عنوان البحث العلمي - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4429 - عددالزوار : 865980 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3961 - عددالزوار : 399573 )           »          لماذا المهندسون أذكياء الناس؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          إنَّ اللَّهَ تَعَالَى سَمَّى المَدِينَةَ طَابَةَ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          بينما نبي الله يوسف في أصفاد السجن وحده.. (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          كوامن العظمة في الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          معركة مؤتة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          تذكروا وقوفكم أمام الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          كِيلُوا طَعامَكُمْ يُبارَكْ لَكُمْ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها > ملتقى الإملاء
التسجيل التعليمـــات التقويم

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 19-07-2021, 03:08 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,423
الدولة : Egypt
افتراضي عنوان البحث العلمي

عنوان البحث العلمي
محمد سلامة الغنيمي








الحمدُ للهِ خلقَ آدمَ وحمَّله أمانةَ التكليف، وأناطَه بعمارةِ الأرض وإصلاحها خلفًا للجنِّ الذين أفسدوا فيها وسَفَكوا الدماء، فحَمَل آدمُ وبنوه ما عجَزَتِ الجبال الشُّمُّ الراسيات عن حَمْله، وبرحمة من ربِّه أشفق عليه منها؛ فشرع له شرعًا يعينه على أداء أمانته، وأوَّل منَّة منَّها عليه وعلى بَنِيه أنْ علَّمه الأسماءَ كلَّها، وتحدى بها ملائكتَه، فكان تمييزُ الأشياء من خصوصيات آدم وأولاده؛ ليكون رحمةً منه سبحانه وعونًا لآدم وبَنِيه على أداء أمانته، فلله الحمد والمِنَّة.



وصلَّى الله وسلَّم على رسل الله الذين بعثَهم بالهدى؛ ليُقوِّموا المِعوجَّ، ويهدوا الضالَّ، ويَضَعوا الناسَ على الجادَّة، وجعل نبيَّنا محمدًا صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه خاتمَهم، الذي تركَنا على البيضاءِ، وأرشدنا إلى سبيلِ النجاة في اتِّباع كتاب الله وسنتِه، سمَّاه: محمدًا، وأحمدَ، ومحمودًا، بعثَه بالإسلام للعالمين، برسالةٍ عامَّة في الزمان والمكان؛ ليَبُثَّ فيهم السلام، ويبعثَ فيهم الوِئام، علَّمه ربُّه أن الأسماء دالَّة على محتواها؛ فغيَّر الأسماءَ التي تُوحي بالشرِّ؛ مثل: "عاصية" إلى "جميلة"، أو التي تحملُ تزكيةً مثل: "بَرَّة" إلى "زينب".



أما بعد:

فهكذا يبدو مدى حرصِ الإسلام على دقَّة الأسماءِ وأهميَّتِها؛ لأنها عُنوان دالٌّ على مضمون صاحبِها؛ فإن التربية الإسلامية المعنيَّة بإبراز معالمِ وأسرار التربيةِ كما يريدها الله تعالى - تُولِي هذه القضية عنايةً فائقةً، وإن كان ذلك يُعنَى بأسماءِ الأشخاص والأشياء، فلا شكَّ أن أسماءَ البحوث العلميَّة، التي تُبْحِرُ من ساحل التربية الإسلامية، لَمِنَ الأهميَّة بمكان؛ وذلك أن فاقدَ الشيء لا يُعطيه.



وقبلَ أن نغوصَ في غِمار موضوعِ "عنوان البحث العلمي"، ينبغي علينا أن نُذكِّرَ أنفسَنا بمبدأ إسلاميٍّ أصيل، وحقيقةٍ تربويَّة مُسلَّمٍ بها، وذلك أن بعضَ الباحثينَ جَنَحوا إلى الرَّطانةِ ببعض الألفاظ الأعجميَّة، لا أقول في محاضراتِهم ولا محتويات ومضامينِ أبحاثِهم، بل في عناوينِ الأبحاث ذاتِها، وكأن لسانَ العربِ قاصرٌ عن مرادفِها؛ مثل "إستراتيجيَّات" بدلًا من إجراءات، "وأيديولوجيَّات" بدلًا من معتقدات أو خلفيَّات فكريَّة؛ فبدَتْ كظاهرةٍ مرَضيَّة شائعة عند بعض الباحثين.



فإن كان ذلك يقع تقليدًا من معجب، فهو عين الكارثة، لا سيما إن كان من باحثٍ يتَّصل تخصُّصُه بالأصول الإسلاميَّة، وذلك من وجهين:

1- أنه مَنوطٌ به العملُ على العودة بالمسلمين إلى النَّبْع الصافي وهَدْيِ الرَّعيل الأول، فإذا به يُخالِفُ فعلُه مقصدَه، حيث إن الشارعَ قد جعل من خصوصيَّة خيرِ أمَّة مخالفةَ الأممِ الأخرى، وجعل ذلك توجُّهًا شرعيًّا عامًّا.



2- أنه قد وقع فيما كان يخشاه الشارعُ من الإعجاب بهَدْيِ المقلَّد؛ فينحرف عن الجادَّة، وهذا ما وقع مع المُستَغْرِبين، بدؤوا بالإعجابِ بالمظهر، وشيئًا فشيئًا افتَتَنوا بالإعجابِ بالمَخْبرِ، وفضَّلُوا هَدْيَهم على هَدْيِ الإسلام.



وقد بسَطَ في عموم هذه القضية شيخُ الإسلام ابنُ تيميةَ في كتابه "اقتضاء الصراط المستقيم"، وأسهَبَ في خصوصِ تغريبِ المصطلحاتِ العلميَّة بكرُ بنُ عبدالله أبو زيد في كتابه "تغريب الألفاظ العلميَّة".



تطوُّرُ أسلوب كتابة عنوان البحث العلمي:

تطوَّر تاريخُ عناوينِ الكتب مع النهضة العلميَّة الإسلاميَّة، فكان السلفُ في القرون الثلاثة الفاضلةِ لا يَتكلَّفون في عناوين مُصنَّفاتِهم، ولا يُسهِبون فيها، بل كانت وجيزةً ودالةً على مضمونِها؛ مثل: " الأم "؛ للشافعي، و" المُوطَّأ "؛ لمالك.



وما إن نشطَتْ حركة التأليف والترجمة على يدِ المنصورِ، والتي بلغَتْ ذِروتَها في عصر المأمونِ، الذي كان يفتدي أسرى الرومِ بالكتب ويَهبُها للعلماءِ؛ لترجمتِها والتعليقِ عليها، ويُغدقُ العطايا على الورَّاقين والنُّسَّاخ، ومن ثَمَّ نَشِطَت حركةُ التأليف والترجمة نشاطًا ملحوظًا[1].



ونظرًا لحرصِ كثيرٍ من العلماء على حِفْظِ مُصنَّفاتهم ونشرِها في ظلِّ الإنتاج الهائل من المُؤلَّفات العلميَّة في مختلف الفنون، فقد كانوا يَسْجَعون في عناوينِ مُؤلَّفاتهم، وكان بعضُهم يَجعلُ العنوانَ مسجوعًا إلى كُنيته؛ ككتاب "الأغاني"؛ للأصفهانيِّ، وكتاب "وَفَيَات الأعيان"؛ لابن خَلِّكانَ؛ وذلك لأغراض، أهمُّها:

التسهيل على القارئ.

حفظ الكتاب في ذاكرة القرَّاء.

طلب الشهرة وتسويق الكتاب.

علامة على سَعَة علم المؤلِّف.



وإن كان هناك مَن قد بالغَ في ذلك مبالغةً عظيمةً، فأطالَ إطالةً مُملِّة قد تتجاوَزُ السطرَ؛ مثل تاريخ ابن خلدون الذي سماه: "العِبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر، ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر"، ومثل كتاب القرطبي الذي سمَّاه: " الإعلام بما في دين النصارى من الفساد والأوهام، وإظهار محاسن دين الإسلام، وإثبات نبوة محمد علية الصلاة والسلام".



وقد استمرَّ استخدامُ السَّجْع في عناوينِ الكتب إلى قيام النهضة العلميَّة الحديثة، وانتشار الطباعة، إلا أن كثيرًا من المُتأثِّرين بالقدامى إلى الآن يَسجَعون في عناوينِ كتبهم.



ويَدلُّ قبولُ السَّجْعِ في العناوين من قِبلِ الكُتَّاب والمؤلفين على امتداد تاريخ الأمة من القرن الرابع كما ذكرنا آنفًا - يزيدُ في بعض القرون، ويقلُّ في قرون أخرى، لكنَّه موجودٌ إلى يوم الناس هذا - على إباحتِه من الناحية الشرعية.



ومع ذلك لم يكن السلفُ ينتهجونه في جميع مؤلَّفاتهم؛ فمثلًا الإمام ابن الجوزي له "صيد الخاطر"، وابن القيم له كتاب "الروح".



ومع ذلك أيضًا كان الغالبُ على كتبهم عدمَ التكلُّف في السَّجْع، ومطابقة العنوان للمضمون؛ مثل: "الصواعق المرسلة" وغيره، وهذا هو المعيار.



ومع ذلك نقولُ: إن هَدْي السلف أحسنُ وأفضلُ، ولا بأس بالسَّجْعِ البريء من التكلُّف في صياغته، والوجيز في عبارتِه، مع الدَّلالة على المضمون.

يتبع


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 85.52 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 83.76 كيلو بايت... تم توفير 1.76 كيلو بايت...بمعدل (2.06%)]