الأهداف الأساسية للقرآن - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         أطفالنا والمواقف الدموية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          عشر همسات مع بداية العام الهجري الجديد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          وصية عمر بن الخطاب لجنوده (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          المستقبل للإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          انفروا خفافاً وثقالاً (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          أثر الهجرة في التشريع الإسلامي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          مضار التدخين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          متعة الإجازة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          التقوى وأركانها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          الأمُّ الرحيمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28-04-2022, 02:05 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,858
الدولة : Egypt
افتراضي الأهداف الأساسية للقرآن

الأهداف الأساسية للقرآن (1)
الهداية إلى الله تعالى
د. محمود بن أحمد الدوسري


إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ؛ أمَّا بعد:
يُخطئ كثير من المسلمين عندما يقصرون مهمة القرآن العظيم على الأموات فقط دون الأحياء، فَيُلتفت إلى القرآن عندما يموت المسلم، وترتفع أصوات أجهزة التسجيل بالقرآن لعدة أيام، ويحضر بعض القرَّاء إلى البيوت والمقابر في مناسبات العزاء وتأبين الموتى. أمَّا أن يتعامل الأحياء مع القرآن، ويبحثوا عن حِكَمِه وأهدافه ليحققوها فيهم وفي مجتمعاتهم، فهذا الذي لم يفكر فيه هذا الصِّنف من الناس.

وبعضهم يجعل القرآن لمجرد البركة، حين يُحَوِّلونه إلى حجب وتمائم ورُقَى يضعونها على الأجساد أو في البيوت أو السيارات، استحضاراً للبركة ودفعاً للضرر، كما زعموا.

وبعضهم يفتتح بالقرآن الكريم اللقاءات أو الاحتفالات من باب التيمن والتبرك، وتعطير الأجواء بذكره، لكنهم لا يريدون أن يفتحوا للقرآن نفوسهم وقلوبهم ليحييهم بما فيه من حياة. فهذه الأهداف - التي وضعها القاصِرون المُقَصِّرون للقرآن - ليست لها بالقرآن - مجرَّدة - أدنى صلة، إنَّما القرآن له أهداف عظمى، ومقاصد سامية، يُناط بها تحقيق السَّعادة للبشريَّة في الدُّنيا والآخرة.

ولقد أنزل الله تعالى القرآن لمقصد عظيم ألاَ وهو هداية البشر إليه وإلى طريقه المستقيم، وقيادتهم إلى جنَّته ورضوانه، وإنقاذهم من إبليس ومن المصير الذي يقودهم إليه، إن استجابوا له. قال تعالى: ﴿ قَدْ جَاءَكُمْ مِنْ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنْ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [المائدة: 15، 16].

فالقرآن العظيم يهدي البشر إلى طرق النَّجاة والسَّلامة ومناهج الاستقامة، وينجي مَنْ اتَّبعه من المهالك، ويوضح له أبين المسالك، فيصرف عنه المحذور، ويُحَصِّل له أَبْيَنَ الأمور، وينفي عنه الضَّلالة، ويُرشده إلى أقوم حالة[1].

إنَّ القرآن العظيم كالمصباح لهذه الأمَّة، فلا سبيلَ لهدايتها إلاَّ به، قال تعالى: ﴿ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ ﴾ [فصلت: 44]. وكثيراً ما يُوصف القرآن في الآيات الكريمة بأنه نور وهدى للناس.

ولقد قال النبيُّ صلّى الله عليه وسلّم لعليِّ بن أبي طالب رضي الله عنه: «يا عَلِيٌّ! سَلِ الله الهُدَى والسَّدَادَ، واذْكُرْ بِالهُدَى هِدَايَتَكَ الطَّرِيقَ، وبِالسَّدادِ تَسْدِيدَكَ السَّهْمَ»[2]. فمعنى الهداية بصفة عامة: معرفة الطَّريق الصَّحيح الموصل للهدف الذي يسعى المرءُ لبلوغه.

ولقد أخبرنا الله جلَّ جلالُه بأنه ليس هناك إلاَّ طريق واحد يؤدِّي إلى هذا الهدف، ألاَ وهو: الصِّراط المستقيم؛ قال تعالى: ﴿ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ﴾ [الأنعام: 153].

والطُّرق التي تحيط بالصِّراط كثيرة، ويقف على رأس كلٍّ منها شيطانٌ يدعو الناس إليه، كما أخبرنا بذلك المعصوم صلّى الله عليه وسلّم. عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: خَطَّ رَسُولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم خَطّاً بِيَدِهِ، ثُمَّ قَالَ: «هذا سَبِيلُ الله مُسْتَقِيماً»، قَالَ: ثُمَّ خَطَّ عن يَمِينِه وشِمَالِهِ، ثُمَّ قالَ: «هذِهِ السُّبُلُ، لَيْسَ مِنْهَا سَبِيْلٌ إِلاَّ عَلَيْهِ شَيْطَانٌ يَدْعُو إِلَيْه»، ثُمَّ قَرَأ: ﴿ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ ﴾ [الأنعام: 153][3]. فهذا الطَّريق المستقيم ينبغي على المسلم أن يعرفه من بين الطُّرق الأُخرى المحيطة به، وأن يسير فيه طيلة حياته حتى يلقى الله تعالى.

واللهُ تبارك وتعالى لا يترك الإنسان بدون دليل يدلُّه على الصِّراط، ويهديه إليه، وهو القرآن العظيم، قال تعالى - حكايةً عن مقولة الجنِّ لقومهم: ﴿ قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [الأحقاف: 30]. وقال تعالى: ﴿ إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ﴾ [الإسراء: 9].

فهداية القرآن للنَّاس تتمُّ من خلال كشفه وإنارته لكلِّ الجوانب التي تتعلَّق بحركة الإنسان الخارجيَّة، وكذلك كل ما يوجد بداخله من جواب غامضة، وأسئلة مُحيِّرة، وتصوُّرات خاطئة، يكشفها القرآن العظيم، ويوجِّهها الوجهة الصَّحيحة، وهو ما يُعَبِّرُ عنه «بسبل السَّلام» في قوله تعالى: ﴿ قَدْ جَاءَكُمْ مِنْ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنْ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [المائدة: 15، 16] [4].

«قيل: السَّلام هو اللهُ عزّ وجل، وسبيلُه دينُه الذي شَرَعَ لعباده، وبَعَثَ به رسله، وقيل: السَّلام هو السَّلامة؛ كاللَّذاذ واللَّذاذة بمعنى واحد، والمراد به طرق السَّلامة»[5]. فالهدف الرَّئيس إذاً للقرآن العظيم هو الوصول بِمَنْ يتبعه إلى بَرِّ الأمان في كلِّ ما يتعلق به من أمور الدُّنيا قبل الآخرة.

«و﴿ مَنْ ﴾ مِنْ ألفاظ العموم تَصْدُقُ على الفرد والجماعة، فكلُّ مَنِ اتَّبع رضوان الله بأنْ عَمِلَ بما في كتابه واستضاء بنوره فاتَّخذه إماماً وحاكماً، وتخلَّق بما فيه من الأخلاق يهديه اللهُ سُبُلَ السَّلام؛ أي: طُرق السَّلامة في الدُّنيا والآخرة، فلا يسلك سبيلاً إلاَّ صَحِبَتْهُ السَّلامة.

﴿ وَيُخْرِجُهُمْ ﴾؛ أي: المستضيئين بنور القرآن ﴿ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ﴾ وظلماتُ الحياة كثيرة، والنُّور هو زوالُها، ولذلك أُفرد، ﴿ بِإِذْنِهِ ﴾؛ أي: بتوفيقه وإرادته، ﴿ وَيَهْدِيهِمْ ﴾ في جميع أعمالهم ﴿ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾، وهو الاعتدال في أعمالهم وأحكامهم بلا إفراط ولا تفريط؛ لتمسُّكهم بالقرآن الذي هو الميزان»[6].

وفي هذه الآية الكريمة أوضَحُ دليل على أنَّ القرآن العظيم «يُخرِجُ كلَّ أُمَّة - آمنت به، وعَمِلت بمقتضاه، واتَّخذته إماماً وحَكَماً - من ظلمات الشَّقاء المادِّي والرُّوحي إلى نور السَّعادة الكبرى، حتى تكون أسعد الأمم في حياتها من جميع الوجوه، ولا تكاد تُساويها في ذلك أُمَّة أُخرى من الأمم المخالفة، وذلك بعينه هو ما حدث للعرب الذين استضاؤوا بنور القرآن، ولكلِّ أمَّة استضاءت به بعدهم»[7].

ونستطيع أن نقرر - بكلِّ ثقة: أنَّ الإيمان بالقرآن العظيم، والاعتصام به، شرط في الاستضاءة بنوره، والخروجِ من ظلمات الشَّقاء؛ ذلك أنَّ الله تعالى يقول - وقولُه الحقُّ: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا * فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا ﴾ [النساء: 174، 175].

والرَّحْمَةُ هنا: هي السَّعادة الدُّنيوية والأُخروية جميعاً؛ أي: سعادة البدن والرُّوح، العاجل والآجل. والفَضْلُ هنا: زيادة الإكرام والإنعام لِمُتَّبعي ذلك النُّور - القرآن - فوق ما يخطر ببالهم حتى يُدهشوا ويُغبطوا. فمن اعْتَلَّ إيمانُه بالله، ولم يعتصم بالقرآن، ولم يعمل به، ولا اتَّخذه إماماً وحَكَماً، لا يستضيء بنوره، ولا يخرج من ظلمات شقائه البتَّةَ.

وخلاصُة القول: إن هداية القرآن العظيم هداية شاملة للأُمَّة بكلِّ أفرادها ومرافقها ومجالاتها وحياتها، قال تعالى: ﴿ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [الشورى: 52]. فالقرآن روح ولن يهدي إلاَّ ذا روح، والقرآن نور، والله تعالى يهدي بهذا الروح، وبهذا النُّور، وهو الذي شَرَّف رسولَه صلّى الله عليه وسلّم ليهدي بهذا القرآن العظيم إلى صراط المستقيم.

[1] انظر: تفسير ابن كثير (3/ 85).

[2] رواه الحاكم في «المستدرك»؛ واللفظ له (4/ 298)، (ح7700)؛ والنسائي في «الكبرى» (5/ 460)، (ح9562)؛ وأحمد في «المسند» (1/ 134)، (ح1124). وصححه الألباني في «صحيح الجامع» (2/ 1316)، (ح7952).

[3] رواه الحاكم في «المستدرك» (2/ 261)، (ح2838) وقال: «صحيح الإسناد، ولم يخرجاه»؛ وأحمد في «المسند»، واللفظ له (1/ 465)، (ح4437). وقال محققو المسند (7/ 436): «إسناده حسن من أجل عاصم، وهو ابن أبي النجود، وبقية رجاله ثقات الشيخين غير أبي بكر - وهو ابن عياش - فمن رجال البخاري، وأخرج له مسلم في (المقدِّمة).

[4] انظر: العودة إلى القرآن، د. مجدي الهلالي (ص19-21).

[5] تفسير البغوي (2/ 22).

[6] مباحث في القرآن الكريم، د. محمد تقي الدِّين الهلالي، مجلة البحوث الإسلامية بالرياض، عدد (9)، (جمادى الأولى 1404هـ)، (ص86، 87).

[7] المصدر نفسه (ص85).




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 28-04-2022, 02:07 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,858
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الأهداف الأساسية للقرآن

الأهداف الأساسية للقرآن (2)
د. محمود بن أحمد الدوسري


إِيجادُ المُجْتَمَعِ المُتَعاوِن




إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.

أمَّا بعد:
المُجتمع المُتعاوِنُ هو المُجتمع المُكَوَّن من الأفراد المتعاونين فيما بينهم، والذي نشأ وتربى على منهج القرآن الحكيم وأُسُسِهِ ومبادِئِه وتوجيهاتِهِ. وعندما يتربَّى المجتمع على نصوص القرآن، وينمو في جوٍّ قرآني، ويهتدي بأنواره، يكون مجتمعاً حياً حياةً عزيزةً كريمة، وإلاَّ فهو مجتمع ميت يجترُّ آلامَه ومآسيه، ويتجرع ذُلَّه وجهلَه وهوانَه كل لحظة.

وقد أدرك الصَّحابة الكرام رضي الله عنهم أنه لا بُدَّ من التَّعاون فيما بينهم؛ ليظفروا بعون الله وتأييده ونصره وتمكين الدِّين في الأرض، فكانوا يتواصون فيما بينهم على التَّعاون والاجتماع ونبذ التَّفرق والخلاف انطلاقاً من الآيات الكريمة الآتية:
1- قوله تعالى: ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنْ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا ﴾ [آل عمران: 103].

قال ابن عاشور رحمه الله: «والحَبْل: ما يُشَدُّ به للارتقاء، أو التدلِّي، أو للنَّجاة من غَرَق، أو نحوه، والكلام تمثيلٌ لهيئة اجتماعهم والْتِفَافِهِم على دين الله ووصاياه وعهوده بهيئة استمساك جماعةٍ بحبلٍ أُلْقِيَ إليهم من مُنقذ لهم من غرق أو سقوط، وإضافة الحبل إلى الله قرينة هذا التَّمثيل. وقوله: ﴿ جَمِيعًا ﴾ حال، وهو الذي رجَّح إرادة التَّمثيل، إذ ليس المقصود بالأمر باعتصام كُلِّ مسلم في حال انفراده اعتصاماً بهذا الدِّين، بل المقصود الأمر باعتصام الأمَّة كُلِّها، ويحصل في ضِمْنِ ذلك أمرُ كُلِّ واحد بالتَّمسك بهذا الدِّين، فالكلام أمرٌ لهم بأن يكونوا على هاته الهيئة»[1].

والله تبارك وتعالى حثَّ عباده المؤمنين أن يقيموا دينَهم بالتَّعاون فيما بينهم، ويستمسكوا بحبله الذي أوصله إليهم، وجعله السَّبب بينهم وبينه، وهو دينه وكتابه، والاجتماع على ذلك وعدم التَّفرق، وذكَّرهم ما هم عليه قبل هذه النِّعمة العظيمة، وهو: أنَّهم كانوا أعداء متفرقين.

فجَمَعَهم بهذا الدِّين، وألَّف بين قلوبهم، وجعلهم إخواناً متعاونين، وكانوا على شفا حفرة من النار، فأنقذهم من الشَّقاء، ونهج بهم طريق السَّعادة[2].

2- قوله تعالى: ﴿ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمْ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ [آل عمران: 105]. حذَّر اللهُ المؤمنين أن يسلكوا مسلك المتفرِّقين، الذين جاءهم الدِّين، الموجب لقيامهم به، واجتماعهم، فتفرَّقوا واختلفوا وصاروا شيعاً. ولم يصدر ذلك عن جهل وضلال، وإنَّما صدر عن علم وقصد سيئ، وبغي من بعضهم على بعض، ولذلك هدَّدَهم بقوله: ﴿ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾[3].

وفي هذه الآية الكريمة إشارة إلى أنَّ الاختلاف المذموم هو الاختلاف في أصول الدِّين والذي يُفضي إلى تكفير بعض أفراد الأمة بعضاً أو تفسيقه، فيؤدي بعد ذلك إلى الافتراق.

أمَّا الاختلاف في فروع الدِّين المَبْنِيَّة على اختلاف مصالح الأمَّة الإسلامية في مختلف الأقطار والأعصار، فهذا ليس بمذموم، وهو المُعَبَّر عنه بالاجتهاد. والمتتبِّع لتاريخ المذاهب الإسلامية لا يجد افتراقاً نشأ بين المسلمين إلاَّ عن اختلافٍ في العقائد والأصول، دون الاختلاف في الاجتهاد في فروع الشَّريعة[4].

3- قوله تعالى: ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ﴾ [المائدة: 2]. أَمَرَ اللهُ عباده المؤمنين أن يتعاونوا فيما بينهم على فعل الخيرات وهو البر، وترك المنكرات وهو التَّقوى، وفي الوقت ذاته نهاهم عن التَّناصر فيما بينهم على الباطل وأنواع المآثم والمحارم [5].

والبر: اسم جامع لكل ما يُحبِّه الله ويرضاه، من الأعمال الظاهرة والباطنة، من حقوق الله، وحقوق الآدميين. والتقوى: اسم جامع لترك كل ما يكرهه الله ورسوله، من الأعمال الظاهرة والباطنة. والإثم: هو التَّجرِّي على المعاصي، التي يأثم صاحبها. والعدوان: هو التَّعدِّي على الخَلْق، في دمائهم، وأموالهم وأعراضهم [6].

مظاهر التَّعاون وفوائده:
للتَّعاون مظاهِرُ كثيرة جداً: منها التَّعاون في الفكر، والتَّعاون في المال، والتَّعاون في الأجسام والأعمال، والتَّعاون النفسي والوجداني في الأفراح والأحزان.

وفائدة التَّعاون بين المسلمين:
«تيسير العمل، وتوفير المصالح، وإظهار الاتِّحاد والتَّناصر، حتى يصبح ذلك خُلُقاً للأمَّة»[7]. ومن أجل ذلك أمر الله تعالى في كتابه العظيم بمبدأ التَّعاون، إلاَّ أنه قيَّده بأن يكون تعاوناً على البرِّ والتَّقوى، لا تعاوناً على الإثم والعدوان. ولذلك حَثَّ النبيُّ صلّى الله عليه وسلّم على فضيلة التَّعاون في مناسبات كثيرة، منها ما يلي:
1- تشبيه المتعاونين بالبنيان المرصوص:
عن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلّى الله عليه وسلّم: «المُؤْمِنُ لِلْمُؤمِنِ كَالْبُنْيَانِ، يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضاً». ثُمَّ شَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ[8]. «قال ابن بطال: والمعاونة في أمور الآخرة، وكذا في الأمور المباحة من الدُّنيا مندوبٌ إليها»[9].

2- تشبيه المتعاونين بالجسد الواحد:
عن النُّعمان بن بشير قال: قال رسولُ الله صلّى الله عليه وسلّم: «مَثَلُ المُؤْمِنِينَ في تَوَادِّهِمْ وتَرَاحُمِهِمْ وتَعَاطُفِهِمْ، مَثَلُ الجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ، تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الجَسَدِ[10] بِالسَّهَرِ والحُمَّى»[11]. «قال القاضي عياض: فتشبيه المؤمنين بالجسد الواحد تمثيلٌ صحيح، وفيه تقريبٌ للفهم، وإظهارٌ للمعاني في الصُّوَر المرئية، وفيه تعظيمُ حقوقِ المسلمين، والحضُّ على تعاونهم، وملاطفة بعضهم بعضاً»[12].

3- حَثُّ الرجالِ والنساءِ على التَّعاون:
فَمِمَّا جاء في حثِّ الرجال: عَنْ أَبِي سعيدٍ الخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ فِي سَفَرٍ مَعَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم، إذْ جَاءَ رَجُلٌ عَلَى راحِلَةٍ لَهُ. قَالَ: فَجَعَلَ يَصْرِفُ بَصَرَهُ يَمِيناً وشِمَالاً، فَقَالَ رَسُولُ الله صلّى الله عليه وسلّم: «مَنْ كَانَ مَعَهُ فَضْلُ ظَهْرٍ فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لاَ ظَهْرَ لَهُ، ومَنْ كَانَ لَهُ فَضْلٌ مِنْ زَادٍ فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لاَ زَادَ لَهُ». قَالَ: فَذَكَرَ مِنْ أَصْنَافِ المَالِ مَا ذَكَرَ، حَتَّى رَأَيْنَا أنَّهُ لاَ حَقَّ لأحَدٍ مِنَّا فِي فَضْلٍ [13].

قال النووي رحمه الله: «وفي هذا الحديث الحثُّ على الصَّدقةِ، والجُودِ، والمواساةِ، والإحسانِ إلى الرِّفقة والأصحاب، والاعتناءِ بمصالح الأصحاب. وأمْرُ كبيرِ القومِ أصحابَه بمواساة المُحتاج، وأنه يكتفي في حاجة المحتاج بتعرُّضه للعطاء، وتعريضِه من غير سؤال. وهذا معنى قوله: «فجَعَلَ يَصْرفُ بَصَرَه»؛ أي: متعرِّضاً لشيءٍ يَدْفَعُ به حاجتَه. وفيه مواساة ابن السبيل، والصَّدقة عليه إذا كان مُحتاجاً، وإن كان له راحلة وعليه ثياب، أو كان مُوسراً في وطنه. ولهذا يُعطى من الزكاة في هذه الحال، والله أعلم»[14].

ومما جاء في حثِّ النساء: عن أُمِّ عَطِيَّةَ رضي الله عنها أنها قَالَتْ: كُنَّا نُدَاوِي الكَلْمَى[15]، ونَقُومُ عَلَى المَرْضَى، فَسَأَلتْ أُخْتِي النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلّم: أَعَلَى إحْدَانا بَأْسٌ، إذَا لَمْ يَكُنْ لَهَا جلْبَابٌ، ألاَّ تَخْرُجَ؟ قَالَ: «لِتُلْبِسْهَا صَاحِبَتُهَا مِنْ جِلْبابِهَا[16]، وَلْتَشْهَدِ الخيْرَ، وَدَعْوَةَ المُسْلِمِينَ»[17]. قال النووي رحمه الله: «وفيه الحثُّ على حضور العيد لكلِّ أحد، وعلى المواساة والتَّعاون على البرِّ والتَّقوى»[18].

4- الثَّناءُ على المتعاونين:
عَنْ أَبِي مُوسى رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ: «إنَّ الأَشْعَرِيِّينَ إذَا أَرْمَلُوا[19] في الغَزْوِ، أوْ قَلَّ طَعَامُ عِيَالِهِمْ بالمَدِينَةِ، جَمَعُوا مَا كَانَ عِنْدَهُمْ في ثَوْبٍ واحِدٍ، ثُمَّ اقْتَسَمُوهُ بَيْنَهُمْ فِي إِنَاءٍ واحِدٍ بالسَّوِيَّةِ، فَهُمْ مِنِّي وأَنَا مِنْهُم[20]»[21]. قال ابن حجر رحمه الله: «في الحديث فضيلةٌ عظيمةٌ للأشعريين قبيلةِ أبي موسى، وتحديث الرجل بمناقبه، وجواز هبة المجهول، وفضيلة الإيثار والمواساة، واستحباب خلط الزَّاد في السَّفر وفي الإقامة أيضاً»[22].

ولا ريبَ أنَّ التَّعاون الجماعي أثره ملموس في تحقيق مصالح النَّاس، الدُّنيوية والأخروية، فلم تظهر جلائل الأعمال الكبرى إلاَّ في ظلِّ التَّعاون، ويستوي في ذلك ما كان منها علمياً، أو عملياً. ومن ذلك سَدُّ ذي القرنين الذي حَدَّثنا القرآن العظيم عنه[23]، فهو عَمَلٌ مِنْ أضخم الأعمال التي قام بها الناس في العصور القديمة بفضل التَّعاون فيما بينهم.

ولقد أَوْجَدَ القرآنُ العظيم مجتمعَ الصحابةِ الأول - المجتمع القرآني المتعاون - وهو قادر على إيجاد المجتمعات وبنائها وتعاهدها إذا صَدَقت في الإقبال عليه والتَّفاعل معه والحياة به والاستجابة له.

كما أرشد الله تعالى إلى ذلك: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ﴾ [الأنفال: 24]. ومَنْ رَفضَ دعوة الله تعالى ودعوة رسوله صلّى الله عليه وسلّم فقد رفض الحياةَ كلياً، واختار لنفسه الموت المعنوي، موت القلوب والعقول لا الأجساد.

[1] التحرير والتنوير (3/ 174).

[2] انظر: تفسير السعدي (1/ 260).

[3] انظر: المصدر نفسه (1/ 261).

[4] انظر: التحرير والتنوير (3/ 184).

[5] انظر: تفسير ابن كثير (3/ 15).

[6] انظر: تفسير السعدي (1/ 452، 453).

[7] التحرير والتنوير (5/ 20).

[8] رواه البخاري، (4/ 1905)، (ح6026)؛ ومسلم، (4/ 1999)، (ح2585).

[9] فتح الباري شرح صحيح البخاري (10/ 553).

[10] (تَدَاعَى لَهُ سائِرُ الجَسَد)؛ أي: دعا بعضُه بعضاً إلى المشاركة في ذلك، ومنه قولهم: «تداعت الحيطان»؛ أي: تساقطت، أو قربت من التَّساقط. انظر: صحيح مسلم بشرح النووي (16/ 356) .

[11] رواه البخاري، (4/ 1901)، (ح6011)؛ ومسلم، واللفظ له، (4/ 1999)، (ح2586).

[12] فتح الباري شرح صحيح البخاري (10/ 540).

[13] واه مـسـلـم، (3/ 1354)، (ح1728).

[14] صحيح مسلم بشرح النووي (12/ 259).

[15] (اكَلْمَى)؛ أي: الجرحى، والكَلْمَى جميع كَلِيم؛ أي: جريح انظر: فتح الباري شرح صحيح البخاري (1/ 549).

[16] (لِتُلْبِسْهَا صَاحِبَتُهَا مِنْ جِلْبابِهَا): المراد به الجنس؛ أي: تُعيرها من ثيابها ما لا تحتاج إليه. ولذلك قال النووي رحمه الله: «الصَّحيح أن معناه: لِتُلْبِسْهَا جلباباً لا تحتاج إليه عاريةً». انظر: فتح الباري (1/ 549)؛ شرح النووي على مسلم (6/ 420).

[17] رواه البخاري، واللفظ له، (1/ 121)، (ح324)؛ ومسلم، (2/ 605)، (ح890).

[18] صحيح مسلم بشرح النووي (6/ 421).

[19] (أَرْمَلُوا)؛ أي: فَنِيَ طعامُهم، وأصله من الرَّمْل، كأنهم لصقوا بالرمل من القلة، كما جاء في قوله تعالى: ﴿ ذَا مَتْرَبَةٍ ﴾ [البلد: 16]. انظر: فتح الباري شرح صحيح البخاري (5/ 161).

[20] (فَهُمْ مِنِّي وأَنَا مِنْهُمْ): قال النووي رحمه الله: «معناه المبالغة في اتِّحاد طريقتهما، واتِّفاقهما في طاعة الله تعالى». «شرح النووي على مسلم (16/ 245)».

[21] رواه البخاري، (2/ 748)، (ح2486)؛ ومسلم، (4/ 1944)، (ح2500).

[22] فتح الباري شرح صحيح البخاري (5/ 161).

[23] ذُكِرَ سَدُّ ذي القرنين ضمن سياق آيات سورة الكهف (رقم 94-98).




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 75.44 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 73.09 كيلو بايت... تم توفير 2.35 كيلو بايت...بمعدل (3.12%)]