دراسة لكتاب نزهة الخواطر للشيخ عبد الحي الحسني - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         معارج البيان القرآني ـــــــــــــ متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 7808 )           »          انشودة يا أهل غزة كبروا لفريق الوعد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 33 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 859236 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 393576 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215812 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 73 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 57 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 59 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 56 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث > ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم قسم يختص بالمقاطعة والرد على اى شبهة موجهة الى الاسلام والمسلمين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22-03-2024, 10:03 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,062
الدولة : Egypt
افتراضي دراسة لكتاب نزهة الخواطر للشيخ عبد الحي الحسني

دراسة لكتاب نزهة الخواطر للشيخ عبد الحي الحسني

محمد نوشاد النوري القاسمي




دراسة لكتاب
نزهة الخواطر للشيخ عبد الحي الحسني*[1]
إعداد: محمد نوشاد النوري القاسمي
ملخص البحث:
كان علم التاريخ والسير والتراجم من أهم العلوم التي منحها علماء الهند عنايةً فائقةً، وبذلوا فيها جهودًا مشكورةً، وتركوا فيها آثارا قيمة لايُستهان بها، فمؤلفاتهم العربية في هذا المجال عددها ليس بقليل.
كان الشيخ السيد عبد الحي بن السيد فخر الدين الراي بريلوي الحسني(1286هـ / 1869م - 1341هـ/ 1923م) من كبار علماء الهند، ومن النابهين في علوم التاريخ والأدب والاجتماع.
وكان كتابه "نزهة الخواطر" في ثماني مجلدات ضخام من أهم الكتب التاريخية في الهند، احتوى على ذكر كثير من أعيان الهند، ثم هو كتاب لايتمحور حول عدد من الأعلام فحسب؛ بل حوى صفحاتٍ غراء من تاريخ الهند، وطوى يبن دفتيه نماذج نادرةً من بطولات العلوم وعبقريات الفنون، وجمع شواهد كافيةً تدل على ما للهند من دور أي دور في تطوير الثقافة وتنمية الحضارة.
جاء هذا البحث الوجيز ليقف من هذا الكتاب وقفة قصيرة، ويتناول أهمية هذا الكتاب، وأسلوبه في البيان، ومنهجه في ذكر التراجم، وتقييم الشخصيات وتحليل مآثرها، بالإضافة إلى ثناء العلماء عليه.
والله هو الموفق والمستعان.
تمهيد:
الهند منذ أن عرفت الإسلام وفتحت صدرها للفاتحين والعاملين ظلت دولة الجد والابتكار، ودولة العلم والأدب، ودولة المآثر والأمجاد، فقد مر على الأمة الإسلامية زمانٌ، كانت الهند فيه راعيةَ العلوم الإسلامية ورائدةَ الحركات الأدبية والعلمية، فكان علماؤها أكثر المسلمين العجم إدراكًا لضرورات الأمة وعلومها وآدابها، فكانوا أسرع الناس استجابةً لإكمال ما يعوزها من كمال، وتحقيق ما تصبو إليه من هدف، فنشأ في الهند نوابغ وعباقرة، أحاطوا أعناق العلوم والآداب بعقودٍ من اللآلي والدرر، انتظمت حبَّاتها وأشرقت آثارها.
وكانت اللغة العربية على رأس العلوم والآداب التي أخذت قسطًا كبيرًا من عنايات علماء الهند، وجهودهم؛ فألموا بها إلمامًا تاريخيًا، لايُنسى على مر الدهور وكر الأزمان، فوضعوا كتبًا في الأدب العربي، هي من غرر الكتب، وألفوا قواميس ومعاجم، هي من مراجع اللسان العربي، بمافيها العربية – العربية، والعربية – الأردية، وبالعكس، والعربية – الإنجليزية، وبالعكس، وصنفوا في اللغة العربية مؤلفات في العلوم والفنون، هي عمدة في فنونها، وبكرٌ في مواضيعها، ومكتبةٌ حية بذاتها.
ومن ذا الذي لايعرف من المشتغلين بالعلم والأدب والدعوة كتاب "العباب الزاخر" للإمام حسن بن محمد الصغاني اللاهوري (577 هـ - 650 هـ) الذي يُعد من مراجع اللغة العربية، وكتاب "كنز العمال" للشيخ علي المتقي البرهانفوري(885ه - 975ه)، وكتاب "مجمع بحار الأنوار في غرائب التنزيل ولطائف الأخبار" للشيخ محمد طاهر الفتني (910ه - 986ه)، وكتاب "الفتاوى الهندية" لجماعة من فقهاء الهند، وكتاب "مسلم الثبوت" للشيخ محب الله البيهاري (م:1119هـ)، وكتاب "كشاف اصطلاحات الفنون" للشيخ محمد أعلى التهانوي(م: 1158ه)، وكتاب "حجة الله البالغة" للشاه ولي الله الدهلوي(1114ه- 1176ه)، وكتاب "تاج العروس" للأديب اللغوي الكبير الشيخ مرتضى الزبيدي (1145ه -1205ه) وما إليها من الكتب الكثيرة؛ فهي كلها كتب مبتكَرة نادرة سائرة في الدنيا، شرَّق أمرُها وغرَّب، ولايخفى مدى عظمتها وأهميتها على المنشغلين بالعلم والأدب([2]).
إضافةً إلى العلماء الموسوعيين الذين كان لهم في العلوم والفنون دويٌّ شديد، ولكتبهم صدًى بالغٌ، ممن أَثْرَوْا مكتباتٍ ومكتباتٍ، وأقاموا للعلم والهدى مناراتٍ، كأمثال الشيخ صديق حسن خان القنوجي أمير بهوبال(1248ه-1307ه) الذي ألف 56 كتابا في اللغة العربية، وحسَّان الهند الشيخ غلام علي آزاد البلغرامي(1704م- 1786م) والشيخ علامة الهند عبد الحي بن عبد الحليم اللكهنوي (1264ه- 1304ه)، الذي له 86 كتابا بالعربية، والشيخ محمد أشرف علي التهانوي(1280ه- 1362ه) أكبر مؤلف في شبه القارة الهندية، والعلامة الشيخ سيد سليمان الندوي(1302ه- 1373ه)، والعلامة أنور شاه الكشميري(1292ه-1352ه) والعلامة عبد الحي الحسني اللكهنوي(1286ه-1341ه)، والشيخ حميد الدين الفراهي(1280ه-1349ه) والعلامة خليل أحمد السهارنفوري(1269ه- 1346ه) والعلامة الشيخ محمد زكريا الكاندهلوي(1315ه-1402ه) والعلامة محمد إعزاز علي الأمروهوي(1299ه- 1374ه) والعلامة وحيد الزمان الكيرانوي(1349ه- 1415ه) والعلامة أبي الحسن الندوي(1333ه-1420ه) وأمثالهم، ممن كانوا أوفياءَ للدين وخادمين للعلوم والآداب، وأصحاب بطولات علمية، ذات روعة وندرة وابتكار.
وقفة مع الكتب التاريخة العربية لعلماء الهند:
قد ذكرت أن علماء الهند قد أَوْلَوْا علومَ التاريخ والسير عنايةً فائقةً، وبذلوا فيها جهودًا مشكورةً، وتركوا فيها آثارا قيمة لايُستهان بها، ومن أشهر ما تركوه في هذا المجال باللغة العربية ما يلي:
1. تحفة المجاهدين في بعض أخبار البرتغاليين للشيخ زين الدين بن عبد العزيز بن زين الدين المعبري (المتوفى بعد عام 991ه/ 1583م)
2. سبحة المرجان في آثار هندستان للعلامة حسان الهند غلام علي آزاد البلغرامي (1116هـ/ 1704م- 1200هـ/1786م)
3. شمامة العنبر فيما ورد في الهند من سيد البشر للشيخ غلام علي آزاد البلغرامي.
4. بستان المحدثين للشيخ عبد العزيز بن شاه ولي الله المحدث الدهلوي (المتوفى عام 1239ه/ 1823م)
5. سلافة العصر في محاسن الشعراء بكل عصر للشيخ علي بن أحمد بن معصوم (1052م- 1117م)
6. ظفر الواله بمظفر واله للشيخ عبد الله بن عمر النهروالي المعروف بحاجي دبير (946ه/ 1020م- 1540ه/1611م)
7. الفوائد البهية في تراجم الحنفية لأبي الحسنات محمد عبد الحي اللكنوي الفرنغي محلي (المتوفى 1304ه/ 1886م)
8. طرب الأماثل بتراجم الأفاضل للعلامة أبي الحسنات محمد عبد الحي اللكنوي الفرنغي محلي (1304ه/ 1886م)
9. الأواخر في أخبار الانبياء والحكماء للعلامة عبد الحي اللكنوي (المتوفى عام 1304ه/1886م)
10. فرحة المدرسين بذكر المؤلفات والمؤلفين للشيخ محمد عبد الباقي اللكنوي.
11. نجوم السماء في تراجم العلماء للشيخ محمد بن صادق بن مهدي الكشميري.
12. مخزن الأنساب للشيخ رشيد الدين مودود لالا بن أحمد الفاروقي الجشتي.
13. نزهة الخواطر وبهجة المسامع والنواظر للشيخ عبد الحي الحسني(المتوفى عام1341ه)
14. الثقافة الإسلامية في الهند للعلامة عبد الحي الحسني
15. الهند في العهد الإسلامي للعلامة عبد الحي الحسني
16. رجال السند والهند للقاضي أطهر المباركفوري (1334ه/ 1996م- 1417ه/ 1996م)
17.ديوان تواريخ جليل للشيخ حافظ عبد الجليل هروي.
18.التطبيق في تقويم التاريخ وتاريخ بيت المقدس للشيخ محمد رفيع الدين.
19. النور السافر في أخبار القرن العاشر للشيخ عبـد القادر بن عبد العيدروس الهندي.
20. شخصيات وكتب للشيخ أبي الحسن الندوي(المتوفى عام 1999م)
مؤلف كتاب نزهة الخواطر:
كان الشيخ السيد عبد الحي بن السيد فخر الدين الراي بريلوي الحسني(1286ه / 1869م - 1341ه/ 1923م) من كبار علماء الهند، ومن النابهين في علوم التاريخ والأدب والاجتماع، كان صريح النسب، فاضل الحسب، شبَّ على حب الدراسة والولع بالبحث والكتابة، رزقه الله حظا وافرا من الذكاء والنبوغ والفراسة والتعقل وسرعة البديهة وشدة الشكيمة والصبر على المشاق والوله بالنشاطات العلمية التي تسد فراغا وتكمل نقصا.
وُلد الشيخ في راي بريلي في عام 1286ه/1869م، في بيت عريق في الفضل والكمال، يجمع بين التبحر في العلم والأدب والنصاعة في الحسب والنسب، فهو من سلالة حسنية، وظل بيته عبر القرون بيت علم وصلاح وبيت جهاد وكفاح، وهذا غير خافٍ على أصحاب العلم، فلا أطيل، تلقَّى الدراسة الابتدائية التي شملت كلا من علوم العربية والفارسية والإنجليزية من علماء بلده، وتلقى علوم الفقه والبلاغة من علماء لكناؤ، واستفاد في الحديث بصفة خاصة من علامة لكناؤ الشيخ المحدث الفقيه عبد الحي اللكنوي الفرنغي محلي.
عاش حياته كلها إما قارئًا للكتب، أو باحثًا منقبًا في بطون التاريخ، أو عابدًا لله، أو نافعًا للخلق، أو كاتبًا للأبحاث، أو مؤلفًا للكتب القيمة، هذه خلاصة حياته، لم يطلب شغلا غير علمي سوى إدارة ندوة العلماء ودار علومها، ولم يشتغل بما لايعود بخير، ومن ذا الذي يستطيع أن يقول: إن إدارة ندوة العلماء ودارعلومها شغل مادي شاغل؛ بل هي مهمة تخريج الأجيال وصنع الأبطال، وهي مهمة تفوق ثقب الدرر ونحت الحجر.
وهوى هذا النجم الساطع في أفق العلم والثقافة والأدب في عام 1341ه/1923م، ودُفن في مقبرة راي بريلي إحدى مديريات ولاية أترابراديش في شمال الهند.
وكتبه كلها جاءت لتسد فراغا، وتؤدي دَينًا واجبًا على كواهل العلماء، فمن أهم مآثره:
1. نزهة الخواطر وبهجة المسامع والنواظر
2. الهند في العهد الإسلامي
3. تهذيب الأخلاق
4. كتاب الغناء
5. شرح المعلقات السبع
6. ريحانة الأدب
7. الثقافة الإسلامية في الهند
8. قانون في انتفاع المرتهن بالمرهون
9. الغناء وحكمه في الشرع
10. "ياد أيام" باللغة الأردية في تاريخ إقليم غوجرات
11. "كل رعنا" بالأردية، وهو كتاب قيم في الشعر الأردي.
وقفة مع نزهة الخواطر:
ولكنني الآن أمام مأثرة علمية له، خضعت لها أعناق العلم والأدب احترامًا، ولَهِجَتِ الألسنُ والأقلامُ بالثناء العاطر عليها تقديرًا وتبجيلًا، ألا وهو كتابه "نزهة الخواطر وبهجة المسامع والنواظر"، وضعه في تراجم أعيان الهند وأعلام الفكر والدين والتاريخ والأدب والشعر والفلسفة والمنطق والبلاغة والتفسير والفقه والحديث والعلوم العربية والتصوف والتربية والأخلاق والإصلاح والتجديد والمناظرة والسياسة وما إليها من رجالات العلوم الإنسانية والإسلامية.
كتاب لايتمحور حول عدد من الأعلام فحسب؛ بل حوى صفحاتٍ غراء من تاريخ الهند، وطوى يبن دفتيه نماذج نادرةً من بطولات العلوم وعبقريات الفنون، وجمع شواهد كافيةً تدل على ما للهند من دورٍ أي دورٍ في تطوير الثقافة وتنمية الحضارة.
ولا شك أن هذا الكتاب في ثمانية مجلدات موسوعةٌ علميةٌ ودائرة المعارف في موضوعه، حيث جاء سجلًا حافلًا بأحوال الشعراء والأدباء والكتاب والأمراء، والحكام والفقهاء والمحدثين والمفسرين والزعماء والقادة الهنود من القرن الإسلامي الأول حتى النصف الأول من القرن الرابع عشر الهجري.
واقتضى حسن الترتيب أنه في الجزء الأول استوعب تراجم الشعراء والعلماء والكتاب والنابهين في كل علم وفن من القرن الإسلامي الأول إلى القرن السابع الهجري حسب الترتيب الهجائي.
واشتمل الجزء الثاني على أعيان القرن الثامن الهجري حسب نفس الترتيب، واحتوى الجزء الثالث على تراجم علماء الهند في القرن التاسع الهجري. وجمع في الجزء الرابع أعيان الهند في القرن العاشر الهجري. وفي الجزء الخامس أعيان الهند في القرن الحادي عشر الهجري، وفي الجزء السادس أعيان الهند من القرن الثاني عشر الهجري، وفي الجزء السابع جمع الشعراء والكتاب والحكماء والأطباء في الهند في القرن الثالث عشر الهجري. وفي الجزء الثامن ذكر تراجم العلماء والشعراء والكتاب والمؤرخين و المحققين ورجالات العلوم والفنون والقيادة والتربية الهنود في القرن الرابع عشر الهجري.
يقول الشيخ أبو الحسن علي الحسني الندوي وهو يلقي ضوءًا على بعض مزايا وقيمة هذا الكتاب: "أما نزهة الخواطر فهو يغطي المساحة الزمانية من القرن الإسلامي الأول إلى سنة وفاة المؤلف والمساحة المكانية من ممر خيبر إلى خليج بنغال، ومن قلل كشمير في الشمال إلى أقصى جنوب الهند، ويشمل طبقات أهل الفضل والنباهة على اختلاف مزاياهم ومجالات فضلهم ونبوغهم ومذاهبهم واتجاهاتهم، كما يتحقق ذلك القارئ عند الاطلاع على هذا الكتاب وفحصه عن علم من الأعلام في أي فن من الفنون ومجالات النبوغ والإنتاج.
"إن تأليف الجزء الثامن الأخير من الكتاب كان أكثر صعوبة ودقة؛ فإنه يختص بأعيان وأعلام الهند المعاصرين، إن التمسك بالاعتدال والتوازن في التنفيذ والاعتراف بالفضل والخدمات في الشخصيات المعاصرة عمل صعب ودقيق جدا؛ ولكن المؤلف رحمه الله قد قطع هذه العقبة بأمن وسلام.
"من أجل هذه الميزات والخصائص يندر نظيره في مكتبة التراجم والطبقات والسير، وهو تحفة علمية تاريخية غالية للمحققين والباحثين والمشتغلين بتاريخ الهند الإسلامي، وباقة جميلة للمعلومات ووصف صادق لأهل الفضل والكمال"([3]).
قيمة الكتاب وسبب تاليفه:
علمَتِ الدنيا أن الهند قد أنجبت الفحول والرجالات في كل علم وفن، وحملت المكتباتُ العلميةُ عددا لابأس به من كتب التراجم والطبقات، التي تنوعت في أغراضها وموضوعاتها، فهذا يجمع رجال الحديث، وذلك يحوي أعلام الفقه، وهذا باحث في أعلام النحو والصرف، وذاك شامل لفحول الشعر والأدب، وهذا جامع لرجالات قرنٍ دون قرنٍ، وما إليها من مناهج التأليف ومناحي البحث والموضوع؛ ولكن لم تشهد المكتبات كتابا أعطى أعلام الهند حقهم من العناية، فالحافظ ابن حجر العسقلاني(773ه- 852ه) في كتابه "الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة"، والسخاوي(831ه/ 1427م- 902ه/ 1497م) في كتابه "الضوء اللامع لأهل القرن التاسع"، والشوكاني(1173ه/ 1759م – 1255ه/ 1839م) في كتابه "البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع"، والعيدروس الهندي(978ه- 1038ه) في كتابه "النور السافر عن أخبار القرن العاشر"، والمحبي الدمشقي(1061ه/ 1651م- 1111ه/ 1699م) في كتابه "خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر"، والمرادي الدمشقي(1173ه/ 1759م – 1206ه/ 1791م)في كتابه "سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر" حاولوا استيعاب أعلام العلوم وفحول الفكر والثقافة؛ ولكنهم لم يأتوا عن الهند وأعلامها بشيء يُذكر، وحظ يُشكر.
فالشوكاني لم يتجاوز سبعة أعلام من الهند، والمحبي لم يذكر إلا أربعة عشر منهم، والمرادي أيضا لم يتجاوز عدد السبعة، وكأنهم لم يذكروا الهنود إلا تحلة للقسم في تعبير الشيخ أبي الحسن الندوي([4]).
وبهذا يمكن إدراك فراغٍ علمي وتاريخي هائل في موضوع التراجم لأعيان الهند، والوقوف على تجاهلٍ كبير لنوابغ وعباقرة الهند، فإن هذا نوع من الازدراء بحضارتنا الإسلامية والاستهانة بالعقول الجبارة التي لها إسهام كبير في بناء المدنية الإنسانية، ونوع من إصابة التاريخ الإسلامي بالجروح الغائرة.
فقد قيض الله تعالى لملأ هذا الفراغ وسدِّ هذه الفجوة الحساسة شخصية الشيخ عبد الحي الحسني، الذي يجدر بأن يُّلقَّب بابن خلكان الهند، وهل كان عمله عبارةً عن تسويد صفحاتٍ وجمع معلوماتٍ وإخراج مجلداتٍ؟ كلا! فليست العبرة بالكميات ولا بالمجلدات؛ بل العبرة في الإنتاج الصالح، النابض بالحياة، المتدارك لفائت العلم، الجابر لنقص التاريخ.
فالمعلوم أن الهند دولةٌ متراميةُ الأطراف، وصلتها بالعلم والثقافة والحضارة والفكر والفلسفة عريقة، فهي ظلت جنة العلوم والآداب، وفردوس الثقافة والحكمة، وجرت أنهار النبوغ في كل ناحية من نواحيها، فهل بوسع رجلٍ أن يحيط بتاريخ العلم والأدب والحكمة الذي تأصلت جذوره في الهند، وتفرعت أغصانه إلى كل صقع من أصقاعها؟ كلا! فهذا عمل كبير، ومهمة عظيمة، قد تنوء بالعصبة أولى القوة، وهنا يقف العقل حائرًا مشدوهًا، متسائلا: كيف أمكن للشيخ عبد الحي الحسني أن ينجز وحده هذا العمل الجبار؟ وكيف أدى هذه المهمة بكل إتقان؟ فقد شهد العلماء والباحثون الكبار بسعة علمه وثقوب نظره وتوقُّد ذكائه، وإتقان عمله وغوصه في بحر التنقيب، واستقصائه لأطراف البحث وغرامه بإنجاز المهمة، وصبره على تحمل المشاق والمكاره.
وكيف لا؟ فقد وضع فكرة، وأعد لها العدة، وهيأ لها كل الأسباب، وعاش همومها، واشتغل بها لمدة ثلاثين سنة، وجمع المعلومات من ثلاث مائة كتاب في العربية والفارسية والأردية ما بين مخطوط ومطبوع؛ حتى أصبح الكتاب جامعا لتراجم أكثر من أربعة آلاف وخمس مائة فصاعدا.
يقول الشيخ أبو الحسن علي الندوي في هذا الصدد: "يمتاز هذا الكتاب من كتب التاريخ والسير والتراجم التي ألفت في داخل الهند وخارجها بتحقيقه وغزارة مادته واتزانه واعتداله في التنقيد والتقريظ، وسعة نظره بسعة قلبه، لايتحيز إلى فئة في التاريخ، ولايتعصب على جماعة؛ بل يؤدي الأمانات إلى أهلها، ويأتي بالشهادة على وجهها، والاعتراف بما لبعض على بعض من فضل، والحقيقة أن المؤلف قد صب في هذا الكتاب مواهبه وسجاياه، فجاء قطعة من نفسه، ونسخة من روحه، صفاء حسن ورقة شعور، واندفاعا إلى الجمال والكمال أينما وجد، واعترافا بالفضل أينما حل واستقر، واقتصادا في المدح والنقد، وتنبيها لمواضع الضعف، ومما لايخلو منه بشر وعذوبة عبارة، وخفة روح وتنوع مادة، فأصبح الكتاب لايمل ولايستثقل وأصبح سميرًا عزيزًا، ونديمًا فكهًا، وموعظةً وذكرى ودرسًا وعبرةً.
"وهو مبدوء من تذكرة الصحابة والتابعين والغزاة والمجاهدين الذين أسعدوا الهند بقدومهم الميمون في القرن الإسلامي الأول، ومختوم بترجمة أعيان نصف القرن الرابع عشر الهجري في الهند، ولعل الهند هي القطر الإسلامي الوحيد البعيد، الذي سُجِّلت تراجمُ أعيانه من القرن الأول الإسلامي إلى القرن المعاصر في كتاب واحد، فهنالك أقطار إسلامية قد مثلت دورا خطيرا في تاريخ الفكر الإسلامي، وفي تاريخ العلوم الإسلامية، ونبغ فيها من العلماء والعظماء الذين لايحصون بحد وعد، كبخارى وسمرقند وأفغانستان وإيران وغيرها، لم يكتب تاريخ رجالها، ولم تدون تراجم أبنائها بهذا التسلسل والتحقيق"([5]).
القيمة الأدبية للكتاب:
أما من ناحية اللغة والأدب فكل من درس الكتاب يشهد بأنه غزير المادة اللغوية، ومتسم بجميع سمات الكتابة الفنية الرائعة: سلاسة العبارة، سهولة المعنى، وضوح الغرض، جمال العرض، جودة الرواية، متعة الدراية، روعة السرد، قوة النقد، لاضعف في الكتابة، ولاسخف في الأسلوب، لا إغراق في الغرابة، ولاتوغل في التعقيد، عبارات متسقة الغايات، وجمل منتظمة الحبات، سيماها اليسر والسهولة، وميزتها الوضوح والبيان.
أجل! قد يلمس القارئ التكرار في الصفات والنعوت والألقاب، وهذا أمر عادي في كتب السير والتراجم، وليس بقادح في قيمة الكتاب.
كما أن القارئ يدرس الكتاب ويغلبه الشعور في بعض المواطن بعدم التوازن بين الشخصيات، فهذا حظه جزيل، يستغرق صفحات، وذلك حظه ضئيل، لايتجاوز ذكره بضعة سطور؛ لكنه يبدو أن المؤلف حاول جهده في مراعاة الحيدة والإنصاف، وهذا الاضطراب في بعض المواضع قد يكون ناشئًا عن قلة المصادر أو عدم الوصول إليها، وهذا هو الآخر ليس بغريب.
ورأيي أن مقاييس الكتابة تختلف باختلاف الأزمان، فقيمة كل إنتاج أدبي مرهونة بعصره وبيئته، فالفترة التي كان الشيخ عبد الحي الحسني ينجز فيها هذه المهمة العظيمة لغةً ومادةً وتاريخًا، كان كُتاب العربية في الهند –على قلة عددهم- يسلكون مسلك الصناعة اللفظية، ويحذون حذو الحريري والهمداني في مقاماتهما، كأنهم يعيشون القرون الوسطى وليسوا جيل القرن العشرين الميلادي، فكان الشيخ عبد الحي الحسني –وهذا سر فضله- أدرى بأساليب العصر ومناحي الكتابة المعاصرة، فاختار أسلوبًا وسطًا بين الزخرفة اللفظية وبين التعقيد المعنوي، مجاراة للعصر، وتوخيا للسهولة، وبذلك غرس بذور النهضة الكتابية العربية في شبه القارة الهندية، فهو في الحقيقة رائد نهضة كتابية في هذه الديار، أو صاحب قوة دافعة للنهضة الجديدة. فهل أدباؤنا في هذه الديار يقدرون عظمة هذه النهضة؟ أو يكرمون هذا النبوغ إكرامًا لائقًا، أو ينظرون إلى هذا الرائد الكريم نظرة إنصاف؟ أم مازالوا يسيرون على الخط القديم، ويرددون الحكم السقيم؟
ثناء العلماء على الكتاب وصاحبه:
إن العظماء لايدرك قدرَهم إلا العظماء، فلايعرف الفضلَ لصاحبه إلا ذووه، فقد وجدت عددًا من العلماء قد أطلقوا عبارات الثناء والإعجاب والإكبار، وفيها ما يثلج الصدر ويشرح القلب، ويكشف عن مزايا الكتاب، وأذكر هنا بعض الأقوال الهادفة، وهي كما يلي:
شهادة الأديب العربي الإسلامي الكبير: علي الطنطاوي:
وهذه شهادة أديب الفقهاء وفقيه الأدباء الشيخ علي الطنطاوي يكتب في ذكرياته وهو يتحدث عن الشيخ أبي الحسن علي الحسني الندوي: "أما والد أبي الحسن فهو مؤرخ الهند حقيقة، ولقد استفدت من كتابه العظيم "نزهة الخواطر" فوائد جليلة في تراجم عظماء الهند التي أودعتها كتابي "رجال من التاريخ"، وفي رسالتي عن أحمد بن عرفان، العالم المجاهد الصالح المصلح الذي ذهب شهيدا في المعركة الإسلامية لإعلاء كلمة الله، أصدرت عنه رسالة في سلسلة لي عنوانها "أعلام التاريخ"، ثم كتب عنه الأستاذ أبو الحسن كتابه الجامع بعد سنين، فكفى ووفى ولم يدع بعده مجالا لمقال"([6]).
ويضيف قائلًا وهو يثني على الكتاب: "وقد قرأت الكتابين اللذين وصلا إلىّ مما ألفه والد السيد أبي الحسن، كتاب "نزهة الخواطر" الذي جمع فيه من سير أعلام الهند ومن نشأ فيها مالم يجمعه كتاب غيره، فهو يُغني في هذا الباب عن كل كتاب ولا يُغني عنه كتاب، وكتابه الآخر الذي نشره المجمع العلمي في دمشق وسمَّاه "ثقافة الهند"، والذي أودعه المؤلف ما لا يستطيع مثلي أن يجده في خزانة كاملة يكبُّ عليها يطالع ما فيها، لقد تعلمت من هذين الكتابين ومن زيارة الهند منذ ثلاثين سنة (أي سنة 1954م) أننا بجهلنا تاريخ الإسلام في الهند إنما نجهل ربع تاريخنا"([7]).
علامة المغرب الأقصى: الشيخ محمد تقي الدين الهلالي:
وهناك شهادة ثانية لعلامة المغرب الأقصى الشيخ محمد تقي الدين الهلالي الحسيني المغربي رحمه الله، فهو يقول في إحدى رسائله إلى الشيخ أبي الحسن علي الندوي مركزًا على فضل العلامة الشيخ عبد الحي الحسني وقيمة كتابه نزهة الخواطر من الناحية التاريخية والأدبية: "أما ما شهدتُ به وأعجبتُ به من علم والدكم وفصاحته وحسن تصنيفه وبلاغته وجمال أسلوبه، فقد جاء عفواً ولم أقصد به المدح والثناء وسرني مجيئه في الوقت المناسب، والعجب من الذين شكوا في علمه وتحقيقه، ولا شك أن الحامل لهم على ذلك هو قصورهم في اللغة العربية"([8]).
وهناك شهادات عديدة، لو ذهبت أتتبعها لطال الكلام، فبهذا القدر أكتفي، فإنهما شهادتان من أديب ساحر بحجم الشيخ علي الطنطاوي، وبحاثة لغوي مدقق مثل الشيخ تقي الدين الهلالي المغربي. وكفى بها دليلا.
فالحاصل أن كتاب نزهة الخواطر موسوعة علمية، ودائرة المعارف في بابه، وهو كتاب يغنى عن كثير من الكتب في الموضوع، ولايغني غناءه كتاب من بعد، وقد بذل صاحبه جهودًا مشكورةً جديرةً بكل إعجاب وإكبار، ورسم خطوطًا جميلةً للنهضة الكتابية في هذه الديار، وبذلك عظُمَت منته على التاريخ، وعظُم فضلُه على الأدب.
خاتمة:
وفي النهاية أذكر خلاصة البحث، وهي كما يلي:
1- كانت اللغة العربية على رأس العلوم والآداب التي أخذت قسطًا كبيرًا من عنايات علماء الهند، وجهودهم؛ فألموا بها إلمامًا تاريخيًا، لايُنسى على مر الدهور وكر الأزمان.
2- وكان علم التاريخ والسير والتراجم من أهم العلوم التي منحها علماء الهند عنايةً فائقةً، وبذلوا فيها جهودًا مشكورةً، وتركوا فيها آثارا قيمة لايُستهان بها، فمؤلفاتهم العربية في هذا المجال عددها ليس بقليل.
3- كان الشيخ السيد عبد الحي بن السيد فخر الدين الراي بريلوي الحسني(1286ه/1869م-1341ه/1923م) من كبار علماء الهند، ومن النابهين في علوم التاريخ والأدب والاجتماع، كان صريح النسب، فاضل الحسب، شب على حب الدراسة والولع بالبحث والكتابة، رزقه الله حظا وافرا من الذكاء والنبوغ والفراسة والتعقل وسرعة البديهة وشدة الشكيمة والصبر على المشاق والوله بالنشاطات العلمية التي تسد فراغا وتكمل نقصا.
4- ولا شك أن كتابه نزهة الخواطر في ثمانية مجلدات موسوعةٌ علميةٌ ودائرة المعارف في موضوعه، حيث جاء سجلًا حافلًا لأحوال الشعراء والأدباء والكتاب والأمراء، والحكام والفقهاء والمحدثين والمفسرين والزعماء والقادة الهنود من القرن الإسلامي الأول حتى النصف الأول من القرن الرابع عشر الهجري.
5- يمتاز هذا الكتاب –كما يقول الشيخ أبو الحسن علي الندوي- من بين كتب التاريخ والسير والتراجم التي ألفت في داخل الهند وخارجها بتحقيقه وغزارة مادته واتزانه واعتداله في التنقيد والتقريظ، وسعة نظره بسعة قلبه، لايتحيز إلى فئة في التاريخ، ولايتعصب على جماعة؛ بل يؤدي الأمانات إلى أهلها، ويأتي بالشهادة على وجهها، والاعتراف بما لبعض على بعض من فضل.
6- أما من ناحية اللغة والأدب فكل من درس الكتاب يشهد بأنه غزير المادة اللغوية، ومتسم بجميع سمات الكتابة الفنية الرائعة: سلاسة العبارة، سهولة المعنى، وضوح الغرض، جمال العرض، جودة الرواية، متعة الدراية، روعة السرد، قوة النقد، لاضعف في الكتابة، ولاسخف في الأسلوب، لا إغراق في الغرابة، ولاتوغل في التعقيد، عبارات متسقة الغايات، وجمل منتظمة الحبات، سيماها اليسر والسهولة، وميزتها الوضوح والبيان.

* * *


[1]* مقال منشور في مجلة وجدة الأمة، السنة:8، العدد :16، شوال1442هـ-مايو2021م.

([2]) انظر: الندوي، أبو الحسن ، المسلمون في الهند، (بيروت: دار ابن كثير، ط1، 1420هـ / 1999م)؛ وانظر: السيد عبد الحي الحسني، الثقافة الإسلامية في الهند، (دمشق: مجمع اللغة العربية، د،ط، 1403هـ / 1983م).

([3]) الندوي، أبو الحسن، من أعلام المسلمين ومشاهيرهم، ترتيب: سيد عبد الماجد الغوري، (بيروت: دار ابن كثير، ط1، 2003م)، ص228.

([4]) انظر: المصدر السابق، ص225.

([5]) الندوي أبو الحسن، مقدمة كتاب نزهة الخواطر(بيروت: دار ابن حزم، ط1، 1999م) ص20.

([6]) علي الطنطاوي، ذكريات(السعودية: دار المنارة جدة، ط5، 2006م)ج8، ص84.

([7]) المصدر السابق. ج8، ص87.

([8]) الغوري، سيد عبد الماجد، رسائل الأعلام إلى العلامة أبي الحسن الندوي (بيروت: دار ابن كثير، ط1، 2004م)ص 44










__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



 

[حجم الصفحة الأصلي: 70.14 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 67.78 كيلو بايت... تم توفير 2.36 كيلو بايت...بمعدل (3.37%)]