|
|
ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
إضاءات للمسلمة في ترقب ليلة القدر"سلامٌ هي"
"سلامٌ هي" ام الفضل بالأمس اشتقنا لبلوغ الشهر الكريم وما إن اسقبلناه وبلغنا الله تلك النعمة العظيمة فإذا بالأيام المعدودات تتلاحق وتمر بسرعة، وها نحن تهفو نفوسنا وقلوبنا علنا ندرك الليلة المباركة التي أنزل الله سبحانه فيها القرآن العظيم {إنا انزلناه في ليلة القدر}. أنزله جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى بيت العز في السماء الدنيا، ثم كان بعد ذلك ينزله منجما على على خير الخلق صلى الله عليه وسلم، بعضه إثر بعض ليثبت به فؤاده وبحسب الحاجات، مرة تلو الأخرى ليقرأه على الناس على مكث. وهو الفرقان ففي تلك الليلة التي هي خير من ألف شهر يفرق فيها كل أمر حكيم من أمر الحياة والممات والعز والذل والمنح والمنع، ففي القرآن الهدى للذين آمنوا، وفي ليلة الشرف والعزة وعلو القدر كانت البينات من الهدى والفرقان {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَان}ِ. البقرة: 185. قد تجلت رحمة الله على أمتنا المرحومة بإذنه والتي بُعث فيها الرحمة للعالمين باختصاصها بتلك الليلة، فقد خشي صلى الله عليه وسلم على أمته لقصر أعمارهم فلا يبلغوا من الأعمال ما بلغت به الأمم السابقة فكان تقدير العبادة لمن وفق فيها خير من ألف شهر، ومن حرم الخير فيها فقد حرم. فيا أيتها الأخت المسلمة الفاضلة.. عليك الآتي: ـ الحرص على امتلاك قلبك لتغتنمي النفحات فبادري بتجديد التوبة النصوحة وأنت تترقبين ليلة القدر، وليكن البحث عن الإخلاص عدتك فالطريق الموصلة إلى الله لا تقطع بالإقدام وإنما بالقلوب. قال ابن الجوزي: "إنما يتعثر من لم يُخلص". ـ الاقتداء بالهادي المصطفى فكان يطوي فراشه ويشد مئزره فهو على موعد خاص مع ربه، وكان يوقظ أهله في العشر الأواخروقال: "مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ". متفق عليه. ـ الحذر من ضياع وقت الغنيمة، فعليك تلمس انشراح الصدر والطمانينة فيما تقومين به أعمال وليلهج اللسان والقلب بالذكر والاستغفار والإكثار من الصدقات وترقبي ليلة القدر بالدعاء المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم "اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفو عنا". الترمذي وأحمد وصححه الألباني. ـ الأخت الفاضلة لا تلقي بالا بمن يشيع أن ليلة القدر كانت ليلة معينة من العشر الأواخر، فمن الحكمة البالغة التي أرادها الله وحرص عليها المصطفى ألا نُخبر بتحديدها فهو كان حريص على توخي الخير كله وأن ناخذه من كل الوجوه فبعض البطالين يتوقفون عن الجد والاجتهاد ويدعون صلاة التراويح والتهجد إذا ظنوا أنها قد انقضت، وقد قيل أن القدر من تضييق العلم بموعدها. أما إذا لم يكن العشر فعلى الأقل الوتر منها قال صلى الله عليه وسلم:"تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر" رواه البخاري. الأخت الفاضلة اقتصدي في راحتك واتعبي في الطاعة فهذا وقت التزود للآخرة، واعلمي أن كل أعمال الدنيا يمكن تداركها، وقد قال ابن تيمية – رحمه الله- إن العبرة بكمالات النهايات لا بنقص البدايات، وإذا شارفت نهاية المضمار كان وقت بذل قصارى الجهد للفوز بالسباق. ـ لا تغفلي عن ترقب السلام والسكينة في ليلة القدر حين تتنزل الملائكة والروح فمن معاني القدر أن تضيق الأرض بأعداد الملائكة وهي تمشي بالنور بين المصلين يشاركون رحمة الله. قال تعالى { إنا كنا مرسلين رحمة من ربك} الدخان:5. فكوني مع من رقت قلوبهم ورفعوا الأكف بالدعاء وذرفوا الدموع لتُغسل الذنوب، واعلمي أن المدار على القلوب فرب قائم وقلبه مشغول ورب نائم وقلبه ذاكر فكوني مع القائمين الذاكرين. وهنيئا لمن وفق بالقبول وحصل الخير فيها.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |