|
ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
اضربوا لي معكم بسهم
اضربوا لي معكم بسهم انطلق رهط من أصحاب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في سفرة سافروها ، فلما قاربت الشمس للمغيب أسرعوا الخطا ، فقد كان على مرمى نظرهم حيٌّ من أحياء العرب ، وخير لهم أن يقضوا ليلتهم في أرض مأهولة ، من أن يقضوها في مكان مقفر موحش ، لا يدرون في هذا الليل البهيم ما يجري حولهم ، كما أنّ بإمكانهم زيارة القوم ، يتعرّفون إليهم ويدعونهم إلى الإسلام ، فإنْ كتب الله الهداية لأحدهم أو لهم جميعاً كما حدث لقبيلة عبدالقيس غمرهم من الله الخير والفيض الرباني من الحسنات إلى يوم القيامة . ووصل الرهط إلى مضارب القبيلة وسألوا أوّل واحد لقـُوه : أين شيخكم ؟ فدلوهم عليه ، فلما وصلوا إليه وسلموا عليه لقيهم بوجه جاف ، ولم يسألهم النزول عليه !! أمْرُهُمْ عجيب . . إنهم جميعاً كانوا بخلاء أصحاب شحٍّ وعهدهم بالعرب أهل كرم وضيافة . . ألم يقل الشاعر في مدح قبيلته : يُغشَوْن حتى ما تهرُّ كلابُهم لا يَسألون عن السواد المقبل وهذا طرفة لا يسكن التلال مخافة الضيفان ، بل ينصب خيمته أسفل الطريق ، ليسهل قدوم المسافر إليه : ولست بحلّال التلاع مخافة ولكنْ متى يسترفدِ القومُ أرفدِ وآب الرهط راضين من الغنيمة بالإياب وضربوا خيامهم قريباً من هؤلاء . ولُدغ سيّدُ الحي ، فسعى له الناس بكل حيلةٍ ، فلم تنفعه حيلة ، إن الحمّى تشتد ، الزّبَدُ يخرج من فمه ، فما هم فاعلون !؟ قال بعضهم : لو أتيتم هؤلاء الغرباء الذين قد نزلوا بكم ، لعله أن يكون عند بعضهم دواء أو ترياق فننقذ صاحبنا . فأتوهم ، وقالوا : أيها الرهط إن سيدّنا لُدغ ، فسعينا له بكل شيء ينفعه ، فلم يُشفَ ، فهل عندكم ما تداوونه به ؟. قال أحد الرهط : نعم والله ، إن عندنا ما ينفع . نظر أحدهم إلى صاحبه . . إنّه يعلم أنْ ليس معهم شيء ، وما منهم طبيب . . إلا أن القائل أردف : ولكن والله لقد استضفناكم فلم تضيّفونا ، وما أنا لكم راقياً حتى نأخذ أجرتنا ، فإن فعلتم رقيناه . قالوا لكم ذلك . قال الراقي : نذهب معكم على أن يكون لنا قطيع من الغنم ، قال القوم : نعم ، فهلمّوا . . فانطلق الجميع حتى وصلوا إلى سيّد القوم الذي جفاهم وطردهم فرأوه يتلوّى من الألم ، فقرأ عليه الفاتحة مرّات كثيرة ، وكان كلما قرأ مرة يتفل عليه وينفخ حتى أبرأه الله تعالى فكأنما نشط من عقال ، يمشي ليس يشعر بألم . فأوفوهم ما اتفقوا عليه . قال بعضهم : اقسموا بيننا هذا الرزق ، فهو حلال . قال الراقي : لا تفعلوا ذلك حتى نأتي رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فنقصَّ عليه ما فعلنا . قالوا : نعم فلعلها رُقْيَةٌ لا تجوز لنا ، فلما قدموا عليه ـ صلى الله عليه وسلم ـ أخبروه بما كان . فقال : وما يدريك أنها رُقيةٌ ؟ أصبتُم ، اقسموا ، واضربوا لي معكم بسهم .
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |