كتابة الرواية.. هل صارت نوعًا من رفاهية؟! - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4417 - عددالزوار : 853394 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3948 - عددالزوار : 388552 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12522 - عددالزوار : 214002 )           »          أطفالنا والمواقف الدموية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          عشر همسات مع بداية العام الهجري الجديد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          وصية عمر بن الخطاب لجنوده (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 61 )           »          المستقبل للإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          انفروا خفافاً وثقالاً (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 56 )           »          أثر الهجرة في التشريع الإسلامي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          مضار التدخين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها > ملتقى النقد اللغوي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-03-2022, 11:07 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,900
الدولة : Egypt
افتراضي كتابة الرواية.. هل صارت نوعًا من رفاهية؟!

كتابة الرواية.. هل صارت نوعًا من رفاهية؟!



د. وليد كساب



تتداول وسائل التواصل الاجتماعي منذ أيام منشورًا لواحدةٍ تدَّعي أنها كَتبتْ روايتها الأولى بطلبٍ من دار نشرٍ رأت فيها روائيةً لا تُبارى.. ليست هذه هي المشكلة؛ لكن المشكلة أنها أنجزت الرواية في أسبوعٍ فحسب!!



ولو صحَّ المنشور لكان مصيبةً جديدةً تُضاف إلى مصائبنا العظام؛ فالكتابة الروائية ليست رفاهيةً.. ولا هي مجرد سردٍ لأحداثٍ متلاحقةٍ، ولا هي حبكة درامية أو فيلم (أكشن)؛ لكنها مشروعٌ متكاملٌ يحتاج إلى كَدٍّ وتعبٍ حتى يخرج النَّصُّ في قالبٍ مَشُوقٍ مستحقٍّ للنشر.. أقول: "مستحق للنشر" وليس مجرد النشر؛ فالمطابع صارت تقذف من أرحامها كل غثٍّ وسمين، وأضحى القراء أسرى لدى (السوشيال ميديا) والإعلانات الممولة يتلقَّفون هذا الطرح دون تدقيق أو تَرَوٍَّ.


والحقيقة إنني أُصاب بكثيرٍ من الإحباط عندما تأتيني بعض الروايات من دور نشرٍ لتقييمها والنظر فيها؛ فإذا بي أجد مُتصِّدرين للكتابة لم يستكملوا أدواتها وتقنياتها ولا يُقيمون جملةً عربيَّةً صحيحةً.. فهل تكفي مشاهدة الأفلام الأمريكية لعمل حبكة درامية؟ وهل قراءة روايةٍ أو روايتين أو حتى بضع رواياتٍ تكفي لكتابة روايةٍ متكاملةٍ؟!


لا شكَّ أن الكتابة الروائية مضنيةٌ ومرهقةٌ للكاتب المُجيد الذي يحترم نفسه ويحترم قُرَّاءه، والأمثلة على هذا كثيرة جدًّا؛ ولعل أبرزها –إذا نظرنا إلى التنوع التاريخي والجغرافي على سبيل المثال- الروائي نجيب الكيلاني الذي يصول بينا ويجول جغرافيًّا وتاريخيًّا؛ فرواية (عذراء جاكرتا) تدور أحداثها في إندونيسيا، و(عمالقة الشمال) في نيجيريا، و(الظل الأسود) في إثيوبيا، و(ليالي تركستان) في تركستان كما يبدو من اسمها، وغيرها من الروايات.. وفي كل روايةٍ يستذكر جيِّدًا تاريخ البلد الممتد وجغرافيته وعاداته وتقاليده حتى يخرج العمل متكاملًا.


وهناك أيضًا الرواية الأيقونة (السائرون نيامًا) وهي من أجمل الروايات التي أظهرت براعة سعد مكاوي في هضم الموروث التاريخي وإخراجه في عملٍ أدبيٍّ مائزٍ من العيار الثقيل.. ففي الرواية صورةٌ حيةٌ نابضةٌ لحياة مصر نهاية دولة المماليك، وما مرَّ بمصر من فقرٍ وجوعٍ.. فلا عجب أن تكون ضمن قائمة أفضل الروايات العربية عبر التاريخ.


كذلك أعمال العم الجميل محمد جبريل التاريخية تنبئ عن رجلٍ يذاكر حتى يخدم أعماله.. يدرس المرحلة بكل تفاصيلها التاريخية والاجتماعية والاقتصادية، حتى الشتائم التي كانت معروفة في ذلك الوقت أحسن الرجل توظيفها، ولعل أشهر رواياته في هذا الإطار (قلعة الجبل) وهي تُظهر مدى هضمه لهذه الحقبة التاريخية المهمة.


ومن الروائيين المعاصرين الأستاذ محمد منسي قنديل، وله روايتان يبدو جهد الروائي فيهما واضحًا: الأولى: رواية (قمر على سمرقند) وتدور أحداثها في مدينة سمرقند بدولة أوزبكستان حاليًا، والثانية: رواية (كتيبة سوداء) وتدور أحداثها بين أفريقيا والمكسيك ..إلخ. ورغم أنها ليست الأفضل بين رواياته لكنه بذل فيها جهدًا جهيدًا، فبحث في التاريخ والجغرافيا لعدة دولٍ، وذاكر عادات الشعوب في مأكلها ومشربها وملبسها.


وهناك أيضًا: الروائية التركية الأشهر (أليف شفق) التي تخرج علينا بين الفينة والأخرى برواية (متعوب عليها).. يعني تكتبها بعد دراسةٍ عميقةٍ لعدة فروعٍ من المعارف كالفلسفة والتاريخ وعلم النفس والاجتماع وغيرها، حتى علم المخطوط (الكوديكولوجيا)، وتشهد على هذه الجهود رواياتها (قواعد العشق الأربعون) و(لقيطة إسطنبول) و(الفتى المتيم) و(حليب أسود) وأخيرًا (الفتاة التي لا تحب اسمها) وغيرها من أعمالها الأدبية التي تستحق الثناء على تقنياتها وإنْ اختلفنا معها في كثير من توجُّهاتها الفكرية.


فيا مَنْ تدَّعون كتابة الرواية دون أن تبلغوا مبلغها؛ إنَّ السفينة لا تجري على اليَبَسٍ! فرفقًا بالقراء وبأنفسكم!

***



كتبه
وليد عبد الماجد كساب

عضو اتحاد كُتَّاب مصر


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 53.71 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.82 كيلو بايت... تم توفير 1.89 كيلو بايت...بمعدل (3.52%)]