المتشابه المعنوي في القرآن - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         معنى قوله تعالى: {ليبلوكم أيُّكم أحسنُ عملاً} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          تخصيص رمضان بالعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          ذكر الله دواء لضيق الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          بيان فضل صيام الست من شوال وصحة الحديث بذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          صيام الست من شوال قبل صيام الواجب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          صلاة الوتر بالمسجد جماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          قراءة القرآن بغير حفظ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          الإلحاح في الدعاء وعدم اليأس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          الفهم الخطأ للدعوة يحولها من دعوة علمية تربوية ربانية إلى دعوة انفعالية صدامية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          معالجة الآثار السلبية لمشاهد الحروب والقتل لدى الأطفال التربية النفسية للأولاد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها > ملتقى الإنشاء

ملتقى الإنشاء ملتقى يختص بتلخيص الكتب الاسلامية للحث على القراءة بصورة محببة سهلة ومختصرة بالإضافة الى عرض سير واحداث تاريخية عربية وعالمية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-04-2022, 10:08 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي المتشابه المعنوي في القرآن

المتشابه المعنوي في القرآن



بسم الله الرَّحمن الرَّحيم



الحمد لله والصلاة والسَّلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتَّبع هداه.
أما بعــدُ:


فإنَّ المتشابهَ المعنويَّ في القرآن فنٌّ لطيفٌ من فنون التَّفسير، مبناه على دقائق النَّحو وأسرار البلاغة وفهم مرامي إشارات الآيات.
والأكثرُ منه هو ممَّا استأثر الله بعلمه، لأنَّه كما أنَّ الله سبحانه لا يُحاط به علمًا فكذلك كلامه الَّذي هو صفةٌ من صفاته، لا سبيل إلى الإحاطة بمعانيه على وجه التَّفصيل في كلِّ ما أريد منه.
وقد أُخلصت له كتب مستقلة، من أجودها كتاب الخطيب الإسكافي المتوفى سنة 420، وعليه اعتماد من جاء بعده كالكرماني وابن جماعة والفيروزآبادي.
وربَّما عرض له بعض المفسرين في تفاسيرهم من غير قصد إلى استيفاء البحث فيه ولا الاستيعاب، كل حسب ما أوتي فمستقل ومستكثر، ومن أحسنهم كلاما في ذلك أبو حيان في البحر.
ثمَّ إنَّ من أغمض أمثلته الآيتان (55) و (85) من سورة براءة، وقد عرضت لي مناسبة اقتضت البحث في الفروق بين الآيتين وكلام العلماء في ذلك، وها هو إليك ما كتبته في فيه ،لك الجنى دانيا، وما عليك من تبعته من شيء.
قال الله تعالى:((فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ))[التَّوبة:55]
وقال سبحانه:((وَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ))[التَّوبة:85]
فهاتان آيتان من سورة واحدة، وبينهما من جهة اللَّفظ أربعة فروق:
الأوَّل: أنَّ الآية الأولى معطوفة على ما قبلها بالفاء والثَّانية فبالواو.
الثَّاني: تكرار "لا" في الآية الأولى دون الثَّانية.
الثَّالث: تعليل الفعل في الآية الأولى باللام وفي الثانية بـ"أن".
الرَّابع: وصف الحياة بـ"الدُّنيا" في الآية الأولى وإسقاطه في الثَّانية.
وسرُّ هذه الفروق يظهر في أربعة مباحث:



المبحث الأوَّل

سرُّ عطف الآية الأولى على ما قبلها بالفاء وعطف الثَّانية بالواو



وهذا الفرق راجع إلى دلالة الحرفين، فكلاهما من حروف العطف، لكن الفاء فيه زيادة على معنى الواو، إذ الواو لمطلق الجمع والمصاحبة لا تقتضي فورا ولا تراخيا ولا ترتيبا، بخلاف الفاء فإنها تقتضي زيادةً على العطف الترتيبَ والفورَ وإفادةَ الجزاء، فلهذا قالوا في سرِّ عطف الآية الأولى بالفاء أنها جزاء من الله تعالى على ما حكاه عن المنافقين من الأعمال المقتضية لأن يعاقبهم بما هو نعمة في حقِّ غيرهم من الأموال والأولاد، فسياق الآية في ذم المنافقين على تفريطهم فيما أوجب الله عليهم من إقام الصلاة وإيتاء الواجب من النفقات فقال تعالى: ((ولا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى ولا ينفقون إلا وهم كارهون))، فرتَّب على ذلك أن جازاهم بالعقوبة المذكورة.
هكذا قال أكثر من تعرَّض لهذا الفرق هنا: الإسكافي فمن بعده، واستظهروا بدلالة الفعل المضارع "يأتون، ينفقون" على الاستقبال، فهو مناسب للجزاء إن وقع منهم مضمونه.
وأبدى أبو حيان فرقًا آخر، فقال في "البحر" (5/84): "ومناسبة الفاء أنَّه عقَّب قوله : "ولا ينفقون إلا وهم كارهون" أي : للإنفاق، فهم معجبون بكثرة الأموال والأولاد، فنهاه عن الإعجاب بفاء التعقيب" اهـ، فكأنَّه يقول: إنَّ الذي ينبغي أن يُغبط على الأموال والأولاد ويعجب بذلك منه هو الَّذي يضعها في مواضعها ويؤدِّي حق الله فيها، أمَّا هؤلاء الَّذين وصف حالهم فلا ينبغي أن يعجب بذلك منهم لأنَّه سيكون وبالًا عليهم في الدُّنيا والآخرة على ما شرحته الآية بعدُ، فإن كان أومى إلى هذا فإنَّه حسن غاية، وهو مطابقٌ لمعنى ما ثبت عن النَّبي صلى الله عليه وسلم :"لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالا فسلَّطه على هلكته في الحق" الحديث.
وهذا كلُّه بخلافه في الآية الثَّانية فإنَّ الكلام وقع في سياق ما شرعه الله تعالى لنبيِّه صلى الله عليه وسلم في معاملة المنافقين، فأمره أوَّلًا أن لا يأذن لهم بالخروج معه إن هم استأذنوه لذلك، ثم نهاه عن أن يصلِّي على من مات منهم أو أن يقوم على قبره، ثم عطف عليه نهيه عن الإعجاب بأموالهم وأولادهم، فالسِّياق هنا اقتضى الواو لأنَّه ليس هنالك جزاء ولا شيء مترتِّب على آخر، وإلى هذا المعنى إشارة أبي حيان، وبه جزم البقاعي في نظم الدُّرر (8/567) .
وغيرُ أبي حيان ممَّن بحث في المتشابه قالوا :سرُّ ذلك أن الفعل قبل العطف ماض، والماضي لا يتضمَّن معنى الشَّرط فلهذا حسن الواو دون الفاء ([1]).
وهذا صحيح وهو راجع إلى ما تقدَّم.

المبحث الثَّاني

تكرار "لا" في قوله: "أموالهم ولا أولادهم" في الآية الأولى، ولم تُكرر في الآية الثانية فقال: "أموالهم وأولادهم"


التَّكرار في الأصل للتأكيد، والتَّأكيد غرض بلاغي له مقامات يناسب إيراده فيها بحسب غرض المتكلِّم وحال السَّامع، وهنا وقع الكلام في سياقين مختلفين:
الأوَّل سياقٌ أُكِّد فيه الكلام بالإيجاب بعد النَّفي وعلِّق أحدهما على الآخر تعليق الجزاء على الشَّرط، فلهذا اقتضى الكلام أن يؤكَّد بتكرار "لا"، وليس من ذلك شيء في السِّياق الثَّاني، فإنَّها إرشادات متعاطفة، فلم يكن فيه ما يقتضي التكرار فلم يكرر([2]).
وفيه نكتة أخرى نبَّه عليها في البحر (5/84) وهي أن تكرار "لا" مشعر بالنَّهي عن الإعجاب بكلِّ واحد على انفراد، ويتضمَّن ذلك النَّهي عن المجموع من باب أولى، وفي الآية الأخرى سقطت "لا" فكان نهياً عن الإعجاب بالمجموع، ويتضمَّن ذلك النَّهي عن الإعجاب بكل واحدٍ واحدٍ.
فدَّلت الآيتان بمنطوقهما ومفهومهما على النَّهي عن الإعجاب بالأموال والأولاد مجتمعين ومنفردين، وذلك أبلغ ممَّا لو نُهي عنه على أحد الوجهين فقط.


المبحث الثَّالث

استعمال اللَّام في الآية الأولى و"أن" في الثَّانية


ومعرفة سرِّ الفرق يتوقَّف على معرفة اللَّام هنا ما هي؟
فإنَّها تحتمل أن تكون لام التعليل أو الصيرورة ([3]) وتكون "أن" الناصبةُ مضمرةً بعدها، فمتعلق الفعل الذي هو "يريد" محذوف، والمعنى: إنما يريد الله ما هم فيه من الأموال والأولاد من أجل أن يعذبهم به.
وهذا بخلاف الآية الأخرى، فإنَّ مفعول "يريد" هو المصدر المنسبك من "أن" وصلتها، فالإرادة متعلِّقة بالتَّعذيب لا بحصول الأموال والأولاد للمنافقين.
وعلى هذا يكون في الآية الأولى زيادة معنى عمَّا في الآية الثَّانية.
وتحتمل اللَّام أن تكون زائدةً، فيكون الفعل "يريد" متسلِّطا على "يعذِّبهم" فيكون على هذا متعلّق الآيتين واحدًا ومعناهما متَّحدًا.


المبحث الرَّابع

وصف الحياة بالدُّنيا في الآية الأولى دون الثَّانية


وقد أبدَوا لذلك عدَّة مناسبات:
الأولى: أنَّ الدُّنيا صفة للحياة، فأثبت الموصوف والصِّفة في الأولى، وحذف الموصوف في الثَّانية اكتفاءً بذكره في الأولى([4]).
الثَّانية: أثبت "الحياة" في الأولى على الأصل، لأنَّ الدنيا وصفٌ لها ، وحذفت في الثَّانية تنبيهاً على خسَّة الدنيا وأنها لا تستحق أن تسمَّى حياة، ولا سيَّما حين تقدَّمها ذكر موت المنافقين في قوله "ولا تصل عل أحد منهم مات أبد" ، فناسب أن لا تسمَّى حياة([5]).
الثَّالثة: ما تقرَّر من أنَّ الآية الأولى في سياق التأكيد فاقتضت من زيادة المبنى ما يزيد في تأكيد المعنى وليس ذلك في الثَّانية([6])، والله أعلم بمراده من كلامه.
وصلَّى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
كتب حامدًا/ خالد حمودة
ليلة الثلاثاء 7 جمادى الأولى 1434.

ـــــــــ
([1]) يراجع: درَّة التنزيل (2/713-715)، البرهان في توجيه متشابه القرآن للكرماني (ص/134-135)، بصائر ذوي التمييز للفيروز آبادي (1/232)، كشف المعاني لابن جماعة (ص/196).

([2]) انظر: البرهان في توجيه متشابه القرآن (ص/134-135).

([3]) درَّة التنزيل (2/717).

([4]) البرهان في توجيه متشابه القرآن للكرماني (ص/135).

([5]) البحر المحيط (5/84).

([6]) نظم الدُّرر (8/567).



منقول
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 58.23 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 56.33 كيلو بايت... تم توفير 1.90 كيلو بايت...بمعدل (3.26%)]