شرح حديث ابن عمر: "كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل" - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حكم الدعوة لمقاطعة عيد الاضحى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 93 )           »          مافيا أمريكية لسرقة الأعضاء البشرية للعراقيين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 54 )           »          حين تعوض السياسة فشل الحرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          أسباب الانحراف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 67 )           »          الأخلاق بين فلاسفة اليونان والعصر الحديث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 83 )           »          استقبال الأيامِ العشرِ من ذي الحجة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 65 )           »          معنى الصبر وحقيقته وفضائله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          وسائل السلامة في الحج وسبل الوقاية من الأضرار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 73 )           »          المداومة على العمل الصالح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 56 )           »          طوبى لمن كان مفتاحا للخير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 53 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 24-07-2021, 06:29 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 135,945
الدولة : Egypt
افتراضي شرح حديث ابن عمر: "كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل"

شرح حديث ابن عمر: "كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل"
سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين



عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: أخذ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي فقال: (( كنْ في الدنيا كأنك غريبٌ أو عابر سبيل))، وكان ابن عمرَ رضي الله عنهما يقول: "إذا أمسيتَ فلا تنتظرِ الصباح، وإذا أصبحتَ فلا تنتظرِ المساءَ، وخُذْ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لِموتك"؛ رواه البخاري.


قال سَماحة العلَّامةِ الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -:
وأما الأحاديث، فمنها حديث عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: "أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بمنكبي"؛ يعني أمسَك به، والمنكب هو أعلى الكتف، أخذ به من أجل أن ينتبه ابن عمر لما سيُلقي إليه الرسول عليه الصلاة والسلام من القول.

وهذا من حسن تعليم الرسول صلى الله عليه وسلم، فإنه عليه الصلاة والسلام كان إذا تكلَّم، اتخذ الأسباب التي توجب انتباه المخاطب، إما بالفعل كما هنا، وإما بالقول كما في قوله: ((ألا أنبئكم بأكبر الكبائر))، قالوا: بلى يا رسول الله، فهذا يلقى إليهم لأجل أن ينتبهوا.

أخذ بمنكبي وقال: ((كنْ في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل))، سبحان الله! أعطى الله نبيَّه جوامع الكلم، هاتان الكلمتان يمكن أن تكونا نبراسًا يسير الإنسان عليه في حياته ((كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل)).


والفرق بينهما أن عابر السبيل ماشٍ يمرُّ بالقرية وهو ماشٍ منها. وأما الغريب فهو مقيم فيها حتى يرتحل عنها، يقيم فيها يومين أو ثلاثة أو عشرة أو شهرًا، وكل منهما لا عابر السبيل ولا الغريب كل منهما لم يتخذ القرية التي هو فيها لم يتخذها وطنًا وسكنًا وقرارًا.

فيقول الرسول عليه الصلاة والسلام: كن في الدنيا كهذا الرجل، إما غريب أو عابر سبيل.

والغريب وعابر السبيل لا يستوطن، يريد أن يذهب إلى أهله وإلى بلده، لو أن الإنسان عامَلَ نفسه في هذه الدنيا بهذه المعاملة، لكان دائمًا مشمرًا للآخرة، لا يريد إلا الآخرة، ولا يكون أمام عينيه إلا الآخرة، حتى يسير إليها سيرًا يصل به إلى مطلوبه، نسأل الله أن يوفقنا وإياكم لما فيه الخير والصلاح.

وكان ابن عمر يقول: "إذا أصبحتَ فلا تنتظر المساء، وإذا أمسيتَ فلا تنتظر الصباح"؛ المعنى: لا تؤمِّل أنك إذا أصبحتَ أمسيتَ، وإذا أمسيتَ أصبحتَ، فكم من إنسان أصبح ولم يُمسِ! وكم من إنسان أمسى ولم يصبح! وكم من إنسان لبس ثوبه ولم يخلعه إلا الغاسلُ! وكم من إنسان خرج من أهله قد هيؤوا له غداءه أو عشاءه ولم يأكله! وكم من إنسان نام ولم يقم من فراشه! المهم أن الإنسان لا ينبغي له أن يطيل الأمل؛ بل يكون حذرًا حاذقًا حازمًا كيسًا، هذا معنى قوله: ((إذا أصبحتَ فلا تنتظر المساء، وإذا أمسيتَ فلا تنتظر الصباح)).

قال: ((وخُذْ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك)) الإنسان الصحيح منشرح الصدر، منبسط النفس، واسع الفكر، عنده سَعة في الوقت والصحة، لكن ما أكثر الذين يضيعون هذا؛ لأنه يؤمل أن هذه الصحة سوف تبقى وتدوم، وأنه سوف تطول به الدنيا، فتجده قد ضيَّع هذه الصحة.

فابن عمر رضي الله عنهما يقول: "خُذْ من صحتك لمرضك"، المرض تضيق به النفس، ويتعب به الجسم، وتضيق عليه الدنيا ولا يستطيع أن يعمل العمل الذي يعمله في حال الصحة، فليأخذ من صحته لمرضه، ومن حياته لموته، قِسْ ما بين حياتك وموتك أيهما أطول؟ لا شك أن الحياة لا تُنسب للموت، كم للرسول عليه الصلاة والسلام ميتًا؟ كم لمن قبله؟ وحياتهم قليلة بالنسبة لموتهم، فكيف إلى الآخرة؟


ولهذا ينبغي للإنسان أن يأخذ من حياته - ما دام الله قد أحياه - لموته إذا عجز عن العمل؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا مات الإنسان انقطع عملُه إلا من ثلاثة: صدقةٍ جارية، أو علمٍ ينتفع به، أو ولدٍ صالح يدعو له))، فخُذْ من حياتك لموتك.

المصدر: «شرح رياض الصالحين» (3/ 457- 459)





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 47.76 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.09 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.50%)]