المعيارية الغائبة عن الأقلام الكاتبة - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 11942 - عددالزوار : 191097 )           »          سحور يوم 19 رمضان.. ساندوتشات فول مخبوزة خفيفة ولذيذة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          واتس اب بلس الذهبي (اخر مشاركة : whatsapp Girl - عددالردود : 2 - عددالزوار : 2653 )           »          الأمثال في القرآن ...فى ايام وليالى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 658 )           »          فقه الصيام - من كتاب المغنى-لابن قدامة المقدسى يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 937 )           »          دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)---- تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 1091 )           »          أسرتي الرمضانية .. كيف أرعاها ؟.....تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 853 )           »          صحتك فى شهر رمضان ...........يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 836 )           »          اعظم شخصيات التاريخ الاسلامي ____ يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 920 )           »          فتاوى رمضانية ***متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 564 - عددالزوار : 92811 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها > ملتقى النقد اللغوي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22-03-2022, 05:30 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,615
الدولة : Egypt
افتراضي المعيارية الغائبة عن الأقلام الكاتبة

المعيارية الغائبة عن الأقلام الكاتبة
محمد صادق عبدالعال

ربما لم تُدرَجْ ضمن معايير الكتابة، ولم تقع تحت طائلة القياس الصحيح للكاتب الأريب، أو اتُّفق عليها ولم تجد لها مِن ناصرين إلا مَن رحم ربك؛ لكنها قد تُستنبط من بين طيات السطور، يدركها الظاهر والمغمور، ومَن عنده فراسة.



إنها معيارية غابت عن الكثير، وتوارت في صدور المُرجفين، ظنًّا منهم أنهم لو صرحوا بها سيهزمون، أو تخبو نجومهم وما يغتنمون، أولئك حقًّا قد خسروا؛ فلم ذلك؟! وأنت تدري أنها أثقل ما حُمِّل الإنسان، وهي ما أشفقت من حملها السموات والأرض والجبال، ثم تصدرت أنت أيها الإنسان بحملها، فحملتها، فإما أن تكون الأمين، وإما أن تكون الخائنَ، ولا ثالث لهما.



لقد أصبحت تلك المعياريةُ النادرة - ولا أبالغ إذا قلت: الشحيحة - غاية منشودة، فمع التقنيات الحديثة و"مواقع التواصل الاجتماعي" العديدة، والتي ما زالت تستحدث كل يوم الجديد والجديد، أوحت إلى كثير من المغرمين بحب الكتابة أن يكتبوا وبحب الظهور أن يتحسسوا مواقع الأخبار ومنافذ الأنباء، لا يزعجهم وقع الخبر على قلوب الناس، ولا صدمة الكلمة على رأس المسكين، كل ما يَعنيهم الظهور والقول بأنهم أصحاب سبق واستباق، ورواد نشر في الآفاق.



ولو أنهم صبروا حتى تأتيهم الأنباء صادقة، أو تردعهم تلك المعيارية الضابطة، لمَا تجرؤوا على النشر بلا تروٍّ ولا تمهُّل؛ فما يدريك ما تصنع الأنباء الكاذبة إذا ما نشرت على عامة الناس؛ أتاحت لذوي الضمائر الغائبة المقيلة من زمن أن تفيض أحباراً للفتن، فتجوب البلاد والقرى، وقد خاب من افترى.



فيا أيها الكاتب الأريب، كُن كما قال نبي الله شعيب في قومه: ﴿ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ﴾ [هود: 88]، فقاوِمِ الفسادَ والمفسدين، ولا تركن للظالمين، وكن حذرًا من أن تغشى مواطن الفرية، ومكامن الفتنة؛ فإنها نائمة، ملعون من أيقظها، إنك منذ أن حملت أمانة النقل والكتابة أصبحت في موقع لا تُحسَد عليه، فلا يدعوك بريق الظهور إلى شهادة الزور، أو أن ترمي الناس بما يجول بخاطرك؛ فخاطرك ليس بحَكم، ولا الورقة ولا القلم؛ فإنك إن تَثبَّتَّ من النبأ ثم ألقيت به لا تبالي بالناس ولا بالمخاطر، فإنك ساعتها تكون قد أديت أمانة التبليغ؛ وإن رأيتَ أن في كتمها خيرًا، فلا تستنكف أن تحجبها لحين؛ فدفع الضرر مقدم على جلب المنفعة؛ فما أفدحَه من ضرر حين تنشر على الناس ما تتنبأ أنت وحدك به، لا سندَ لديك، ولا حجة، ولا دليل من قرآن أو سنة.



وأي منفعة سوف تعود عليك؟! أنت حينها أشبه بمن يبني قصره على حطام، أو يشيد دارًا على أنقاض خراب، سيزلزل بنيانك يومًا كذبك وافتراؤك.



إن طلاب المدرسة العليا في زمن محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم قد كانوا خير مثال للناقل الأمين والصامت في موضع صمت، فلم تثبت شائعة قيلت إلا كانوا لها محاربين، والأمثلة كثيرة، ولقد اشتمل النصُّ القرآني - أعظم مصادر التشريع على الإطلاق - على العديد، وفي سورة نعدها من صور التربية والتنشئة الصالحة للمجتمعات الإسلامية قوله تعالى: ﴿ إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا ﴾ [الحجرات: 6].



ولعل اختيار الله تعالى لكلمة "فاسق" إشارة للردع، ورأب الصدع، الذي قد يتناوب على المجتمعات من طوفان الافتراءات والادعاءات، وتخويفًا لمَن ينتابه حبُّ الظهور، أو أن يطفو على سطح المشاهير.



إن الأمانةَ معيار متفق عليه، لكن لا يحاسب به بعد الله إلا مَن كان على بصيرة، وقلب مستنير يخاف الله، ويعلم أن في إشاعة الفتنة زلزلة لكيان المجتمع، وهدم الأسر، وتقويض البنيان، وأن في تحري الرشد رشادًا وفطنة؛ فحاذروا الفتنة، ولا يخدعنك مما تكتبه البريق؛ فلرب طريق تسلكه تظن أنه الأسهل لنيل المنى وما يدريك أنها سبيل المفترين.



وكسابق عهدنا بكل مقال ندرس فيه أن نصدر المواقف الإسلامية من السيرة النبوية المشرقة كمصدر ثانٍ للتشريع والاستشهاد الصحيح بحادثة لو أمعن فيها الذكي التقي، لخاف أن يخوضَ كالذين خاضوا من قبلُ، فتلك سورة الحجرات كما ذكرنا بعاليه، وقصة نبأ الفاسق.



حين غزا نبي الله صلى الله عليه وسلم "بني المصطلق" وقتل في الغزو منهم من قتل، ثم أصهر إليهم وتركهم بعد ذلك مسلمين، ولما رجع إلى المدينة أرسل إليهم "الوليد بن عقبة" ليأخذ الصدقات، فلما سمعوا بقدومه تهيؤوا لاستقباله، وخرجوا للاحتفاء به، وكان بين الوليد وبني المصطلق إِحَنٌ قديمة وغل موروث؛ فظن أنهم خرجوا للظهور عليه، فرجع إلى رسول الله يزعم أن القومَ قد ارتدوا عن الإسلام، وامتنعوا عن إيتاء الزكاة، وأنهم قد وقعوا في الجلي والخطيئة العظمى.

وكثيرنا يدري أن رسولَ الله قد غضب لذلك، وهمَّ بإرسال من يردهم عما زعم "الوليد بن عقبة".



يقول كتاب "قصص القرآن" يصف تلك اللحظة من شيوع الفتنة وعدم الأمانة في نقل الخبر:

وسرَى الخبرُ في بني المصطلق، وهم بَراءٌ منه ومما رماهم به الوليد، بعيدون عما وصل من أمرهم لرسول الله؛ إذ ما برحوا مسلمين حقًّا، قائمين على قواعد الإسلام صدقًا[1].



لو كانت تلك الأنباء التي نقلت كذبًا وافتراءً وبدون أمانة قد نُقلت لغير رسول الله صلى الله عليه وسلم أو رجاله المخلصين أرباب الأمانات والصدق، ماذا كنت ستتوقع؟ لك أن تتخيل فتنة كبرى، تفت في عضد الدولة الإسلامية والكيان المجتمعي كله، لتزلَّ أقدام عن الهداية، وتدفع آخرين للغَواية، ومن لهم المصلحة العليا في هدم حظيرة الإسلام.



والمأخوذ من زُبد القصة لذوي الفراسة: أن الله تعالى قد وصف الوليد بن عقبة بالفاسق وكان مسلمًا، وقد عيَّنه رسولُ الله على أمر كهذا الأمر لجلب وجمع الصدقات؛ فانظر كيف تكون الخيانة وعدم الأمانة في التبليغ والإشهار لخبر بغير صدق أو حقيقة مِعولًا لتحول الفرد من مسلم موحد إلى منعوت بالفسق.



ولعل العربيَّ القديم ممن كانوا في صدر الإسلام أو قبلهم قد خاض في تلك المعيارية الخطيرة، إما بالتلميح أو بالتصريح؛ لكونها ذات خطر، وقول مؤيد الدين الطغرائي في لاميَّتِه المشهورة، قد أشار لذلك في مطولة له، اشتملت على كثير مِن الحكم وخبرات الحياة التي عاشها، فقال:

ويا خبيرًا على الأسرارِ مطَّلِعًا ♦♦♦ اصمُتْ؛ ففي الصمتِ منجاةٌ مِن الزَّلل



وبعد ذيوع وانتشار مواقع التواصل الاجتماعي التي غزَتْ بيوتنا، وصنعت الفواصل أكثر من التواصل، وأصبحت أجهزة الحواسب على اختلاف التقنيات والمسميات، ترويجها للفتن أكبر، وشيوع الكاذبات من الأنباء أكثر، وأصبح مَن هم من خارج التخصص كثرة، لا يرعوي الواحد منهم أن يطلق شائعة، أو أن يلفِّق كذبة، فيثير الفتن، ولو أنه كفَّ قلمه وأنامله التي أدمنت لوحة المفاتيح والنشر والإشارة والمشاركة لِمَا لم يتثبت منه، لكان خيرًا له.



فيا أيها الشباب العربي ممن بلغوا سن الرشد عمرًا وعقلًا، تحرَّوُا الصدقَ فيما تكتبون وتنقلون، ولا يحملنَّكم الولاء لفصيل أن ترجُموا بالحجارة مَن تكرهون، إنكم لن تضروهم قدرَ ما تضرون مجتمعكم، وإن من باب الأمانة والإيمان أن تصمتوا وقت أن تستدعي الحالة صمتًا، وإذا تكلمتم أن تكونوا منصِفين، وارتقوا في الأسباب، واعلموا أن الشاعرَ العربي قد أصاب موضعًا مِن حكمة حين قال:

وما من كاتب إلا سيفنى ♦♦♦ ويبقى الدهر ما كتبت يداه

وما بجديد قد أتى، لكنه قد أيقن واستشعر خطرَ الآية في سورة التأديب: ﴿ إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا ﴾ [الحجرات: 6].



فتبيَّن وتثبَّت، ولا تَنْسَقْ وراء كاذبات الأقاويل؛ نحن أمةٌ عربية مسلِمة، دِينها دِين القيِّمة، أي الديانة الحقة المستقيمة العادلة المعتدلة، وأخيرًا إني رأيت من يعمل يلزم لسانه جوفه؛ فمن كان ذا فراسة، فليكتشِفْ عظمةَ الصمت.



إن العولمةَ قد صنعت كهوفًا "إليكترونية"، يطلق العادي منها سمومَه وهو في موضعه ولم يتحرك، ويستطيع بتقنيات عالية ومصنفات حديثة أن يلبِس الباطل بالحق، فينال من الأعراض، ويفتت الأعضاد، ويهتك نسيج الأمة بكذبة يطلقها، وريح سَموم ينشرها؛ فالحذر الحذر مِن أولئك الذين يتربصون بنا وبأمتنا؛ حتى ولو كانوا مِن بني جلدتنا، واستطاع الآخر أن يستميلَهم بالمال والصيت والشهرة.



إن تلك الشائعات التي تطلقها الألسنة الكاذبة، أو الأقلام العاملة الناصبة سوف تَصلى عقابًا شديدًا بما ادَّعت وبما نقلت وهي غير متوخِّية الحذرَ مِن الافتراء.



إن الذين سبَقوا ونقلوا لنا الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يتحرَّوْن الصدق والأمانة فيمن سيروي لهم حديثًا عن رسول الله، فإن وجَدوا منه ما يخالف تركوه؛ خشيةَ أن يكون الحديث افتراءً، والقصة معلومة للرجل الذي كذب على الناقة وأوهمها بالشعير؛ فترَكه الراوي خشيةَ التضليل.



وأصاب الإمام الشافعي رحمه الله حين قال:



قالوا سكتَّ وقد خوصمت، قلت لهم

إن الجوابَ لبابِ الشر مفتاحُ




والصمتُ عن جاهلٍ أو أحمقٍ شرفٌ

وفيه أيضًا لصَوْن العِرض إصلاحُ




أما ترى الأُسد تُخشى وَهْي صامتة

والكلبُ يَخسَا لعمري وهو نبَّاحُ








عذرًا إن كنت مقالتي تجري مجرى النصائح الملزمة، لكن الحِقبة الراهنة التي تمر بها الأمة تستدعي ذلك، ولعل ما اثَّاقَل على النفوس استقبالُه خير من الافتراء على الناس بما ليس فيهم، نسألُ اللهَ أن يثبت قلوبنا على الأمانة في القول والعمل، ولا تزيغ يوم أن تتقلب القلوب والأبصار.





[1] قصص القرآن - دار الجيل - بيروت، تأليف: محمد جاد المولى وآخرين - الطبعة /13، نبأ الفاسق، ص ( 308).


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 59.27 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 57.40 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.16%)]