القدس اسلامية رغم أنف امريكا متابعة لملف القدس وفلسطين المحتلة وكل ما يستجد من احداث - الصفحة 21 - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         الاكتفاء بسماع أذكار الصباح والمساء عند قولها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          الفرق بين صلاة التراويح وصلاة القيام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          قراءة القرآن بصوت مرتفع في المسجد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          الفرصة الأخيرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          ترزقوا وتنصروا وتجبروا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          لا سمَرَ إلَّا لِمُصَلٍّ ، أوْ مُسافِرٍ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          على أبواب العشر الأواخر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          رمضان شهر الإقبال على مجالس العلم والعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          التغيير الشامل في رمضان .. هل هو ممكن؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          تاريخ غزوة بدر .. الميلاد الثاني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > ملتقى اخبار الشفاء والحدث والموضوعات المميزة > فلسطين والأقصى الجريح

فلسطين والأقصى الجريح ملتقى يختص بالقضية الفلسطينية واقصانا الجريح ( تابع آخر الأخبار في غزة )

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #201  
قديم 23-01-2022, 08:26 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,505
الدولة : Egypt
افتراضي (متى وكيف اخترع الشعب اليهودي)؟!

(متى وكيف اخترع الشعب اليهودي)؟! (1/2)


عيسى القدومي


(متى وكيف اخترع الشعب اليهودي؟) عنوان كتاب للبروفسور (شلومو زاند), أستاذ التاريخ في جامعة تل أبيب, صادر عن دار فايار في باريس, وتقدم في قائمة أكثر الكتب مبيعاً في الكيان الصهيوني, الأمر الذي لم يتوقعه المؤلف، وترجم إلى اللغة الفرنسية والإنجليزية وجار ترجمته لعدة لغات.

مؤلف الكتاب شلومو زاند يعلن صراحة أن غرضه هو تفنيد ادعاءات اليهود بحق تاريخي في أرض فلسطين، أما سبيله إلى تحقيق ذلك فهو البرهنة على أنهم ليسوا شعباً ذا ماضٍ مشترك أو رابطة دم وأصل واحد إضافة إلى كونهم لا ينتمون إلى هذه الأرض.

ومدار كتاب (زاند) أنه لا يوجد مطلقاً شعب يهودي، نعم توجد فقط ديانة يهودية، وأنه لم يحدث نفي وبالتالي لم يكن هناك عودة، ويرفض الباحث معظم روايات تشكيل الهوية الوطنية في الكتاب المقدس. وأنه تم اختراع شعب وتلفيق تاريخ، وأن الرومان لم يطردوا اليهود من القدس، والشتات أسطورة لتشييد ذاكرة مزيفة، وأن الصهيونية لفقت أسطورة الأصل المشترك لليهود خدمة لأجندتها السياسية.

فقد أنكر الباحث الحكاية الصهيونية التي أقنعوا شتات اليهود بها والتي أركانها: النفي والاضطهاد، والخلاص والعودة، وأنهم عملوا على تدعيمها بنصوص توراتية محرفة، وخدمتهم البروتستانتية الصهيونية التي حولت الأسطورة إلى عقيدة تحرك الساسة والجيوش، وتضطهد الأمم والشعوب وبالأخص الأمة الإسلامية.

ولكن هذا يطرح السؤال التالي: إذا لم يتم طرد اليهود جماعياً من فلسطين - يهوذا القديمة بزعمهم - فكيف انتشر اليهود في جميع أنحاء العالم؟ للإجابة عن هذا السؤال قدم (زاند) تفسيراً للشتات اليهودي الذي تطلق عليه المراجع اليهودية مصطلح (الدياسبورا اليهودية)، مفاده أن بعض اليهود هاجروا بمحض إرادتهم، والكثير منهم من المتحولين إلى اليهودية؛ لأن اليهودية في فترة من الفترات اضطرت لأن تكون ديانة تبشيرية للحصول على أتباع جدد.

ويضيف أن «اليهودية دين وليست أمة، واليهود لم يكونوا شعباً وأمة، وذلك يثير الشكوك حول مبرر بقاء دولة يهودية تجمع شتات ما تفرق من تلك الأمة الأسطورة، فليس لليهود هوية وطنية».

وأكد ذلك بقوله: «إن قصة الشعب اليهودي وتحويل اليهود من مجموعة لها هوية ثقافية ودينية مشتركة إلى شعب مهزوم هو اختراع حديث العهد نسبيا، نشأ في القرن التاسع عشر بواسطة العلماء الصهاينة وتم دعمه من المؤسسة الأكاديمية في إسرائيل... لأنها مؤامرة فكرية من نوع ما، فالأمر كله خيال وأسطورة كانت ذريعة لقيام دولة إسرائيل».

وذهب الباحث إلى أبعد من ذلك بقوله لصحيفة (هآرتس): «فرض أن الفلسطينيين متحدرون من الشعب اليهودي القديم هو أكبر بكثير من الفرض أنني أنا أو أنت هم أحفاد الشعب اليهودي القديم». ويؤكد أنه: «ليس جديداً القول بأن بعضا من المعتقدات الشائعة بشأن التاريخ اليهودي لا أساس لها من الصحة، فالخبراء متأكدون, مثلاً, من عدم حدوث ما يعرف بحادثة طرد اليهود من أورشليم على يد الرومان عام 70 للميلاد، كما بات من الثابت علمياً أن نسب الأغلبية العظمى من اليهود المعاصرين لا تعود إلى يهود العهد القديم إنما إلى أقوام وثنية في أوروبا وشمال أفريقيا وجنوب الجزيرة العربية اعتنقت الديانة اليهودية في الألفية الميلادية الأولى وفي بداية العصور الوسطى».

وفي مجال سعيه إلى تفنيد مزاعم اليهود بحق تاريخي في الأرض, يحرص (شلومو زاند) على البرهنة على أن أصول اليهود المعاصرين لا تنتهي إلى أرض فلسطين القديمة، ويستشهد بالنظرية القائلة بأن يهود وسط أوروبا وشرقها, الذين ينتسب إليهم 90٪ من اليهود الأمريكيين ينحدرون من الخزر الذين اعتنقوا الديانة اليهودية في القرن الثامن الميلادي، وأقاموا إمبراطورية لهم في القوقاز. وهي نظرية ظهرت لأول مرة في القرن التاسع عشر واكتسبت مصداقية كبرى عندما تناولها الكاتب البريطاني آرثر كوستلر في كتابه الشهير (القبيلة الثالثة عشرة) الصادر عام 1976.

وفي مقابلة أجرتها معه صحيفة (هآرتس) العبرية, أكد (شلومو زاند) دور الاعتناق في زيادة أعداد اليهود في العالم، يقول زاند: اليهود لم ينتشروا ولكن الديانة اليهودية هي التي انتشرت. وبخلاف التوجه اليهودي الحالي إلى الانغلاق على الذات, فإن اليهودية في عهودها المبكرة كانت تسعى إلى كسب المزيد من الأتباع.

بالطريقة نفسها, يقول (زاند): تمكنت الأسطورة والذاكرة البديلة والتطلعات والرغبات من حياكة نسيج التاريخ اليهودي الذي لا يستند إلا إلى النزر القليل من الأدلة المتضاربة التي يعثر عليها في المدونات أو التنقيبات الأثرية، حيث شكلت البذرة التي تجسدت لدى الأجيال اللاحقة على شكل اعتقاد راسخ بأن اليهود شعب تعرض للنفي والاضطهاد على مدى الجزء الأعظم من تاريخه.

ويخلص شلومو زاند من هذا الاستعراض لأوهام التاريخ اليهودي إلى اتهام المؤرخين الصهاينة منذ القرن التاسع وإلى يومنا هذا بإخفاء الحقيقة وتلفيق أسطورة الأصل المشترك لليهود المعاصرين خدمة للأجندة الصهيونية العنصرية. وهو لا يدعي لنفسه الكشف عن حقائق جديدة, لكنه يقول أنه قد رتب المعرفة بنحو مغاير، وبهذا يصدق على زاند ما قاله نيكولاس لانج في كتابه (التاريخ المصور للشعب اليهودي 1997): إن كل جيل من المؤرخين اليهود قد واجه المهمة نفسها وهي: إعادة رواية الحكاية وتكييفها لكي تلائم متطلبات الأوضاع التي يواجهها ذلك الجيل.

وفي مقابلته مع صحيفة (هآرتس) يقول رداً على سؤال حول وجه الخطورة في تصور اليهود أنهم ينتمون إلى أصل واحد: هناك درجة من التشويه في الخطاب الإسرائيلي بشأن الأصول، فهو خطاب عنصري, عرقي, منغلق على ذاته. ليس هناك وجود لإسرائيل كدولة يهودية. كل من يعرف النخب الشابة من عرب إسرائيل يستطيع أن يرى أنهم لن يرضوا بالعيش في بلد يعلن أنه ليس لهم. لو كنت فلسطينياً لتمردت على دولة من هذا النوع، بل إنني أتمرد عليها مع كوني إسرائيلياً.

ويضيف الكاتب أن حرب الـ 1967 سهّلت عمليات التنقيب بشكل كبير، لكن النتائج بدأت تبرز تناقضات الإيديولوجيا الصهيونية؛ لذلك كان يؤجل الإعلان عنها أمام الجمهور عشرين عاماً. عام 1970 حصل تطور في علم الآثار تحت تأثير مدرسة الحوليات التاريخية في فرنسا وارتدى الطابع الاجتماعي للبحث التاريخي أهمية أكبر من الطابع السياسي، ووصل هذا التحوّل إلى الجامعات الإسرائيلية. هكذا بدأت تناقضات الرواية الرسمية بالبروز وهو ما يزعزع الأساطير المؤسسة ليس فقط لدولة إسرائيل بل للتاريخ اليهودي عامة.

وإن الرواية التوراتية التي يعتبرها جميع المؤرخين الإسرائيليين حجر الزاوية في الذاكرة الوطنية والمرحلة الأكثر إشراقاً والأكثر تأثيراً في التاريخ اليهودي, دحضتها أيضاً الاكتشافات الأثرية الجديدة، إنها مملكة داود وسليمان التي يفترض أنها عاشت في القرن العاشر قبل الميلاد. إن الحفريات التي تم القيام بها في 1970 في كل محيط المسجد الأقصى لم تثبت وجود أي أثر لهذه المملكة ولا حتى لأي أثر لسليمان الذي تجعله التوراة بمرتبة ملوك بابل وفارس.

وينهي زاند هذا الفصل بالقول إن الكتب المدرسية طمست كلياً عمليات التبشير لتبيان أن كل الجماعات اليهودية خارج فلسطين هي من المنفيين مما يعطيهم الحق في العودة والأرض إضافة إلى الانتماء إلى شجرة العائلة اليهودية، بدلا من أن يكونوا نتيجة تمازج عرقي بين جماعات إنسانية مختلفة وهو ما يضعف الوحدة البيولوجية للأمة.

وخلص (زاند) إلى القول إنه لا أحد له مصلحة في إحياء ذاكرة الخزر، إن الابتعاد عن التأريخ الديني لليهود وإجراء أبحاث أنثروبولوجية عن حياتهم اليومية يكشف عن غياب قاسم مشترك علماني ليهود أفريقيا وآسيا وأوروبا وبالتالي لا يسمح بالحديث عن «أمة» يهودية وهو ما تتحاشاه الرواية الرسمية لتاريخ اليهود.

ويرى زاند أن الواقع قاس جدا بالنسبة للحقوقيين الصهاينة، فلم يعد هناك في العالم أي بلد يمنع اليهود من الهجرة إلى إسرائيل والهجرة المعاكسة أصبحت أقوى، وأن الأساطير التي بنيت عليها هي التي ستؤدي إلى تفجيرها من الداخل، الأسطورة الأولى: ملكية الأرض التاريخية دفعت إسرائيل إلى استعمار شعب آخر وخلقت لها مشكلة ديموغرافية هائلة والأسطورة الثانية هي إثنيتها التي تمنع أي غريب من الدخول إليها، وهو ما أدى إلى وضع غريب: كلما انخرط الفلسطينيون في الدولة الإسرائيلية ازداد استلابهم وتعزز رفضهم لأسس هذه الدولة، وذلك لاكتشافهم حقوقهم الناقصة قياساً على الإسرائيليين اليهود. لقد ساهمت ممارسات إسرائيل العنصرية في غزة والضفة في تقوية هذا الشعور إلى حد بعيد.

وفي الفصل الثاني والذي هو بعنوان «أسطورة - تاريخ، في البداية خلق الله الشعب» أكد (زاند): أنه كان لا بد من الاستشهاد بإعلان استقلال دولة «إسرائيل»: «إن أرض «إسرائيل» هي المكان الذي نشأ فيه الشعب اليهودي، وهنا تشكَّلَ طابعه الروحي والديني والقومي، وهنا أنجز استقلاله وخلق ثقافة ذات حمولة قومية وكونية ومنح التوراة الخالدة للعالم بأسره». وللرد على ذلك استعرض الكاتب الكتابات التاريخية حول المسألة اليهودية، ويرى، من خلال كمّ هائل من المراجع والإحالات، أنها كانت متأخرة، أي بعد 1600 سنة من ظهور موسى عليه السلام، واستشهد على ذلك بتأكيد الفيلسوف الكبير باروخ سبينوزا: «بأن أسفار موسى الخمسة الأولى لم يكتبها موسى، بل هي من تأليف كاتب جاء بعد موسى بعدة قرون».

وأضاف: «لكن العديد من الدراسات والأبحاث حول المسألة اليهودية والتي كان يقوم بها مثقفون ومؤرخون يهود، خصوصا في ألمانيا، لم تكن تستهدف غير منح قيمة لهذا البحث باعتباره قنطرة إضافية تتيح دمج الجماعة اليهودية في مجتمع ألماني قادم»، أي: «يجب التذكير بأن بدايات كتابة التاريخ اليهودي في العصر الحديث لا تتميز بخطاب قومي صارم».

ولكن ما يجب ألا نغفله وهو ما يشدد عليه المؤلف بقوة هو أنه «كانت توجد، منذ البداية، علاقة وثيقة ما بين تصور التوراة كوثيقة تاريخية ثابتة و المحاولة من أجل تحديد الهوية اليهودية الحديثة بتعابير قومية وغيرها.

وخلص البروفسور (زاند) بعد سرد الكثير من الحقائق والشواهد إلى أن هناك تناقضات المؤرخين الصهاينةوأكاذيبهم فيقول: «على الرغم من أن معظم المؤرخين المهنيين عرفوا أنه لم يكن ثمّة أبدا طردٌ بالقوة لـ «الشعب اليهودي»، فقد أخذوا تسلسل الأسطورة المسيحية في التقليد اليهودي من أجل أن يتركوها تَشُقّ طريقَهَا بحرية على الساحة العمومية وفي الكتب البيداغوجية للذاكرة القومية، من دون أن يحاولوا كبح مسارها، بل إنهم شجعوها بصفة غير مباشرة وهم يعلمون أن هذه الأسطورة وحدها يمكن أن تؤمّن شرعيتها الأخلاقية للاستعمار من طرف «أُمّة منفية» لأرضٍ يحتلها آخرون»، ويوجه الكاتب انتقاداته للفكر الصهيوني: «ليس مصادفة أن الفكر الصهيوني يستمد مرجعياته من المصادر الاثنوتخييلية القديمة. يستولي عليها باعتبارها كنزا نادرا ويقوم بقولبتها على هواه في مختبراته الايديولوجية».

وأكد أنه لم يكن المسلمون الأوائل يعادون الديانة اليهودية، كما أن مسار الأسلمة الذي قام به العرب المسلمون «لم يضع حداً للمد المتواصل من أتباع اليهودية في كل جنوب إسبانيا ومن أفريقيا الشمالية. ويدلل على ذلك بقوله: المؤرخ إسحق بايير، في كتابه المهم عن يهود إسبانيا، سجّل في حينه بإعجاب «أن إسبانيا العربية بدت كأنها تحولت إلى مكان لجوء من أجل اليهود». وهكذا استطاعت الجماعة اليهودية أن تزدهر من وجهة نظر ديموغرافية، بفضل تهويد محليّ وأيضاً بفضل موجات الفتح والهجرة حيث تفتحت الجماعة اليهودية ثقافياً، في إطار تناغُم استثنائي فيما بينها وبين التسامح العربي الذي كان يسود في مملكة الأندلس».

ويقول: «ترفض إسرائيل بعد ستين سنة من نشوئها، أن تتصور نفسها كجمهورية وجدت من أجل كل مواطنيها، ما يقارب ربع سكانها لا يعتبرون يهودا، وحسب روحية قوانينها، فإن هذه الدولة ليست دولتهم. وفي المقابل تقدم «إسرائيل» نفسها باعتبارها دولة من أجل يهود العالم، على الرغم من أن الأمر لم يعد يتعلق بلاجئين مضطهدين، ولكن بمواطنين يتمتعون بكامل المساواة في الدول التي يقطنونها. بصيغةٍ ما إن عرقية مركزية من دون حدود تبرر التمييز القاسي الذي تمارسه ضد جزء من مواطنيها باستحضار أسطورة الأمة الخالدة، التي تشكلت من جديد من أجل التجمع على أرض الأجداد».

ويواصل الكاتب: من الصعب كتابة تاريخ يهودي جديد، بعيداً عن القبضة الصهيونية. إن اليهود كونوا، بشكل دائم، جماعات يهودية تكونت، في معظم الأحيان، عن طريق التهويد، في مختلف مناطق العالم. إنهم لا يشكلون إثنية حاملة لنفس الأصل الأوحد والذي يكون قد انتقل على مرّ تيه امتد عشرين قرنا.


وأضاف أن تطور الكتابة التاريخية، مثل مسار التحديث يمران كما نعرف عن طريق اختراع أمّة، والأمّة شغلت الملايين من البشر في القرن التاسع عشر وخلال جزء من القرن العشرين. في نهاية القرن العشرين، رأينا تكسّر بعض هذه الأحلام. وقد قام باحثون، وهم في تزايد مستمر، بتحليل وتشريح وتفكيك المحكيات القومية الكبرى، وبشكل خاص أساطير الأصل المشترك العزيز على قلوب إخباريي ومؤرخي الماضي. إن كوابيس الأمس الهوياتية ستترك مكانها، في قادم الأيام، لأحلامِ هوية أخرى.

وسأكمل بمشيئة الله في العدد القادم ماهية الطرح الذي نشره الباحث والبروفسور اليهودي (شلومو زاند) ولماذا هذا الكتاب وفي هذا الوقت؟ ولماذا انتشر هذا الانتشار؟ وما علاقته بالمؤرخين اليهود الجدد؟ وما الحل الذي طرحه الباحث في آخر كتابه؟ وكيف كانت الانتقادات على ذلك الكتاب من اليهود والمستشرفين والمؤرخين الغربيين؟ وما مدى استفادتنا نحن المسلمين أصحاب الحق والأرض والمقدسات مما كتبه ذلك الباحث؟







__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #202  
قديم 27-01-2022, 08:40 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,505
الدولة : Egypt
افتراضي رد: (متى وكيف اخترع الشعب اليهودي)؟!

(متى وكيف اخترع الشعب اليهودي)؟! (2/2)


عيسى القدومي



نكمل قراءاتنا لكتاب (متى وكيف اخترع الشعب اليهودي?) للبروفسور (شلومو زاند)، أستاذ التاريخ في جامعة تل أبيب, والصادر عن دار فايار في باريس؛ حيث تقدم قائمة أكثر الكتب مبيعاً في الكيان الصهيوني؛ وترجم إلى اللغة الفرنسية والإنجليزية ولغات عدة. وقد أعلن فيه صراحة أن غرضه من الكتاب تفنيد ادعاءات اليهود بحقهم التاريخي في أرض فلسطين، من خلال البرهنة على أنهم ليسوا شعباً ذا ماضٍ مشترك أو رابطة دم وأصل واحد إضافة إلى كونهم لا ينتمون إلى هذه الأرض.

وفي هذه الحلقة سنبحث في ماهية الطرح الذي نشره الباحث والبروفسور اليهودي (شلومو زاند) ولماذا هذا الكتاب وفي هذا الوقت؟ ولماذا انتشر هذا الانتشار؟ وما علاقته بالمؤرخين اليهود الجدد؟ وما الحل الذي طرحه الباحث في آخر كتابه؟ وكيف كانت الانتقادات على ذلك الكتاب من اليهود والمستشرقين والمؤرخين الغربيين؟ وما مدى استفادتنا نحن المسلمين أصحاب الحق والأرض والمقدسات مما كتبه ذلك الباحث؟

ولماذا الآن هذا الكتاب؟

لا شك أن الكيان الصهيوني يعيش الآن بعزلة أكبر من أي وقت مضى - بل منذ قيامه وإلى الآن - والكثير من قادة هذا الكيان العسكريين لا يجرؤون على زيارة بريطانيا وبعض الدول الأوروبية خشية الاعتقال والمساءلة، بعد أن رفعت عليهم قضايا جرائم حرب، على الرغم من وقوف الحكومات الأوروبية مع الكيان الصهيوني كوجود واستمرار.

أحداث وضعت قادة اليهود في مأزق حقيقي، فمنذ سنة 2000 م – على وجه الخصوص – أخذت الاعتداءات تتوالى وبأبعاد واتجاهات مختلفة - من اقتحامات للمسجد الأقصى، وحرب تلتها مذابح في الضفة كمذبحة جنين، وتهويد في القدس، وحصار وحرب على غزة، وجرائم حرب مصورة، وأسلحة محرمة، واعتداءات على سفن الإغاثة والنصرة، وإضعاف للسلطة التي وقعوا معها اتفاقات أوسلو، حواجز واعتقالات واغتيالات واستيطان يستشري في الضفة، وتصريحات وتبريرات إعلامية يهودية لا تنطلي حتى على السفهاء من الناس.

ولتدارك ما فات عقدوا المحاكم لبعض ضباط وجنود الاحتلال والذين صورتهم عدسات الكاميرات وهم يجردون عزلاً من ثيابهم ثم يعدمونهم بكل برود، محاكم شكلية طالما سمعنا بها، والجديد فيها أنها جرمت الجنود، بعدما كانت في السابق تجرم الضحية. والاعتداء على أسطول الحرية أدخلهم في مأزق جديد، ووتّر العلاقات مع الدولة الحليفة (تركيا)، وبعض الدول الأوروبية التي كان على متنها بعض رعاياهم، فشكلوا لجنة تحقيق في ملابسات هذا الاعتداء، ورفضوا تشكيل هيئة دولية محايدة تحقق فيما جرى.

فلا يستطيع الكيان اليهودي أن يستمر في هذه العزلة، بعد أن ضعفت أدواته في مواجهة النشاط المضاد لممارساته، حيث علت مستويات من يتبناه من أعضاء في البرلمانات الأوروبية ونشطاء مشهود لهم بالوقوف مع القضايا العادلة في بقاع الأرض.

كان لزاماً لهذا الكيان أن يخرج من مأزقه، بالانتقال لمرحلة واستراتيجية جديدة يغير فيها خطابه، ويقدم التنازلات – بزعمه – من أجل العيش بسلام!! ولا حل يعطيه الاستمرار في الوجود على الأرض المغتصبة أفضل من مصطلح (حل الدولتين)، وهذا التغيير لا بد له من تهيئة داخلية أولاً ثم عالمية ليهود الشتات.

ولتوزيع الأدوار نشط اليهود في الغرب، وأطلقوا وثيقة بعنوان (نداء للعقل) وقع عليها أكثر من ثلاثة آلاف يهودي أوروبي من بينهم مفكرون مرموقون تندد بسياسات إسرائيل الاستيطانية وتحذر من خطورة دعم الحكومة الإسرائيلية دون تحفظ، وكان من بين الموقعين على العريضة الفيلسوف الفرنسي برنارد هنري ليفي، ودانيال كوهن بنديت زعيم الخضر في البرلمان الأوروبي. وهؤلاء الموقعون يعتبرون أنفسهم مدافعين عن إسرائيل ومخلصين لها، بيد أن صبرهم بدأ في النفاد, والقلق الصادق يملأ أفئدتهم؛ لأن إسرائيل تواجه خطرًا يتمثل في «الاحتلال ومواصلة سعيها لإقامة المستوطنات في الضفة الغربية والأحياء العربية من القدس الشرقية».

وبدأ يشاع أن غالبية يهود بريطانيا مع حل الدولتين، حيث أظهرت دراسة مسحية أجراها معهد أبحاث السياسات اليهودية على أربعة آلاف شخص من يهود بريطانيا، أن اليهود البريطانيين يتعاطفون بقوة مع إسرائيل, ويؤيدون حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها, لكنهم يرون أن عليها الآن مساعدة الفلسطينيين على إنشاء دولتهم الخاصة, حيث يؤيد أكثر من ثلاثة أرباع اليهود البريطانيين (77%) «حل الدولتين» بوصفه «الطريقة الوحيدة» لإحلال السلام بالشرق الأوسط, وقال أكثر من 52% منهم: إنهم يؤيدون إجراء الحكومة الإسرائيلية مباحثات مباشرة مع (حماس).

وحسب هذه الدراسة فإن 95% من عينة قوامها نحو 4000 من يهود بريطانيا قالوا إنهم زاروا إسرائيل (مقابل 87% بدراسة 1995)، وإن 90% يرون في إسرائيل (أرض الأجداد) للشعب اليهودي. ويشعر 86% بأن على اليهود مسؤولية خاصة لبقاء هذا الشعب، ويصنف 72% أنفسهم بأنهم صهاينة، علماً بأن يهود بريطانيا أكثر تعلقاً بـ (الدولة العبرية) منهم في أمريكا، ونقلت صحيفة (ذي جويش كرونيكل أونلاين) البريطانية عن البروفسور في السياسة الاجتماعية اليهودية في نيويورك ستيفن كوهين قوله: «إن اليهودية البريطانية أكثر ارتباطاً بإسرائيل من اليهودية الأمريكية».

وعلق المدير السابق لمعهد أبحاث السياسات اليهودية أنطوني ليرمان على نتائج الدراسة بقوله: «على الرغم أن بعض نتائج الدراسة توفر تطمينات للمنظمات اليهودية والجماعات الموالية لإسرائيل بشكل قوي في المملكة المتحدة وللحكومة الإسرائيلية الراهنة»، فإن أرقاما وبيانات تشير إلى وجود أقلية كبيرة، وفي بعض الأحيان أغلبية، تتبنى موقفا ناقدا بشكل قوي لإسرائيل؛ كما أن ثمة ميلا يهوديا كبيرا لرؤية الأشياء من منظور فلسطيني، وهذا يتجسد في اعتراف 55% بأن «إسرائيل قوة محتلة بالضفة الغربية»، وفي إقرار 47% بأن «معظم الفلسطينيين يرغبون في السلام».

وسبق ذلك تكشف حقائق الكثير من الأمور والممارسات، مما دفع نقابة الجامعات والمعاهد ببريطانيا «(يو سي يو) كبرى نقابات التعليم العالي في بريطانيا والتي تضم في عضويتها أكثر من (120) ألف منتسب، إلى تبني قرار مقاطعة الجامعات العبرية تضامنا مع الفلسطينيين؛ بل طالب القرار الاتحاد الأوروبي بالعمل على مقاطعة المؤسسات الأكاديمية العبرية ووقف الدعم المالي لها. وتلا ذلك الدعوة لمقاطعة المنتجات التي تصنع في المغتصبات اليهودية في الضفة الغربية، وعلت أصوات الكثير من المؤسسات المدنية في الغرب المطالبة باتخاذ قرارات وإجراءات بحق هذا الكيان الظالم، وترادف مع ذلك تراجع في تأثير (اللوبي) الصهيوني متمثلاً في المؤسسات بكل قطاعاتها.

تلك هي الأجواء العالمية التي تعيشها الحكومات والشعوب في الغرب، وفي خضم تلك المتغيرات صدر كتاب (زاند) ليمهد الطريق لقبول حل الدولتين.

ماذا وراء الحلول؟!

يرى الكاتب أن التفاهم بين الفلسطينيين و(الإسرائيليين)، مفيد وحيوي من أجل بقاء (إسرائيل) يقول نصاً: «كل شركاء السلام عليهم أن يعرفوا أن تفاهما مشتركا حول دولة فلسطينية، إن تحققت، سيسجل ليس فقط نهاية مسار طويل ومؤلم، بل يسجل بداية مسار آخر طويل وضروري». ويُخْشى على الليل الكابوسي أن يكون متبوعاً بفجر مقلق. إن القوة العسكرية الهائلة لـ (إسرائيل) وسلاحها النووي وحتى الجدار الخراساني العظيم الذي انغلقت فيه لن تساعدها على تجنب تحويل الجليل إلى (كوسوفو). فمن أجل إنقاذ (إسرائيل) من الهوة المظلمة التي تحفرها لنفسها ومن أجل تطوير علاقاتها البالغة الهشاشة مع محيطها العربي، فإنه من الضروري جدا إجراء تغيير أساسي للسياسة الهوياتية الإسرائيلية».

لذا اجتهد للتدليل على أن هناك قواسم مشتركة قائمة بين اليهود الإسرائيليين والفلسطينيين العرب، وأن كلتا المجموعتين تدعي نفس الأرض، وكلتيهما واجهت القمع والتشريد وكلتيهما وتطالب بـ (حق العودة)!! فلماذا لا نعيش نحن الطرفين في دولة واحدة؟!

لأنه يرى أن الحل الأمثل لمئة عام من الصراع هو (دولة ثنائية الهوية): «دولة ديمقراطية ثنائية القومية تمتد من البحر المتوسط إلى نهر الأردن». ولكنه يعترف بأن المسألة معقدة: «لن يكون من المعقول أن ننتظر من شعب يهودي (إسرائيلي)، بعد صراع طويل ودام، وبسبب المأساة التي عاشها عدد كبيرٌ من مؤسسيه المهاجرين في القرن العشرين، أن يقبل بأن يصبح يوماً أقلية في بلده».

وبعد ذلك العرض قدم الكاتب نصيحة قاسية لليهود في فلسطين ولمن سينتقدونه: «إذا كان ماضي أمّةِ ما يتعلق جوهرياً بأسطورة حُلْميّة، فلماذا لا يُبْدأ في إعادة التفكير في المستقبل، قبل أن يتحول الحلم إلى كابوس؟».

(شلومو زاند) والمؤرخون الجدد:

(شلومو زاند» ينتمي إلى مجموعة المؤرخين الجدد الداعين إلى مراجعة تاريخ الصراع العربي وإعادة النظر في الروايات التي ترادفت مع قيام الكيان الصهيوني على أرض فلسطين، من خلال مراجعة الصيغة التاريخية الرسمية، وتنقيتها من الأكاذيب ومن حيل الحرب النفسية التي تحولت إلى مسلمات في الطرح الصهيوني!!

تلك الحركة (المؤرخون الجدد) يطلق عليهم أحيانا مدرسة (التاريخ الإسرائيلي الجديد)، ويطلق عليهم أيضا مصطلح (ما بعد الصهيونية)، وقد تبنت التكليف من حزب العمل وبرعاية خاصة من إسحق رابين للتمهيد للتسوية السلمية على أن يبدأ ذلك بالتمهيد لنشر حقيقة استحالة استمرار العداء الإسرائيلي للعرب على المستوى الذي كان عليه منذ عام 1948م وحتى اليوم.

وقد عمل المؤرخون على الطعن في الرواية الرسمية واتفقوا على كونها مركبة من مجموعة مقولات أو ادعاءات باطلة أو غير دقيقة على الأقل، واتفقوا على تسميتها بـ(الأساطير الصهيونية) كون الصهيونية نجحت في ربط كل كذبة من أكاذيبها بواحدة من الأساطير اليهودية؛ وذلك حتى تقنع الرواية الرسمية بالمنطوق التاريخي الموحد بأن الصهيونية قد حققت معجزة إقامة (دولة إسرائيل).

والجديد في الطرح أن المؤلف بدلاً من العودة إلى عام 1948 أو إلى بداية ظهور الصهيونية - كما فعل الآخرون - يعود إلى الماضي السحيق ليثبت أن اليهود الذين يعيشون اليوم في فلسطين لا ينحدرون من نسل الشعب العتيق الذي سكن مملكة يهوذا خلال فترة الهيكل الأول والثاني؛ وإنما هم خليط متنوع من جماعات مختلفة اعتنقت في مراحل متباينة من التاريخ الديانة اليهودية.

و(زاند) من خلال كتابه هو على قناعة بأن اليهود لا يستطيعون أن يستمروا في الكذب، فما كان ينطلي على الجيل السابق لا يمر على الجيل الحالي، فلا بد من وسائل جديد بطرق إقناع جديدة حتى تقبل فكرة الدولة الواحدة؛ لإيجاد الصيغة المناسبة لاستمراريتها.

ولم يخرج كون هؤلاء المؤرخين - ومنهم (زاند) - يهودا يعشون على أرض مغتصبة، ويسهمون بشكل أو بآخر في استمرارية هذا الوجود على أرض فلسطين، ويعملون على أن يخضع للعقل تاريخ الكيان اليهودي منذ التأسيس، دون التصدى للأساطير الدينية ولخرافاتها التي أوجدت هذا الكيان الغاصب على أرض فلسطين. ولعل ما سبق يوصلنا إلى حقيقة المؤرخين الجدد الذين يمكننا وصفهم بأنهم (محاربون في إسرائيل)، (ومن أجل إسرائيل)، فهم يخدمون الكيان اليهودي في مرحلته الحالية.

وقد حذر د.محمد أحمد النابلسي من الركوب في مقطورتهم، ورفض الاستجابة للدعوة إلى التدوين المشترك (عربي – إسرائيلي) للتاريخ، حيث إن الشيطان يكمن في التفاصيل، التي يجب علينا الانتباه عليها والتحذير من خطرها على مستقبل أجيالنا القادمة، والمرحلة الراهنة.

حيث يصف د.محمد أحمد النابلسي في كتابه «يهود يكرهون أنفسهم» «المؤرخون الجدد» بأنهم منقبون في الوثائق المعلنة - بعد 30 سنة - من قبل المخابرات في الكيان اليهودي، ويعيدون صياغة هذه الوثائق لتسويقها وكأنها آراء ومواقف شخصية، ويقول: لذلك فأن «المؤرخ الجديد» هو مجرد نصاب - برأي المؤلف -ويحذر بشدة من الاستجابة للدعوة إلى التدوين المشترك (عربي – إسرائيلي) للتاريخ.

ويرى طرف آخر من أن معرفة حقيقة «المؤرخون الجدد» لا تمنع من ترجمة مؤلفاتهم والاستفادة من مراجعاتهم التاريخية، وفضحهم للممارسات الصهيونية وأعمال القمع والقهر التي تمارس ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، وقراءة ما يقدمه لنا المؤرخون الجدد من معلومات ووقائع ودراسات، واستثمارها في كشف أكاذيب اليهود وأساطيرهم، بنصوص ووثائق واعترافات تثبت حقنا بأرضنا ومقدساتنا.

الانتقادات على الكتاب:

واجه الكاتب مجموعة من الانتقادات على كتابه وأطروحاته، حيث وصف بأنه: «مظهر آخر من مظاهر الاضطراب العقلي للأكاديميين في أقصى اليسار في إسرائيل». أطرف الانتقادات ما صرح به السفير كيان الصهيوني في لندن بأن الكتاب «عمل لاسامي موّله الفلسطينيون»!!

وانتقد «بارتال» عميد كلية العلوم الإنسانية في الجامعة العبرية الكتاب ومع ذلك اعترف: «أن الصهيونية قد تمكنت من الأكاديميين في دراسة التاريخ الحقيقي لليهودية من خلال الهجرة والتحول التي من شأنها أن تضفي الشرعية على السعي من أجل الدولة اليهودية». وأيد «بارتال» ما طرحه «زاند» على أن أسطورة المنفى عن وطن اليهود (فلسطين) موجودة في الثقافة الشعبية الإسرائيلية، فإنها لا تكاد تذكر في المناقشات الجادة اليهودية التاريخية. ولا احد من المؤرخين اليهود يعتقد أن الأصول العرقية اليهودية البيولوجية نقية».

ويعد الكتاب للكثير من اليهود الذين قرؤوه صدمة جديدة تضاف إلى ما ذكره المؤرخون الجدد من حقائق تنفي الأكاذيب التي أشاعها اليهود ليبرروا وجودهم على تلك الأرض المباركة.

ما الجديد في كتاب شلومو؟!

السؤال الذي يطرح، هل يهود اليوم من ذرية إسرائيل؟ ولا شك أن في اعتقادنا أن اليهود اليوم قسمان: القسم الأول: ينحدرون في نسبهم من نبي الله إسرائيل وهم قلة قليلة لا نؤكدها ولا ننكرها. والثاني: الذين اعتنقوا اليهودية ودخلوا فيها, وهم من غير بني إسرائيل, وهؤلاء يهود ماداموا قد اعتنقوا اليهودية, ومن الخطأ أن نقول يهود اليوم ليسوا يهودا، والصواب أن نقول أن يهود اليوم ليسوا من ذرية إسرائيل.

وما توصل إليه «شلومو زاند» قد أشار إليه عدد من المؤرخين المحققين وعلى رأسهم المؤرخ العربي أبو الفدا، فقد نبه إلى أن «اليهود» أعم من بني إسرائيل لأن كثيرا من أجناس العرب والروم والفرس وغيرهم صاروا يهودا ولم يكونوا من بني إسرائيل1. وغني عن البيان أن رأي «أبو الفدا» قد صدر عنه قبل قيام الصهاينة بقرون وأجيال، ولا يمكن أن يكون محل شبهة أو نزوع إلى العصبية العربية.

وتلك الحقيقة العلمية كما اعترف بها عدد غير قليل من علماء اليهود ومفكريهم الأحرار، أن اليهود ليسوا شعبا ولا قوما، ولا جنسا، ولكنهم جماعات تؤمن بالديانة اليهودية منتشرة في جميع بقاع العالم وأن هذه الجموع تنتمي إلى أصول متعددة، وأجناس متباينة وأنها لا تستمد وجودها من أصول واحدة.


وفي هذا المجال نشير إلى ما كتبه علامة وهو محايد، الأستاذ أوجين بيتار أستاذ علم الأنثروبولوجيا في جامعة جينف من أن «جميع اليهود بعيدون عن الانتماء إلى الجنس اليهودي، وأن اليهود يؤلفون جماعة دينية اجتماعية، ولكن العناصر التي تتألف منها متنوعة تنوعا عظيما)، وقد أضاف الأستاذ بيتار أن «الصهيونية قد قذفت إلى فلسطين بجماعات يهودية متعددة الأصول والأجناس».






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #203  
قديم 30-01-2022, 09:16 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,505
الدولة : Egypt
افتراضي إسرائيل دولة استعمارية عنصرية



إسرائيل دولة استعمارية عنصرية (1)









كتبه/ علاء بكر


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فقد سادت أوروبا في أعقاب نهضتها الحديثة نزعتان: النزعة القومية، والنزعة الاستعمارية.

والنزعة القومية: شعور بالانتماء إلى جنس يربط أفراده وحدة العِرْق أو اللغة أو التاريخ المشترك، والآمال والمصالح المشتركة، وقد ارتبط الأخذ بالعلمانية في أوروبا -بناء المدنية الحديثة فيها- على النزعات القومية، خاصة بعد قيام الثورة الفرنسية عام 1789م.

أما النزعة الاستعمارية: فسياسة -أو ممارسة- للاستيلاء على أراضي الغير بشكل مباشر بالقوة العسكرية، أو بشكل غير مباشر ببسط السيطرة السياسية أو الاقتصادية على أراضي الغير.

وقد مارست أوروبا سياستها الاستعمارية المباشرة بعد الاكتشافات الجغرافية والثورة الصناعية؛ حيث قامت كل مِن: إنجلترا، وفرنسا، وهولندا، والبرتغال، وأسبانيا ببناء مستعمرات لها في الأمريكيتين، والهند، وجزر الهند الشرقية وإفريقيا.

وفي القرن التاسع عشر الميلادي وحتى الحرب العالمية الأولى زاد النشاط الاستعماري الأوروبي بانضمام روسيا، وإيطاليا، وألمانيا، والولايات المتحدة الأمريكية، واليابان إلى قائمة الدول الاستعمارية، حيث غطى الاستعمار الأوروبي معظم أرجاء الكرة الأرضية.

وقد تأثر الكاتب الصحفي "تيودور هرتزل" -مؤسس الحركة الصهيونية الحديثة- في نهاية القرن التاسع عشر الميلادي بما ساد أوروبا في تلك الفترة مِن النزعات القومية والاستعمارية، فبنى فكرته التي روّج لها في كتابِه (الدولة اليهودية)، وسعى إلى تنفيذها على أساس:

- إقامة دولة ليهود العالم، تكون وطنًا قوميًّا لهم يجمعهم، بدلاً مِن تشتتهم في أنحاء العالم.

- أن يتم إنشاء هذه الدولة باستعمار أرض شاغرة يتم عليها تحقيق هذا الهدف.

ولم تكن تلك الأرض عند "هرتزل" هي أرض فلسطين على وجه التحديد، ولكن تمسك أكثر مَن استجابوا لفكرته بأن تكون أرض فلسطين أرضًا لدولتهم -دون أدنى اعتبار لسكانها العرب الأصليين- لما يحييه هذا الاختيار عندهم مِن أحلام تاريخية، ورفض أكثرهم أن يكون وطنهم المرتقب خارج أرض فلسطين عندما عرض عليهم "هرتزل" غيرها؛ إلا أن تكون دولتهم فيها مؤقتة ينتقلون بعدها إلى فلسطين.

يقول "هرتزل" في كتابِه "الدولة اليهودية" وهو يغري الأوروبيين بتأييد فكرته الاستعمارية بإقامة دولة لليهود الأوروبيين في فلسطين يكون اليهود فيها رأس حربة للغرب ضد شعوب المنطقة المتخلفين: "بالنسبة لأوروبا سنقيم هناك -أي في فلسطين- جزءًا مِن السور المضاد لآسيا، وسنكون -أي اليهود الذين سينتقلون إليها- حُرّاس الحضارة المتقدمي الموقع ضد البربر".

وكتب "هرتزل" إلى رائد الاستعمار البريطاني في إفريقيا (سيسل رودس) وهو يعرض برنامجه الاستعماري عليه، يقول: "أرجوك أن ترسل لي نصًّا جوابيًّا تعلمني فيه أنك درست برنامجي، وأنه يحظى بموافقتك. تتساءل ربما: لماذا أتوجه إليك يا سيد رودس؟ أتوجه إليك؛ لأن برنامجي هو برنامج استعماري".

ويقول "هرتزل" وهو يشرح فكرته في كتابِه "الدولة اليهودية": "هناك أرضان مأخوذتان بالاعتبار: فلسطين والأرجنتين، ولقد تمت تجارب ملفتة لإقامة مستعمرات يهودية في هاتين النقطتين"، ثم يقول: "ستأخذ الهيئة -أي الهيئة اليهودية- ما سوف يُعطى لها"، وكان البارون "دو هيرش" الصهيوني قد قام بإنشاء الجمعية الاستعمارية اليهودية بهدف توطين اليهود الروس في الأرجنتين، كما كانت هناك محاولات لإقامة مستوطنة لمهاجرين يهود في فلسطين.

وقد عرض (جوزيف تشمبرلن) -وزير المستعمرات البريطاني- إعطاء الحركة الصهيونية منطقة شبه خالية مِن السكان في أوغندا، وقَبِل "هرتزل" العرض، ولما عرض "هرتزل" الأمر على المؤتمر الصهيوني السادس الذي انعقد في عام 1903م انقسم الحاضرون بيْن مؤيدين ورافضين؛ فلم يستطع "هرتزل" تمرير مشروعه الإفريقي.

وبعد وفاة "هرتزل" عام 1904م تركزت الجهود الصهيونية على فلسطين، ونجح "حاييم وايزمان" الذي خلف "هرتزل" في زعامة الحركة الصهيونية في الحصول مِن بريطانيا على "وعد بلفور" بإقامة وطن لليهود في فلسطين عام 1917م.

وبسبب النزعة الاستعمارية لإسرائيل فهي ترفض منذ نشأتها "وحتى الآن" أن تكون لها حدود معروفة ثابتة؛ فهي دولة استعمارية لكل اليهود، تتمدد على حساب مَن بجوارها مِن البلدان العربية كلما أمكنها ذلك، ولتبرير ذلك لنفسها روجت -كعادتها- شعارًا زعمت أنه مستمد مِن أكاذيبها التاريخية: "مِن الفرات إلى النيل، أرضك الموعودة يا إسرائيل!".

وقد صرَّح زعماء إسرائيل والحركة الصهيونية بهذا النهج الاستعماري، وعليه السياسة الإسرائيلية إلى اليوم.

يقول "ابن جوريون" في مذكراته "بعث إسرائيل ومصيرها - ط. نيويورك 1954م ص: 419": "أمامكم الإعلان الأمريكي للاستقلال، ليس به أي ذكر لحدود أراضيه، ولسنا ملزمين بتعيين حدود للدولة"، ويقول في موضع آخر: "لسنا مضطرين لرسم حدود الدولة".

ويقول الجنرال "موشي دايان" في يوليو 1968م: "في المائة عام الماضية قام شعبنا بإنشاء هذه البلاد وهذه الأمة، وعمل على توسيع نطاقها باستقدام عددٍ متزايد مِن اليهود، وبإنشاء مزيدٍ مِن المستعمرات لتوسيع حدودنا، وليعلم كل يهودي أن هذه العملية لم تنتهِ، وأننا لم نبلغ بعد نهاية الطريق". ويقول أيضًا: "إذا كنا نعتبر أننا شعب التوراة؛ فلا بد مِن امتلاك أراضي التوراة أيضًا!".

وقالت "جولدا مائير" في عام 1969م: "حيث سنقيم ستكون هناك حدودنا!".

وفي 7 يوليو 1972م سُئِلت "مائير": "ما هي حدود الأراضي التي تعتبرونها ضرورية لأمن إسرائيل؟ فقالت: إذا كنت تريد أن تقول إنه يتعين علينا أن نرسم خطـًّا لحدودنا؛ فهذا أمر لم نفعله، وسننفذه عندما يجيء الوقت المناسب".

وهذه كما ترى إجابة دبلوماسية؛ فقد لا يجيء هذا الوقت أبدًا.


ثم تقول: "ولكن يجب أن يَعرف الناس أن مِن أساسيات سياستنا عدم النص في أي معاهدة للسلام على حدود 1967م -أي رفض العودة إلى حدود ما قبْل حرب يونيو 1967م-؛ فلا بد مِن إدخال تعديلات على الحدود -أي بإضافة أراضٍ مِن التي احتلتها إسرائيل في يونيو 1967م إلى حدود إسرائيل عام 1948م-، نريد تغييرًا في حدودنا مِن أجل أمن بلادنا!".

وللحديث بقية -إن شاء الله-.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #204  
قديم 30-01-2022, 09:19 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,505
الدولة : Egypt
افتراضي رد: إسرائيل دولة استعمارية عنصرية



إسرائيل دولة استعمارية عنصرية (2)









كتبه/ علاء بكر


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

كما ارتبط الاستعمار الأوروبي بالنظرة العنصرية التي ترى أن الرجل الأوروبي الأبيض أعلى مِن غيره، وأنه هو الأحق بأن يسود؛ فقد ارتبطت النظرة الاستعمارية الصهيونية بنظرةٍ عنصرية مُستمَدة مِن ديانتهم التي حرَّفوها ترى أن اليهود دون غيرهم مِن الشعوب والأجناس هم شعب الله المختار الذي يجب أن يسود العالم كله ويحكمه "بما فيهم بالطبع العرب والفلسطينيون".

- يقول روجيه جارودي في كتابه (ملف إسرائيل، ص 112-113): "والديمقراطية الإسرائيلية يشوبها تمييز عنصري أساسي كما هو الحال في كل المستعمرات، حيث يتمتع الرجل الأبيض وحده بالحكم، ويمكن مقارنة هذه الديمقراطية الإسرائيلية العجيبة بالديمقراطية الأمريكية التي نادت في تصريح الاستقلال بالمساواة بيْن الناس جميعًا، ثم أبقت الرق طيلة قرن مِن الزمان بأكمله بالنسبة للسود، وأطلقت عليهم تأدبًا منها اسم: "المؤسسة الخاصة!"، كما سمحت بمطاردة الهنود الحمر فكانوا يُذبحون ويطردون ليستولي البيض على أراضيهم؛ فإسرائيل إذن دولة ديمقراطية إلا بالنسبة لزنوجها ولهنودها التي تطلق عليهم القوانين الأساسية في إسرائيل -تأدبًا منها- "السكان غير اليهود" أي الفلسطينيون سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين.


- ويقول البروفيسور (إسرائيل شاهاك) الأستاذ بالجامعة العبرية بالقدس، والرئيس السابق للرابطة الإسرائيلية لحقوق الإنسان في نوفمبر 1980م: "أنشئت إسرائيل في الأصل بأيدي أناس آمنوا بأنه ليس لغير أهل الغرب حقوق؛ أناس ليس لديهم أي إحساس بأية صورة مِن صور العدل إزاء غير الغربيين... ثم إنهم يأخذون بتفسيرات للكتاب المقدس تجعلهم يقولون: إننا نستعيد الأرض التي سبق لنا أن استولينا عليها مِن الكنعانيين... وهذا موقف عنصري تمامًا يختلط فيه مركب العظمة الغربي -وكان عنيفًا في بدء هذا القرن- بالعنصرية الصهيونية، وازداد هذا الاتجاه حدة منذ عام 1974م مع تصاعد الأيدلوجية الروحانية، ومع تزايد المساندة الأمريكية بشكل لم يُسبق له مثيل... ".

- ويعلـِّق "جارودي" على الحريات في إسرائيل فيقول: "ومِن الغريب أن نسمع الدعاية الصهيونية تقول: دولة إسرائيل هي الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط!"، ثم تقدم دليلاً على ذلك بقولها: "الحرية في إسرائيل متوفرة، فالمعارضة تستطيع إبداء رأيها في الصحافة، بل في الشارع!"، وإذا كان هذا صحيحًا أن بعض ذوي الشجاعة والهمة مِن المقاومين للعنصرية مثل البروفيسور "إسرائيل شاهاك"، ومثل المحامية "فيلسيا لانجر"، وعضوة الكنيست "شلميت آلوني"، أو "أوري آفنيوي"، واللواء "بليد"، والبروفيسور "لايبو فتز"، وآخرين -وهم للأسف قليلو العدد- إذا كان أمثال هؤلاء يستطيعون ببسالتهم وبطولتهم أن ينشروا آراءهم رغم ألوان التهديد والضغط عليهم؛ فلا يجدر أن ننسى أن هذه الحرية لا يُسمح بها إلا في إطار المؤسسة اليهودية".

وسياسة التفرقة العنصرية تهدف إلى التفريق والتمييز بيْن الأعراق المختلفة، وترمي إلى إقامة أوطان يفصل فيها بيْن الأجناس؛ فيتم تخصيص جنس بكل الامتيازات العالية، ويحرم منها مَن سواهم في نفس الوطن... كما كان في الفصل بيْن البيض والسود الذي كان سائدًا في المستعمرات الأوروبية في إفريقيا، وأشهرها ما كان في دولة جنوب إفريقيا قبْل تخلصها مِن هذه التفرقة العنصرية.

وللتمييز العنصري صور، منها:

- التحيّز العنصري: بالتحيّز إلى جنسٍ ضد آخر.

- الاضطهاد العنصري: يجمع بيْن التحيز لجنس واضطهاد الجنس لآخر.

- الفصل العنصري: الذي يجمع إلى جانب التحيز لجنس والاضطهاد لآخر فصل الجنس المضطهد وعزله عن الجنس الآخر اجتماعيًّا.

ومِن المظاهر التاريخية لهذه العنصرية الإسرائيلية ضد الفلسطينيين:

- ما صدر في الخمسينيات مِن قوانين تمنع بيع أو إيجار أو زراعة ما يمتلكه الصندوق القومي اليهودي، وصندوق التعمير لغير اليهود، أي قصر ذلك على اليهود.

- صدور قانون في يوليو 1950م يعطي كل يهودي ما أسموه (حق العودة) -أي الهجرة- إلى إسرائيل (فلسطين)، مع رفض حق العودة لأي لاجئ فلسطيني لفلسطين، مع تيسير حصول أي يهودي على الجنسية الإسرائيلية بمجرد وصوله لأرض فلسطين، ولا تُعطى هذه الجنسية للفلسطينيين المولودين والمقيمين في فلسطين، وذلك لمنع حصولهم على حق المواطنة إلا بشروط صعبة وبموافقة شخصية مِن وزير داخلية إسرائيل؛ لذا فإن غالبية الفلسطينيين الذين يعيشون في فلسطين يعاملَون فيها كأجانب بلا جنسية.

- إخضاع الفلسطينيين للحكم العسكري لجيش الاحتلال، وفرض القيود على حريتهم في التحرك والتنقل والعمل، وسائر مظاهر الحياة، ومنح الحكام العسكريين صلاحيات كبيرة لاضطهاد الفلسطينيين، وحملهم على ترك ديارهم.

- انتزاع الأراضي الفلسطينية مِن الفلسطينيين، والاستيلاء عليها ومصادرتها بالقوة بمختلف الدعاوى والتبريرات الواهية.

- التدخل في الشئون الفلسطينية الاقتصادية والتعليمية في مناطقهم للإضرار بها والتضييق عليهم، مع محاربتهم في أرزاقهم، وتقليل فرصهم في العمل، ومنحهم أدنى الوظائف وبأقل الأجور.

- تقليص مساحة الأراضي الزراعية التي يمتلكها الفلسطينيون بالمصادرة منها، ومنع تطوير زراعتها، وخفض أسعار منتجاتها بالمقارنة بمثيلتها اليهودية، مع منع المساعدات والتسهيلات عنها، بل وعرقلة تسويقها لصالح المنتجات الزراعية اليهودية.

- القيام بعمليات الطرد الجماعي للفلسطينيين مِن قراهم وأراضيهم بالقوة وتدمير منازلهم، ثم الاستيلاء على هذه الأراضي وبناء المستوطنات اليهودية عليها.

- محاولة تهويد القدس مِن جهة وطمس معالمها العربية الإسلامية مِن جهة أخرى، مع التهديد المتصاعد بهدم المسجد الأقصى وإقامة هيكلهم المزعوم مكانه.

- حرمان الفلسطينيين مِن التعبير عن أنفسهم سواء مِن خلال جمعيات أو نقابات أو تنظيمات مستقلة، وقصر ذلك على داخل الأحزاب الإسرائيلية فقط.

- حصار المدن والقرى الفلسطينية في غزة والضفة الغربية، والتحكم في مداخلها ومعابرها، وعزل الفلسطينيين فيها، بل وبناء جدار عازل حولهم.

وقد وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة على قرار بإدانة الصهيونية واعتبارها شكلاً مِن أشكال التمييز العنصري في 11 نوفمبر 1975م، لكنها عادت وألغت قرارها بضغطٍ مِن أمريكا في عام 1993م، مع أن الواقع في فلسطين يشهد وبصورة صارخة كم أن الصهيونية حركة عنصرية متعصبة، وكانت الجمعية العامة قد أدانت في ديسمبر 1973م التحالف والتعاون الآثم بيْن الصهيونية والنظام العنصري -وقتها- في إفريقيا الجنوبية.


يقول رئيس وزراء جنوب إفريقيا في حديث له في نوفمبر 1961م: "أخذ اليهود أرض إسرائيل مِن العرب الذين عاشوا عليها منذ ألف عام، وإني لأؤيدهم فيما فعلوه، وهم مثلنا بلد تسود فيه التفرقة العنصرية".




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #205  
قديم 04-02-2022, 10:27 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,505
الدولة : Egypt
افتراضي إيران وإسرائيل وجهان لعملة واحدة

إيران وإسرائيل وجهان لعملة واحدة


هاني مراد



تكتنف العالم العربي قوتان إقليميتان ترغبان في الاستيلاء عليه تماما، بعد الاستيلاء على أجزاء كبرى منه بالفعل.
والبلدان وإن كانا تابعين للمنطقة جغرافيا، فإنهما منفصلان لغويا، وحضاريا، ودينيا، وثقافيا، وينطلقان في عدائهما للمسلمين من عقيدة عنصرية، ترى العرب أقل شأنا، وترى تفوقا للجنس الفارسي واليهودي.
وإذا كانت إسرائيل تحتل فلسطين رسميا، فإن إيران تحتل الأحواز، وجزر الخليج العربي الذي تسميه الخليج الفارسي.
وإذا كانت إسرائيل تتغلغل بنفوذها العالمي ومخابراتها المتقدمة في العالم العربي، فإن إيران تمتد بجماعاتها المسلحة التي يصل نفوذها إلى احتلال أجزاء من العالم العربي، مثل العراق واليمن وسورية ولبنان.
ومثلما تحاول إسرائيل فرض التطبيع بكل أنواعه على العالم العربي، فإن إيران تحاول فرض مذهبها الشيعي وفرض نفوذها الثقافي على بلاد المسلمين السنّة، بل لا يوجد في طهران مسجد واحد للمسلمين السنّة.
ومثلما استولت إسرائيل على فلسطين بالقوة، وشنت حروب العصابات وارتكبت المذابح وأخلت مساحات هائلة من سكانها، فإن إيران شكلت جيش المهدي وميليشيات الحشد الشعبي في العراق، وجماعة الحوثي في اليمن، وحزب الله في لبنان، وعملت على تغيير التركيبة السكانية في كل الدول التي تسيطر عليها.

كما اشتهر البلدان ببناء جيوش قوية وترسانات أسلحة هائلة، والتحالف مع القوى العالمية الكبرى، لمحاربة المسلمين، منذ تحالف الشيعة مع المغول والصليبيين، لمحاربة الدولتين العباسية والعثمانية، ومنذ وعد بلفور لليهود وتأسيس دولة إسرائيل
فالبلدان يسعيان إلى ابتلاع العالم العربي الإسلامي كله، بعد أن ابتلعا أجزاء كبرى منه بالفعل.









__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #206  
قديم 14-02-2022, 11:20 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,505
الدولة : Egypt
افتراضي اللورد كرومر وأصول التغريب البريطاني

اللورد كرومر وأصول التغريب البريطاني


هاني مراد



يقول اللورد كرومر، أول معتمد بريطاني على مصر، في كتابه مصر الحديثة "Modern Egypt" الذي يعتبر خطة عمل شاملة للقضاء على الهوية الإسلامية: "إن مهمة الرجل الأبيض الذي وضعته العناية الإلهية على رأس هذه البلاد (مصر) هي تثبيت دعائم الحضارة المسيحية إلى أقصى حد ممكن، بحيث تصبح هي أساس العلاقات بين الناس."
عيّن كرومر القسيس "دانلوب" مستشارا لوزارة المعارف (التعليم)، حيث حرص على خفض رواتب المعلمين من خريجي الأزهر الشريف، دون غيرهم. وفي الوقت الذي كان فيه راتب مدرس اللغة العربية أربعة جنيهات فقط، كان مدرسو التخصصات الأخرى يتقاضون اثني عشر جنيها! فأدى ذلك إلى ضعف المكانة الاجتماعية لخريجي الأزهر ومدرسي اللغة العربية الذين أصبحوا مثار سخرية زملائهم!
كما حرص "دانلوب" على أن تكون حصة التربية الدينية "غير الإلزامية" في نهاية الجدول الدراسي، حتى يستقبلها التلاميذ وهم في غاية التعب والضجر. وكان المنهج عبارة عن نصوص تُحفظ دون فهم!
وشجع كرومر حملات التغريب وإقصاء اللغة العربية، وما كان يعرف باسم تيار التعقيل، وعلى رأسه أحمد لطفي السيد الذي استقال احتجاجا على إقاله طه حسين بعد طعنه في القرآن الكريم، حيث كان يستخدم الصحف، مثل "المقطم" و"الجريدة" و"اللطائف المصورة" كسلاح تغريبي يدعو من خلاله إلى:
- نشر الشبهات عن الإسلام.
- إقصاء اللغة العربية وتشجيع اللهجة المصرية العامية.
- قصر التعليم على طبقة الأثرياء.
- تشجيع القومية المصرية وقطع الانتماء إلى العربية أو الإسلام.
- رفض مقاومة الإيطاليين الذي احتلوا ليبيا.
- مواجهة السلطنة العثمانية.

- نشر اللغة الإنجليزية على حساب اللغة العربية.
لكن لم تعدم مصر الشرفاء من العلماء والأفراد الذين كانوا يواجهون هذه الحملات في كتاباتهم وصحفهم.









__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #207  
قديم 14-02-2022, 11:11 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,505
الدولة : Egypt
افتراضي رد: القدس اسلامية رغم أنف امريكا متابعة لملف القدس وفلسطين المحتلة وكل ما يستجد من اح

المسجد الأقصى في عصر سلاطين المماليك
عبد الرحيم النباهين/ قصة الإسلام*



لقد حرص المسلمون الأوائل على رعاية المقدسات الإسلامية وحمايتها، ومن هذه المقدسات "المسجد الأقصى"، قبلة المسلمين الأولى الذي ما زال يئنُّ تحت الاحتلال منذ ما يقارب نصف قرن من الزمان، وممن حرص على رعاية المقدسات الإسلامية المماليك الذين ظهروا على مسرح الحياة في أعقاب سقوط الدولة الأيوبية، حاملين راية الجهاد لمواصلة المسيرة التي بدأها الأيوبيون في حربهم للصليبيين على أيدي قادة أقوياء أمثال بيبرس وقلاوون والناصر محمد.
غير أنه قد ظلت تلازمهم عقدة كبيرة من ناحية أصلهم غير الحر، فضلاً عن اغتصابهم الحكم من أصحابه الشرعيين وهم الأيوبيون، ولمحو هذه الصورة من الأذهان سلك سلاطين المماليك طرقًا ثلاثًا، تركت كلها آثارًا مباشرة في أوضاع بيت المقدس.
ما يعنينا في مقامنا هذا هو الطريق الثالث الذي سلكه سلاطين المماليك، والذي تمثل في العناية بالمنشآت الدينية في الأماكن المقدسة، فإن إحياء الخلافة العباسية في مصر على يد المماليك، وتفويض الخليفة لسلطان المماليك بحكم البلاد والعباد، ألقى مسئوليات كبرى على كاهل سلاطين دولة المماليك؛ مما فرض عليهم أن يضاعفوا من رعايتهم لمقدسات المسلمين.
1- الظاهر بيبرس والمسجد الأقصى:
الملك الظاهر صاحب الفتوحات والأخبار والآثار، له في القدس حسنات منها بعث الصناع والآلات لعمارة قبة الصخرة بالقدس، وكانت قد وهتْ. زار بيت المقدس سنة 661هـ، وجدد كل ما كان قد تهدم من أبنية الحرم الشريف. كما أنشأ خانًا يجمع أكبر عدد ممكن من التجار، وأوقف عليه أعيانًا كثيرة يُصرف ريعها السنوي في تحضير خبز للمسافرين وتصليح نعالهم، كما يقدِّم مصروفًا للمحتاجين منهم. كما عيَّن خمسة آلاف درهم سنويًّا لتصرف على شئون الحرم الشريف.
والزيارة الأخيرة التي قام بها الملك الظاهر بيبرس للقدس تمت في عام 668هـ، وجدد خلالها الفصوص التي على الرخام في مسجد الصخرة المشرفة، كما أمر في السنة نفسها بوضع "الدرابزين" حول الصخرة المشرفة، وعمل فيها منبرًا وسقّفه بالذهب، وعمَّر "الخان" الكائن بظاهر القدس الشريف من جهة الغرب إلى الشمال، المعروف بخان الظاهر، وكان بناؤه في سنة 662هـ.
في عهده تم إنشاء دار الحديث بجوار "التربة الجالقية" على طريق باب السلسلة، وكذلك تم إنشاء المدرسة الأباصيرية تجاه الرباط المنصوري بجوار باب الناظر.
2- المنصور قلاوون والمسجد الأقصى:
السلطان الملك المنصور أول ملوك الدولة القلاوونية بمصر والشام، عمَّر سقف المسجد الأقصى من جهته القبلية مما يلي الغرب عند جامع الأنبياء، وله الرباط المنصوري المعروف بباب الناظر، وهو رباط في غاية الحسن، وبناؤه محكم.
3- العادل كتبغا المنصوري والمسجد الأقصى:
من ملوك المماليك البحرية في مصر والشام، في أيامه جدد فصوص الصخرة الشريفة، وجدد عمارة السور الشرقي المطل على مقبرة باب الرحمة في سنة خمس وتسعين وستمائة.
4- المنصور لاجين والمسجد الأقصى:
من ملوك دولة المماليك البحرية بمصر والشام، جدَّد عمارة محراب داود الذي بالسور القبلي عند مهد عيسى عليه السلام بالمسجد الأقصى الشريف.
5- الناصر محمد بن قلاوون والمسجد الأقصى:
من كبار الدولة القلاوونية، وولي سلطنة مصر والشام سنة 693هـ، عمَّر في أيامه السور القبلي الذي عند محراب داود عليه السلام، ورخَّم صدر المسجد الأقصى، وفتح الشباكين اللذين عن يمين المحراب وشماله، وكان فتحهما في سنة إحدى وثلاثين وسبعمائة، وجدَّد تذهيب القبتين: قبة المسجد الأقصى وقبة الصخرة، وعمر القناطر على الدرجتين الشماليتين بصحن الصخرة التي إحداهما مقابل باب الدويدارية، وعمَّر باب القطانين بالبناء المحكم، وعمَّر قناة السبيل الواقعة عند بركة السلطان بظاهر القدس الشريف من جهة الغرب.
6- الأشرف شعبان بن حسين والمسجد الأقصى:
من ملوك الدولة القلاوونية بمصر والشام، من أعماله في المسجد الأقصى أنه عمَّر المغارة التي عند باب الأسباط، كما جدَّد الأبواب الخشبية المركبة على بوابات الجامع الأقصى، كما جُددت في عهده القناطر التي على الدرجة الغربية في صحن الصخرة المقابل لباب الناظر. كذلك جُددت في عهده المغارة التي عند باب الأسباط وباب حطة في الناحية الشمالية الشرقية من الحرم، كذلك أنشأ بعض الأورقة في الحرم من جهة الشمال.
7- السلطان الظاهر برقوق العثماني والمسجد الأقصى:
أول مَن ملك مصر من الشراكسة، عُمِّرت في عهده دكة المؤذنين، تلك الدكة التي يراها الداخل أمامه إذا ما دخل المسجد الأقصى من الباب القبلي تجاه المحراب، وكذلك أنشئت في عهده المدرسة الغزية على مقربة من باب الأسباط. وكذلك تم تعمير "البركة" التي بظاهر القدس من جهة الغرب، وهي بركة السلطان، كما تم تجديد "القيسارية" الموقوفة على الحرم الشريف بالقدس.
8- الملك الأشرف برسباي والمسجد الأقصى:
من مماليك الأمير دقماق المحمدي، وأهداه إلى الظاهر برقوق، فأعتقه واستخدمه في الجيش، دام ملكه ست عشرة سنة، قام بإنشاءات عديدة في القدس، نذكر منها: سبيل شعلان، ويقع هذا السبيل أسفل الدرج الشمالي من الحد الغربي لصحن الصخرة المشرفة، وهو آخر الأسبلة التي بناها الأيوبيون في القدس.
وفي عهده عُمِّرت الأوقاف بالقدس الشريف، واشتريت جهات عدة للوقف من القرى والمسقفات برسم المسجد الأقصى والصخرة الشريفة، وتم إصلاح قبة الصخرة، كذلك تم في عهده إنشاء المدرسة الباسطية الكائنة شمالي الحرم بالقرب من "الباب العتم"، والمدرسة القادرية شمالي الحرم بين باب حطة ومئذنة إسرائيل، والمدرسة الحسنية بباب الناظر فوق رباط علاء الدين البصيري، والمدرسة العثمانية في الزقاق المؤدي إلى باب المطهرة على بُعد أمتار من الباب المذكور إلى الغرب.
9- الملك الأشرف قايتباي والمسجد الأقصى:
من ملوك الجراكسة، كان من المماليك. وضع في سنة 872هـ الأبواب النحاسية التي في مدخل الصخرة من الغرب، وقام بحركة تعمير في المسجد الأقصى، والدليل على ذلك الكتابة الموجودة على واجهة المسجد؛ ففي عهده جُدد عمل الرصاص على ظاهر الجامع الأقصى وفك الرصاص القديم.
ومن أعماله أيضًا تعمير المدرسة الأشرفية المنسوبة إليه، وذلك سنة 887هـ، وهي بالقرب من باب السلسلة، وفي الوقت نفسه أنشأ سبيل قايتباي، وهو أشهر سبل القدس وأجملها، ويقع في الساحة الكائنة بين باب السلسلة وباب القطانين، وعلى بُعد خمسين مترًا من جدار الحرم الغربي بين درج صحن الصخرة الغربي الأوسط والمدرسة العثمانية، وهو يقوم على مصطبة مكشوفة، وفيها محراب في الزاوية الشمالية الغريبة من المسطبة.

* المصدر: مجلة الوعي الإسلامي، العدد (537)، جمادى الأولى 1431هـ.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #208  
قديم 19-02-2022, 12:34 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,505
الدولة : Egypt
افتراضي المسجد الأقصى هو "هيكل سليمان!"



المسجد الأقصى هو "هيكل سليمان!"









كتبه/ عبد المنعم الشحات


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فيدور نقاش محموم بيْن العرب واليهود حول مَن هو صاحب الحق التاريخي في بيت المقدس؟

فبينما يتمسك العرب بأن هذا المسجد بناه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، وبقي مِن يومها في سلطان المسلمين إلى يومنا هذا - يدعي اليهود أن المسجد أقامه المسلمون على أنقاض "هيكل سليمان!".

ويقومون بعمليات حفر تحت المسجد الأقصى؛ لعلهم يجدون أحجارًا تعود إلى عصر نبي الله سليمان -عليه السلام-، وبطبيعة الحال تغيب الحقائق الشرعية في خِضَم هذا الصراع بيْن القوميين العرب، وبيْن اليهود.

ولذلك أردنا أن ننبِّه على الحقائق الآتية:

1- مسألة الحق التاريخي مِن المنظور الشرعي: لا يقر المسلمون أحدًا على أرض كان عليها يومًا مِن الأيام، وفتحها المسلمون (إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ) (الأعراف:128)، بل إن المسلمين لا يخفون عزمهم على تحرير الأرض -كل الأرض- مِن سلطان الكافرين متى استطاعوا إلى ذلك سبيلاً (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ) (البقرة:193).

2- المسلمون هم ورثة جميع الأنبياء: يستوي في ذلك أنبياء بني إسرائيل وغيرهم مِن الأنبياء، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أَنَا أَوْلَى بِمُوسَى مِنْهُمْ) (متفق عليه)، وقال: (أَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ) (متفق عليه).

3- المسجد الأقصى بُني مسجدًا مِن أول يوم: عَنْ أَبِي ذَرٍّ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ مَسْجِدٍ وُضِعَ أَوَّلَ؟ قَالَ: (المَسْجِدُ الحَرَامُ). قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟، قَالَ: (ثُمَّ المَسْجِدُ الأَقْصَى) قُلْتُ: كَمْ كَانَ بَيْنَهُمَا؟ قَالَ: (أَرْبَعُونَ) (متفق عليه).

وثمة خلاف بيْن العلماء في تاريخ بناء المسجدين؛ إلا أن الراجح أن البناء المذكور هنا في الحديث هو رفع إبراهيم -عليه السلام- للقواعد مِن البيت الحرام؛ سواء قلنا أنه هو واضعها أو أنها وُضعت قبله، وأن بناء المسجد الأقصى كان بعد بناء إبراهيم -عليه السلام- للمسجد الحرام بأربعين عامًا، وبناه يعقوب -عليه السلام- مسجدًا لبني إسرائيل يصلون فيه لله، ويوحدون فيه الله.

ولا ننكر أنه مِن الممكن أن يكون المسجد في لغة بني إسرائيل آنذاك يسمى هيكلاً، وإنما المقصود بيان أن حقيقته كما بيَّنها النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه كان مسجدًا.

وقد تعرَّض بنو إسرائيل عبْر تاريخهم لأزماتٍ كانوا يفرون فيها مِن الشام، تاركين المسجد الأقصى وراءهم لأعدائهم يهدمونه ويدنسونه! ثم عندما يتوبون إلى الله ويعودون إلى الجهاد في سبيله يعزهم الله -عز وجل-، وكانت أزهى عصور مُلكهم عصر نبي الله داود -عليه السلام-، ومِن هنا حصلت العناية بالمسجد الأقصى، وتم تجديده في عهد داود وسليمان -عليهما السلام- وهو المسمَّى عندهم بـ"هيكل سليمان".

ومِن عجيب أمرهم: أن سليمان -عليه السلام- الذي يطالِبون بوراثة مسجده أو هيكله -على حد تعبيرهم!- عندهم أنه ارتد وعَبَدَ الأصنام في آخر حياته -حاشاه عليه السلام مِن ذلك!-، وقد ظلوا على هذه الفرية حتى أبطلها الله في القرآن المنزَّل على محمدٍ -صلى الله عليه وسلم-: (وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا) (البقرة:102)؛ فمَن أولى بوراثته -عليه السلام-؟!

ثم علا اليهود في الأرض مرة ثانية فقتلوا يحيى وزكريا -عليهما السلام-، وهمَّوا بقتل عيسى -عليه السلام- بمساعدة الرومان؛ فسلط الله عليهم الرومان في سنة 70 ميلادية، أي بعد نحو أربعين سنة مِن رفع عيسى -عليه السلام- "إن صحَّ أنه رُفع وعمره قريب مِن الثلاثين"، وتسلـَّط الرومان على المسجد الأقصى وجعلوه إسطبلاً للخيول حتى فتحه المسلمون في عهد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، وأعادوا بناءه وتنظيفه.

أما القول بأن عمر -رضي الله عنه- بنى مسجدًا في غير المكان التاريخي للمسجد الأقصى هربًا مِن الإقرار لليهود بحقهم التاريخي في المسجد الأقصى؛ فقد بيَّنا -بحمد الله- أنه ليس لأحدٍ حق تاريخي "بل ولا حالي" في أي بقعةٍ مِن الأرض؛ لا سيما التي تحت سلطان المسلمين.

فإن قال قائل: فإن القوم لا يستطيعون أن يتكلموا بتلك اللغة التي إن وسعت الإسلاميين -لا سيما المتشددين منهم- فلا يمكن بحالٍ مِن الأحوال أن تسع القوميين والعلمانيين؛ لا سيما المحبين للسلام منهم!


فنقول: أما العودة إلى القانون الدولي الذي يتحاكمون إليه؛ فلقد اعتبر القانون الدولي الحدود القائمة حال إنشاء "عصبة الأمم"، ومِن بعدها "الأمم المتحدة" هي الحدود المعتبرة، ولم يعترف القانون الدولي بحقٍّ تاريخي للهنود الحمر في أمريكا مثلاً، ولا اعترف بحق للهنود غير الحمر في أوروبا "وهم صانعو حضارتها"؛ حيث إن الرومان ورثوا حضارتهم عن اليونان الذين هم في أصلهم هنود، ولم يعترف القانون الدولي بأي حق تاريخي لأحدٍ؛ اللهم إلا لليهود في بلاد المسلمين!

وإذا كان ولا بد مِن اعترافٍ بحقٍّ تاريخي؛ فإلى أي فترةٍ مِن فترات التاريخ سيرجعون؟!

وقد بيَّنا أن أقرب واقع للمسجد الأقصى هو هروب اليهود منه مِن أمام الروم -الذين يساعدونهم الآن في اغتصابه- وتدنيسهم له، ثم مجاهدة المسلمين مِن أجله وتعظيمهم له؛ فمَن أحق به؟!

فمِن هنا يتبيَّن لك عدم استحقاق اليهود لوراثة أنبياء بني إسرائيل مِن الناحية الشرعية، ومِن ناحية مبادئ القانون الدولي المزعوم، ولكن "القوميين" هروبًا مِن محاولة نقض ما يراه خصمهم مِن الثوابت، وهي وراثتهم لأي شيءٍ كان يخص بني إسرائيل في أي فترةٍ مِن فترات الزمان؛ لجأوا إلى حيلةٍ مضحكةٍ، وهي: ادعاء أن المسجد الأقصى الحالي مسجد بناه عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، لا علاقة له بالمسجد الأقصى الذي كان في زمن أنبياء بني إسرائيل المسمَّى عند اليهود بهيكل سليمان!

فهل يا ترى أفحمتْ هذه الكذبة المزعومة اليهود؛ فراحوا ينقبون عن أي بقايا تثبت وجود بناءٍ في هذا المكان قبْل دخول المسلمين إليه؟!

إن الجميع يَعلم أن اليهود لا يعترفون إلا بمنطق القوة، ومِن ثَمَّ فإن الذي صرفهم عن هدم المسجد وبناء معبدهم الكفري المزمع إقامته تحت مسمَّى: "هيكل سليمان"، هو خوفهم مِن قوة الإيمان الكامنة في نفوس المسلمين لو استثيرت استثارة بالغة كهذه؛ ولذلك يلجأون إلى الحفريات، وإلى غيرها مِن أنواع الاعتداءات: "كالحرائق - والهدم لبعض أجزائه" كبالونات اختبارٍ للأمة، ومتى وجدوا أن الفرصة سانحة سينقضون على المسجد، ولن يردعهم أصوات القوميين الخافتة، وهم ينادون: "ليس هذا هو مكان هيكل سليمان!".


ونسأل الله -عز وجل- ألا يأتي هذا اليوم، ونسأله -تعالى- أن يرزق أبناء الأمة إيمانًا وثباتًا، وأن يُلقي في قلوب أعدائنا الرعب؛ فلا يجترئون على حرماتنا. اللهم آمين.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #209  
قديم 19-02-2022, 12:35 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,505
الدولة : Egypt
افتراضي رد: القدس اسلامية رغم أنف امريكا متابعة لملف القدس وفلسطين المحتلة وكل ما يستجد من اح



المسجد الأقصى هو "هيكل سليمان!"









كتبه/ عبد المنعم الشحات


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فيدور نقاش محموم بيْن العرب واليهود حول مَن هو صاحب الحق التاريخي في بيت المقدس؟

فبينما يتمسك العرب بأن هذا المسجد بناه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، وبقي مِن يومها في سلطان المسلمين إلى يومنا هذا - يدعي اليهود أن المسجد أقامه المسلمون على أنقاض "هيكل سليمان!".

ويقومون بعمليات حفر تحت المسجد الأقصى؛ لعلهم يجدون أحجارًا تعود إلى عصر نبي الله سليمان -عليه السلام-، وبطبيعة الحال تغيب الحقائق الشرعية في خِضَم هذا الصراع بيْن القوميين العرب، وبيْن اليهود.

ولذلك أردنا أن ننبِّه على الحقائق الآتية:

1- مسألة الحق التاريخي مِن المنظور الشرعي: لا يقر المسلمون أحدًا على أرض كان عليها يومًا مِن الأيام، وفتحها المسلمون (إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ) (الأعراف:128)، بل إن المسلمين لا يخفون عزمهم على تحرير الأرض -كل الأرض- مِن سلطان الكافرين متى استطاعوا إلى ذلك سبيلاً (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ) (البقرة:193).

2- المسلمون هم ورثة جميع الأنبياء: يستوي في ذلك أنبياء بني إسرائيل وغيرهم مِن الأنبياء، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أَنَا أَوْلَى بِمُوسَى مِنْهُمْ) (متفق عليه)، وقال: (أَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ) (متفق عليه).

3- المسجد الأقصى بُني مسجدًا مِن أول يوم: عَنْ أَبِي ذَرٍّ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ مَسْجِدٍ وُضِعَ أَوَّلَ؟ قَالَ: (المَسْجِدُ الحَرَامُ). قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟، قَالَ: (ثُمَّ المَسْجِدُ الأَقْصَى) قُلْتُ: كَمْ كَانَ بَيْنَهُمَا؟ قَالَ: (أَرْبَعُونَ) (متفق عليه).

وثمة خلاف بيْن العلماء في تاريخ بناء المسجدين؛ إلا أن الراجح أن البناء المذكور هنا في الحديث هو رفع إبراهيم -عليه السلام- للقواعد مِن البيت الحرام؛ سواء قلنا أنه هو واضعها أو أنها وُضعت قبله، وأن بناء المسجد الأقصى كان بعد بناء إبراهيم -عليه السلام- للمسجد الحرام بأربعين عامًا، وبناه يعقوب -عليه السلام- مسجدًا لبني إسرائيل يصلون فيه لله، ويوحدون فيه الله.

ولا ننكر أنه مِن الممكن أن يكون المسجد في لغة بني إسرائيل آنذاك يسمى هيكلاً، وإنما المقصود بيان أن حقيقته كما بيَّنها النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه كان مسجدًا.

وقد تعرَّض بنو إسرائيل عبْر تاريخهم لأزماتٍ كانوا يفرون فيها مِن الشام، تاركين المسجد الأقصى وراءهم لأعدائهم يهدمونه ويدنسونه! ثم عندما يتوبون إلى الله ويعودون إلى الجهاد في سبيله يعزهم الله -عز وجل-، وكانت أزهى عصور مُلكهم عصر نبي الله داود -عليه السلام-، ومِن هنا حصلت العناية بالمسجد الأقصى، وتم تجديده في عهد داود وسليمان -عليهما السلام- وهو المسمَّى عندهم بـ"هيكل سليمان".

ومِن عجيب أمرهم: أن سليمان -عليه السلام- الذي يطالِبون بوراثة مسجده أو هيكله -على حد تعبيرهم!- عندهم أنه ارتد وعَبَدَ الأصنام في آخر حياته -حاشاه عليه السلام مِن ذلك!-، وقد ظلوا على هذه الفرية حتى أبطلها الله في القرآن المنزَّل على محمدٍ -صلى الله عليه وسلم-: (وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا) (البقرة:102)؛ فمَن أولى بوراثته -عليه السلام-؟!

ثم علا اليهود في الأرض مرة ثانية فقتلوا يحيى وزكريا -عليهما السلام-، وهمَّوا بقتل عيسى -عليه السلام- بمساعدة الرومان؛ فسلط الله عليهم الرومان في سنة 70 ميلادية، أي بعد نحو أربعين سنة مِن رفع عيسى -عليه السلام- "إن صحَّ أنه رُفع وعمره قريب مِن الثلاثين"، وتسلـَّط الرومان على المسجد الأقصى وجعلوه إسطبلاً للخيول حتى فتحه المسلمون في عهد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، وأعادوا بناءه وتنظيفه.

أما القول بأن عمر -رضي الله عنه- بنى مسجدًا في غير المكان التاريخي للمسجد الأقصى هربًا مِن الإقرار لليهود بحقهم التاريخي في المسجد الأقصى؛ فقد بيَّنا -بحمد الله- أنه ليس لأحدٍ حق تاريخي "بل ولا حالي" في أي بقعةٍ مِن الأرض؛ لا سيما التي تحت سلطان المسلمين.

فإن قال قائل: فإن القوم لا يستطيعون أن يتكلموا بتلك اللغة التي إن وسعت الإسلاميين -لا سيما المتشددين منهم- فلا يمكن بحالٍ مِن الأحوال أن تسع القوميين والعلمانيين؛ لا سيما المحبين للسلام منهم!


فنقول: أما العودة إلى القانون الدولي الذي يتحاكمون إليه؛ فلقد اعتبر القانون الدولي الحدود القائمة حال إنشاء "عصبة الأمم"، ومِن بعدها "الأمم المتحدة" هي الحدود المعتبرة، ولم يعترف القانون الدولي بحقٍّ تاريخي للهنود الحمر في أمريكا مثلاً، ولا اعترف بحق للهنود غير الحمر في أوروبا "وهم صانعو حضارتها"؛ حيث إن الرومان ورثوا حضارتهم عن اليونان الذين هم في أصلهم هنود، ولم يعترف القانون الدولي بأي حق تاريخي لأحدٍ؛ اللهم إلا لليهود في بلاد المسلمين!

وإذا كان ولا بد مِن اعترافٍ بحقٍّ تاريخي؛ فإلى أي فترةٍ مِن فترات التاريخ سيرجعون؟!

وقد بيَّنا أن أقرب واقع للمسجد الأقصى هو هروب اليهود منه مِن أمام الروم -الذين يساعدونهم الآن في اغتصابه- وتدنيسهم له، ثم مجاهدة المسلمين مِن أجله وتعظيمهم له؛ فمَن أحق به؟!

فمِن هنا يتبيَّن لك عدم استحقاق اليهود لوراثة أنبياء بني إسرائيل مِن الناحية الشرعية، ومِن ناحية مبادئ القانون الدولي المزعوم، ولكن "القوميين" هروبًا مِن محاولة نقض ما يراه خصمهم مِن الثوابت، وهي وراثتهم لأي شيءٍ كان يخص بني إسرائيل في أي فترةٍ مِن فترات الزمان؛ لجأوا إلى حيلةٍ مضحكةٍ، وهي: ادعاء أن المسجد الأقصى الحالي مسجد بناه عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، لا علاقة له بالمسجد الأقصى الذي كان في زمن أنبياء بني إسرائيل المسمَّى عند اليهود بهيكل سليمان!

فهل يا ترى أفحمتْ هذه الكذبة المزعومة اليهود؛ فراحوا ينقبون عن أي بقايا تثبت وجود بناءٍ في هذا المكان قبْل دخول المسلمين إليه؟!

إن الجميع يَعلم أن اليهود لا يعترفون إلا بمنطق القوة، ومِن ثَمَّ فإن الذي صرفهم عن هدم المسجد وبناء معبدهم الكفري المزمع إقامته تحت مسمَّى: "هيكل سليمان"، هو خوفهم مِن قوة الإيمان الكامنة في نفوس المسلمين لو استثيرت استثارة بالغة كهذه؛ ولذلك يلجأون إلى الحفريات، وإلى غيرها مِن أنواع الاعتداءات: "كالحرائق - والهدم لبعض أجزائه" كبالونات اختبارٍ للأمة، ومتى وجدوا أن الفرصة سانحة سينقضون على المسجد، ولن يردعهم أصوات القوميين الخافتة، وهم ينادون: "ليس هذا هو مكان هيكل سليمان!".


ونسأل الله -عز وجل- ألا يأتي هذا اليوم، ونسأله -تعالى- أن يرزق أبناء الأمة إيمانًا وثباتًا، وأن يُلقي في قلوب أعدائنا الرعب؛ فلا يجترئون على حرماتنا. اللهم آمين.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #210  
قديم 01-03-2022, 03:34 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,505
الدولة : Egypt
افتراضي تاريخ فلسطين قبْل الإسلام كما يرويه المؤرخون



تاريخ فلسطين قبْل الإسلام كما يرويه المؤرخون









كتبه/ أحمد عبد الحميد عنوز


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فحينما نتعامل مع تاريخ "فلسطين"؛ فإننا نتعامل مع مادة شديدة الثراء، ويكون مِن عدم الموضوعية الادعاء بالوصول إلى نتائج عميقة شبه قطعية دون تكلُّف النظر العميق والتحليل، وفك الأحداث وإعادة تركيبها وضمها إلى بعضها مستخلصين مجموعة مِن النتائج المفيدة في فهم القضية.

لذا فإننا سنمر مرورًا سريعًا على تاريخ فلسطين كما رواه المؤرخون؛ لنعرف ما يقول القوم، ومِن أي خلفية يتحركون، وسنقف وقتًا أطول مع التاريخ الذي رواه المسلمون عن هذه البلاد، ومنه بالقطع وقائع ثابتة منقولة عن الثقات، ومنه ما ثبت بالوحي المعصوم.

وسيكون كل ذلك بلا ادعاء متكلف كما يفعل البعض مِن جمع بعض القصاصات إلى بعضها، ثم التفاخر -مثلاً- بأنه توصل إلى حقائق تاريخيةٍ مِن شأنها أن تقلب الصراع العربي الإسرائيلي رأسًا على عقب!

تعتمد أغلب الدارسات التاريخية على نواحٍ مادية مِن حفريات وآثار باقية، ووثائق يمكن الاستئناس بها -كما سبق وبيَّنا-، ولكن دون انتحال نتائجها كمسَلَّماتٍ قطعيةٍ لا تجوز مناقشتها.

ومِن جملة ذلك: أنهم يقسِّمون التاريخ القديم إلى عصورٍ باعتبار نوع المادة التي صُنعت منها الآلات المستخدمة فيه: "كالعصر الحجري - والبرونزي - والحديدي - والنحاسي".

ولا عجب أن تجد في بلاد فلسطين مجموعة مِن الآثار التي تدل وفق قواعد الدارسين الغربيين على وجود حياة في هذه البقاع فيما يسمَّى بالعصر الحجري القديم، منذ 500 ألف سنة قبْل الميلاد، والرقم كما ترى به نوع مِن المجازفة التي تُلقي عليه بظلال الشك -كما سبق وبيَّنا-؛ فلا طائل إذن مِن مجرد الوقوف مع معلومات كهذه، ولنقفز إلى تاريخ أقرب نوعًا؛ وهو بدايات الألف الثالثة قبْل الميلاد حيث تدور أغلب نتائج الدراسات حول هجرة العديد مِن القبائل والبطون العربية وغيرها إلى بلاد الشام، حيث كانت البلاد -ولا زالت- تنعم بأنواعٍ مِن الخيرات جمة.

وممن يُذكر اسمهم في هذه الهجرات: "العموريون - والكنعانيون - واليبوسيون"، ويرى كثيرٌ مِن المؤرخين أنهم مِن البطون والقبائل العربية، وأن مدينة "القدس" القديمة أنشأها "اليبوسيون" وأسموها: "يبوس"، ثم حولوا اسمها إلى: "أور سالم" وهو مِن ملوكهم، وهو الاسم الذي تحول بعد ذلك إلى "أور شاليم"، أي "مدينة سالم" أو "مدينة السلام".

و"كنعان" هو جد بطن مِن بطون العرب القديمة، وتشير كتب أهل الكتاب إلى أنه الابن الهالك لنوح -عليه الصلاة والسلام-، والذي يشار إليه أحيانًا باسم "يام"، وليس "كنعان".

ويبدو أن القبائل الكنعانية هي أكثر مِن استوطن "فلسطين" وشكلت سكانها الأصليين؛ بحيث عُرفتْ فلسطين باسم أرض كنعان، والتي مِن مدنها القديمة المعروفة مدن: "القدس - وأريحا - وبلاطة - ونابلس - وعسقلان - وحيفا - وغيرها... "، وإلى هذا يستند مَن ينادون بعروبة فلسطين، وأن سكانها الأصليين هم العرب، وأن بني إسرائيل هم مَن طرأوا عليهم بعد ذلك؛ مما يعطي للموضوع طابعًا قوميًّا وطنيًّا، بينما يدور كلام اليهود أن الأرض وعد إلهي لشعبٍ مختارٍ؛ مما يعطي الأمر طابعًا دينيًّا ينتحله حتى العلمانيون مِن اليهود.

ومما يُذكر ضمن أحداث الألف الثانية قبْل الميلاد، هو صعود وهبوط حكم الهكسوس على هذه البلاد، وانتهاء الأمر إلى حكم الفراعنة.

وكذلك مِن أهم أحداثها: هجرة قبائل مِن العمالقة أقوياء الأجساد، متطوري الأدوات الحضارية والحربية، جاءتْ مِن جزيرة "كريت" في البحر المتوسط لتسكن أرض كنعان وتستقر فيها، وتترك فيها آثارًا تشير إلى أن هذه القبائل كانت تُدعى "البلست"؛ مما يشير إلى السبب في تغلب اسم "فلسطين" على هذه الأرض بعد ذلك.

وهنا نبيِّن أمرًا يوضِّح لنا طبيعة هذه الدراسات حتى يمكننا القياس على هذا النموذج: إن السبب الذي دعا المؤرخين للتأكيد على وجود قبائل "البلست" هذه في أرض فلسطين، ومِن ثَمَّ استنتاج سبب التسمية بفلسطين على غير الشائع قديمًا؛ هو ما عثر عليه مِن آثار في بلاد فلسطين وتطابقها مع آثار عُثر عليها في هذه الجزر المتوسطية، كجزيرة: "كريت"، ومِن أهم هذه الآثار: "الأواني الفخارية المستخدمة"؛ مما رجح عندهم حدوث هذا الانتقال مِن جزر المتوسط إلى أرض كنعان.

وبشيءٍ مِن النظر يمكنك الوصول إلى احتمالاتٍ أخرى توضِّح سبب التواجد المشترك لهذه الأدوات في الأرضين، ومنها التبادل التجاري فحسب -على سبيل المثال-، بل وبسهولةٍ شديدةٍ يمكنك أن تقلب الصورة وتدعي بأن الحضارة في أرض كنعان كانت أقوى وأكثر تقدمًا، ومِن هذه البلاد خرجت قوات غازية؛ فاحتلت جزر المتوسط، ونشرت فيها ثقافتها، ومنها صدرتها إلى بقية بلاد الرومان.

وما سبق هو مجرد نموذج لما تسير عليه الخلافات التاريخية التي لا تستند إلى حقائق محترمة موثوق بها؛ لذا لا تملك أمام كثيرٍ مِن هذه المعلومات إلا أن تقول: "ربما!".

ومِن أبرز أحداث هذه الفترة: قدوم إبراهيم ولوط -عليها الصلاة والسلام- إلى أرض فلسطين بعد هجرتهما لقومهما، حيث وعد الله إبراهيم -عليه السلام- أن يكثِر ذريته، وأن يملكها الأرض لتعبده عليها، ومَن كفر؛ فإن الله غني عن العالمين.

وهذا هو الوعد الذي يستند إليه اليهود في أحقيتهم بالأرض بغض النظر: هل هم مستحقون له بالفعل أم أنهم ممن كفر بالله، واستغنى الله عنه؟!

وكذلك مِن أبرز أحداث هذه الفترة: بناء الكعبة، وبيت المقدس على الخلاف المعروف: فيمَن يعتبر أول مَن بنى الكعبة، وبيت المقدس؟ ومَن رفعهما بعد ذلك، أو جددهما وأعاد بناءهما؟ ومتى حدث كل ذلك؟

ثم تأتي الألف الأولى قبْل الميلاد، وفيها تتضح الأحداث بعض الشيء، وتزداد الدلائل التاريخية وضوحًا مقارنة بما سبق، ومِن أبرز أحداث هذه الألف: قيادة موسى -عليه الصلاة والسلام- لبني إسرائيل للخروج مِن مصر، والدخول إلى الأرض المقدسة التي كتبها الله لهم، والتي كان يسكنها الجبارون "البالست"، ويقص علينا القرآن كيف امتنع اليهود عن دخول الأرض المقدسة ونكصوا عن أمر نبيهم، وقالوا: (فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ) (المائدة:24).

ثم الدخول الفعلي لبني إسرائيل إلى الأرض المقدسة بعد موسى -عليه الصلاة والسلام-، ثم قيام مملكة داود -عليه الصلاة والسلام-، والذي يعتبره اليهود المؤسس الحقيقي لدولتهم على أرض فلسطين؛ حيث فتح "القدس"، وحررها مِن أيدي الكفرة والمرتدين، وأعد العدة ليبني "بيت المقدس" مرة أخرى، ولكنه قُضي قبْل أن يتمه؛ فعهد به إلى سليمان -عليه الصلاة والسلام- ليتمه على أحسن وجه ليكون مسجدًا لله -سبحانه-، لكن مع الآلة الدعائية الصهيونية يتحول اسم المسجد إلى الهيكل أو المعبد أو خيمة الاجتماع؛ بحيث تطغى هذه المسميات على أدبيات وصف "الصراع" بيْن اليهود والمسلمين.

ثم تتوالى الأحداث بعد ذلك بصورة يمكن الاقتراب منها أكثر حيث قرب العهد -ولو نسبيًّا-؛ بالإضافة إلى توفر المدونات التاريخية، والتي مِن بينها: "التوراة المحرفة" التي تداولها اليهود، والتي تعد مرجعًا لكثيرٍ ممن تصدَّى لدراسة التاريخ.

وهنا -أيضًا- نموذج آخر لطبيعة خلافات دارسي التاريخ؛ حيث يميل بعضهم إلى التصديق التام لكل الأساطير المكذوبة التي وردتْ في "التوراة المحرفة" إيمانًا بها، ومحاولةً للاستدلال عليها بالأدلة المحايدة، في الوقت الذي يذهب الكثيرون إلى إنكار أكثر ما جاء فيها بما في ذلك القصص الثابت بالفعل، كقصة حبس الشمس لـ"يوشع بن نون" باعتبارها أسطورة أخرى أضافها بنو إسرائيل تمجيدًا لملوكهم وقادتهم!

وأخيرًا: فبعد موت سليمان -عليه الصلاة والسلام- دخل بنو إسرائيل مرحلة الانقسامات السياسية، والردة الدينية المتكررة حتى دخلتْ فلسطين تحت حكم الآشوريين القادمين مِن العراق ثم مِن بعدهم البابليين، ومرحلة السبي البابلي، ثم الفرس، ثم اليونان، ثم السلوقيين، ثم في النهاية الرومان حوالي عام 64 ق.م؛ الذين ظل حكمهم على فلسطين ومصر، إلى أن جاء النور على أيدي صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ورضي عن أصحابه؛ فأزالوا الرجس عن هذه البلاد في عام 636م.

وفي هذه الفترات التي تعاقبتْ فيها الإمبراطوريات المختلفة على فلسطين تعرضت البلاد والمسجد الأقصى إلى التدمير والإحراق والتخريب أكثر مِن مرة؛ بحيث لم تسلم بقعة مِن هذه الأرض مِن تغيير معالمها وسكانها واسمها، وكان أبرز هذه التخريبات: ما وقع على يد الإمبراطور الروماني "هادريان" حوالي عام 130م حيث خرَّب مدينة "القدس" كلها، وغيـَّر اسمها إلى إيلياء، وهو مِن كلمة "إيليوس" وهو لقب عائلة هادريان.


وقد أقام فيها هادريان معبدًا وثنيًّا لـ"جوبيتر" إله الرومان الرئيسي في نفس مكان المسجد، أو ما كان يسميه اليهود الهيكل الذي بناه سليمان -عليه الصلاة والسلام-.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 184.30 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 178.24 كيلو بايت... تم توفير 6.06 كيلو بايت...بمعدل (3.29%)]