أتألّم لتقصيري تجاه والدة زوجي - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         وما أدراك ما ناشئة الليل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          كف الأذى عن المسلمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          انشراح الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          فضل آية الكرسي وتفسيرها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          المسارعة في الخيرات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          أمة الأخلاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          الصحبة وآدابها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          البلاغة والفصاحة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          مختارات من كتاب " الكامل في التاريخ " لابن الأثير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          ماذا لو حضرت الأخلاق؟ وماذا لو غابت ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27-11-2021, 03:04 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,095
الدولة : Egypt
افتراضي أتألّم لتقصيري تجاه والدة زوجي

أتألّم لتقصيري تجاه والدة زوجي



أ. شروق الجبوري




السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم

راسلتكم مِن قبْلُ بخصوص موضوع علاقتي بأم زوجي، وتأثيرها على حياتي الزوجيَّة، وكان عنوان الاستشارة: "كيف أتفاهَم مع زوجي؟"، وقد أجابتْني (أ. شروق الجبوري)، وعملتُ بما نصحتْني به، إلَّا أن زوجي كان يُواجهني بالصدِّ، ويرفض أن يأتي بوالدته لبيتنا، رغم إلحاحي المتكرِّر عليه، ويقول: إن أمي تحتاج إلى خادمةٍ، وأنتِ لا تستطيعين أن تكوني كذلك؛ فأنت ضعيفة البنية، ولا تتحمَّلي أن تلبِّي كل طلبات والدتي الكبيرة والمريضة.
ازداد مرض والدته، وكنتُ أتألَّم بشدة؛ لأني لا أستطيع فعل أي شيء، خصوصًا وهي تسْكُن في حيٍّ بعيدٍ عنَّا، وقبل أسبوعٍ اتَّصلَتْ به والدتُه لتخبره بأنها مُتعبة جدًّا، وتشعر أنها أضاعتْ كل حياتها في تربية أولادها.
وبعد أن أغلقَ الهاتف كان مُتألمًا بشدة، فحاولتُ تهدئته، ولكنِّي لم أعرضْ عليه أن يأتي بها إلى بيتنا؛ لأنني كنتُ يائسةً منه، وأشعر أنه لا فائدة من كلامي.
وبعد يومَيْن ساء وضعُها، ونُقلتْ إلى المستشفى، وكنتُ أدعو الله تعالى أن يخرجها من محنتها سالمةً؛ كي أُعوضها ما بدر مني سابقًا، ولكنها توفيتْ، وهذا ما جعلني أغرق في بحر الندم!
أنا الآن مُتعبة جدًّا، وأبكي بمُجرَّد أن أتذكرها، وأشعر أني مُخطئة، ولا أعرف السبيل لتعويض هذه الخسارة، أنا الآن أقوم بالأعمال الصالحة بالنيابة عنها، وأقرأ لها القرآن، وعندي نية أن أقضي عنها ما فاتها من صلاةٍ وصيام، وكذلك بودِّي أن أقوم بصدقة عنها.
زوجي متألِّمٌ لفَقْدِها، وهو شاعر بالتقصير في حقِّها، ولكنه لا يشعرني بأنني السبب إلا أن تأنيبَ ضميري يكاد يقتلني.

أرشدوني وفقكم الله تعالى لكل خير، وأرجو أن يأتي الرد سريعًا.


الجواب

بسم الله الرحمن الرحيم

أختي الكريمة، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
نرحِّب بعودتكِ إلى الشبكة مرة أخرى، سائلين المولى القدير أن يُسَددنا في تقديم ما ينفعك، وينفع جميع المستشيرين.

وأُكَرِّر ما أشدْتُ به فيك في ردِّي على رسالتكِ الأولى، وأضيف إليه اليوم إشادتي باتباعك النصائح التي وردتْ فيه، وأحييك على ذلك.
فتخيَّلي يا عزيزتي وضعكِ النفسي اليوم، لو أنك لم تأخذي بتلك المبادرات مع والدة زوجك - رحمها الله تعالى؟ وتخيليه لو لم تكنْ تلك المبادرات نابعةً من دافعٍ ذاتيٍّ، ورغبة داخلية في فعلها؟
تلك الرغبة التي حين تبنيتِها، جعلتْ زوجكِ يُغيِّر حواره معكِ في رفضه لأمر قدوم والدته، برؤية وأسلوب مختلف تمامًا عن أسباب وأسلوب رفضه الذي كان يبديه؛ لأنه استشعر صدقكِ، وجدية مساعيكِ.
ولذلك، فإني أرى أنك قد قمتِ - وما زلتِ - بخطواتٍ مباركةٍ وصائبة في هذا الأمر، ويشير إلى ذلك دعاؤكِ المخلص لها، والصدقات التي ترتجين أن تنفعها - بإذن الله تعالى.
وعليه، فليس من السليم أن تبقي نفسكِ في دائرة التوبيخ والتجريم، إزاء ردِّ فعلٍ صدر منك قبل سنوات، قابلته بعزمٍ ودافعٍ صادق، وسعْيٍ جادٍّ إلى تصحيحه، فكأنكِ بذلك تريدين أن تنفي عنكِ صفة البشر الذي مِن سمتِه الخطأ، وتبعدي نفسكِ عن وضع الرؤية المتوازنة للأمور، والتي يريدها الله تعالى لعباده، كما أنها من مُؤشرات الصحَّة النفسيَّة.

كما يمكنكِ أن تستثمري هذا الوضع في ترسيخ خصلة البر في نُفُوس أبنائكِ، مِن خلال حثِّهم على مُداومة الدُّعاء لجدتهم، وتوريث ذلك منهم لأولادهم، وبذلك سيكون لك دورٌ في بناء قيم عديدة، تتمحور في هذا الفعل؛ كالبر والوفاء لدى أبنائكِ وخَلَفِهِم، كما أن ذلك سيخفِّف مشاعر اللوم لديك.
واعلمي يا عزيزتي أنَّ استمرار إظهار الأسى الناجم عن هذا اللوم، قد يُثير في نفس زوجك مشاعِر وأفكارًا سلبية تجاهكِ، ثم تجاه الواقع الذي يعيشه، وهي أمور أنتم في غنًى عنها، خاصة مع عدم وجود مبرر لأسبابها.

وأخيرًا، أختم بالدعاء إلى الله تعالى أن يرحمَ والدة زوجكِ ويغفر لها، ويتقبلَ منكِ ما تقدِّمين، ويفتح لكم أبواب الخير، وسنسعد بسماع طيب أخباركِ.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.48 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.77 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.46%)]