|
|
فتاوى وأحكام منوعة قسم يعرض فتاوى وأحكام ومسائل فقهية منوعة لمجموعة من العلماء الكرام |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
صيام الفرض أو النفل في الشتاء غنيمة باردة لمن يسرها الله له
صيام الفرض أو النفل في الشتاء غنيمة باردة لمن يسرها الله له فواز بن علي بن عباس السليماني عن عامر بن مسعود الجمحي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة»، رواه أحمد برقم (18959)، والترمذي (797)[1]. وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: الشتاء غنيمة العابدين، رواه أحمد في "الزهد" برقم (615)، وأبو نعيم في "الحلية" (1 /51)[2]. وكان أبو هريرة رضي الله عنه يقول: ألا أدلكم على الغنيمة الباردة؟ قالوا: بلى، فيقول: الصيام في الشتاء، رواه أحمد في "الزهد" برقم (986). وكان عُبيد بن عمير الليثي رحمه الله إذا جاء الشتاء يقول: يا أهل القرآن، قد طال الليل لصلاتكم، وقصُر النهار لصومكم؛ اهـ[3]. وقال الحسن البصري رحمه الله: نِعْمَ زمان المؤمن الشتاء، ليله طويل يقومه، ونهاره قصير يصومه؛ اهـ[4]. وقال قتادة رحمه الله: إن الملائكة لَتفرح بالشتاء للمؤمن، يَقْصُر النهار فيصُومه، ويَطُول الليل فيقومه؛ اهـ[5]. معنى قوله صلى الله عليه وسلم: ((الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة)): قال الحافظ ابن رجب رحمه الله في "لطائف المعارف" (ص326): المؤمن يَقْدِر في الشتاء على صيام نهاره، من غير مشقة ولا كلفة تحصل له، من جوع ولا عطش؛ فإن نهاره قصير بارد، فلا يحس فيه بمشقة الصيام. ومعنى كونها غنيمة باردة: أنها غنيمة حصلت بغير قتال، ولا تعب ولا مشقة، فصاحبها يحوز هذه الغنيمة عفوًا صفوًا، بغير كلفة؛ اهـ. وقال المناوي رحمه الله "فيض القدير" (4 /243): ومعناه: الصائم في الشتاء يحوز الأجر من غير أن تمسه مشقة الجوع؛ اهـ. وقال السندي رحمه الله في "حاشيته على مسند أحمد" (31 /291): قوله: ((الغنيمة الباردة)): هي الحاصلة بلا تحمُّلِ كُلفة المحاربة، وصوم الشتاء له أجر بلا تحمُّل مشقة الجوع؛ لقصر الأيام والعطش لبرودتها، وفيه ترغيب للناس في صوم الشتاء؛ اهـ. قلت: وإضافة إلى ما سبق فهناك غنيمة خاصة بشهر رمضان ـ إذا كان في الشتاء ـ وهي: أنه الشهر الفريد الذي تُضَاعَفُ فيه الحسنات، حتى يكون أجر النافلة فيه كأجر الفريضة، وتكون الحسنة فيه بعشرة أمثالها بل أكثر[6]، يتنقل فيه المسلم من عبادة إلى أخرى، فمثلًا لو صلى الفجر في جماعة، فإنه يرجع بأجر الوضوء، وأجر دعاء الخروج من المنزل ودخوله، وأجر الامتثال والتلبية لحي على الصلاة حي على الفلاح، وأجر المشي في الظلام إلى المسجد ـ إن كان فجرًا أو عشاءً ـ وأجر كل خطوة يخطوها، وأجر ذكر دخول المسجد والخروج منه، وأجر صلاة الجماعة، وأجر كل ذكر يقوله في ركوعه وسجوده، وأجر التأمين مع الإمام ـ إن كانت جهرًا ـ وأجر أذكار عقب الصلاة، إلى غير ذلك، وهو مع ذلك كله، في شهر مبارك، في زمنٍ مبارك، ولربما كان في بقعة مباركة، كمكة أو المدينة، ـ لا حرمنا الله المجاورة فيهما ـ فإن المحروم من حرمه الله، والمقصِّر من قصَّر على نفسه، والكريم من أكرم نفسه بتقوى الله والعمل الصالح، وربنا جل وعلا يقول في كتابه الكريم: ﴿يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ * فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ﴾ [الزلزلة: 6 ـ 8]. ويقول تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا﴾ [النساء: 40]. ويقول تعالى: ﴿وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ﴾ [الأنبياء: 47]، فالله المعين، وهو أعلم وأرحم وأكرم. [1] صحيحٌ: راجع: "صحيح وضعيف الترمذي" ـ تحت الرقم المذكور أعلى. اهـ [2] صحيحٌ: راجع: "نداء الريان في فقه الصوم وفضل رمضان" للعفاني (1 /41). [3] "نداء الريان في فقه الصوم وفضل رمضان" للعفاني (1 /41). [4] "نداء الريان " (1 /42). [5] "نداء الريان" (1 /42). [6] يأتي ذكر أدلة ذلك: في فضائل لاحقة، إن شاء الله تعالى. ومنها (الفضيلة الرابعة عشرة).
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |