|
استراحة الشفاء , وملتقى الإخاء والترحيب والمناسبات هنا نلتقي بالأعضاء الجدد ونرحب بهم , وهنا يتواصل الأعضاء مع بعضهم لمعرفة أخبارهم وتقديم التهاني أو المواساة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
الحرية وضوابطها في الإسلام
الحرية وضوابطها في الإسلام الحرية في الإسلام ترتكز على التوازن بين حقوق الفرد وواجباته تجاه الله والمجتمع؛ فالإسلام يُعلي من قيمة الحرية، لكنه في الوقت نفسه يوجه هذه الحرية بما يتوافق مع المبادئ الأخلاقية والدينية التي تُحقق الخير للفرد والجماعة. والأساس الذي تقوم عليه الحرية في الإسلام هو المساواة بين الخلق في العبودية للخالق -سبحانه وتعالى-، وهو معنى لا إله إلا الله، وهو إفراد الخالق -سبحانه- بالعبادة ومساواة سائر الخلق في العبودية؛ فالحرية في الإسلام تبدأ من العبودية الخالصة لله -تعالى-، والتحرر الكامل من عبودية غيره. كما يدور مفهوم الحرية في الإسلام حول إنسانية الإنسان وكرامته، قال -تعالى-: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا} (الإسراء:70)، ومن هنا يحرم على الإنسان أن يعرض كرامته لأي نوع من أنواع المذلة والامتهان والعبودية لغير الله تبارك وتعالى. وعند الحديث عن الحريات وممارستها في الإسلام، نجد أن الشريعة راعت سدّ الذرائع واعتبار المآل؛ فالطريق إلى الحرام حرام، وإلى المباح مباح؛ فيأخذ الفعل حكمًا يتفق مع ما يؤول إليه ذلك الفعل؛ فيشرع لمصلحة فيه تُستجلب، أو يُحَرّم لمفسدة فيه تُدرأ. ولقد سعت الشريعة في أحكامها إلى تعزيز الرقابة الداخلية في الإنسان بتعزيز القيم الأخلاقية الفاضلة وتجنب مدنسات الأخلاق، فيمارس المسلم الحرية في ظل الضوابط الأخلاقية؛ فالخوض في أعراض الناس محرَّم، والسعي بين الناس بالتخرّص وسوء الظن وتتبع العثرات، والسعي بفحش القول محرم أيضًا، قال الله -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا} (الحجرات ١٢) وقال النبي – صلى الله عليه وسلم -: «ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء» . إنَّ الحريات في الشريعة الإسلامية مصدرها رباني، وتلك الربانية تعني أن مصدرها ومرجعها إلي الله -تعالى-، وهي بذلك تُعدُّ دينًا وشِرعة، وكونها ربانية يجعلها بمنأى عن كل الفوارق الجنسية والإقليمية والاجتماعية؛ فتكتسب بذلك بعدا إنسانيا؛ حيث لا تفاضل بين الناس إلا بالتقوى . كما أن ارتباط الحرية بالشريعة أعطاها ثباتا وشمولا؛ لأن الله -تعالى- أعلم بحاجات الخلق التي تحقق لهم السعادة والمصلحة، قال -تعالى-: {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} (تبارك:14)، كما أنه كفل لها التوازن فجاءت بعيدة عن الإفراط والتفريط، وهذا الذي ينبغي أن تنشده المجتمعات والأمم. منقول
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |