مطايا المحبين إلى الحبيب - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         التقوى وأركانها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          الأمُّ الرحيمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          تقوى الله فوزٌ وسعادةٌ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          تَعِسَ عَبْدُ المُوْضَة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          كيف نغرس حب القرآن في نفوس أبنائنا؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          أدب الطبيب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          المرأة وبرُّ الوالدين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          خمس نصائح ذهبية لورثة الأنبياء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          بشائر لمن يريد العفة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          التحقق بمشاعر العبودية لله عز وجل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 02-07-2022, 11:58 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,850
الدولة : Egypt
افتراضي مطايا المحبين إلى الحبيب



مطايا المحبين إلى الحبيب









كتبه/ ياسر برهامي


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

قال ابن القيم –رحمه الله- في المحبة :

"وهي مطايا القوم التي سراهم على ظهورها دائمًا إلى الحبيب، وطريقهم الأقوم الذي يبلغهم إلى منازلهم الأولى من قريب.

تالله لقد ذهب أهلها بشرف الدنيا والآخرة؛ إذ لهم من محبة محبوبهم أوفر نصيب، وقد قضى الله يوم قدر مقادير الخلائق ـ بمشيئته وحكمته البالغة ـ أن المرء مع من أحب، فيا لها من نعمة على المحبين سابغة".

قوله -رحمه الله-: "وهي مطايا القوم التي سراهم على ظهورها دائمًا إلى الحبيب"، السرى هو سيرُ عامةِ الليل، وهذا لصعوبة السير في وقت نوم الناس، فكذلك السابق إلى الله -عز وجل-، كما في الحديث: (وَاسْتَعِينُوا بِالْغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ وَشَيْءٍ مِنْ الدُّلـْجَةِ) (رواه البخاري)، فالدلجة: السير ليلاً، فهذا تشبيه لمن يسير في فترة الظلم والفساد وعلوِّ الباطل بمن يسير في فترة الظلمة، وبعد شروق الشمس سوف يسير كل الناس عندما يدخلون في دين الله أفواجًا، وذلك حين يأتي زمانٌ على الناس يلتزمون فيه بدين الله -عز وجل-، لكنَّ السابقَ من سار ليلاً قبل أن يستيقظ الناسُ، والسابق من عبَدَ الله قبل أن يعبده الناس، والتزم الالتزام الصادق قبل أن يلتزموا، ولذلك سبق المهاجرون الأنصارَ؛ لأنهم أسلموا في فترة الاستضعاف والآلام، وقبل أن يروا في الأفق بوادر الانتصار والتمكين، وكان أقصى ما يتمنونه مكانًا يأوون إليه، فكانت المدينة -مع ما كان فيها من مخاطر- أقل شدة مما كان في مكة في فترة الاستضعاف.

فالمحبة للمحبِّ الصادقِ كالمطية التي يركبها، فيسهُل عليه أن يعمل في فترة بُعدِ الناسِ عن الدين، وأن يعمل لله في وادٍ لا يعمل فيه أحدٌ، فتجد الظلام يعم الدنيا والفساد يملأ الأرض والكفر والظلم والنفاق يغشى الناس جميعًا وهو يعمل لله -عز وجل-، يدفعه الحب إلى ذلك، ويسهل عليه أمره فيسير بلا تعب.

ومن كان صادقًا في الحب عملَ ولم يلتفت إلى أحدٍ، حتى إن كان الناس جميعًا يسيرون في غير طريقه ولم يجد من يعينه فإنه يسير إلى الله -عز وجل- ويعمل بالإسلام ومن أجله، ولو لم يجد أحدًا يعمل.

وقوله: "وطريقهم الأقوم الذي يُبلِّغهم إلى منازلهم الأولى من قريب"، الجنة هي منازل الإنسان الأولى التي لا يزال مشتاقًا إليها، فلا يزال في قلبه دافع يدفعه ويحضه على الرجوع إليها؛ لأن الجنة هي مسكنه الأول، أما الدنيا فإنها لم تكن لحيٍّ أبدًا مستقرًا، وإنما يبقى فيها مدة ثم يرحل.

وأقصر الطرق بين نقطتين هو الخط المستقيم، كذلك أقصر الطرق التي تؤدي إلى الجنة ـ المنزل الأول ـ حبُّ الله -عز وجل-، فحبُّ الله -سبحانه وتعالى- هو الصراط المستقيم القصير الثابت الذي يوصلك إلى الجنة، كما قيل:

من لي بمثل سيرك المدلل تمشـي رويدًا وتجي في الأول

يعني أن المحب الصادق هو أول الناس وصولاً إلى ربه -سبحانه وتعالى- في الآخرة، أما غيره فيتخبط في طرق الدنيا الملتوية المليئة بقطاع الطرق، فالمحبُّ يسير سيرًا فيه الراحة في الدنيا، ويوم القيامة ينال أعلى المنازل، وغيره من أهل الدنيا متعبٌ في الدنيا والآخرة.

وقوله -رحمه الله-: "تالله، لقد ذهب أهلها بشرف الدنيا والآخرة؛ إذ لهم من محبة محبوبهم أوفر نصيب، وقد قضى الله يوم قدر مقادير الخلائق ـ بمشيئته وحكمته البالغة ـ أن المرء مع من أحب، فيا لها من نعمة على المحبين سابغة"، عن أنس -رضي الله عنه- أن رجلاً سأل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الساعة، فقال: متى الساعة؟ فقال -صلى الله عليه وسلم-: (وَمَاذَا أَعْدَدْتَ لَهَا؟)، فقال: لا شيءَ، إلا أنِّي أحب الله ورسوله، فقال -صلى الله عليه وسلم-: (أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ)، قال أنس -رضي الله عنه-: "فما فرحنا بشيء فرحنا بقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ)" (رواه البخاري ومسلم)، فرح الصحابةُ أعظم الفرح حينما سمعوا هذه الجملة من النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ لأنهم يحبون الله -عز وجل- وملائكته ورسله وعباد الله الصالحين، وإن لم يعملوا بعملهم.

فإذا كنت صادقًا في الحب فأنت مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وكنتَ مع رب العالمين؛ معيةَ محبة ورعاية وتكريم، ومعية إعزاز وإعلاء؛ فقد قضى الله -عز وجل- بحكمته البالغة أن المرء مع من أحب، ولذا كان من أعظم الخطر على الإنسان أن يحب الكفرة والظلمة والعصاة، بل قد يدعو بعض الناس إلى حب اليهود والنصارى ومودتهم، ويراهم مؤمنين يشهد لهم بالجنة، ثم لا يخشون أن يكونوا معهم في الآخرة، نسأل الله العافية.

والمحبة لا توصف ولا تُعرَّف، إنما يعرفها من وجدها وذاقها، فالمحبة لا تحتاج إلى تفسير، وقد يفسِّرها البعض بالطاعة، وليس بصحيح؛ لأن الطاعة من لوازم المحبة وموجباتها، ولا يكون صادقًا في محبته من لم يُطِع، وإنما المحبة هي المحبة، لا يعرفُها إلا من ذاقها ووجدها، وإنما الذي ينبغي البحث فيه هو أسبابها وموجباتها وعلاماتها وشواهدها؛ إذ الحب أمر يجده الإنسان ويعرفه ويتحقق معناه في قلبه.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 68.18 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 66.24 كيلو بايت... تم توفير 1.94 كيلو بايت...بمعدل (2.85%)]