صنع في بلاد المسلمين - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الصراع مع اليهود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 38 )           »          الوقـف الإســلامي ودوره في الإصلاح والتغيير العهد الزنكي والأيوبي نموذجاً (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          أفكار للتربية السليمة للطفل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          لزوم جماعة المسلمين يديم الأمن والاستقرار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          منهجُ السَّلَف الصالح منهجٌ مُستمرٌّ لا يتقيَّدُ بزمَانٍ ولا ينحصِرُ بمكانٍ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 38 - عددالزوار : 1203 )           »          الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 72 - عددالزوار : 16929 )           »          حوارات الآخرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 17 )           »          الخواطر (الظن الكاذب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          الإنفــاق العــام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-07-2022, 04:14 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,025
الدولة : Egypt
افتراضي صنع في بلاد المسلمين

صنع في بلاد المسلمين


رنا جلال






هل تعلم أن الحرير، الستان، الكتان، القطيفة، المناديل، الفلفل الأسود، السلاح الناري، السيراميك، البوصلة، الملاحة، دورة الرياح، الكرات الأرضية، الستائر، الترقيم، فضلاً عن التفاضل والتكامل، علم المثلثات والأجسام الهندسية، الأعداد العربية، علم التوليد والأمراض التناسلية، الدورة الدموية والدورة الرئوية، علم العقاقير والصيدلة، الأقراص والمحاليل والأعشاب، التقويم الفلكي، والرياح الموسمية - ابقَ معي فهناك الكثير - صنعه المسلمون في العصور الذهبية، ولكن حقًّا لن يوفي الكلام حقهم في الصناعة والملاحة والفلسفة والعلوم والتكنولوجيا.

حتى الآن - ولسنوات مضت - أصبحت كلمة "صنع في" هي الشغل الشاغل للمتعاملين في الأسواق العالمية؛ حيث تتنافس كلُّ دولة عظمى؛ لتتميز بسلعتها، وتتفوق على مثيلاتها من حيث الدقة والإتقان، ولكن هل سألت نفسك يومًا: ماذا صنعتْ بلادُ المسلمين؟ هل تعرف أو هل ألقيت نظرة على التاريخ الإسلامي؟ هل فكرت يومًا كشاب مسلم أن تنظرَ في العصر الذهبي للمسلمين؟

بالطبع أنا لا أقلِّل من شأن اهتماماتك أو تطلعاتك، فأنا مثلك أبحث في كل ما أشتريه من منتجات عن مصادرها، وأماكن صُنعها، وأختار أفضلها، ولكن ذات يوم وقعت عيني على ما لم أكن أتوقعه، لقد تعرفت على تاريخٍ مضى، لكن لم تنتهِ أحداثه، وقرأت عن حضارة رائعة صنعها المسلمون، ولو تعلمنا علومهم، ودرسنا أعمالهم، وأَوْليناها اهتمامنا، لصنعنا بذلك حاضرًا باهرًا، ومستقبلاً واعدًا!

بدأت حِقبة صناعة هذه الحضارة بعد وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - وهي الحِقبة الزمنية المسماة بالخلافتين الأُمَوية والعباسية، وفيها اتسعت رقعةُ الدولة الأموية حتى امتدت من حدود الصين وبورما وأراكان المسلمة والهند وباكستان شرقًا، إلى حدود فرنسا وإسبانيا والأندلس غربًا، وهنا لا بد من وقفة عند الأندلس، وما أدراك ما الأندلس؟! لا أعتقد أننا قد استوعبنا بعدُ عِظَمَ الدولة الإسلامية التي أُقيمت في الأندلس، واستمرت عظيمةً قوية تهابها جاراتُها فترة غير قليلة من عمر التاريخ الإسلامي، لا بد أن نقف هذه الوقفة، وأن نتعجَّب لهذا الإنجاز الكبير، لكن وجب أن يكونَ تعجُّبنا أكبرَ، واندهاشُنا أشدَّ للتدهور الذي أصاب تلك الحضارة، والانكسار الذي لَحِقَ بتلك الدولة العظيمة، حتى صار الغرب ينظر تلك النظرة الدونية لبلادنا المسلمة؛ حتى عدُّوها بلادًا متخلفة وبدائية.

إن بلاد العالم الثالث تستورد كل شيء وأي شيء، حتى الثقافات والأفكار والمبادئ؛ فقد دخلت علينا ثقافات وأفكار أفقدَتْنا هويتَنا العربية والإسلامية على السواء.

أنا لا أريد بكلماتي تلك مجرد البكاء على ماضٍ عظيم ولى عهدُه وانتهى، لكنني لا أريد أن أنسى أو أن ينسى المسلمون أننا خيرُ أمة أُخرجت للناس، أو أن ننسى أن قائدَنا الرسول - صلى الله عليه وسلم - الذي مهَّد لظهور هذه الحضارة، وذلَّل العقول والقلوب للبناء والرقي والتقدم، كان إنسانًا يتيمًا فقيرًا يرعى الغَنَم، لكنه صنع ما لم يستطعْ كثيرٌ من العظماء على مَرِّ التاريخ أن يصنعوه.

إن لله - عز وجل - سننًا ثابتة لا تتغير، ومن هذه السنن أن الله لا يغيِّر ما بقوم حتى يغيِّروا ما بأنفسهم، لا تقُلْ: ماذا أفعل؟ ولا تقُلْ: كيف أبدأ؛ فأنا فرد واحد في مجتمع، ولا يسعني التغيير وحدي؟ بل كُنْ أنت التغيُّر الذي تريد أن تراه في مجتمعك، اعمل بلا توقُّف لإعلاء هذه الأمَّة، لعل الله أن يفتح لك أبوابًا بصدقك لم تكن مفتوحة من قبل، لعلك تجد ما تقابل اللهَ به يوم القيامة، أنت مسلم وأنت أحق بأن ترفعَ رأسك لتقوم بهذا الأمر، وحقٌّ عليك أن تبذل كل جهدك لإعادة التاريخ الذي سلب منك، وكن على يقين أن جهدك لن يذهب هدرًا؛ لأنك ستصنع جيلاً جديدًا يعتز بهذا الأمر ويعمل من أجله.

تسأل: كيف؟ ابدأ من مجالك الذي أنت فيه، اخدم دينك به، اقرأ عن التاريخ الإسلامي العظيم، وحدِّث به كلَّ مَن تعرفه ومن لا تعرفه، كن خادمًا للإسلام، ادعُ له، ونادِ به، كُنِ المسلمَ الذي من يتعامل معه يجد الإسلام فيه ويعرفه به.


أخيرًا وليس آخرًا قصص تاريخنا الجميل لن تنتهي، ولعل هذه البداية لسرد تاريخ جديد لن تصفه إلا الأفعال العظيمة؛ حتى نراها بأعيننا مكتوبة: "صُنع في بلاد المسلمين".

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.64 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.86 كيلو بايت... تم توفير 1.78 كيلو بايت...بمعدل (3.58%)]