خطبة عن يوم عرفة - ملتقى الشفاء الإسلامي
 

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215414 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          اضطراباتي النفسية دمرتني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          زوجي مصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 182 - عددالزوار : 61204 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 123 - عددالزوار : 29184 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام > ملتقى الحج والعمرة

ملتقى الحج والعمرة ملتقى يختص بمناسك واحكام الحج والعمرة , من آداب وأدعية وزيارة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-07-2022, 06:05 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي خطبة عن يوم عرفة

خطبة عن يوم عرفة
د. عطية بن عبدالله الباحوث

المقدمة:
الحمد لله كما ينبغي لجلاله وعظيم سلطانه، الحمد لله أعظَمَ للمتقين العاملين أجورَهم، الحمد لله الرحيم الرحمن علَّم القرآن خلق الإنسان علَّمه البيان، الحمد لله الذي جعل فريضة الحج ركنًا من الأركان، أحمَده سبحانه وأشكُره وأتوب إليه وأستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبده ورسوله، أرسله إلى الناس كافة عذرًا ونذرًا، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه، أخلد الله لهم ذكرًا وأعظم لهم أجرًا، والتابعين ومن تبِعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فيوم الكمال: تعانق اليومان يوم مشهود يوم عرفة ويوم شاهد يوم الجمعة، يعمل فيهما المؤمن ليوم موعود، قال تعالى: ﴿ وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ * وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ * وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ ﴾ [البروج: 1 - 3]، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (اليومُ الموعودُ يومُ القيامةِ، واليومُ المشهودُ يومُ عرفةَ، والشاهدُ يومُ الجُمُعةِ)[1].

يوم التمام والكمال والنعمة والعطاء لأمة الإسلام؛ قال تعالى: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ﴾ [المائدة: 3].

قال ابن كثير: "هذه أكبر نعم الله على هذه الأمة؛ حيث أكمل تعالى لهم دينهم، فلا يحتاجون إلى دين غيره، ولا إلى نبي غير نبيهم صلوات الله وسلامه عليه... فلما أكمل الدين لهم تمت النعمة عليهم، وقوله (ورضيت لكم الإسلام دينًا)؛ أي: فارضوه أنتم لأنفسكم، فإنه الدين الذي رضيه الله وأحبَّه وبعث به أفضل رسله الكرام، وأنزل به أشرف كتبه)[2].

عرفة العيد:
فالأمة لها مع هذا اليوم أتَم الفرح وأكمل السرور على نعمة الكمال والرضا من ربها عز وجل، ((قالَ رَجُلٌ مِنَ اليَهُودِ لِعُمَرَ: يا أمِيرَ المُؤْمِنِينَ، لو أنَّ عليْنا نَزَلَتْ هذِه الآيَةُ: ﴿ اليومَ أكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وأَتْمَمْتُ علَيْكُم نِعْمَتي ورَضِيتُ لَكُمُ الإسْلامَ دِينًا ﴾ [المائدة: 3]، لاتَّخَذْنا ذلكَ اليومَ عِيدًا، فقالَ عُمَرُ: إنِّي لَأَعْلَمُ أيَّ يَومٍ نَزَلَتْ هذِه الآيَةُ، نَزَلَتْ يَومَ عَرَفَةَ، في يَومِ جُمُعَةٍ))[3].

أعيادنا في الإسلام أعياد عبادة وشكر، وهل هناك أعظم من يوم أعزَّ الله فيه دينه ورضِيه لأمة محمد طريقًا ومنهجًا، فقد جاء على لسان خير البرية صلى الله عليه وسلم: ((يومُ عرَفةَ، وأيَّامُ التَّشريقِ عيدُنا أَهلَ الإسلامِ، وَهيَ أيَّامُ أَكلٍ وشُربٍ))[4].

عرفة الدعاء والعتق:
إن لله زمانًا ولله مكانًا ولله اختيارًا، وقد جعل عرفة المكان وعرفة الزمان فيهما من القبول والرحمة والعتق، ما يصوِّره ضراعة وعبودية النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم أمام الحجيج؛ يقول جابر بن عبدالله: ((حتى أتى الموقفَ فجعل بطنَ ناقتِه القصواءَ إلى الصخراتِ، وجعل حبلَ المشاةِ بين يديهِ، واستقبلَ القِبلةَ، فلم يزل واقفًا حتى غربتِ الشمسُ)[5].

هذا الوقوف الطويل في الدنيا بتعبه ونصَبه يجعل الوقوف بين يدي الله يوم القيامة وقوفَ شرفٍ ورفعة، وقد فك أسرَ المؤمن وأعتَقه من النار؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((ما مِن يَومٍ أَكْثَرَ مِن أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فيه عَبْدًا مِنَ النَّارِ، مِن يَومِ عَرَفَةَ، وإنَّه لَيَدْنُو، ثُمَّ يُبَاهِي بهِمُ المَلَائِكَةَ، فيَقولُ: ما أَرَادَ هَؤُلَاءِ؟)[6].

وهنا لم يأتِ بالجواب فكفى بالمباهاة رضًا، فلن يباهي بمذنبٍ ولا عاصٍ؛ يقول عبد الله بن المبارك: جئت إلى سفيان الثوري عشية عرفة وهو جاثٍ على ركبتيه، وعيناه تذرفان فالتفت إليَّ، فقلت له: من أسوأ هذا الجمع حالًا؟ قال: الذي يظن أن الله لا يغفر له.

مشاركة الحجيج بعرفة:
هذا الفضل للحجيج فما لأهلهم الذين خلفوا في ديارهم؟
لقد سرَت الرحمةُ الواسعة من الله الرحيم والودود إلى الأمة ليعيشوا الجسد الواحد، فالحاج يهدي وأنت تنحر، والحاج يدعو وأنت تدعو، والحاج يفطر وأنت تصوم، فكان الجبرُ لخواطر المؤمنين الغائبين عن المشهد العظيم بهذا الصيام الذي لم يرد في السنة فضلٌ مثلُه، فقد سُئل النبي صلى الله عليه وسلم عن صَوْمِ يَومِ عَرَفَةَ، فَقالَ: يُكَفِّرُ السَّنَةَ المَاضِيَةَ وَالْبَاقِيَةَ[7]، فتكفيرُ ذنوب المستقبل خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم، وقد أورد العلماء لهذا أوجه، فقالوا في السنة الباقية: يعصمه الله فلا يفعل فيها ما يوجب الكفارة، وقيل: يوفِّقه الله لأعمال صالحة تُكفر ذنوبه وخطياه.

اللهم كفِّر ذنوبنا واستر عيوبنا، واغفر لنا إنك أنت الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية
الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنه سبحانه، وأشهد أنَّ نبينا محمدًا عبد الله ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلَّى اللهُ وسلَّم وباركَ عليه وعلى آله وأصحابه وإخوانه، أما بعد:
فحجة الوداع قام النبي صلى الله عليه وسلم، فخطَب خطبة هي من أعظم خطبِه وأجلها وأنفعها، لما حوت من معانٍ قد لا يسمح الموقف بسردها على التفصيل، ولكن نأخذ منها على الإجمال أمورًا:
أولًا: وضع الإطار العام للعلاقات بين الناس في كل صورها، فقال: (إنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ حَرَامٌ علَيْكُم، كَحُرْمَةِ يَومِكُمْ هذا، في شَهْرِكُمْ هذا، في بَلَدِكُمْ هذا).

ثانيًا: أسقط الموروث الجاهلي سقوطًا ليس لأحد أن يرفع شعاره بعد قوله: (أَلَا كُلُّ شَيءٍ مِن أَمْرِ الجَاهِلِيَّةِ تَحْتَ قَدَمَيَّ مَوْضُوعٌ).

ثالثًا: المعيشة مما يقلق الكثير والربا مِعول الهدم ومصدر البلاء والشقاء في حياة الناس، فقال: (وَرِبَا الجَاهِلِيَّةِ مَوْضُوعٌ، وَأَوَّلُ رِبًا أَضَعُ رِبَانَا؛ رِبَا عَبَّاسِ بنِ عبدِ المُطَّلِبِ).

رابعًا: المرأة بصالحها وتمسُّكها بدينها تعيش الأمة في قوة بناء لأجيالها؛ ليحملوا على أعناقهم هم التنمية والعطاء، فقال: (فَاتَّقُوا اللَّهَ في النِّسَاءِ).

خامسًا: وضَع للأمة مركبَ النجاة وطريق الفلاح والدرعَ الحصين من كل فتنة وضلال، فقال: (وَقَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ ما لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ إنِ اعْتَصَمْتُمْ به؛ كِتَابُ اللهِ).

سادسًا: ختم الخطبة بالشهادة العظمى، فقال: (وَأَنْتُمْ تُسْأَلُونَ عَنِّي، فَما أَنْتُمْ قَائِلُونَ؟ قالوا: نَشْهَدُ أنَّكَ قدْ بَلَّغْتَ وَأَدَّيْتَ وَنَصَحْتَ، فَقالَ بإصْبَعِهِ السَّبَّابَةِ، يَرْفَعُهَا إلى السَّمَاءِ وَيَنْكُتُهَا إلى النَّاسِ: اللَّهُمَّ اشْهَدْ، اللَّهُمَّ اشْهَدْ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ) [8].

ونحن نشهد على شهادتهم راجين من الله أن يُكرمنا بشفاعته ويُوردنا حوضه، ويجعلنا في صحبته يوم الدين.

الدعاء:
(لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.
اللهم اهدنا بالهدى وزيِّنا بالتقوى واغفِر لنا في الآخرة والأولى.
اللهم إني أسألك من فضلك وعطائك رزقًا طيبًا مباركًا.


اللهم أنت أمرت بالدعاء وقضيتَ على نفسك بالإجابة، وأنت لا يُخلف وعدك ولا يُكذَّب عهدُك.

اللهم ما أحببتَ من خيرٍ فحبِّبه إلينا ويسِّره لنا، وما كرِهت من شر فكرِّهه إلينا وجنِّبنا إياه، ولا تنزِع منا الإسلام بعد إذ أعطيته لنا يا أرحم الراحمين)[9].

اللهم آمنَّا في أوطاننا واحفَظ اللهم ولاةَ أمورنا، ووفِّق بالحق إمامنا وولي أمرنا.

اللهم اكفِ المسلمين كيد الكفار ومكر الفجار وشر الأشرار، وشر طوارق الليل والنهار يا عزيز يا غفار.

﴿ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾ [البقرة: 201].

سبحان ربِّنا رب العزَّة عما يصِفون، وسلامٌ على المرسلين، وآخرُ دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

[1] أخرجه الترمذي (3339)، والطبراني في ((المعجم الأوسط)) (1087) باختلاف يسير، والبزار (9591)، وصحَّحه الألباني في صحيح الجامع.
[2] تفسير ابن كثير.
[3] البخاري مسلم.
[4] أخرجه أبو داود (2419)، والترمذي (773)، وقال حسن صحيح ، والنسائي (3004)، وأحمد (17379)، صحَّحه ابن حجر في تغليق التعليق والألباني في صحيح أبي داود والأرنؤوط في تخريج زاد المعاد.
[5] مسلم.
[6] مسلم.
[7] مسلم.
[8] مسلم.
[9] ورد أن هذا دعاء ابن عمر في يوم عرفة، الطبراني، الدعاء.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 54.90 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.25 كيلو بايت... تم توفير 1.66 كيلو بايت...بمعدل (3.02%)]