وبشر الصابرين - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         النفاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          المؤاخاة بين الأوس والخزرج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          الدعــاة وتصفية القلوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          تحت العشرين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 91 - عددالزوار : 35374 )           »          تفسير قوله تعالى: { ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          ملخص لآراء المعتزلة الأصولية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          التوكل على الله: نور القلب وراحة الروح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4684 - عددالزوار : 1459404 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4236 - عددالزوار : 959093 )           »          العفو عزة ورفعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29-11-2024, 12:27 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 143,622
الدولة : Egypt
افتراضي وبشر الصابرين

وبشر الصابرين

مالك بن محمد الزعبي


بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

﴿ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ﴾ [البقرة: 155 - 157]

آية توقفت عندها كثيراً. في أولى لحظات ألمي. أحقاً أن الله تعالى وعد الصابرين هذا الوعد؟؟. ولماذا يمنح الله الصابرين كل هذه المنازل والدرجات والوعود؟؟. ما ميزة الصابرين عن غيرهم؟؟. ولماذا وصفهم بالمهتدين وصلى عليهم؟؟.

أسئلة كثيرة دارت في خلدي وأنا أسترجع معنى هذه الآية. أتفكر فيها. كل هذا في أولى لحظات ألمي. فتفكرت في الأحوال التي يجب فيها الصبر فوجدت فيما وجدت أن.

البلاء. امتحانٌ من الله عز وجل لعباده. ليعرف الصادق من الكاذب. وليزيد ثبات المؤمن منهم. فينهار الإنسان أمامه. ويلعن القدر واليوم الذي نزل فيه هذا البلاء. ويندب ويبكي، وقد يفقد عقله من هول ما يجد من بلاء. ومن ثم لا يجد أمامه سوى الانتحار ليرتاح من هذا البلاء الذي لا يرفع عنه ولا يجد سبيلاً لرده.

الهم. نيران تستعر في القلب. وتؤرقه وتضيع الوقت. وتشيب الرأس وتزيد الغضب. الهم. عدوٌ للإنسان مرافقٌ له في حله وترحاله. بسبب الهم يخسر الإنسان علاقاته. بسبب الهم يدمر الإنسان نفسه. يحاول الخروج منه بشتى الطرق. المهدئات والمسكنات والمنشطات. وفي النهاية يصل الأمر به إلى الانتحار. للخروج من هذا الهم الذي نغص عليه لذة حياته.

الحزن. تتنوع أشكاله وطرائقه. حتى يشحب الوجه. وتتغير الوجنات. ويعتصر القلب ألماً. فيلجأ الإنسان إلى تفريغ طاقة حزنه بطرق شتى. بالحرام والحلال. فقد يذهب لشرب المسكر كي يعيش في العالم الآخر. أو يعتكف على الأفلام المحرمة. أو يمارس الحرام. ظناً منه أن شعوره باللذة والشهوة سينسيه ما به من حزن. فيزيد عليه الحزن. ويزداد هو تغيرًا إلى الأسوأ. يقول الحياة ملل. الحياة ما فيها خير. ما تضحك لحظة إلا وتبكي ساعة. فيزداد حزنه بفقد حبيب. أو إخفاق في الحياة. فيجد أن أفضل طريق له للراحة. هو الانتحار.

تأملت هذه الأصناف الثلاثة. فوجدت أن هناك صنفًا رابعًا هو مغيب عن الواقع. قسم لم يتأثر بهذه الأصناف الثلاثة. بل زاد من قوته وثباته وإيمانه. إنه قسمٌ. نزل به بلاءٌ. يكاد يزلزل أركانه. وقد يجعله يفقد الكثير من إيمانه إن لم يكن صادقاً. يبتلي الله هذا المؤمن في دينه وماله ونفسه وأهله وعرضه. كما قال عليه الصلاة والسلام: ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله وما عليه خطيئة.

هكذا المؤمن. يستمر البلاء نازلاً صاعداً فيه. وكلما ازداد إيمانه ازداد بلاؤه. فكما قال عليه السلام: يبتلى الرجل على حسب دينه. ويستمر صابراً وهو يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيراً منها. فيرتاح كيانه. ويرضى فؤاده. ويقول: يا رب إني بإيماني وقرآني. سأصبر أمام كل بلاء قد ينزل بي. يا رب. إني أريد أن أكون ممن قلت فيهم: ﴿ وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا ﴾ [الإنسان: 12].

هذا هو المؤمن. وهذا هو الصبر. منزلة عظيمة. غابت عن الكثير منا. وتذكرها القليل. فوضعوا قوله تعالى: ﴿ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 177] أمام أعينهم. ونبراساً لاشتعال همتهم. فلنكن من الصابرين على ما ينزل بدنيا الكدر والتعب من بلاء ونصب. ننل أعلى المراتب والغرف في جنان الفردوس الأعلى. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 47.40 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 45.78 كيلو بايت... تم توفير 1.62 كيلو بايت...بمعدل (3.42%)]