|
ملتقى الشعر والخواطر كل ما يخص الشعر والشعراء والابداع واحساس الكلمة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
عرض كتاب أبو القاسم الشابي: رحلة طائر في دنيا الشعر
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
رد: عرض كتاب أبو القاسم الشابي: رحلة طائر في دنيا الشعر
__________________
|
#3
|
||||
|
||||
رد: عرض كتاب أبو القاسم الشابي: رحلة طائر في دنيا الشعر
ولعل هذا يفتح المجالَ لبيان ظاهرة تجلَّت في أغلب قصيد الشابي، وهي ظاهرة وجود مؤثِّرات مباشرة بانت بوادرُها في كثير من قصائد الشابي، بحيث كان شعر جبران خليل جبران وميخائيل نعيمة وشعراء المهجر بصفة عامة، أساسًا ومرجعية حاكى عليها الشابي بعضَ قصائده، ويرى الكاتب أنه برغم هذه المؤثرات التي يلاحظها الناقد بسهولة في معظم قصائد الشابي فإن الشابي ذاته ينقُل المعنى، ولكن لا ينقل الشعور ذاته؛ بل إنه يصبغ عليه من إحساسه المرهف بصورة إبداعية تدلِّل على موهبة الشابي التي لا تحتاجُ لظاهرة التأثر الشعري بغيره من الشعراء، ولعل من أبرز تلك النماذج التأثرية قولَ الشابي في قصيدته: "ألحان السكرى": قد سَكِرنا بحبِّنا، واكتَفَيْنا طفَحَ الكأسُ، فاذهَبُوا يا سُقاةُ نحن نحيا، فلا نريدُ مزيدًا حَسْبُنا ما مَنَحْتِنَا يا حَياةُ ويقول أيضًا في قصيدته: "في ظل وادي الموت": قد رقَصنا مع الحياة طويلاً وشدَوْنا مع الشباب سنينَا وعَدوْنا مع الليالي حُفاةً في شِعابِ الحياةِ حتى دَمِينَا وأكلنا التُّرابَ حتَّى ملِلنا وشرِبنا الدموعَ، حتَّى روِينَا ونثرنا الأحلامَ والحُبَّ والآ لامَ واليأسَ، والأسى، حيث شِينَا وهو يحاكي في القصيدتين معنى "ميخائيل نعيمة" في قصيدته: "يا رفيقي" من ديوانه: (همس الجفون): قل: ولجنا قصر الحياة عراةً واقتربنا من الحياة سُكارى فاستطبنا لهاثها ولماها وعشِقنا ظلامَها والنهارا وغرفنا مِن حفنتيها كنوزًا وقطفنا مِن وجنتَيْها ثِمارا غير أنا لَمَّا دُعينا انطلقنا وتركنا - كما وجدنا - الديارا وخرجنا منها عراةً حيارى
__________________
|
#4
|
||||
|
||||
رد: عرض كتاب أبو القاسم الشابي: رحلة طائر في دنيا الشعر
قل: أطعنا في كل ما قد فعلنا صوت راعٍ إلى الوجود دعانا فجنينا من الحياة ولكن قد أعدنا إلى الحياة جنانا وأكلنا منها، ولكن أكلنا وشربنا لحومَنا ودمانا ومضينا ولا ندامة فينا وتركنا كؤوسنا لسوانا فإذا كان في الحياة حرامٌ فحرامٌ من مثلنا أن يُهانا وحرام من مثلنا أن يُدانا وفي قصيدته: "اسكُتي يا جراح" يقول الشابي: اسْكُتي يا جرَاحْ واسكني يا شجونْ ماتَ عهد النُّواحْ وزمانُ الجُنُونْ وأطَلَّ الصَّبَاحْ مِنْ وراءِ القُرُونْ في فِجاجِ الرَّدى قد دفنتُ الألَمْ ونثرتُ الدُّموعْ لرياحِ العَدَمْ واتخذتُ الحياة معزفًا للنَّغمْ يتبع
__________________
|
#5
|
||||
|
||||
رد: عرض كتاب أبو القاسم الشابي: رحلة طائر في دنيا الشعر
عرض كتاب أبو القاسم الشابي: رحلة طائر في دنيا الشعر محمود ثروت أبو الفضل إلى أن يقول: ماتَ عهدُ النُّواح وَزَمانُ الجنونْ وأطلَّ الصَّباحْ مِن وراءِ القُرونْ من وراءِ الظَّلامْ وهديرِ المياهْ قد دعاني الصَّباحْ وربيعُ الحَيَاهْ يا لهُ مِنْ دُعاء هزَّ قلبي صَداهْ لَمْ يَعُد لي بَقاءْ فوق هذي البقاعْ الودَاعَ الودَاعْ يا جبالَ الهمومْ يا هضاب الأسى يا فِجَاجَ الجحيمْ قد جرى زوْرَقِي في الخضمِّ العظيمْ ونشرتُ الشراعْ الوَداعَ الوَداعْ وهذه القصيدة صورة من قصيدة "ميخائيل نعيمة": "الطمأنينة" التي يقول فيها: سقف بيتي حديدْ ركن بيتي حَجر
__________________
|
#6
|
||||
|
||||
رد: عرض كتاب أبو القاسم الشابي: رحلة طائر في دنيا الشعر
فاعصفي يا رياح وانتحِبْ يا شَجر واسبَحي يا غُيوم واهطلي بالمطر واقصفي يا رُعود لستُ أخشى خَطَر باب قلبي حصين من صنوف الكَدَر فاهجمي يا هموم في المسَا والسَّحَر وازحفي يا نحوس بالشَّقا والضَّجر وانزلي بالألوف يا خطوبَ البشر وحليفي القضاء ورفيقي القدر فاقدحي يا شرور حول بيتي الحُفر لستُ أخشى العذاب لستُ أخشى الضَّرر وحليفي القضاء ورفيقي القَدَر ويستطيع القارئ الربط بسهولة أيضًا بين قوله في قصيدته: "قالت الأيام": يا أيها السادر في غيِّه يا واقفًا فوق حُطام الجِباه
__________________
|
#7
|
||||
|
||||
رد: عرض كتاب أبو القاسم الشابي: رحلة طائر في دنيا الشعر
مهلاً، ففي أنَّات من دُستَهُم صوتٌ رهيب سوف يدوي صداه وقول أبي العلاء المعري: خفِّف الوطءَ ما أظن أديم ال أرضِ إلا من هذه الأجساد ويقول الشابي في ختام قصيدة: "بقاء الخريف" يصف مصرع زهرة كتشبيه لحظه ورمزًا لحياته: ذكرتُ بمضجعِها المطمئن ومرقدها في السَّفير الجفيف مصارع آماليَ الغابرات وخيبتها في الصراع العنيف وهي تشبه نفس الخيبة التي بثها "ميخائيل نعيمة" في ختام قصيدته الشهيرة: "النهر المتجمد": يا نهرُ، ذا قلبي أرا هُ كما أراك مُكبَّلا والفرق أنك سوف تن شط من عقالك وهْوَ لا ♦ أما النتيجة الثانية التي أشار إليها الكاتب في دراسته، فهي تلك الروح الثورية التي تملأ جنبات نفس الشابي الشعرية، والتي تجلت في معظم قصائده الأخيرة، والتي خلدت اسم الشابي، تلك الروح الثورية جعلت الشابي بمثابة الغريب الساخط على مجتمعه وواقعه، وزادَ أزمتَه الشعرية اغترابًا وسخطًا مرضُه وإحساسه بقِصَر عمره واقترابه من الموت، وهذا يتضح في كثير من قصائده التي اختلطت فيها نزعته الشعرية الحساسة، وإحساسات نفسه المرهفة بالسوداوية والتمرُّد الداخلي، يقول الشابي في قصيدة: "الكآبة المجهولة": كَآبتي خالَفَتْ نظائِرَهَا غَرِيبَةٌ في عَوَالِمِ الحَزَنِ كَآبتي فِكْرَةٌ مُغَرِّدَةٌ مَجْهُولةٌ مِنْ مَسَامِعِ الزَّمَنِ لكنَّني قَدْ سَمِعْتُ رَنَّتَها بمُهْجَتي في شَبابِيَ الثَّمِلِ سَمِعْتُها فانْصَرَفْتُ مُكْتَئِبًا أَشْدو بحُزْنِي كطائِرِ الجَبَلِ سَمِعْتُها أَنَّةً يرجِّعُها صَوْتُ اللَّيالي ومُهْجَةُ الأزل سَمِعْتُها صَرْخَةً مُضَعْضعَةً كَجَدْوَلٍ في مَضايِقِ السُّبُلِ
__________________
|
#8
|
||||
|
||||
رد: عرض كتاب أبو القاسم الشابي: رحلة طائر في دنيا الشعر
بل إن الشابي في قصيدته: "إلى الله" يؤكد هذه الوحدوية التي طبع بها حياته، وطابع شعره، فيقول: أنتَ أنزلتني إلى ظلمةِ الأر ضِ وقد كنتُ في صباحٍ زاهِ كالشعاع الجميل، أَسْبَحُ في الأفْ قِ وأُصْغي إلى خرير المياهِ أنت أنشأتني غريبًا بنفسي بين قومي، في نشْوتي وانتباهي وفي غمرة يأس "بطولي" يتحلى الشابي بشجاعته وثوريته ليقول في أَنَفة في قصيدته: "نشيد الجبار": سَأعيشُ رَغْمَ الدَّاءِ والأَعْداءِ كالنَّسْر فوقَ القِمَّةِ الشَّمَّاءِ أَرْنو إِلَى الشَّمْسِ المضِيئةِ، هازِئًا بالسُّحْبِ، والأمطارِ، والأَنواءِ لا أرمقُ الظلَّ الكئيبَ، ولا أَرى ما في قرار الهُوَّةِ السوداءِ وأسيرُ في دُنيا المشاعِر، حَالِمًا غرِدًا، وتلكَ سعادةُ الشعراءِ إلى أن يقول في نفس القصيدة: أمَّا إذا خمدَتْ حَياتي، وانْقَضَى عُمُري، وأخرسَتِ المنيَّةُ نائي وخبَا لهيبُ الكون في قلبي الذي قدْ عاشَ مثلَ الشُّعْلةِ الحمْراءِ فأنا السَّعيدُ بأنني مُتَحوِّلٌ عَنْ عَالَمِ الآثامِ والبغضاءِ لأذوبَ في فجر الجمال السرمد يِ وأَرْتوي منْ مَنْهَلِ الأَضْواءِ وفي قصيدة: "مناجاة عصفور" يرى الشابي نفسَه طائرًا وحيدًا مأسورًا: غرِّدْ، ففي قلبي إليْك مودَّةٌ لكنْ مودَّة طائر مأسورِ
__________________
|
#9
|
||||
|
||||
رد: عرض كتاب أبو القاسم الشابي: رحلة طائر في دنيا الشعر
غرِّد، ولا ترهَبْ يميني، إنَّني مِثْلُ الطُّيورِ بمُهْجَتي وضَمِيري أنا طَائرٌ، مُتَغرِّدٌ، مُتَرنِّمٌ لكِنْ بصوتِ كآبتي وَزَفيري ويقول في قصيدة "الدموع": ضَاعَ أمسي، وأينَ مِنِّيَ أَمْسِي؟ وقضى الدهرُ أن أعيش بيأسي وقضى الحبُّ في سكون مريعٍ سَاعةَ الموتِ بين سُخْط وَبُؤْسِ لم تُخَلِّفْ ليَ الحياة من الأمْ سِ سِوَى لَوْعَةٍ، تَهُبُّ وَتُرسي تتهادى ما بين غصَّات قلبي بِسُكونٍ وبين أوجاعِ نَفْسي كخيال من عالم الموْت، ينْسا بُ بِصَمْتٍ ما بينَ رَمْسٍ وَرَمْسِ وقد أورثته هذه الوحدوية والعزلة نفسًا فياضة بالسخط على حال الشعوب العربية، وعلى ركونها للطغاة، وبرزت في قصائده الأخيرة نداءاتٌ إلى تلك الشعوب في قسوة واضحة وصرامة قوية تدعوه إلى النهوض من غفلته ورقاده، وقد فسّر النقاد سر هذه الثورة بأنه كان يأمل بأن يستقبلَ الناسُ شِعره بأحسن من ذلك الاستقبالِ الفاتر الذي قوبل به، إلى جانب ازدياد خصومه وحاقديه، وأن سخطه على حاله الخاص اتسع ليتعدى إلى سخطه على الشعوب النائمة ككل؛ يقول الشابي في قصيدة له من ثلاثة أبيات فقط: لا ينهضُ الشعبُ إلا حينَ يدفعُهُ عَزْمُ الحياةِ، إذا ما استيقظتْ فيهِ والحبُّ يخترقُ الغَبْراءَ مُنْدفعًا إلى السماء، إذا هبَّتْ تُناديهِ والقيدُ يأَلَفُهُ الأمواتُ ما لَبِثوا أمَّا الحيَاة ُ فيُبْلها وتُبْليهِ وفي قصيدة: "خلِّه للموت" يقول الشابي أيضًا في ثلاثة أبيات خاطفة كطلقات رصاص: كل قلبٍ حمل الخسف وما ملَّ من ذلِّ الحياة الأرذلِ كل شعب قد طغت فيه الدِّما دون أن يثأرَ للحقِّ الجليِ
__________________
|
#10
|
||||
|
||||
رد: عرض كتاب أبو القاسم الشابي: رحلة طائر في دنيا الشعر
إني أرى، فَأرَى جُمُوعًا جَمَّةً لكنَّها تحيا بِلاَ ألْبابِ يَدْوِي حوالَيْها الزَّمانُ كأنَّما يدوي حوالَي جندلٍ وترابِ وإذا استجَابُوا للزمانِ تَنَاكروا وَتَرَاشَقُوا بالشَّوكِ والأحْصَابِ وقضَوا على رُوح الأخوَّةِ بينهم جَهلاً، وعاشُوا عِيشةَ الأَغرابِ فرِحتْ بهم غولُ التَّعاسةِ والفَنَا ومَطَامِعُ السَّلاَّب والغَلاَّبِ لُعَبٌ تُحرِّكُها المطامعُ، واللهى وصَغائِرُ الأحقادِ والآرابِ وفي قصيدته: "إلى الشعب" يصرخ - مستنكرًا - في الجماهير: قد مشتْ حولَك الفصولُ وغَنَّتْ كَ فلم تبتهِجْ، ولَمْ تترنَّمْ ودَوَتْ فوقَك العواصِفُ والأن واءُ حَتَّى أَوشَكْتَ أن تتحطَّمْ وأطافَتْ بكَ الوُحوشُ وناشتْ كَ فلم تضطرب، ولم تتألَمْ يا إلهي، أما تُحسُّ؟ أَمَا تش دو؟ أما تشتكي؟ أما تتكلَّمْ؟ ولا يوجه الشاعر سخطه إلى الشعوب وحدَها، فها هو يخاطب الطغاة بكل إباءٍ وأَنَفة، مؤمنًا بنصرة الحق على باطلهم في خاتمة الأمر: ألا أيها الظَّالمُ المستبدُّ حَبيبَ الظَّلامِ، عَدوَّ الحياهْ سَخرتَ بأنَّاتِ شَعْبٍ ضَعيفٍ وكفُّكَ مخضوبة من دِماهُ
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |