فوائد وفرائد حديثية حول قول الله في الحديث القدسي الجليل: "إلا ‌الصوم، ‌فإنه ‌لي وأنا - ملتقى الشفاء الإسلامي
 

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215438 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          اضطراباتي النفسية دمرتني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          زوجي مصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 182 - عددالزوار : 61211 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 123 - عددالزوار : 29185 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23-04-2022, 10:56 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي فوائد وفرائد حديثية حول قول الله في الحديث القدسي الجليل: "إلا ‌الصوم، ‌فإنه ‌لي وأنا

فوائد وفرائد حديثية حول قول الله في الحديث القدسي الجليل: "إلا ‌الصوم، ‌فإنه ‌لي وأنا أجزي به.."؟!!
محمد مهدي بن نذير قشلان
فوائد وفرائد حديثية

حول قول الله في الحديث القدسي الجليل: "إلا ‌الصوم، ‌فإنه ‌لي وأنا أجزي به.."؟!!


لماذا قال الله في عبادة الصوم فقط: «‌إلا ‌الصوم، ‌فإنه ‌لي وأنا أَجزي به..»؟!
جاء في الحديث القدسي الجليل: ((كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ ‌إِلَّا ‌الصَّوْمَ، ‌فَإِنَّهُ ‌لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ))؛ [صحيح البخاري5/ ٢٢١٥].

وفي رواية مسلم: ((‌كُلُّ ‌عَمَلِ ‌ابْنِ ‌آدَمَ ‌يُضَاعَفُ، ‌الْحَسَنَةُ ‌عَشَرَةُ أَمْثَالِهَا إلى سَبْعمِائَةِ ضِعْفٍ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: ‌إِلَّا ‌الصَّوْمَ، ‌فَإِنَّهُ ‌لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي..))؛ [صحيح مسلم2/ 708].

فلماذا أضاف الله تعالى الصوم إلى نفسه، مع كون جميع العبادات له في الحقيقة، ولماذا أخذ الصوم هذه المنزلة دون غيره؟!


قال الخطيب الشربيني الشافعي (ت ٩٧٧هـ) رحمه الله: واختلَفُوا عَلَى أَقْوَالٍ تَزِيدُ عَلَى خَمْسِينَ قَوْلًا[1]؛ ا.هـ؛ منها:
قيل: لأن الصومَ هو العبادة الوحيدة التي لم يَعبد بها بشرٌ بشرًا أبدًا، ولم يُتقرب بها بشرٌ لبشر...، فكم رُكِع وُسجِد لغير الله، وكم قُدِّمت القرابين والصدقات لغير الله، وكم حُجَّ لغير الله، لكنه لم يُعرَف أنه قد صِيم لغير الله تعالى؛ لذلك قال الله: "إِلاَّ الصَومَ فإِنه لِي وأَنَا أجْزي به يَدَعُ شهْوَتَه وطعامه من أجْلِي[2].

وقيل: معناه أنا المنفرد بعلم مقدار ثوابه، أو تضعيف حسناته[3]، فالصَّوم مستثنى من كون الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعفٍ، فكأنه قال: "وسائر الحسنات بعشر الأمثال، بخلاف الصوم، فإنه بأضعافه بلا حساب"، فالصَّيام لا يتقيَّد بأعداد التَّضعيف، بل الله يجزيه على ذلك بغير حساب، وهذا كقوله تعالى: ﴿ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [الزمر: 10].

والصابرون الصائمون في أكثر الأقوال[4].

وقيل: لِأَنَّ الصَّومَ بَعِيدٌ عنَ الرِّيَاءِ لِخَفَائِهِ؛ ‌بِخلَافِ ‌بِخِلَافِ ‌الصَّلَاةِ ‌وَالْحَجِّ ‌والغزو ‌وَالصَّدَقَةِ ‌وَغَيْرِهَا مِنَ الْعِبَادَاتِ الظَّاهِرَةِ[5].

ومعنى النفي في قولهم: «لا رياء في الصوم» أنه لا يدخله الرياء بفعله، وإن كان قد يدخله الرياء بالقول، كمن يصوم ثم يُخبر بأنه صائم، فقد يدخله الرياء من هذه الحيثية، فدخول الرياء في الصوم إنما يقع من جهة الإخبار، بخلاف بقية الأعمال، فإن الرياء يدخلها بمجرد فعلها.

وقِيلَ: إِنَّ الِاسْتِغْنَاءَ عَنِ الطَّعَامِ مِنْ صِفَاتِ اللَّهِ تَعَالَى، فَتَقَرُّبُ الصَّائِمِ بِمَا يَتَعَلَّقُ بِهَذِهِ الصِّفَةِ، وَإِنْ كَانَتْ صِفَاتُ اللَّهِ تَعَالَى لَا يُشْبِهُهَا شَيْءٌ[6].

وقِيلَ: هِيَ إِضَافَةُ تَشْرِيفٍ؛ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿ نَاقَةُ اللهِ لَكُمْ آيَةً.. مَعَ أَنَّ الْعَالَمَ كُلَّهُ لِلَّهِ تَعَالَى[7].

وقِيلَ: إنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ‌يَتَعَلَّقُ ‌خُصَمَاءُ ‌الْمَرْءِ ‌بِجَمِيعِ ‌أَعْمَالِهِ ‌إلَّا ‌الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لَا سَبِيلَ لَهُمْ عَلَيْهِ، فَإِنَّهُ إذَا لَمْ يَبْقَ إلَّا الصَّوْمُ يَتَحَمَّلُ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ مَا بَقِيَ مِنْ الْمَظَالِمِ، وَيُدْخِلُهُ بِالصَّوْمِ الْجَنَّةَ[8].

قال الإمام النووي: فِي هَذَا الحدِيثِ بَيَانُ عِظَمِ فضلِ الصومِ والحثِّ إِلَيْهِ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى: (وَأَنَا أَجْزِي بِهِ) بَيَانٌ لِعِظَمِ فَضْلِهِ وَكَثْرَةِ ثَوَابِهِ؛ لِأَنَّ الكَرِيمَ إِذَا أخبَرَ بِأَنَّهُ يَتَوَلَّى بِنَفسِهِ الجَزَاءَ اقْتَضَى عِظَمَ قَدْرِ الْجَزَاءِ، وَسَعَةَ الْعَطَاءِ[9].

[1] (مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج 2/ 182).
[2] (تفسير الشعراوي19/ 12033 بتصرف) (المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج 8/ 29).
[3] (المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج 8/ 29).
[4] (نجاح القارِي لصحيح البخارِي 9 / 171). (فتح الباري شرح صحيح البخاري 4/ 108).
[5] (المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج 8/ 29).
[6] (المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج 8/ 29).
[7] (المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج 8/ 29).
[8] قال السُّبْكِيُّ: مِنْ أَحْسَنِهَا قولُ سُفيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ: "إنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ‌يَتَعَلَّقُ ‌خُصَمَاءُ ‌الْمَرْءِ...إلخ"؛ ا.هـ؛ (مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج 2/ 182).
[9] (المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج 8/ 29).




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.92 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.27 كيلو بايت... تم توفير 1.65 كيلو بايت...بمعدل (3.25%)]