الشمس وعلامات إعراب - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3952 - عددالزوار : 391053 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4419 - عددالزوار : 856528 )           »          حق الجار والضيف وفضل الصمت.محاضرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          حبل الله قبل كلّ سبب وفوقه .! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          اضربوا لي معكم بسهم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          ونَزَعْنا ما في صدورهم من غِلٍّ إخواناً على سُرُر متقابلين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          أنت وصديقاتك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          التشجيع القوة الدافعة إلى الإمام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          شجاعة السلطان عبد الحميد الثاني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          نظرات في مشكلات الشباب ومحاولة الحل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر > من بوح قلمي

من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28-06-2022, 09:22 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,974
الدولة : Egypt
افتراضي الشمس وعلامات إعراب

الشمس وعلامات إعراب


محمد صادق عبدالعال




ثلاثية قصيرة


علامةٌ أولى
حملت لأجلها أمانة، أبيت إلا أن أعطيَها إياها قبل أن تغادر الشمس مرافئَ الانتظار، وتلملم باقيَ خيوط النور التي نُثرت منذ الإشراق؛ ليباشر الليل خد السماء؛ طرقت بابها طرقًا متتابعًا إنجازًا للمهمة؛ تطلعت فإذا هي بركن من شرفتها ترى الناسَ من حيث لا يرونها؛ كانت تلعق بأطرافها من طبق العسل الأسود وقد تناثرت حباتُه على جانبَي صدغيها وحول شفتيها؛ رفعت عيني عن تلك الصورة خشية الإحراج؛ شرعت في قص أمر الأمانة؛ تلاقت مُقلتي بمقلتيها فإذا هما بيضاوان لعلة بهما؛ أبديتُ انزعاجي؛ هممت أقول لها:
اذهبي للطبيب.... لكن الذي منعني البوحَ في المرة الأولى صرَفني في الثانية، وأنا أقول لنفسي:
ربما كانت تلك العلة سببًا في النجاة من أن تبصر نظرات العقوق "فيا ليتني جئتُ ليلًا".

♦ ♦ ♦ ♦
علامة ثانية
لم يكن انكسار عيني أمامها إلا لشدة وهَجِ ضوئها الذي كاد أن يلفح الوجوه؛ فكانت قُبعتي وكفِّي وسيلتَي الدفاع لدي؛ حالَ كلِّ عابر، استقرت أمامي فارهة بيضاء، لم يخطر ببالي أنني أنا المعنيُّ بأمر وقوفها إلا لما بدا زجاجُها المعتم ينحدر بطريقة "أتوماتيكية"، فأبصرت وجهًا يبتسم، إنه صديقي وزميلي القديم:
اركب، تعال.
سرعان ما أطللتُ عليه من نافذته التي سنحت لي برؤيته؛ فلما أحسست برودة السيارة وكأني قد انغمست في نعيم غير المقيم؛ أيقنتُ حينها أن شمس الصيف لا تشغل بالَ أناس كثيرين.

وكالعادة دار الحديثُ المعتاد كأيِّ اثنين حالَ بينهما البينُ والبعاد:
كيف حالك؟
أين تعمل؟
ألديك أولاد؟

أجبتُ زميلي، ولم أنس بعد كل إجابةٍ أن أقول:
الحمد لله.
طلب مني رقم هاتفي النقال للتواصل وما شابَهَ؛ لم أتوانَ فأسرعت أمد أصابعي في جيبي لتخرج "ورقة تقويم" فتقع عند قدميه، يسارع بالتقاطها؛ يدفعه العشم القديم أن يفتحها؛ وعلى الرغم من كونها رموزًا حسابيةً وطلاسمَ كأيام الشهر التي انصرمت بسلام، والباقيات التاليات أدهى وأدعى بتدبير احتياجاتها لحين ثبوت هلالِ الراتب؛ ولا يفهمها إلا كاتبُها أو من يمُرُّ بها! إلا أنه ضحك حين اطَّلع عليها.

احمرَّ وجهي حرًّا رغم برودة جو سيارته؛ ثم قال:
كنت أفعلها كثيرًا، وصدِّقني كانت أسعد أيامي، ثم تنهد:
ذكريات!

كنت أمتلك الرد القاسي، فألجمتُ لساني ورددت معه:
ذكريات!

بلغت مرادي فقلت:
هنا فلتقف، أكَّد عليَّ ثانيةًً ضرورة الاتصال والتواصل، وعدتُه:
بإذن الله.
نزلت غيرَ عابئ بتلك التي ينتظرني لهيبُها، والتي تلفح الوجوه، وأنا أتعجب:
متى يرضى الناس؟!

♦ ♦ ♦ ♦
علامة ثالثة
ثاويين كنا على صخرة كصخرة المُلتقى وقد أسَرَّ كل منا نجواه؛ فشرعنا ندلي أقدامنا إلى الماء بسرور؛ نحرِّك بأطرافنا ساكناتِ الأمواه وراكدات الأمواج، فتتكون هالات متتابعات بقدر عزمنا؛ سرعان ما نستعظم سننا على صغير دورنا؛ فنرتقي ونرتقي حتى ننتهيَ إلى هناك حيث المنتهى لمستوى النظر؛ فإذا هي شامخةٌ باسقة رغم نزيف الغسق الأرجواني المسكوبِ على صفحة النهر؛ تشخَص أبصارُنا عندها، فيقول لي صاحبي:
ما تقول في تلك العازمة على السفر، الكاسيةِ السحابَ من ثوبها الزاهد؟
هي كمسألة رياضية لها معطيات، ومطلوب، وبرهان.
كيف هذا؟
إشراقها معطياتٌ؛ وسطوعُها مطلوب لإنجاز المهام والمعايش.
والبرهان؟

رحيلها هذا برهانٌ على أن لكل شيء نهايةً، وتلك عقبى التغير!
ما أروعك!
وما تقول أنت فيها؟
لتلك الغاربة ذات الشموخ أطوارٌ ثلاثة "أولها: أن تخرج ناعمة بيضاء لا صفرة فيها ولا جمرة؛ تداعب خدَّ الكسول والنؤوم، وتُباشِر وجه العامل والفلاح، توقظ النائمات بسرر موضونة لتشرع في عمليات البناء. وتلك من معطياتها.
وثانيها؟
وثانيها! وما أدراك ما ثانيها؟! بعد أن تشبَّ وتقوى وتدخل طور السطوع واللهب؛ فمنا من يحتمي من قسوة وحدَّة حرِّها، ومنا من يلزم الظل الظليل فيمتنع عن الخروج حتى تغيب، ويكون دورها حتميًّا، وفعلها رسميًّا، تنفع الناس والزرع والجماد. وذاك مطلوبها.

وثالثها؟
وثالثها تلك التي تراها الآن عزيزةً رغم اقتراب الأجل، باسقةً رغم أشراك الطفل، ورغم إنذار الليل بنسج الخيوط وإلقاء الشباك على النهر المرتهن بصبغتها. وربما كان هذا هو برهانَك لها؟!
أنت أفصح مني لسانًا يا صديقي! لكن قل: أي حالاتها الثلاث تحب وتهوى؟
لا أبالغ إن قلت لك: كل حالاتها تستهويني.
كيف هذا يا صديقي - لا يستوي الظلُّ والحَرُورُ؟!

نعم لا يستويان - وقل صدق الله - لكن حالات الشمس عندي كعلامات الإعراب الثلاث كما قال النحاة.
ابتسَمَ ساخرًا وضحك:
الظاهرة أم المقدَّرة؟
إن تماديت. التزمت.
لا لا، صديقي فلتتمَّ كلامك.
ألا ترى الناس في الصبح ينظرون في قرص الشمس وهو أبيضُ مشرق كالوليد؟!
ما أروع شمسَ البكورة والشفق!

وفي الظهيرة حيث السطوع تنكسر عيونُنا أمامها!
لا تخبرني؛ أعلمها.
والآن ننظر إشفاقًا وأسًى عليها.
ألا ترى أن كل نظرة من تلك الثلاث علاماتُ إعراب؟
دام إبداعك، لكن لم تذكر أي الثلاث تحب وتهوى؟
كلهن.
كيف هذا؟ سق مثالًا ولا تسرف؛ إني وجدت قد أديت ثاني البردين.

نهرته: فماذا تنتظر؟ وألقيت في حجره المسبحة.
ابتسم وهو ينهض واقفًا لقد أدركت كنه المسألة.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 58.53 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 56.63 كيلو بايت... تم توفير 1.90 كيلو بايت...بمعدل (3.24%)]