|
|
فتاوى وأحكام منوعة قسم يعرض فتاوى وأحكام ومسائل فقهية منوعة لمجموعة من العلماء الكرام |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
ظاهرة قتل الأبرياء عمدا
ظاهرة قتل الأبرياء عمدا عبد الإله جاورا أبو الخير الحمد لله الذي جعل لكل شيء أجلًا، وكل شيء عنده بمقدار، والصلاة والسلام على محمد بن عبدالله، وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم التلاق؛ أما بعد: فإنني لما رأيت انتشارَ قتل الأبرياء في المجتمع، وسمِعت شكاوى الناس إلى خالقهم تضرعًا وخفية، وفي سكناتهم وحركاتهم، وإلى الرعاة في الإذاعات وقنوات التلفاز، والمجلات والمنابر، وشبكات التواصل الاجتماعي - أخذت قلمي لأبوح بما في خاطري؛ كي أشارك المجتمع بلاياه، عسى أن نكون ممن يخفِّفون أوجاع الناس في هذه المصيبة العظمى، أو ممن يأتون بالحلول الشافية التي تَشْفِي الغليل، وما ذلك على الله بعزيز. 1- مفهوم قتل الأبرياء عمدًا. 2- حُكْمه. 3- أنواعه. 4- أسبابه. 5- خطورته. 6- عقوبته. 7- الحلول. 8- الخاتمة. مفهوم قتل الأبرياء عمدًا: القتل ضد الحياة، واصطلاحًا: "هو تعمد إزهاق نفس امرئ بريء بغير حق". حكمه: تعمُّد قتل الأبرياء حرام بإجماع العلماء؛ فديننا الإسلامي لا يقبله، ولا الأديان السماوية، ولا القانون البشري، ولا العادات، ولا أصحاب العقول السليمة أو أصحاب المروءة. وقد ورد التحريم في الكتاب والسنة: قال تعالى: ﴿ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا ﴾ [الإسراء: 33]. وفي السنة عن أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((أَكْبَرُ الكَبَائِرِ: الإشْرَاكُ بِالله، وَقَتْلُ النفْسِ، وَعُقُوقُ الوَالِدَيْنِ، وَقَوْلُ الزورِ، أَوْ قَالَ: وَشَهَادَةُ الزورِ))؛ [متفق عليه]. أنواعه: من أنواع قتل الأبرياء عمدًا: 1- القصف بالدبابات والبنادق فوق الطائرات، وذلك غالبًا يكون عن طريق الحكومات. 2- الطعن بالسكين أو السيف أو الضرب حتى الموت. 3- الاختناق عن طريق الحبل أو اليد أو مضخة غاز من أجل اغتصاب المرأة، أو نهب الأموال إلى يفارق صاحبها الحياة. 4- السيارات عن طريق أن يقود سيارة دون رخصة أو انتظام بآداب القيادة. أسبابه: لكل شيء سببٌ، فمتى عُرِف السبب والخطر الذي يقودنا إليه سهُل لنا الحل إن أردنا؛ فمن الأسباب التي تؤدي إلى قتل الأبرياء عمدًا ما يلي: 1- ضعف الإيمان. 2- ضعف الأمن في المجتمع. 3- الاستعجال بالأمور دون صبر. 4- الفقر؛ وقد رُوي عَن أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَى اللهُ عَلَيهِ وسَلَمَ: ((كَادَ الفَقْرُ أَنْ يَكُونَ كُفرًا، وَكَادَ الحَسَدُ أَنْ يَغْلِبَ القَدَرَ))؛ [وَهُوَ حَدِيثٌ ضَعِيفٌ]. 5- البَطالة مما يقود إلى قتل الأبرياء عمدًا، فعدم وجود حامل الشهادة الوظيفة، يجعله يقوم بطرق الأبواب دون جدوى، ويختار القاعدة "الغاية تبرر الوسيلة"، فيبحث عن المال بأي طريق، حتى لو كان بقتل النفس. 6- الغضب يُفْقِدُ المرء وعيَه. 7- الحب قد يحب المرء امرأةً أو العكس، فيحاول الحصول على محبوبِه، فإن لم يجده أو وجده وخاف على نفسه الفضح، قام بقتله. 8- الحسد، ولنا في قصة هابيل وقابيل كفاية وعِبرة. 9- سوء تربية الشباب والشابات، وانتشار الجهل. 10- عدم وجود برامج تربوية كافية عبر القنوات والإذاعات والتواصل الاجتماعي. 11- إهمال المربين دورهم في تحسين نشأة الأولاد. 12- الثقة المفرطة بالناس؛ مما أدى إلى الخيانة. 13- انتشار المخدرات. 14- العنصرية أو السخرية. خطورته: ومن أشد خطورة قتل النفس أنها لا تعوَّض، وأن قتل امرئ واحد بغير حق كقتل الناس جميعًا؛ قال تعالى: ﴿ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ ﴾ [المائدة: 32]، ويؤدي إلى: 1- تخلُّف المجتمع وزرع روح الخوف في قلوبهم. 2- اشتعال نيران العداوة والبغضاء بين الناس. عقوبته: إن الله سبحانه وتعالى أدرى بالناس؛ لذا قدَّر عقوبة النفس في الدنيا والآخرة، فعقوبة من قتل نفسًا متعمدًا وجوبُ قتله؛ لأن ذلك حق البشر، أما حق الله عليه، فجزاؤه جهنَّم مع الخلود فيها، وغضب الله عليه، وعليه اللعنة والعذاب العظيم؛ قال تعالى: ﴿ وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾ [المائدة: 45]. قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 93]. الحلول: 1- لقد جعل الله سبحانه وتعالى لكل داء دواءً؛ فجعل دواء قتل النفس بمثلها كي نحيا بسلام آمنين، وهو أول حل لهذه الظاهرة؛ مصداقا لقوله تعالى: ﴿ وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 179]. 2- تشديد المراقبة لدى الحكومة مع تزويد رجال الأمن بأسلحة الأمن. 3- التعاون بين أبناء البلد أو القرية أو المنطقة أو الحي لترسيخ روابط الأمن. 4- تربية الناشئين أخلاقيًّا وتعليميًّا واقتصاديًّا وفكريًّا وحضاريًّا. الخاتمة: فعلى جميع أبناء الوطن التعاون فيما بينهم كي يغرسوا روح الأمن والسلامة؛ فتحيا النفوس وتحيا الأمة.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |