بــعد الــزواج؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          لطائف تأخير إجابة الدعاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > ملتقى اخبار الشفاء والحدث والموضوعات المميزة > رمضانيات

رمضانيات ملف خاص بشهر رمضان المبارك / كيف نستعد / احكام / مسابقات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #321  
قديم 23-03-2023, 03:51 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,839
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

أتيت وكم انتظرتك!


نجلاء جبروني



أتيتَ يا رمضان وكم انتظرتُك! أتيتَ ونفسِي مُجهَدَةٌ، قد أثقلَتْني الذُّنوب، وأعيتني العيوب، قد بلغتُ يا ربِّ من الِكبَر، ومَرَّت أيامُ العُمُر، ولو اقترفتُ في كلِّ يومٍ ذنبًا، فبكم ذنبٍ ألقاك يا علَّامَ الغُيوب!



وعزَّتِك وجلالك، ما عصيتُك استخفافًا بحقِّك، ولا جُحودًا لنعمتِك، ولكن حَضَرني جَهلي، وغَابَ عني عِلمي، واستفزَّني عدوِّي، وإني عليها يا إلهي لنادمٌ، فاقبَلْ توبتي، وأقِلْ عَثرتِي، واعفُ عن زلَّتي، واغفر لي في شهر الغفران.



أتيتَ يا رمضان وكم أحتاجُك! أقبلتَ فأقبلَتِ الخيراتُ؛ فُتِّحَت أبوابُ الجِنان، غُلِّقت أبوابُ النيران، صُفِّدَت مردةُ الجانِّ.

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أتاكُم رَمضانُ شَهرٌ مبارَك، فرَضَ اللَّهُ عز وجل عليكُم صيامَه، تُفَتَّحُ فيهِ أبوابُ السَّماءِ، وتغَلَّقُ فيهِ أبوابُ الجحيمِ، وتُغَلُّ فيهِ مَرَدَةُ الشَّياطينِ، للَّهِ فيهِ ليلةٌ خيرٌ من ألفِ شَهرٍ، مَن حُرِمَ خيرَها فقد حُرِمَ))[1].



أتيتَ يا رمضان: شهر الصيام:

"والصيام لا عِدْلَ له"؛ عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: قلتُ: يا رسولَ اللهِ، مُرْني بعملٍ، قال: ((عليك بالصَّومِ؛ فإنَّه لا عِدْلَ له))، قلتُ: يا رسولَ اللهِ، مرْني بعمل، قال: ((عليك بالصَّومِ؛ فإنَّه لا عدْلَ له))، قلتُ: يا رسولَ اللهِ، مرْني بعملٍ، قال: ((عليك بالصَّومِ؛ فإنَّه لا مِثلَ له))[2].

والصيام من بين سائرِ الأعمال اختصَّه اللهُ تعالى لنفسه، يُضاعِفُ أجرَه لصاحبِه بغير حساب.

دعوة الصائم لا تُردُّ، وللصائم فرحتان: في الدُّنيا يفرحُ بفطره، وفي الآخرة يفرح بثواب صومِه.

يشفع للعبد يوم القيامة، وهو له جُنَّة ووقاية؛ يقيه في الدُّنيا من السيئات، ويحجُبُه في الآخرة عن النار.



قال صلى الله عليه وسلم: ((قال الله: كلُّ عملِ ابنِ آدمَ لهُ إلا الصيامَ؛ فإنَّه لي وأنا أجزي به، والصيامُ جُنَّةٌ، وإذا كان يومُ صومِ أحدِكُم فلا يَرْفُثْ ولا يَصْخَبْ، فإنْ سابَّه أحدٌ أو قاتَلَهُ فليقلْ: إنِّي امْرُؤٌ صائمٌ، والذي نفسُ محمدٍ بيدهِ، لَخُلُوفُ فمِ الصائمِ أطيبُ عندَ اللهِ من ريحِ المسكِ، للصائمِ فرحتانِ يفرحهما: إذا أَفطرَ فَرِحَ، وإذا لقي ربَّه فَرِحَ بصومِهِ))[3].



أتيتَ يا رمضان: شهر القرآن:

والقرآنُ كلامُ الله، من قرأ منه حرفًا، فله به حسنةٌ، والحسنةُ بعشر أمثالها.

قال صلى الله عليه وسلم: ((الصِّيامُ والقرآنُ يَشْفَعَانِ للعبدِ يومَ القيامةِ؛ يقولُ الصِّيامُ: أيْ ربِّ، منعتُهُ الطَّعَامَ والشهوةَ، فشفِّعْني فيه، ويقولُ القرآنُ: منعتُهُ النَّومَ بالليلِ، فشفِّعْنِي فيهِ، قال: فيشفعانِ))[4].



أتيتَ يا رمضان: شهر القيام:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن قام شهرَ رمضانَ إيمانًا واحتِسابًا، غُفِرَ لَهُ ما تقدَّمَ من ذنبِهِ))[5].



أتيتَ يا رمضان: شهر الدعاء:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ثلاثُ دَعَواتٍ مُستجاباتٌ: دعوةُ الصائِمِ، ودعوةُ المظلُومِ، ودعوةُ المسافِرِ))[6].

يجتمعُ للصائم انكسارُ القلب، وذلُّ النفس، والتلبُّس بالطاعة، وكلُّها من أسباب الإجابة.



أتيتَ يا رمضان: شهر الصدقة:

والصدقة دالَّة على شرفِ نفسِ صاحبِها وعلى صدقِ إيمانِه؛ تقي مصارعَ السوء، تُكفِّر السيئاتِ، تطفئُ غضبَ الرَّبِّ، تزيدُ في الرِّزق، يربيها اللهُ لصاحبها حتى تصيرَ التمرةُ كالجبل؛ عن ابن عبَّاسٍ رضي الله عنه قال ‏: ‏"كان رسولُ اللَّهِ أجودَ النَّاسِ، وكان أجودُ ما يكونُ في رمضانَ حينَ يلقاهُ جبريلُ، وكان جبريلُ يلقاهُ في كلِّ ليلةٍ من شَهرِ رمضانَ فيدارسُهُ القرآنَ"، قال: "كان رسولُ اللَّهِ حينَ يلقاهُ جبريلُ عليه السَّلامُ أجودَ بالخيرِ منَ الرِّيحِ المرسلَةِ"[7].



أتيتَ يا رمضان: شهر الاعتكاف في المساجد؛ لزومًا للطاعة، وانقطاعًا للعبادة، وإصلاحًا للقلب، وتزكيةً للنفس؛ عن عبدالله بن عمر رضي الله عنه: "كان رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم يَعتكِفُ العشْرَ الأواخِرَ من رمضانَ"[8].



أتيتَ يا رمضان: شهر ليلة القدر:

((مَن قام ليلَةَ القَدْرِ إيمانًا واحتسابًا، غُفِرَ له ما تقدَّمَ مِن ذنبه))[9].

فاللهم بلِّغنا تلك النَّسَمَات، وارزقنا تلك الرَّحَمَات، واجعلنا ممن صامَ رمضان وقامَه فغفرتَ ذنبَه، وسترت عيبَه، وارزقنا فيه الفوزَ بالجنان والعتقَ من النيران.





[1] صحيح النَّسائي (2105)




[2] الترغيب والترهيب (2 /109)، [إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما].




[3] صحيح البخاري (1904).




[4] صحيح الترغيب (984)، وإسناده حسن صحيح.





[5] صحيح النسائي (2201).




[6] صحيح الجامع (3030).




[7] صحيح النسائي (2094).




[8] صحيح البخاري (2025).




[9] صحيح النسائي (2201).


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #322  
قديم 23-03-2023, 03:52 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,839
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

أقبل رمضان شهر السمو الروحي





د. محمد خالد الفجر










أقبَل رمضانُ شهر الانطلاق والانعتاق من ذُلِّ المعاصي، إلى رحاب الطَّاعة والانطلاق في عالَم العبادة الرَّحب الذي يحيي نفوسًا مواتًا.
أقبَل رمضان شهر التَّآخي والوُدِّ، شهر كسرِ حواجزِ الانفصالِ بين النُّفوس البشريَّة، أقبل برحمةٍ من ربِّه خالقِ الكون الذي خلق البشر ليتعارفوا؛ فأقبل حاملًا أُسسَ التَّعارف التقيِّ النقيِّ.

أقبل شهرُ تذوقِ زيارة المساجد وعمارتها بالذِّكر، أقبل شهر خفقِ القلوب مع تردُّد نغمات القرآن الكريم تطرب الرُّوح المشتاقة إلى نداء ربِّها، فهي حنَّت إلى ذلك الصوتِ بعد طول غيابٍ، أقبل الشهرُ الذي يصلُها بموطنها الذي نزلت منه إلى تلك الدُّنيا الضيِّقة، فبصوت ربِّها يتجلَّى موطنُها الذي لا تساويه دنيا ضيقةٌ بكلِّ ما فيها.

أقبل الشهرُ الذي يزرعُ الأملَ والتَّفاؤل، ويربِّت على ذلك القلب الحزين أنِ اعلم أنَّ هذه الحياةَ متاعُ الغرور، وأن السِّباق إلى المغفرة والجنة التي عرضُها كعرض السَّماء والأرض، يخبرُك رمضانُ أن تكونَ ضمن هؤلاء الذين يمتنُّ عليهم اللهُ بفضل.
أقبل رمضان شهرُ العطاء والصَّدقات التي تمنح مؤدِّيَها لذَّةً لا تسطيع جُلُّ اللغات أن تحتويَها، أقبَل والنفس راضيةٌ ترقى بحُبِّ الآخر الفقيرِ والمسكين والمحتاج، تميلُ إلى فطرتها التي فطرها اللهُ عليها ألا تنعزل عن الناس، بل أن تكون من النافعين لعيال الله.

جاء شهرُ الدُّموع المطهِّرة المُنقية للرُّوح من غبار الغِيبةِ والنَّميمة، دموع تزرعُ فرحًا، وتزيل حزنًا، وتسمو بالأنفس، وترقى بالأرواح، وتطهِّر القلبَ فتجلو صورةَ الواقع، وأن كلَّ وسواسٍ يكسر القلبَ، ويزرع القنوطَ: يتحطم أمام تلك الدَّمعةِ الصادقة بين يدي ربٍّ كريم.

أقبل الشهرُ الذي يُري البشرَ كيف تُكبَّل الشياطين، وتَعجِز عن منع المصلِّي من التَّواصل مع ربِّه في بيوته، أقبل شهرٌ يَصغَر فيه الشيطانُ، ويجعله منكسرًا ذليلًا رغم كِبْرِه القديم.
أقبل شهر العزَّة؛ عزة أمةٍ تسجد سواسيةً، وتصومُ سواسيةً، وتُفطر سواسية، تُري العالَمَ أنَّ وحدتها ممكنةٌ، وقوتها واردة، وانبعاثها من الرماد لا يغادر مخيلة أبنائها.

أقبلَ عارِضًا للأمة أواصرَ صلتها، محييًا في أبنائها أنهم دعاةُ خيرٍ للإنسانية، همُّهم أن يكون البشرُ متساوين، يجمعون طعامَهم ويوزعونه على غيرهم، يسجدون - كبيرُهم وصغيرُهم، غنيُّهم وفقيرهم - لربٍّ واحد، لا فضل في تلك السجدةِ إلا بدرجات التَّقوى التي لا يعلمها إلا الخالقُ الذي يُسجَدُ له.

أقبل رمضانُ مذكِّرًا بأنَّ الزمنَ يمرُّ، وأنَّ كلَّ ما أنت فيه إلى زوالٍ صائرٌ، إلا تلك الحسنات التي تدوِّنها في صفحات الأيام... أتى رمضان مذكِّرا المحبَط أنَّ الفرصَ تُكرَّر، والعودةَ إلى السمو الرُّوحي لا تُغلَق في وجهها الأبواب.
أقبل رمضان ليذكِّر الغافل بأن الرحيم سبحانه لا يطرُد طارقًا لبابه، وأنه يناديه كلَّ يومٍ: استغفِرْني أغفرْ لك، سَلْ تعطَ، ادعُني أستجبْ لك.

أقبل رمضانُ مذكِّرًا بأنَّ السعادةَ في الرُّوح، وأنَّ طهارة الروح بالعبادة، وأن العبادةَ ترقى بها فوق المحسوس الطيني، وأعلى رقيٍّ يتحقق في هذا الشهر.
فيا باغيَ الخير أقبِل؛ فهذا شهرُ الخير والسموِّ الرُّوحي قد أقبَل.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #323  
قديم 23-03-2023, 03:53 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,839
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

الصيام ودورة المراقبة


السيد مراد سلامة







أولًا: تعريف المراقبة:
إخوة الإسلام، المراقبة معناها: دوامُ علمِك بأن الله لا يَخفى عليه شيءٌ من أمرك؛ قال ابن المبارك لرجل: راقِب الله تعالى، فسأله عن تفسيرها، فقال: كن أبدًا كأنك ترى الله عز وجل[1].

يصوِّر الله تعالى لنا المراقبة الكاشفة لجميع الأحوال والأعمال في آية من كتابه العزيز، فيقول جل شأنه: ﴿ وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ﴾ [يونس: 61].
وسُئِل الحارث المحاسبي عن المراقبة، فقال: عِلم القلب بقُرب الله تعالى[2].

ثانيًا: الصيام دورة للمراقبة:
الصيام هو دورة مكثَّفة لتحقيق منزلة المراقبة، فالصوم يُعلِّم الصائم كيف يكون مراقبًا لله تعالى في جميع أحواله وأفعاله، فهو يَغرِس المراقبة ويُنميها في نفس الصائم، وإذا أردنا أن نَنظُرَ إلى ذلك عن كَثَبٍ، فتأمَّلوا عباد الله:
الامتناع عن الطعام والشراب الذي به قِوام البدن: كيف جعل الصومُ الصائمَ يَمتنع عنه وهو يستطيع أن يتناوله، فلو دخل الصائم حجرته وأغلَق عليه بابه، ثم أكل وشرِب، ثم خرج للناس يَتزيَّا بزي الصُّوَّام، ما كذَّبه أحد، ولا شكَّ في صيامه أحد، بل إنه ربما يكون وحْده، فينسى فيشرب أو يأكل، فتجده يتألَّم من ذلك، ويأتي المشايخ والعلماءَ؛ ليسألهم عن صحة صيامه، وهل عليه قضاء ذلك اليوم أم لا؟! ما الذي جعله يتألَّم ويتحرَّج من ذلك؟ إنها مراقبة الله تعالى في السرِّ والعلانية.

الامتناع عن الشهوة: ربما يكون الصائم في فراشه بجوار زوجِه الحسناء في أبهى صور الجمال، وعلى الرغم مِن تزيين الأمر له، وإثارة شهوته، فإنه يَعتصم بالله ويَضبط شهوته! ما الذي جعله يَمتنع عن شهوته؟ إنها المراقبة!

حفظ اللسان وسائر الأعضاء عن الذنوب والمعاصي؛ أي: صيام الجوارح:
من كان يقع في الغيبة أمسَك لسانه، ومن كان يشاهد المحرَّمات غضَّ طَرْفَه، ومن كان يستمع إلى الغناء والمُكاء، صان سمعَه.
ما الذي جعل منه إنسانًا تقيًّا؟ إنها المراقبة!

انظر إلى الفتيات وإلى النساء عامة، من كانت متبرجة غطَّت مفاتنها وكفَّت نفسها، ولم تخرج إلا وهي على قدم الحياء، ما الذي جعلها تتحوَّل إلى ذلك؟ إنها المراقبة!
حقًّا إن رمضان دورة مكثفة لتحقيق المراقبة لله تعالى، حتى أصبح الصائم يعبد الله تعالى كأنه يراه، فإن لم يكن يراه فإن الله يراه، وتلك قمة الإحسان التي خبَّر بها النبيُّ العدنان صلى الله عليه وسلم.

الموظف والعامل الذي كان يتعامل بالرِّشوة والمحسوبية، تراه في نهار رمضان قد خاف ربَّه ونزَّه يديه عن تلك المحرَّمات.
ما الذي جعله يكفُّ عن عادته؟ إنها المراقبة!
فالصوم هو دورة مكثفة؛ ليتخرج المسلم والمسلمة بعدها وقد حقَّق الإسلامَ والإيمان والإحسان.
فكم من تائبٍ قد كان ميلاده في رمضان! وكم من عاصٍ كانت بداية طاعته في رمضان!
وكم مِن مُفرِّط في الفرائض كانت بداية مواظبته عليها في رمضان!

ثالثًا: فضائل المراقبة:
واعلموا - عباد الله - أن للمراقبة ثمراتٍ وخيرات؛ فهي رافعة للدرجات، ماحية للسيئات، مُقرِّبة من ربِّ الأرض والسماوات، عاصمة من لُجَّة المعاصي والشهوات، وإليكم بيان ذلك:
1 - تُبعد العبد عن المعاصي، وتُقرِّبه من ظل عرش الله تعالى:
وهذه من أعظم الفضائل والثمرات؛ حيث إن المرقبة ما هي إلا جُنَّة تَحمي صاحبها من الوقوع في معصية الله، وهي حِصن يَلوذ به المسلم من عدوِّه، فتكون النتيجةُ العصمةَ الربانيَّة والمظلة الرحمانية؛ عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((سبعة يُظلهم الله في ظلِّه يومَ لا ظلَّ إلا ظلُّه: الإمام العادل، وشاب نشأ في عبادة الله، ورجل قلبُه معلَّق بالمساجد، ورجلان تحابَّا في الله اجتمَعا عليه وتفرَّقا عليه، ورجل دعتْه امرأة ذات منصبٍ وجمال، فقال: إني أخاف الله))[3].

فالباعث لهؤلاء السبعة هو الخوف والخشية من الله تعالى.
قال حميدٌ الطويل لسليمان بن علي: عِظني، فقال: لئن كنت إذا عصيتَ خاليًا، ظننتَ أنَّه يراك، لقد اجترأتَ على أمر عظيمٍ، ولئن كنتَ تظنُّ أنه لا يراك، فلقد كفَرتَ[4].

وقال ابن القيم رحمه الله: "وأرباب الطريق مُجمِعون على أن مراقبة الله تعالى في الخواطر، سببٌ لحفظها في حركات الظواهر، فمن راقَب الله في سرِّه، حَفِظه الله في حركاته في سرِّه وعلانيته"[5].
وقيل لبعضهم: متى يَهُشُّ الراعي غنمَه بعصاه عن مَراتع الهَلَكة؟ فقال: إذا علِم أنَّ عليه رقيبًا[6].
وإذا خلوتَ بريبةٍ في ظلمةٍ
والنفسُ داعيةٌ إلى الطُّغيانِ

فاسْتَحْيِ مِن نظرِ الإلهِ وقلْ لها:
إن الذي خلَق الظلامَ يَراني


وقال آخر:
إذا ما خلوتَ الدهرَ يومًا فلا تَقُلْ
خلوتُ ولكن قلْ عليَّ رقيبُ

ولا تَحسبنَّ الله يَغفُل ساعةً
ولا أنَّ ما تُخفيه عنه يَغيبُ

ألم ترَ أنَّ اليوم أسرعُ ذاهبٍ
وأنَّ غدًا للناظرين قريبُ


إن شابًّا وقع أسيرًا لشهوته، رأى فتاة فراوَدها عن نفسها، وقال لها: لا يرانا أحد؛ ومَن يرانا في ظلام كهذا غيرُ الكواكب؟! فقالت: وأين مُكوكِبُها؟ فقام وترَكها.
قال رجل للجنيد: بِمَ أستعين على غضِّ البصر؟ فقال: بعِلمك أن نظر الناظر إليك أسبقُ من نظرك إلى المنظور إليه[7].
وقال رجل لوُهَيب بن الوَرْد رحمه الله: عِظني! قال: اتَّقِ أن يكون الله أهونَ الناظرين إليك[8].

أتى رجل إبراهيمَ بن أدهم رضي الله عنه، فقال: يا أبا إسحاق، إني مُسرف على نفسي، فاعرِض عليَّ ما يكون لها زاجرًا ومُستنقذًا، فقال إبراهيم: إن قبِلت خمس خِصالٍ، وقدَرْتَ عليها، لم تَضرَّك المعصية، قال: هاتِ يا أبا إسحاق، قال: أما الأولى: فإذا أردت أن تعصيَ الله تعالى فلا تأكل من رزقة! قال: فمِن أين آكل وكلُّ ما في الأرض رزقه؟ قال: يا هذا، أَفَيَحْسُنُ بك أن تأكُلَ رِزقه وتَعصيه؟! قال: لا، هاتِ الثانية، قال: وإذا أردتَ أن تَعصيه فلا تسكن شيئًا من بلاده! قال: هذه أعظم! فأين أسكن؟! قال: يا هذا، أَفَيَحْسُنُ بك أن تأكل رزقه وتسكن بلاده وتَعصيه؟! قال: لا، هاتِ الثالثة، قال: وإذا أردت أن تَعصيه وأنت تأكل رزقه وتسكن بلاده، فانظر موضعًا لا يراك فيه، فاعْصِه فيه! قال: يا إبراهيم، ما هذا وهو يَطَّلِع على ما في السرائر؟! قال: يا هذا، أَفَيَحْسُنُ بك أن تأكُلَ رزقه وتسكن بلاده وتَعصيه، وهو يراك ويعلم ما تُجاهر به وما تَكتمه؟! قال: لا، هاتِ الرابعة، قال: فإذا جاءك مَلكُ الموت ليَقبِض رُوحَك، فقل له: أخِّرني حتى أتوب توبة نصوحًا، وأعمَل لله صالحًا، قال: لا يَقبل مني! قال: يا هذا، فأنت إذا لم تَقدِر أن تَدفع عنك الموت لتتوب، وتعلم أنه إذا جاءك لم يكن له تأخير، فكيف ترجو وجه الخلاص؟! قال: هاتِ الخامسة، قال: إذا جاءك الزَّبانِيَة يوم القيامة ليأخذوك إلى النار، فلا تذهب معهم! قال: إنهم لا يدعونني ولا يَقبلون مني، قال: فكيف ترجو النجاةَ إذًا؟! قال: يا إبراهيم، حَسْبي، حَسْبي، أنا أستغفر الله وأتوب إليه!

عن الأصمعي قال: كنت أطوف بالبيت، فرأيتُ أعرابيًّا يطوف، فذكر قصة أعرابية، قال: قلت: فبينك وبين مَن تهوى شيء؟ قال: لا، إلا ليلة فإني رُمْتُ منها شيئًا، فقالت: أما تَستحيي؟!
قلت: وممن أستحيي فلا يَرانا إلا الكواكب؟!
قالت: فأين مُكوكبُها؟![9].

2- تحسين العبادة وأداؤها على أكمل وجه:
ومن فضائل المراقبة تحسين الطاعة لله تعالى؛ لعِلم العبد بعِظَم الربِّ، وأن العظيم سبحانه جميل لا يَقبل إلا الجمال، ومن العمل إلا ما له وَصْفُ الكمال والجمال، وهذا ما نراه في مدرسة رمضان، فقد زيَّنوا الصيام بحفظ الجوارح، وزينوا الصيام بقراءة القرآن؛ يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أن تَعبُد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك))؛ متفق عليه[10].

فالمرتبة الأولى عبادة شوق وطلب، فإن تعذَّر عبدتَ عبادة خوف وهربٍ، فالحديث صريح في أن مراقبة الله تدعو إلى تحسين العبادة؛ قال ابن منظور رحمه الله: "مَن راقَب الله أحسَن عمله"[11].
عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله يُحب إذا عمِل أحدكم عملًا أن يُتقنه))[12].

عن معاذ رضي الله عنه قال: يا رسول الله، أَوصني، قال: ((اعْبُد الله كأنَّك تراه، واعدُد نفسَك في الموتى، وإن شئتَ أنبأتُك بما هو أملكُ بكَ من هذا كلِّه))، قال: ما هو يا رسول الله؟ قال: ((هذا))، وأشار بيده إلى لسانه؛ رواه ابن أبي الدنيا.

3 - سبيل إلى جنة عالية:
من أعظم ثمرات المراقبة الجنة وما فيها من نعيم مقيم، فالله تعالى وصف لنا سكناها، فقال جل جلاله: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ ﴾ [الملك: 12].
وقال الله تعالى في وصف حال أهل الجنة: ﴿ وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ * قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ * فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ * إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ ﴾ [الطور: 25 - 28].
وأعدَّ لهم جنتينِ، فقال سبحانه: ﴿ وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ﴾ [الرحمن: 46، 47].

4 - إجابة الدعاء:
لأننا بحاجة إلى الله، وليس منا أحد يستغني عن الله لحظةً واحدة، فحاجتنا إلى الله دائمةٌ، ومِن ثَمَّ فنحن نحتاج إلى إجابة الدعاء، وقضاء الحاجة، ونحتاج إلى المدد من الله، وإجابة الدعوات لا تكون إلا لمن راقَب ربه مراقبةً صادقةً، ولا أدل على إجابة الدعاء من قصة الثلاثة الذين آواهم المبيت أول المطر إلى الغار، دخلوا الغار وانحدَرت صخرة بأمر الله، فسدَّت عليهم الغار، فأصبحوا داخل صخرة مُصلتة، توسلوا إلى الله بمراقبتهم له.

الأول: راقَب الله في والديه، فانفرج ثُلُثها.
الثاني: راقَب الله في عِرض بنت عمِّه، فانفرَج ثُلُثها الثاني.
الثالث: راقب الله في الأمانة فحفِظها ونمَّاها، فانفرج ثُلُثها الثالث.
ففرَّج الله عنهم كربهم بمراقبتهم له، راقبوه حال الرخاء، فأجاب دعاءَهم حال الشدة.

رابعًا: عقوبات من لم يراقب رب الأرض والسماوات:
1 - الجُرأة وعدم المراقبة صفة من صفات المنافقين:
قال تعالى: ﴿ وَلَا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا * يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا ﴾ [النساء: 107، 108].

والمعنى: "يَستترون من الناس خوفًا من اطلاعهم على أعمالهم السيئة، ولا يستترون من الله تعالى ولا يَستحيون منه، وهو عزَّ شأنه معهم بعِلمه، مُطلع عليهم حين يُدبِّرون ليلًا ما لا يَرضى من القول، وكان الله تعالى محيطًا بجميع أقوالهم وأفعالهم، لا يَخفى عليه منها شيء"[13].

2 - الإفلاس يوم القيامة:
عن ثَوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لأعلمنَّ أقوامًا من أمتي يأتُون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تِهامة بيضًا، فيجعلها الله عز وجل هباءً منثورًا))، قال ثوبان: يا رسول الله، صِفهم لنا، جَلِّهم لنا أنْ لا نكون منهم ونحن لا نعلم، قال: ((أمَا إنهم إخوانكم، ومن جِلدتكم، ويأخذون من الليل كما تأخذون، ولكنهم أقوام إذا خَلَوْا بمحارم الله انتهكوها))[14].

3 - الانتكاس عن الطاعة:
لَخَّص أحد علماء السلف رحمهم الله نتيجة ذنوب الخلوات في جملة وكأنها معادلة حسابية، فقال رحمه الله: (ذنوب الخلوات انتكاسات، وطاعات الخَلوات ثبات، فلو رأيت أحدًا ممن كان مشهورًا بالالتزام، معروفًا عند أهل الخير والإقدام، لو رأيته على حال أخرى، لو رأيته وقد تبدَّل حاله وانتكس، فاعلم أن الأمر لم يكن صدفة، ولم يأت بَغتةً، فإنه بارَز الله بالمعاصي في الخَلوات، حتى تكاثَرت على قلبه، فظهرت في العلَن).

وكان السلف رحمهم الله يعرفون صاحب معصية الخلوة، فإن لها شؤمًا يظهر في الوجه، ويظهر في ضَعف إقباله على الطاعات؛ قال أبو الدرداء لسالم بن أبي الجعد:
ليَحذر امرؤ أن تُبغضَه قلوبُ المؤمنين من حيث لا يشعر، قال: أتدري ما هذا؟! قلت: لا، قال: العبد يَخلو بمعاصي الله عز وجل، فيُلقي الله بُغضه في قلوب المؤمنين من حيث لا يشعر![15].

خامسًا: الطريق إلى المراقبة:
أخي المسلم، فإن سألت عن الطريق الموصِّل إلى مراقبة الله تعالى، وكيف يكون العبد من أهلها؟ فإليك الطريق الذي سار عليه العارفون فوصلوا إلى قمة المراقبة والخوف من الله تعالى:
1- تعرَّف على الله تعالى بأسمائه وصفاته:
فالإيمان بأسماء الله تعالى: الرقيب، والحفيظ، والعليم، والسميع، والبصير، والتعبُّدُ لله تعالى بمقتضاها يورث مراقبة الله تعالى، فالرقيب الذي يَرصُد أعمال عباده، والحفيظ الذي يحفظ عباده المؤمنين، ويُحصي أعمال العباد، والعليم الذي لا تخفى عليه خافيةٌ من أمور عباده، والسميع المدرِك للأصوات، والبصير الذي يرى كل شيء؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1]، وقال: ﴿ إِنَّ رَبِّي عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ ﴾ [هود: 57]، وقال: ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ [المجادلة: 7]، وقال: ﴿ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ [الإسراء: 1].

والإيمانُ بأنَّ الله تعالى سميع - يَمنع من أن يَصدُر عن المسلم كلامٌ يُسخط الله؛ إنَّ عائشة رضي الله عنها لَمَّا جاءت المجادِلة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في غرفتها تشكو زوجها، غاب عن سمعها كثيرٌ من كلامها، فلما نزلت السورة قالت: "الحمد لله الذي وَسِعَ سمعُه الأصواتَ، لقد جاءت المجادِلةُ إلى النبي صلى الله عليه وسلم تُكلمه وأنا في ناحية البيت ما أسمع ما تقول، فَأَنْزَلَ الله عز وجل: ﴿ قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا ﴾ [المجادلة: 1]"[16].

قال ابن الجوزي رحمه الله: (الحقُّ عز وجل أقربُ إلى عبده من حبل الوريد، لكنه عامَل العبد معاملة الغائب عنه البعيد منه، فأمر بقصد بيته، ورفع اليدين إليه، والسؤال له، فقلوب الجهَّال تستشعر البعد؛ ولذلك تقع منهم المعاصي؛ إذ لو تحقَّقت مراقبتهم للحاضر الناظر لَكَفُّوا الأكفَّ عن الخطايا، والمتيقِّظون علِموا قُربه، فحضرتهم المراقبة، وكفَّتْهم عن الانبساط)[17].

2 - شهادة الجوارح يوم الفضائح:
قال تعالى: ﴿ حَتَّى إِذَا مَا جَاؤُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ * وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ * وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ * فَإِنْ يَصْبِرُوا فَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ وَإِنْ يَسْتَعْتِبُوا فَمَا هُمْ مِنَ الْمُعْتَبِينَ ﴾ [فصلت: 20 - 24].
وقال تعالى: ﴿ الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ [يس: 65].
أنا من خوفِ الوعيدِ
في قيامٍ وقعودي

كيف لا أزداد خوفًا
وعلى النار وُرودي

كيف جَحدي ما تجرَّأْ
تُ وأعضائي شُهودي

كيف إنكاري ذنوبي
أم تُرى كيف جُحودي

وعليَّ القول يُحصى
برقيبٍ وعتيدِ


وقال آخر:
العمرُ يَنقُص والذنوبُ تَزيدُ
وتُقال عَثْراتُ الفتى فيَعودُ

هل يَستطيع جُحودَ ذنبٍ واحدٍ
رجلٌ جوارحُه عليهِ شُهودُ


3 - شهادة الأرض:
تذكَّر أخي - إذا دعتْك نفسُك إلى معصية الله تعالى - أن الأرض التي أنت عليها رقيبةٌ شهيدة عليك، ستشهد عليك يوم القيامة؛ إن خيرًا فخيرٌ، وإن شرًّا فشرٌّ؛ يقول الله تعالى: ﴿ إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا * وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا * وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا * يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا * بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا ﴾ [الزلزلة: 1 - 5].

عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية: ﴿ يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا ﴾ [الزلزلة: 4]، فقال: ((أتدرون ما أخبارُها؟))، قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: ((فإن أخبارَها أن تَشهَد على كل عبدٍ وأَمَةٍ بما عمِل على ظهرها، أن تقول: عمِلت كذا وكذا يوم كذا وكذا، قال: فهو أخبارُها))[18].

4 - تذكَّر أنك مراقَب مِن قِبَل ملائكة كِرام يكتُبون كل صغيرة وكبيرة:
يقول تعالى: ﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ * إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ * مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴾ [ق: 16 - 18].

يقول الإمام القرطبي رحمه الله: "في الرقيب ثلاثة أوجه: أحدها: أنه المتتبِّع للأمور، الثاني: أنه الحافظ؛ قاله السُّدي، الثالث: أنه الشاهد؛ قاله الضَّحَّاك، وفي العتيد وجهان: أحدهما: أنه الحاضر الذي لا يَغيب، الثاني: أنه الحافظ المُعَد؛ إما للحفظ، وإما للشهادة"؛ انتهى[19].

ويقول الحافظ ابن كثير رحمه الله: "﴿ إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ ﴾ [ق: 17]؛ يعني: الملَكينِ اللذينِ يكتبان عمل الإنسان، ﴿ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ ﴾ [ق: 17]؛ أي: مترصد، ﴿ مَا يَلْفِظُ ﴾ [ق: 18]؛ أي: ابن آدم ﴿ مِنْ قَوْلٍ ﴾ [ق: 18]؛ أي: ما يتكلَّم بكلمة، ﴿ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴾ [ق: 18]؛ أي: إلا ولها مَن يُراقبها مُعتد لذلك يكتبها، لا يترك كلمة ولا حركة، كما قال تعالى: ﴿ وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَامًا كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ ﴾ [الانفطار: 10 - 12]"؛ انتهى[20].

ويقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: "﴿ رَقِيبٌ ﴾ [ق: 18]: مراقِب ليلًا ونهارًا، لا يَنفكُّ عن الإنسان، ﴿ عَتِيدٌ ﴾ [ق: 18]: حاضر، لا يمكن أن يَغيب ويُوكِّل غيره، فهو قاعد مراقِب حاضر، لا يفوته شيء"؛ انتهى[21].

ويقول جل شانه: ﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أُولَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الْأَشْهَادُ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ﴾ [هود: 18].

اللهم ارزقنا البصيرة في آياتك، وزِدنا بك علمًا، ولك حبًّا، ومنك خشيةً، فاللهَ نسأل أن يزيدنا إيمانًا مع إيماننا، وأن يجعلنا من المعتبرين بمواطن العِبر.
اللهم اجعل ما أنزلتَ علينا من الخير عطاءَ بركةٍ ونعمة، لا عطاء استدراجٍ ونِقمة.
اللهم اجعله عونًا لنا على طاعتك، واجعلنا ممن إذا أُعطِي شكر، وإذا أذنَب استغفر، وإذا ابتُلي صبَر.


[1] إحياء علوم الدين؛ للغزالي (4/ 397).

[2] إحياء علوم الدين؛ للغزالي (4/ 397).

[3] البخاري (620)، ومسلم (1031)، واللفظ له.

[4] إحياء علوم الدين؛ للغزالي (4/ 398).

[5] مدارج السالكين (2/ 66).

[6] شُعب الإيمان (2/ 266).

[7] إحياء علوم الدين؛ للغزالي (4/ 397).

[8] حِلية الأولياء وطبقات الأصفياء (8/ 142).

[9] المورد العذب المعين من آثار أعلام التابعين (1/ 44)، وبلاغات النساء؛ لأبي الفضل (ص 141).

[10] أخرجه أحمد (1/ 51، رقم 367)، ومسلم (1/ 36، رقم 8).

[11] لسان العرب (13/ 115- 117).

[12] أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (4/ 334، رقم 5312)، وحسَّنه الألباني في صحيح الجامع.

[13] التفسير الميسر (1/ 96).


[14] أخرجه ابن ماجه (2/ 1418، رقم 4245).

[15] الزهد؛ لأبي داود (1/ 236).

[16] صحيح، أخرجه أحمد (6 / 46).

[17] صيد الخاطر (236).

[18] أخرجه أحمد (2/ 374، رقم 8854)، والترمذي (4/ 619، رقم 2429).

[19] الجامع لأحكام القرآن (17/ 11).

[20] تفسير القرآن العظيم (7/ 398).

[21] تفسير القرآن للعثيمين (8/ 17).


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #324  
قديم 23-03-2023, 03:54 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,839
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

محدِّدات الوعي الرمضاني... !
حمزة آل فتحي


جعله الله - تعالى -شهر نهضة للنفوس وصحوة للقلوب، وزكاوة للعقول ونباهة. (وأن تصوموا خير لكم) سورة البقرة.
فاجعل منه مدرسة للوعي الإيماني والأخلاقي والفكري والاجتماعي.
وفي رمضانَ وعيٌ فوق وعيٍ// من الأفكار والنهج الجديدِ
الاستثمار الأمثل لرمضان يجعلك تفقه معناه الحقيقي، وأن حكمته ارتداء لباس التقوى وتاج الخشية (لعلكم تتقون) سورة البقرة.
في رمضان ترسخ وتبين أعلا درجات التجلي والخشوع، فكيف لعاقل تذويبها أو إهدارها.. ؟!
لا يصلُح الصيام عن الطعام والشراب وتسريح الجوارح في الفضائيات، ((العينان تزني وزناهما النظر)).
ينقص من صيامك بقدر ما تنقص من جوارحك، فإذا صام أحدكم فلتصم معه جوارحه وأركانه. ((من لم يدع قول الزُّور... )).
يخادعك من يملأ ليلك بالكوميديا الترفيهية والسوداء ليضحكك وينفس عليك.. ! ((ولا تركنوا إلى الذين ظلموا.. )) سورة هود.
تخيل كم من مناظر ترمي في القلب سهامها وأنت لا تبالي..، ! وسيأتي يوم شفرتها وشقوتها.. !
الوعي العبادي المزيف تشاهده في عناصر عمدت إلى أمركة الإسلام وعلمنة الشعائر(هم العدو فاحذرهم) سورة المنافقون.
من الوعي في رمضان إصلاح القلب وتزكية الروح وتقفّي عوامل ذلك. (قد أفلح من زَكَّاهَا) سورة الشمس.
لا تفسد قلبَك بالأحقاد، ولا لسانك بالكلام ولا صحتك بالإفراط الغذائي ((ما ملا ابن آدم وعاء شرا من بطنه.. )).
مجالسك وأصدقاؤك تخيّرهم من أطايب المسك فما شقيت أوقاتنا ولا أرواحنا إلا بسبب مجالسنا ومن نصادق، وفِي الحديث الصحيح: ((المرء على دين خليله فلينظر... )).
لتكن قراءتك للقرآن أشد من قراءتك الالكترونية.. فيساً وتويترا. وواتسا.. !
المكث الطويل في المساجد يضاعف طاعاتك ويحسّن من صفائك، ويحميك وأعضاءك.. !
كثيراً من وسائل الإعلام تلبس على الناس دينهم وتذهب حلاوة شهرهم، وتمنحهم ركاما من الشهوات والسهرات لتنسيهم هيبة الشهر وأن السوء فيه مضاعف.. ! ((فليس لله حاجةٌ في أن يدع طعامه... )).
سنية التراويح لا يعني البقاء عند تعاسات التلفاز ومشاهدة بعض المحرمات السيئة،،، (ودوا لو تُدهنوا فيدهنون) سورة القلم.
ليس من الحكمة والوعي استهلاله بضغائن وشحناء، أو مضاعفة السابق والواجب تصفية النفوس، وإعلان التسامح ((وخيرهما الذي يبدأ بالسلام)) سورة آل عمران.
تعلّم من رمضان حب العبادة وفنون الصبر ورحمة المساكين وكسر حب المال، وتقوية الروابط الإيمانية.
ليكن صيامك تهذيبا لجوارحك وتراويحك رياضة على القيام، وقرآنك دربةً على ديمة الذكر.
لقيمات الإفطار تريك حقارة الدنيا، وهوانها عند الله والعقلاء، وتعزز المعنى الأخروي (وللآخرة خير لك من الأولى) سورة الضحى.
ساعة إيمانية خصيبة، ستدرك أنها خير من عشرات الموائد الزكية.
في رمضان لصوص لتشويه الشهر وسرقة بركته، وصرفك إلى كوكب التيه واللهو والسراب.. !
ليس حسنا إلقاء الأسرة إلى إشعاعات فضائية ملونة، ظاهرها المتعة وفِي غلوائها السم الزعاف وتبديل المفاهيم الشرعية.
عناصر ليبرالية وعلمانية تعلمن الدين وتسترخص رمضان وتعريه من روحانيته الحقيقية.. !
تستعرض في القرآن والتراويح معاني العزة والصبر والدرع الإيماني ومقارعة الكفار وجهاد النفس والشيطان، وتتعلم كثيرا من مكارم الأخلاق (وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تُسألون) سورة الزخرف.
حلاوة رمضان تربطك لآخر الشهر وليس الأسبوع الأول لمن تفكر وتدبر ((فُتّحت أبواب الجنة)).
ربَّ صوام ليس لهم من صومهم إلا مجرد الإمساك الغذائي، وألسنتهم سليطة، وأعينهم خائنة، فأين هم من الصوم الحقيقي (يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور) سورة غافر.
وفِي رمضان تعي فقرك واحتياجك الدائم إلى الله تعالى (أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد) سورة فاطر.
توحد أمة المليار بالصيام والقيام، ودوي القرآن ذريعة لمراجعة ذاتها، وتحقيق باقي الوحدة المتينة والمنتظرة (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهبَ ريحكم) سورة الأنفال
إذا كان رمضان شهر القرآن فأعد لهذا المعنى عدته تلاوة وتدبرا، وتفهما وتفكرا، وتفقها وتلذذا..!
وفق الله الجميع وتقبل منا صالح الأعمال،، آمين....




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #325  
قديم 23-03-2023, 04:36 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,839
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

فيلا بارك يستضيف إفطار للصائمين للمرة الأولى


أعلن نادي "أستون فيلا" الإنجليزي لكرة القدم عن عزمه لإقامة إفطار جماعي على أرضية ملعب (فيلا بارك) الخاص بالفريق خلال شهر رمضان المقبل.




وكشف نادي أستون فيلا عن موعد الإفطار الجماعي عبر بيان رسمي قال فيه: "يُسعدنا أن نعلن أن ملعب (فيلا بارك) سيستضيف إفطار مفتوحًا بالتعاون مع مؤسسة الخيمة الرمضانية يوم الأربعاء الموافق 5 من إبريل".

ومن جهتها تتخذ المؤسسة الخيرية لنادي أستون فيلا خطوات لدعم الموظفين والمشجعين المسلمين خلال شهر رمضان المبارك من خلال إقامة عددٍ من الفعاليات.

وفي تصريحات صحفية قال "محمد رحمان" المساعد الإداري بمؤسسة أستون فيلا الخيرية: "الإفطار المفتوح الذي يقام في فيلا بارك هو وسيلة رائعة لفتح أبواب النادي للجالية الإسلامية في مدينة برمنغهام".

كما أعلن نادي أستون فيلا عن تنظيمه ندوات صحية أسبوعية من أجل توعية المسلمين الصائمين للحفاظ على صحتهم خلال أوقات العمل.

وقال أحمد علي أحد أعضاء مؤسسة نادي أستون فيلا: "ستكون هذه هي المرة الأولى التي يستضيف فيها أستون فيلا إفطارًا للصائمين، وستكون فرصة رائعة جدًّا للاحتفال بشهر رمضان المبارك".

ويعتبر نادي أستون فيلا هو رابع نادٍ إنجليزي لكرة القدم يُعلن عن إقامته لإفطار جماعي خلال شهر رمضان الكريم بعد إعلان نادي "تشيلسي" مؤخرًا تحضيره لإفطار جماعي على ملعب (ستامفورد بريدج)، بالإضافة إلى نادي "كوينز بارك رينجرز"، ونادي "برايتون آند هوف ألبيون المصدر: شبكة الألوكة.
يُرجَى الإشارة إلى المصدر عند نقل الخبر؛ شبكة الألوكة.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #326  
قديم 24-03-2023, 02:40 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,839
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

التحضير لإطعام المئات خلال شهر رمضان بمدينة فيلادلفيا


أعلن بنكُ الطعام بمدينة "فيلادلفيا" أكبر مدن ولاية "بينسلفانيا" الأمريكية - عن استعداده لتوزيع العديد من المواد الغذائية يوميًّا على المحتاجين، سواء من المسلمين، أو من غيرهم خلال شهر رمضان المبارك.




وكان بنك الطعام في مدينة فيلادلفيا قد أطلق المبادرة الثالثة للإطعام خلال شهر رمضان تحت شعار: "التخلص من الجوع خلال شهر رمضان"، وهي عبارة عن برنامج لتوزيع 200 وجية غذائية يوميًّا 200 بهدف إطعام 6000 شخص طول شهر رمضان الكريم.

وبصفته الرئيس التنفيذي لبنك الطعام في فيلادلفيا، أشار "لوري جونز" إلى أن المبادرة الخيرية صُمِّمت خصيصًا لمواجهة ما يسمى بالانعدام الغذائي في ولاية بنسلفانيا، من خلال وجبات غذائية متكاملة وصحية تحت إشراف طهاة محترفون.

وفي سياق منفصل كان بنكُ الطعام الإسلامي في مدينة "سوري" الواقعة بمقاطعة" كولومبيا البريطانية" في كندا - قد أعلن عن سعيه لتلبية الطلب المتزايد على المواد الغذائية التي يوزِّعها مجانًا على المحتاجين، ومع اقتراب شهر رمضان المبارك يتوقع مسؤولو بنك الطعام زيادة الطلب على المواد الغذائية، وزيادة العدد اليومي للزوَّار أكثر من العام الماضي.

ومؤخرًا قام عددٌ من المتطوعين المسلمين بمدينة "ديترويت" أكبر مدن ولاية ميشيغان الأمريكية -بتحضير وتعبئة أكثر من 1000 حُزمة طعام مجانية لصالح المحتاجين، في إطار استعدادات المسلمين لأعمال الخير في شهر رمضان القادم، ويتعاون حوالي 80 متطوعًا من المساجد والمراكز الإسلامية في مدينة ديترويت مع منظمة الإغاثة الإسلامية؛ المصدر: شبكة الألوكة.
يُرجَى الإشارة إلى المصدر عند نقل الخبر؛ شبكة الألوكة.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #327  
قديم 24-03-2023, 02:44 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,839
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

لصوص رمضان




محمود مصطفى الحاج





كما يقولون: "السرقة حِرفة"، فدائمًا ما يكون هناك مَن يتربَّص بك كي يَسرق وقتك، وذِهنك، وتركيزَك، بل وأحيانًا يسرقك أنت؛ في دوَّامة مِن إثارة المشاعر، وعرض ما يُضعف النفس، يا صديقي، إنَّهم "لصوص رمضان"!



فعلى مَدار الشهر الكريم يلاحِظ الجميع كثرةَ المسلسلات والبرامج، والعروضِ والمسابقات، وغيرها من الملهيات التي تشتِّت الذِّهنَ، وتلهي الطائعَ عن الطاعة، فتشغل العينَ عن قراءة القرآن، وتربط اللِّسانَ عن ذِكر الله، وتثير الجسَدَ إلى ما هو محرَّم، وتضيِّع الوقتَ دون الاستفادة منه؛ فبدلًا من انتظار الأذان للصَّلاة أصبحنا ننتظر لقطات فاسِدة عبرَ شاشات مزينة، ومسامع محرَّمة، عبر أفواهٍ لا تنادي إلَّا لما حرَّم اللهُ ورسوله؛ يا صديقي، إنهم "لصوص رمضان"!



فهل ستستجيب لهؤلاء اللُّصوص؟!



إذًا، كيف نغلق بابَ رمضان الممتد بنفحاتٍ للخير والأجر، ونفتح أبوابَ الوِزر والمعصية؟! ألا نتذكَّر قولَ سيِّد الأنام صلى عليه الله وسلم حينما قال: ((إذا كان أوَّل ليلةٍ مِن رمضان فتِّحتْ أبوابُ الجنَّة فلم يُغلق منها باب، وغلِّقتْ أبوابُ جهنَّم فلم يُفتح منها باب، وصفِّدتِ الشياطينُ، وينادي منادٍ: يا باغي الخير أقبِل، ويا باغي الشرِّ أقصِر، ولله عُتقاءُ مِن النار، وذلك كله ليلة))؛ رواه الترمذي؟! فلا والله يا رسولَ الله، لن ننتبه إلَّا لما قلتَ، ولن نفعل إلَّا ما ذَكرتَ، خير الأفعال وأصدق القول قولُ رسول الله صلى الله عليه وسلم.



السباق الرمضاني:

اجعلوا من رمضان سِباقًا للطَّاعة عبر مَسارات الصيام والقيام وليلة القَدْر والصَّدقات والزكاة والدروس الرمضانية... إلخ، سباق واحد لجوائز عدَّة، فلا تضيِّع على نفسك هذه الجوائز القريبة إليك، ولا تدَع قطارَ الحسرة ينال منك؛ بل ضيِّعِ الفرصةَ على مَن يتربَّصون بك كي يلهوك في كثير مِن الهزل والضياع.



تجنَّبوا شاشة التلفاز في شهرٍ سريع النفاد:

يختلف اهتمامُ المسلمين بالتلفاز في شهر رمضان الكريم؛ فمِنهم مَن يستغلُّ هذا الشهر للصيام والقيام والطاعات، والبعض الآخر ينتظر قدومَ رمضان لمتابعة التلفاز وما به مِن مغريات وملهيات؛ وذلك من خلال إعلانات تُذكِّر الناس بالمسلسلات الجديدة والبرامجِ وغيرها؛ مما يثير اهتمامَ ضعفاء النفوس ويجذبهم لمتابعة تلك الهراءات المحمَّلة بحبائل الشياطين؛ لذلك لا بدَّ مِن أن نستغلَّ التلفازَ ليكون مُعينًا لنا على الطَّاعة مِن خلال متابعة الدروس الرمضانيَّة الوسطيَّة، وسماع القرآن والتفاسير والأحاديث؛ كي نحقِّق معانيَ الصِّيام الصحيحة.



وقد أثبتت بعضُ الدراسات أنَّ هناك صِلة بين الإدمان على التلفاز وقلَّة الإنتاج والفاعليَّة والعمل عمومًا، فما بالكم بهذا الإدمان الذي يؤثِّر على طاعاتنا في شهر رمضان المعظَّم؟!



تقويم استخدامات الهواتف الذكية، والإنترنت ومواقع السوشيال ميديا في رمضان:

تشير دراسةٌ حديثة لشركة "الفيس بوك" إلى ارتفاع كبير لاستخدام الإنترنت والهواتف الذكية ومواقع السوشيال ميديا في منطقة الشرق الأوسط؛ وذلك خلال شَهر رمضان المعظم.

وتابعت الدِّراسة أنَّ أكثر من 70 % من سكَّان الشرق الأوسط يمتلكون هواتف ذكيَّة؛ ممَّا يجعل من الإنترنت والهواتف والمواقع حلقة تواصُل كبرى بين المسلمين خلالَ الشهر الكريم.

فيما أظهرت دراسةٌ أخرى قام بها باحثون مِن جامعة "نورث وسترن يونيفرسيتي" الأمريكية، ونشرت في مجلة "Sleep" العلمية - رابطًا بين الشعور بالجوع واستخدام الإنترنت والهواتف الذكية والمواقع وغيرها...

وبيَّنتِ الدراسة أن التعرُّض للضَّوء الأزرق المنبثق مِن هذه الأجهزة لمدَّة ثلاث ساعات يوميًّا يؤثِّر على تبديل مواد الجوع والجلوكوز في الجسم، ويتسبَّب في مشاكل في النَّوم؛ مما يؤثِّر على أنماط الاستهلاك الغذائي.

دراسة أخرى أَجْرَتها "فيسبوك آي كيو" أشارت إلى قضاء المستخدمين 57.6 مليون ساعة إضافيَّة على فيسبوك خلال شهر رمضان الكريم؛ وذلك في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.



كل هذه الدِّراسات والأرقام تضَع أمامَنا علامات استفهام عديدة متعلِّقة بحجم الأضرار الوخيمة التي قد تنتج عن الاستخدام السيِّئ لمثل هذه الأشياء، فضلًا عن الوقت الضَّائع الذي سيهدر الكثيرَ والكثير مِن الحسنات والمسرَّات المتاحة في الشهر الكريم؛ لذا وجب علينا التفكير والتمعُّن في كيف نستخدم ولِم نستخدم، وفي أيِّ الأوقات، أيضًا علينا تقويم استخداماتنا للهواتف والمواقع؛ كي لا نضيِّع الوقتَ الثمين في شهر رمضان؛ بل يوجد الآن العديد مِن التطبيقات والمواقع الإسلاميَّة الكثيرة والمفيدة؛ منها ما يذكِّر المسلم بأوقات الإفطار والسحور والقيام، ومنها ما يلقي الدروسَ وينشر الخيرَ، والتي ستكون بالتأكيد معينةً للمسلم في شهر رمضان الكريم.



حلقات السيئات "المسلسلات الرمضانية":

بكلِّ أسَف يُعدُّ شهر رمضان موسمًا للمسلسلات والأعمال الدراميَّة الرمضانية، والتي تُعد خِصِّيصى لهذا الشهر، وكل هذا بهدف جَذْب المسلمين وتلهيتهم وتشتيتِ انتباههم عن أداء واجباتهم في رمضان؛ فبمجرَّد مشاهدة المسلسلات المشتملة على المحرَّمات - كالتبرُّج والاختلاط ونحو ذلك - في نهار رمضان ينقص مِن أجر الصِّيام؛ بل قد تذهب بأجره كلِّه، وقد قال النبي صلَّى الله عَليه وسَلَّم: ((رُبَّ صَائِمٍ لَيْسَ لَه مِن صِيامه إلَّا الجُوعُ))؛ رواه ابن ماجه، فمشاهدة المسلسلات دليلٌ على عدَم تحقيق الغاية المُرادة مِن الصِّيام؛ وهي تقوى الله جلَّ وعلا، فإنَّ الصيام فُرِض لأجل تحقيق التقوى؛ كما قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 183].



أخيرًا:

ليتذكَّر الجميع سرعةَ مرور الأيام والأعوام، ولا بدَّ أن نعتبر ونتَّعظ مِن مرروها وسرعتها، قال الله سبحانه وتعالى: ﴿ يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ ﴾ [النور: 44]، فليسأل كلٌّ منَّا نفسَه:

ماذا ستقدِّم في رمضان؟ هل أنت حقًّا مستعدٌّ للقاء الشَّهر الكريم؟

إذًا، أَعِدُّوا العدَّةَ، وشدُّوا الهِمَم، وليقف كلٌّ مِنَّا على أخطائه في رمضان السابق، ليحسِّن مِن نفسه وأسرته أثناء الشهر الكريم، وكما قال الشاعر:



أتى رمضانُ مَزرعةُ العبادِ

لتَطهير القلوبِ مِن الفسادِ



فأدِّ حقوقَه قَولًا وفعلًا

وزادَك فاتَّخذهُ للمعادِ



فمَن زرَع الحبوبَ وما سَقاها

تأوَّه نادمًا يومَ الحصادِ






فلا تتركوا "لصوص رمضان" يُفقدوننا رمضان آخر، وكما هم متيقظون لإبعادنا عن شعائرنا، لا بدَّ وأن نكون أكثرَ يقظة منهم في المحافظة على هذه الشَّعائر، وأكثرَ حِرصًا على إتقان وإخلاص العمَل في رمضان.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #328  
قديم 24-03-2023, 02:44 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,839
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

الصوم والوقاية الصحية



د. زيد بن محمد الرماني




لقد أشارت كثير من الدراسات والأبحاث الطبية إلى حقيقة مفادها: الدخان دخان السجائر سمّ من السموم، شاع وعمّ - للأسف - جميع البلاد، وتعاطاه الملايين من شرق وغرب، وانتشرت تبعاً لهذا الكثير من الأمراض الفتاكة، حتى أصبحت أضرار التدخين الصحية حقيقة مُسلّم بها، لا تقبل النقاش.







المشكلة أنَّ أضرار التدخين الصحية طالت الجهاز الهضمي والجهاز العصبي وجهاز الدوران والجهاز البولي والعلاقة الجنسية والأطفال والأجنة.



يقول الجراح الأمريكي إريغارتس جراهام: لقد أصبحت متأكداً من أنَّ التدخين يزيد فرصة الإصابة بمرض السرطان عشرين ضعفاً.







والدراسات والحقائق والإحصاءات والأرقام مرعبة، مخيفة، في هذا المجال، حتى وصل الأمر في بعض الدول إلى أن يموت نتيجة التدخين والتبغ قرابة عشرون ألفاً بالقلب، وخمسة عشر ألفاً بالرئة وثلاثة وثلاثون ألفاً بالسرطان، وذلك كل سنة.



إذن: ما المطلوب. تقول د. أندره سوبيران: إنَّ العناية بالصحة تتطلب تجنب التدخين والابتعاد عن الأمكنة الملوثة بدخان التبغ.







تقول الأستاذة لولوة بنت صالح آل علي في كتابها الرائع ((الوقاية الصّحية على ضوء الكتاب والسنة)): لم تعد فوائد الصوم الصحية تخفى على أحد، فالشخص العادي أصبح يعرف هذه الحقيقة، ويلمس نتائجها، وينعم بآثارها الحسنة. ويؤكد هذا الدكتور غريب جمعة في قوله: الصيام يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم المرتفع؛ ولذلك فإنَّ نسبة المرضى الذين يترددون على عيادة الضغط تنخفض في شهر رمضان.







وللجهاز الهضمي الحظ الأوفر من فوائد الصيام؛ حيث يهيأ له الجو الروحي والصفاء والهدوء، وذلك راجع للتأثير المباشر للصوم على الجهاز الهضمي فيستريح فترة طويلة من إفرازات العصارات الهاضمة. ولذلك فالصيام يفيد في علاجات اضطرابات الأمعاء المزمنة المصحوبة بتخمّر المواد النشوية والبروتينية.







وهنا رسالة من د. ماك فادون للناس عموماً، وللمدخنين والمدخنات خصوصاً، حيث يقول: إنَّ كل إنسان يحتاج إلى الصوم، وإن لم يكن مريضاً؛ لأن سموم الأغذية والأدوية والسجائر تجتمع في الجسم فتجعله مريضاً، مثقلاً، قليل النشاط.



شهر رمضان فرصة ذهبية لذلك يقول د. روبرت بارتلو: لا شك في أنَّ الصوم من الوسائل الفعالة في التخلص من الميكروبات.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #329  
قديم 24-03-2023, 02:45 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,839
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

قبسات من نور رمضان
محمد عادل فارس


يأتي رمضان كل عام فيحمل بين جنباته الطهر والإيمان، والخيرات والبركات، والدروس والعبر.
1- أعظم مزية لهذا الشهر العظيم أنه شهر نزول القرآن الكريم. فحين خصّه الله - تعالى -بالعبادة العظيمة عبادة الصوم، قال، بما يشير إلى حكمة هذا الاختصاص شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبيّنات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه).
وحين ذكر الليلةَ الأعظم في رمضان، ليلة القدر، ذكر تشريفها بنزول القرآن (إنّا أنزلناه في ليلة القدر).
ولا عجب فالقرآن ليس كلاماً يقرأ فحسب، بل هو (بيّنات من الهدى والفرقان)، فالهدى كل الهدى فيه: الهدى في العقيدة والتصور، والهدى في شؤون الفرد والمجتمع والدولة والعالم كله...والفرقان بين الحق والباطل، بين النور والظلمات، بين الشرع والهوى.
وفي الشهر الذي نزل فيه القرآن يطيب للمؤمن أن يُقْبل على هذا الكتاب العظيم، أشدّ مما يقبل عليه في أي شهر آخر، يتلوه حق تلاوته، يتدبر آياته، يطهّر قلبه ونفسه بضيائه، يعيد النظر فيما يحمله في نفسه من عقائد وتصورات وقيم وأحكام وأخلاق... فما وجده موافقاً لهذا الكتاب حمد الله عليه، ووطّن نفسه على المزيد من التمسك به، وما وجده على غير هذا صحّحه بما يقتضيه هذا الكتاب.
وقد اختار الله - تعالى -لنبيّه شهر رمضان من كل سنة ليراجعَ ما كان نزل عليه من القرآن فكان جبريل ينزل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كل رمضان فيدارسه القرآن "أي يسمعه منه كأنه يتثبّت من حفظه" وفي هذا إشارة قوية إلى أن رمضان موسم للإكثار من تلاوة القرآن الكريم.
وفي صحيح البخاري: (( كان جبريل يلقى النبي - صلى الله عليه وسلم - في كل ليلة في شهر رمضان حتى ينسلخ [حتى ينقضي الشهر] يعرض عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم – القرآن)).
ومن الأحاديث النبوية التي تربط بين الصيام والقرآن:
عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (( الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة. يقول الصيام: أي ربِّ، منعتُه الطعام والشهوات بالنهار فشفِّعني فيه، ويقول القرآن: منعتُه النوم بالليل فشفِّعني فيه. قال: فيشفَّعان)).
2- مما يلفت الانتباه أن صيغة فرضية الصيام كانت بقوله - تعالى -: ( يا أيها الذين آمنوا كُتب عليكم الصيام) الآية 183 من سورة البقرة.
وفي الآية 216 من السورة نفسها: (كُتب عليكم القتال وهو كُرْهٌ لكم)، وفي هذا التماثل في التعبير إشارة قوية إلى أن هذه الفرضية كتلك. فحين يكون موسم الصيام فهو فرض، وحين تقوم أسباب الجهاد فهو فرض كذلك -وفق تفصيلات يذكرها الفقهاء- ولا عجب بعدئذ أن يلتزم المسلمون صيام شهر رمضان، على مرّ العصور، إلا من كان معذوراً، أو كان إيمانه كمن يعبد الله على حَرْف!. ولا عجب كذلك أن يكون رمضان موسماً للجهاد فتشهد أيامه معارك من أعظم معارك الإسلام.
ففي أول رمضان بعد الهجرة عقد النبي - صلى الله عليه وسلم - أول لواء للجهاد في الإسلام، في سرية مقاتلة بقيادة أسد الله وأسد رسوله: حمزة بن عبد المطّلب - رضي الله عنه -.
وفي رمضان من السنة الثانية للهجرة كانت غزوة بدر الكبرى التي سمّاها الله - تعالى -: يوم الفرقان!.
وفي رمضان من السنة الثامنة للهجرة كان الفتح المبين فتح مكة المكرمة.
وعلى مرّ التاريخ كان "رمضان" يشهد بين حين وآخر معركة فاصلة. فعلى سبيل المثال كانت معركة البويب في رمضان 13هـ، وفتحت القدس في رمضان 16هـ، وكانت معركة بلاط الشهداء في رمضان 114هـ، وكانت معركة الزلاقة التي انتصر فيها جيش المرابطين بقيادة يوسف بن تاشفين على الفرنجة في رمضان 478هـ، وكانت معركة عين جالوت التي انتصر فيها المظفر قطز على التتار في رمضان 658هـ.
3- ولا نجد في النص القرآني عبارة صريحة تربط بين رمضان والإنفاق في سبيل الله من الزكوات والصدقات، لكننا نجد ذلك في سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقد كان الصحابة يرون أثر هذه المدارسة القرآنية في مسلك النبي - صلى الله عليه وسلم -. فعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أجود الناس، وكان أجودَ ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان، فيدارسه القرآن. فلَرسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - حين يلقاه جبريل، أجودُ بالخير من الريح المرسلة". متفق عليه.
ونعلم جميعاً أن من الإنفاق المطلوب من المسلم في رمضان صدقة الفطر.
وكأن المسلمين، شعوراً منهم بفضل الإنفاق في رمضان، يكثرون من الصدقات فيه، بل إن كثيراً من أغنيائهم يدفعون زكاة أموالهم في هذا الشهر الفضيل.
4- وبمثل ذلك جاءت السنة النبوية لتبين فضل النوافل، لا سيما قيام الليل، في رمضان.
فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (( من قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدَّم من ذنبه)) متفق عليه.
وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يجتهد في رمضان ما لا يجتهد في غيره، وفي العشر الأواخر منه ما لا يجتهد في غيره" رواه مسلم.
ويتأكد هذا في ليلة القدر.
فعن أبي هريرة - رضي الله عنه -: ((من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً، غُفر له ما تقدّم من ذنبه)) متفق عليه.
5- ولعل ما يجمع ذلك كله ويزيد عليه، هو أن الصيام، الذي هو العبادة المميزة لرمضان، قد شرع لتحقيق التقوى (يا أيها الذين آمنوا كُتب عليكم الصيام كما كُتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون). سورة البقرة: 184.
فالتقوى هي الغاية من العبادة عامة، ومنها الصوم: (يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون).
وكما ذكرت التقوى في الآية الأولى من آيات الصيام، ذكرت كذلك في الآية الأخيرة من هذه الآيات: (كذلك يبيّن الله آياته للناس لعلهم يتقون) سورة البقرة: 187.
6- وفي أجواء نزول القرآن والصوم والتقوى يكون الدعاء المستجاب. فإنه مما يلفت الانتباه أن آية الدعاء جاءت من ضمن آيات الصيام. قال - تعالى -: (وإذا سألك عبادي عنّي فإني قريب. أجيبُ دعوة الداعِ إذا دعانِ فلْيستجيبوا لي ولْيؤمنوا بي لعلهم يرشُدون) سورة البقرة: 186.
وتأتي أحاديث النبي - صلى الله عليه وسلم - لتؤكد الارتباط بين الصيام والدعاء المستجاب، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (( ثلاثة لا تُردّ دعوتهم: الإمام العادل، والصائم حتى يفطر، ودعوة المظلوم يرفعها الله دون الغمام يوم القيامة وتفتح لها أبواب السماء ويقول: بعزتي لأنصرنّك ولو بعد حين)) رواه أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجه.
وعن عبد الله بن عمرو قال:قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن للصائم عند فطره دعوةً لا تُرَدّ" رواه ابن ماجه.
اللهم أعنّا على الصيام والقيام وغضّ البصر وحفظ اللسان، وتقبّل منا إنك أنت السميع العليم.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #330  
قديم 24-03-2023, 02:46 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,839
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

المغتالون لرمضان!


وليد بن عبده الوصابي





نفرَح برمضان كما يَفرَح الناس به، ونَستبشر به كمسلمين، فاتَّحدنا في الفرح، واختلفنا في الهدف والمقصد؛ فمنَّا مَن يفرَح برمضان؛ لأنه شهر القرآن والطاعة، ولِما ورَدت فيه من الفضائل والمزايا العظيمة، وهذا هو فرح المؤمنين الذين بشَّرهم النبي صلى الله عليه وسلم بقدومه، قائلًا: ((أتاكم شهر رمضان، شهرٌ مبارك)).

فالنفوس إليه مشتاقة، والقلوب إليه مُتلهفة، والعيون فيه باكية، والأنفس خاشعة، يزداد فيه المؤمن من طاعة ربِّه، ويُسابق ليحوز الجنان، ويَحظى بالنظر إلى الرحيم الرحمن.
كيف وقد كان بعضهم يُغلق تجارته في رمضان؛ ليتفرَّغ للصلاة والصيام والقيام تفرغًا تامًّا؟!

لكنَّ فريقًا منا يَفرَح برمضان فرحًا دنيويًّا؛ لِما فيه من زيادة المطعومات، وأنواع المشروبات، وكثرة النوم، والإقبال على المسلسلات، وغيرها من الغَفلات!

وهؤلاء هم المغتالون لرمضان، الطاعنون له في خاصرته، وهم الذين يدخل عليهم رمضانُ ويَخرُج وهم كما هم؛ لا يُغيِّرون أخطاءَهم، ولا يُبدلون سيئاتهم، بل ربما فقَدوا بعضًا من حسناتهم، وضاعَفوا آثامَهم!

رمضان يشكو هؤلاء الذين اتخذوه مَطيَّة لشهواتهم، ومنفذًا للذَّاتهم، يَمرَحون في لَعبهم، ويَسرَحون في لَهوهم.
نهارهم نائمون، وليلهم صاخبون على أنواع الألعاب والأعطاب؛ من مسلسلات، وأضاحيك، وغيرها من أحابيل الشيطان!

إن القنوات الفضائية شغَلت الناس عن رمضانهم، فجعلوا من رمضان ميدانًا للسباق، ولكنَّه سباق دنيويٌّ، وجعلوا منه مَرتعًا للسهرات، ولكنَّها سهرات بعيدة عن القرآن وطاعة الرحمن!

ترى القنوات الإنشادية والغنائية والشعرية وغيرها - تبذُل كلَّ جهودها لتتم عملياتها المشبوهة في شهر رمضان، شهر العبادة والغفران؛ ﴿ أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ﴾ [فاطر: 8]، ولا حول ولا قوة إلا بالله!

حتى إن بعض القنوات الإسلامية لم تَسلَم من هذا الدَّخَن والدَّغَل والدَّخَل!
يا هؤلاءِ، ارجعوا إلى باريكم، وعُودوا إلى خالقكم؛ فهو يناديكم باسم الإيمان، ويُبين لكم ثمرة الصيام، قائلًا: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 183]، اقْرأها مرات ومرات، وأمْعِن النظر فيها: ﴿ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾، باللهِ عليكم، أي تَقوى تَكسِبونها من هاتِه الغَفلات الليلية، والنومات النهارية؟!
أين فائدة الصوم التي أثَّرت في أرواحكم؟!
أين ثمرة القيام المؤثرة في نفوسكم؟!
أين؟! أين؟!

اقرؤوا سيرة سلفِكم الصالحِ، كيف كانوا يفرحون برمضان، ويُكرمونه الإكرام اللائق به؛ نهارهم صائمون لا نائمون، وليلهم قائمون لا لاعِبون!
اقرؤوا سِيَرهم، وانظروا حالهم مع القرآن الذي أُنزل في رمضان!
كم ختمة ختَموها في رمضان بتدبُّر وخشوع، وبكاء وخضوعٍ!


أجسامهم كأجسامكم، ولكنهم تفوَّقوا علينا بالجِد والاجتهاد، والانتصاب بين يدي رب العباد، فطهَّروا قلوبهم ونحن غشَشناها، وزكوا نفوسَهم ونحن دسَسناها!

نسأل الله تزكيةَ نفوسنا، والنأيَ بها عما يَشغَلُها عن باريها، وأن يُهيئ لنا من أمرنا رشدًا.
والله الموفق.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 173.21 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 167.14 كيلو بايت... تم توفير 6.07 كيلو بايت...بمعدل (3.50%)]