خطبة: {إنا وجدناه صابرا} دروس وعبر من قصة نبي الله أيوب عليه السلام - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         الجوانب الأخلاقية في المعاملات التجارية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          حتّى يكون ابنك متميّزا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          كيف يستثمر الأبناء فراغ الصيف؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          غربة الدين في ممالك المادة والهوى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          أهمية الوقت والتخطيط في حياة الشاب المسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          الإسلام والغرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          من أساليب تربية الأبناء: تعليمهم مراقبة الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          همسة في أذن الآباء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 39 )           »          تعظيم خطاب الله عزوجل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          رسـائـل الإصـلاح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 43 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-07-2022, 09:25 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,534
الدولة : Egypt
افتراضي خطبة: {إنا وجدناه صابرا} دروس وعبر من قصة نبي الله أيوب عليه السلام

خطبة: {إنا وجدناه صابرا} دروس وعبر من قصة نبي الله أيوب عليه السلام
د. سامي بشير حافظ




الحمد لله رب العالمين؛ أما بعد:


فعباد الله، نبي من أنبياء الله ذُكر في القرآن أربع مرات، ولم يذكر الله عنه لمن أُرسل، ومن هم قومه، ولكن ذكره بصفة تميز بها؛ فقال الله عنه: ﴿ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا [ص: 44]؛ إنه نبي الله أيوب عليه السلام.




ذكر الله قصته في القرآن في موضعين في سورة الأنبياء وسورة ص؛ فقال تعالى في سورة ص: ﴿ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ * ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ *وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنَّا وَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ * وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِبْ بِهِ وَلَا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ [ص: 41 - 44].




وأما قصته كما ذكرها المفسرون، أن أيوب عليه السلام كان غنيًّا أغناه الله بشتى أنواع وأصناف المال، وأعطاه صحة في البدن، ورزقه بالزوجات والأولاد والذرية، والخيرات العظام والنعم الكثيرة.




فأراد الله به البلاء؛ فابتلاه بمرض في جسده؛ حيث لم يبقَ في جسده مغرِزُ إبرة سليمًا سوى قلبه، وابتلاه الله بذَهاب ماله وولده كلهم، وتركه القريب والبعيد، فلم تبق معه إلا زوجته، حفِظت وده؛ فكانت تخدُمه وتقوم على شؤونه كلها، فمكث في ذلك كما قال بعض العلماء ثماني عشرة سنة، وقد كانت لزوجته الصابرة الوفية المحتسبة قصة معه؛ حيث غضب عليها يومًا من الأيام، فحلَفَ إن شفاه الله أن يضربها مائة جلدة، فبعد أن شُفِيَ أراد فعل ما حلف، فأفتاه الله وأوجد له مخرجًا بأن يأخذ شماريخ، وفيها مائة قضيب فيضربها به، وبرَّت يمينه بذلك، ولا يُكفِّر؛ فقال تعالى: ﴿ وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِبْ بِهِ وَلَا تَحْنَثْ [ص: 44]، ثم لما طال به الحال، واشتد به البلاء بعد هذه السنين، دعا ربه؛ فقال تعالى عنه: ﴿ وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ [الأنبياء: 83]، وقال: ﴿ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ [ص: 41]، فعندها أمره الله عز وجل وأوجد له العلاج؛ فقال له: ﴿ ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ [ص: 42]، فأمره أن يضرب برجله الأرض، فخرج منها ماء بارد، فاغتسل وشرب منه؛ فقال تعالى بعدها: ﴿ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ [الأنبياء: 84]، فشُفِيَ وعُوفِيَ من المرض، ثم بعدها رزقه الله الخيراتِ الكثيرات من أموال وأولاد وصحة وعافية؛ جزاءً له على صبره على البلاء؛ فقال تعالى: ﴿ وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنَّا وَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ [ص: 43]؛ قيل: إن الله تعالى أحيا له أولاده بعد مماتهم، وقيل: ردهم إليه بأعيانهم ﴿ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ؛ أي: زاد إليه مثلهم، ﴿ رَحْمَةً مِنَّا بعبدنا أيوب؛ حيث صبر وثبت فأثبناه من رحمتنا ثوابًا عاجلًا وآجلًا، ﴿ رَحْمَةً مِنَّا وَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ، وفي آية أخرى: ﴿ وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ [الأنبياء: 84]؛ أي: وليتذكر أولو العقول بحالة أيوب ويعتبروا، فيعلموا أنَّ مَن صبر على الضر، أن الله تعالى يثيبه ويستجيب دعاءه إذا دعاه، وحتى لا يظن أهل البلاء أنما فعلنا بهم ذلك لهوانهم علينا.




أيها المؤمنون، إن في قصة أيوب مواعظَ وعِبَرًا؛ ومنها:

من أعظم الدروس البارزة والظاهرة في هذه القصة "البلاء والصبر"، فالبلاء لا ينفك عن أحد من البشر، فقد يبتلي الله من يحب ومنهم الأنبياء والصالحون؛ رفعة له في الدرجات، وتكفيرًا للسيئات، ورفعة في الجنات؛ وقد ورد في الحديث قال صلى الله عليه وسلم: ((أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الأمثل، فالأمثل، يُبتلَى الناس على قدر دينهم))؛ [صححه الألباني]، فمنهم من يُبتلى في جسده، ومنهم يُبتلى بالفقر، ومنهم من يُبتلى بفقد أحبابه وخِلَّانه، وهذا نبي الله ابتلاه الله بكل هذه البلايا والمصائب.




أيها المؤمنون: الواجب على من ابتُليَ بمصيبة أيًّا كانت، فعليه بالصبر واحتساب الأجر من الله عز وجل، فأجر الصابر عظيم وقدره كبير؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ [الزمر: 10].




من الفوائد أن المبتلى إما أن يصبر فينال الأجور العظيمة والدرجات العالية، وإما أن يجزع ويتسخط ولا يصبر، فيحرم نفسه الأجر ويوقع نفسه في الإثم، وعلينا أن نعلم جميعًا أن التسخط والجزع لن يُعيد ما فُقد من صحة ومال وولد، فالواجب الصبرُ الصبرُ، ولو طال الأمد.




حال المؤمن مع البلاء والسراء الصبر والشكر؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((عجبًا لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر، فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر، فكان خيرًا له))؛ [رواه مسلم].




عباد الله: من الفوائد والعِبَرِ كذلك في هذه القصة، فبعد هذا البلاء العظيم دعا ربه؛ فقال الله: ﴿ وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ [الأنبياء: 83]، فالدعاء أمره عظيم وشأنه جليل، فعلى العبد أن يتوجه إلى ربه في الضراء، وأن يتضرع إليه ويتوسل، ولا يقنط، ولا ييأس، فالدعاء عبادة عظيمة، فيا أيها المبتلَى، توجه إلى ربك في ساعات الإجابة في الثلث الأخير من الليل، وفي السجود، وبين الأذان والإقامة، وألحَّ على ربك بالسؤال؛ فإن الله يحب من عبده الإلحاح والإكثار من الدعاء، فإن ربك قريب سميع الدعاء.




قال ابن القيم رحمه الله: "جمع في هذا الدعاء بين حقيقة التوحيد، وإظهار الفقر والفاقة إلى ربه، ووجود طعم المحبة في المتملِّق له، والإقرار له بصفة الرحمة، وأنه أرحم الراحمين، والتوسل إليه بصفاته سبحانه، وشدة حاجته وفقره، ومتى وجد المبتلى هذا كشف عنه بلواه".




ثم قال الله له: ﴿ ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ [ص: 42]، اركض برجلك فيه أهمية اتخاذ الأسباب، وهو أمر شرعي أمَرَنا به مع الاعتماد والتوكل على الله، فالله قادر على أن يخرج الماء له بدون تحريك رجليه، ولكن يريد منه بذل السبب للعلاج، كذلك عند فلق البحر لموسى عليه السلام؛ قال له: ﴿ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ [الشعراء: 63]، مع ضعف العصا أمام البحر العظيم، ولكن جعلها سببًا لذلك.




من الفوائد والعبر؛ قال الله عنه مثنيًا عليه: ﴿ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ [ص: 44]؛ أي: كثير الرجوع والإنابة لربه، كم نحن بحاجة إلى الأوبة والتوبة والرجوع إلى الله في كل يوم، وكل ساعة، وبعد كل معصية وذنب، نتوب ونستغفر، فالله يحب العبد الأواب التواب؛ ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ [البقرة: 222].




بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب؛ فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.



الخطبة الثانية

الحمد لله وكفى، والصلاة والسلام على النبي المصطفى، وآله وصحبه ومن اقتفى؛ أما بعد:

فمن الفوائد والعبر، فبعد أن صبر طوال هذه السنين، جاءه الفرج من ربه، فوهب له المال والبنين والخيرات؛ جزاء لصبره، فالله يجزي الصابر خيرًا، إما في الدنيا عاجلًا، وإما يُدَّخر له ذلك في الآخرة أجور ودرجات عالية في الجنات.




ثم ختم الله الآيات وهذه القصة بقوله: ﴿ وَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ [ص: 43]، وقال: ﴿ وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ [الأنبياء: 84]؛ قال ابن كثير رحمه الله: "هذه تذكرة لمن ابتُليَ في جسده، أو ماله، أو ولده، فله أُسوةٌ بنبي الله أيوب؛ حيث ابتلاه الله بما هو أعظم من ذلك، فصبر واحتسب حتى فرج الله عنه"، وعلى المبتلى دائمًا أن ينظر في حالة من هو أكثر منه بلاء، وأعظم مصيبة، وقد ورد في الحديث؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا تنظروا إلى من هو فوقكم، ولكن انظروا إلى من هو دونكم، فهو أجدر ألَّا تزدروا نعمة الله عليكم))؛ [رواه مسلم]، فإذا نظر العبد وخاصة المبتلى، فلا ينظر إلى من هو أفضل منه في الصحة والعافية، والمال والولد والنِّعَمِ، بل ينظر إلى من هو أقل منه حالًا، فمثل ذلك يخفف عنه، ويُسلِّيه في مصيبته، ويُعرِّفه بقدر نعمة الله عليه، ولو أصيب بمصائب جمة؛ قال الشاعر:




يا صاحب الهم إن الهم منفرج


أبْشِرْ بخير فإن الفارج اللهُ


إذا بليتَ فثِقْ باللهِ وارضَ به

إنَّ الذي يكشفُ البلْوى هوَ اللهُ


إذا قضى الله فاستسلم لقدرته

فما ترى حيلة فيما قضى اللهُ







عباد الله: الدنيا هذه دار بلاء وامتحان، وليست دار سعادة واستقرار، فالله الله بالصبر والاحتساب وطلب الأجر من الله الواحد الديان جل وعلا.




ألا فصلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه.







__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 62.30 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 60.42 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.02%)]