|
ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
المعـوذتـان
المعـوذتـان دعاني جاري الجديد (بونواف) لرحلة صيد سمك، وكنت قد انقطعت لفترة طويلة عن هذه الرحلات مرغماً، فلم أتردد في تلبية دعوته.. كنا في الطريق إلى موقع قاربه. - كثير من الناس لا يخطر بباله أن يعرف معاني بعض الكلمات القرآنية رغم حفظه للآيات والسور، ولاسيما القصير منها، مثل كلمة {غاسق} في سورة الفلق، وأيضاً {الفلق}، وغيرها من الكلمات القرآنية. أيد ثالثنا (بو حسين) هذا الرأي. - بالفعل.. ما معنى {الفلق}؟ أنا شخصيا لا أعرف.. - {الفلق}.. قيل فيها معاني عدة.. منها (الصبح)، (الجبال)، (الصخور)، وبكلمة عامة (الخلق)، أي: (برب الخلق). - و(الغاسق)؟ - الغاسق.. الليل إذا (وقب)، إذا أتى وغطى النهار، ولكن هل تعلم يا (بونواف) فضل هاتين السورتين. لم أنتظر جوابا.. تابعت الكلام. - هما آخر سورتين من القرآن العظيم، وفيهما العقائد الآتية: أمر من الله أن يلجأ المؤمن لله عز وجل، وحده لا شريك له في طلب العون والنصرة، فبدأت السورتان بصفات لله عز وجل، من باب الإقرار بألوهيته وربوبيته، فهو {رب الفلق}، وهو {رب الناس}، و{ملك الناس}، و{إله الناس}، لا أحد يستطيع أن يعبث مع خلقه وعبيده، إذا لجؤوا إليه، وهذه الصفات تناسب موضع افتقار الخلق لخالقهم والعبيد لملكهم، فهو الذي يحفظهم من كل شر الذي يمكن أن يزداد مع قدوم الليل، فاستغرق أشد الأهوال، والحفظ يكون من «شر الخلق» عموماً وأسوأ ما يمكن أن يكون من شر (السحر: النفاثات في العقد). (والحسد) وهو معروف، و(الوسواس) وأشده إذا تمكن من الإنسان فسكن الصدر ولم يفارقه، فطمأن الله عز وجل عبيده بأنه (خناس)، يذهب ويزول، ويضعف بذكر الله عز وجل. قاطعني (بوحسين).. - هل كل ذكر يُذهِب الوسواس؟! - الوسواس أنواع، منها ما يذهب بمجرد أن تتجاهله، مثل الوسواس بأن وضوءك قد انتقض في الصلاة، هذا لا تستجيب له، إلا إذا (وجدت ريحا أو صوتا) والشك بأن وضوءك لم يكتمل، فإنك لا تعيده إلا إذا تيقنت من الأمر، فالقاعدة العامة في هذا الوسواس (أن الشك لا يزيل اليقين) وإنما (يزول اليقين باليقين), فهذا الوسواس لا تستجيب له ويزول، وهناك وسواس يأتيك في الصلاة فيلبس عليك قراءتك، فهذا تنفث عن يسارك ثلاثا وتستعيذ بالله فيزول، وهناك شك يأتيك في العقيدة، فتقول: «رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمدا[ رسولا»، وتستعيذ بالله من الشيطان الرجيم فيزول، وعلى العموم على المؤمن ألا يستجيب للظنون والشكوك حتى في تعامله اليومي؛ لأن الشيطان لن يتوقف عن إيذاء ابن آدم، ويجعله يعيش في قلق وشك وريبة فينغص عليه حياته، واسمع إلى قول الله تعالى: {وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون} (الأعراف: 200 - 201). - والمعنى؟ - الأمر للرسول[ والطبع المراد أمته من بعده، فإذا أصابك شيء من لمة الشيطان (شك. غضب، وسواس.. إلخ) قل: «أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم» معتقدا جازما مؤمنا بالله، فإنه يزول، وهذه هي صفة المتقين بمعنى أن الأمر ليس لأصحاب الذنوب والعصاة، بل يصيب أهل التقوى والصلاح، ولكنه يذهب عنهم بذكر الله واللجوء إليه. اعداد: د. أمير الحداد
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |