|
فتاوى وأحكام منوعة قسم يعرض فتاوى وأحكام ومسائل فقهية منوعة لمجموعة من العلماء الكرام |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() الاستخارة (1) د. أمين بن عبدالله الشقاوي الحَمدُ للهِ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ، وَأَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبدُهُ وَرَسُولُهُ، أما بَعدُ: فروى البخاري والترمذي والنسائي من حديث جابر رضي الله عنه قال: «كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُنَا الاِسْتِخَارَةَ فِي الأُمُورِ كُلِّهَا، كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّوْرَةَ مِنَ القُرْآنِ، وَيَقُوْلُ: إِذَا هَمَّ أَحَدُكُم بِالأَمْرِ فَليَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِن غَيْرِ الفَرِيْضَةِ، ثُمَّ يَقُوْلُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيْرُكَ بِعِلمِكَ، وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِن فَضْلِكَ العَظِيْمِ، فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلاَ أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلاَ أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلاَّمُ الغُيُوْبِ، اللَّهُمَّ إِن كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ، ثُمَّ يُسَمِّيهِ بِاسْمِهِ، خَيْرٌ لِي فِي دِيْنِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي، أَو قَالَ: عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ، فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيْهِ، وَإِن كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ - وَيَذْكُرُ الأَمْرَ، وَيُسَمِّيْهِ - شَرٌّ لِي فِي دِيْنِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي، أَو قَالَ: فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ، فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْه، وَاقْدُرْ لِي الخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ رَضِّنِي بِهِ»[1]. قال ابن أبي جمرة رحمه الله: الحكمة في تقديم الصلاة على دعاء الاستخارة: «أن المراد هو حصول الجمع بين خيري الدنيا والآخرة، فيحتاج إلى قرع باب الملك، ولا شيء لذلك أنجع، ولا أنجح من الصلاة؛ لما فيها من تعظيم الله، والثناء عليه، والافتقار إليه مآلًا وحالًا»[2]. وقال بعض أهل العلم: يجوز تَكرارها - أي الاستخارة - في الأمر الواحد، وممن ذهب إلى جواز ذلك الحافظ العراقي، ومال إلى ذلك الشوكاني في النيل، فقال: قد يستدل للتكرار بِأَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم « كَانَ إِذَا دَعَا دَعَا ثَلاَثًا»[3]، حديث صحيح، هذا وإن كان المراد به تكرار الدعاء في الوقت الواحد، فإن الدعاء الذي تُسن الصلاة له تكرر الصلاة له، كالاستسقاء[4]؛ اهـ. اللهم اشرَح صدورنا، ويسِّر أمورنا، ووفِّقنا لما تحب وترضى، إنك على كل شيء قدير. والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. الأسئلة: 1- ما دعاء الاستخارة؟ 2- ما الحكمة في تقديم صلاة الاستخارة على الدعاء؟ 3- هل يُشرع تكرار الاستخارة؟ مع الدليل. 4- ما صفة الاستخارة؟ [1] صحيح البخاري برقم (6382)، وسنن الترمذي برقم (480)، والنسائي برقم (3253). [2] فتح الباري (11/ 186). [3] جزء من حديث في صحيح مسلم، برقم (1794)، وأصله في صحيح البخاري برقم (240) من حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه. [4] نيل الأوطار (2/ 90).
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
![]() الاستخارة (2) د. أمين بن عبدالله الشقاوي من فوائد صلاة الاستخارة (2) الحَمدُ للهِ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ، وَأَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبدُهُ وَرَسُولُهُ، أما بَعدُ: أولًا: إنها دليل على تعلُّق قلب المؤمن بالله عز وجل، وتوكُّله عليه في سائر أحواله، قال تعالى: ﴿ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ﴾ [التوبة: 129]، وقال تعالى: ﴿ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ﴾ [الممتحنة: 4]. ثانيًا: الاستخارة تزيد ثواب المرء وتقرِّبه من ربه؛ وذلك لما تتضمنه من الصلاة والدعاء، وفي الحديث: قلت: فما الصلاة يا رسول الله؟ قال: «خَيْرُ مَوْضُوعٍ»[1]. ثالثًا: في الاستخارة مخرج من الحيرة والشك، وهي سببٌ للطُّمأنينة وراحة البال؛ لأن العبد يفوِّض أمره إلى ربه الذي أزمة الأمور بيده سبحانه، قال تعالى: ﴿ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ ﴾ [آل عمران: 154]. رابعًا: تضمن دعاء الاستخارة طلب البركة من الله عز وجل، والبركة ما حلَّت في قليلٍ إلا كَثُر، ولا قليل إلا نفَع. خامسًا: إن المرء قد يحتقر شيئًا لصغره، ويكون في فعله أو تركه ضررٌ عظيم، ولذلك شُرعت الاستخارة في الأمور كلها[2]. تنبيه: تُشرع الاستخارة في الأمور كلها صغيرها وكبيرها ما كان مترددًا فيه أو جازمًا به. اللهم إنا نعوذ بك من جهد البلاء، ودرك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء. والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. الأسئلة: 1- اذكر بعضًا من فوائد الاستخارة. 2- هل تُشرع الاستخارة في صغائر الأمور؟ 3- هل تُشرع الاستخارة للمسلم في الأمر الذي مترددًا فيه أو جازمًا به؟ [1] جزء من حديث أبي ذر الغفاري رضي الله عنه في مسند الطيالسي (1/ 65) برقم (478)، وحسنه الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله في صحيح الترغيب والترهيب (1/ 280) برقم (390). [2] نيل الأوطار للشوكاني (2/ 88) طبعة وزارة الشؤون الإسلامية.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |