علاقة الأبناء مع الأب بعد الطلاق - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         معارج البيان القرآني ـــــــــــــ متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 7821 )           »          انشودة يا أهل غزة كبروا لفريق الوعد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 48 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 859404 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 393746 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215930 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 77 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 60 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 61 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26-01-2023, 06:40 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,062
الدولة : Egypt
افتراضي علاقة الأبناء مع الأب بعد الطلاق

علاقة الأبناء مع الأب بعد الطلاق
أ. مروة يوسف عاشور


السؤال:

الملخص:
إخوة اضطربت علاقتهم مع والدهم الذي طلَّق أمهم وتزوَّج أخرى، ثم انْقَطَع عنهم، ولكنه يأتي فقط مِن أجل أخْذِ مالِهم.

التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
والدي تَزَوَّج منذ سنواتٍ بامرأة أخرى غير أمي، وتغيَّر معنا جذريًّا؛ طلَّق أمي، وباع منزلنا، وتراكمتْ علينا الديون، وأصبح سيئ التعامل معنا، واضطربت علاقتنا معه، وفي المقابل يُنفِق على امرأته الثانية وأولاده الصغار منها، ويُفَضِّلهم علينا!

يأتي إلينا أحيانًا مِن أجل المال، فنُعطيه ما معنا ويذهب، لكن الآن الموضوع زاد عن حدِّه، ويريد أن نقترضَ مِن أجله.

حاوَلْنا أن نَتَوَدَّد إليه، لكنه يسبُّنا، ويأتي في أوقات متأخرة من الليل، ولا يشعر بخطأ ما يفعل، فأمُّنا ليست زوجته، ولا تحلُّ له، فبأيِّ صفة يأتي في تلك الأوقات؟!

بدأتُ أتجاهلُه، وأحثُّ إخوتي على تجاهُله، حتى لا يأخذ مالنا، خاصة بعدما عرفتُ أن يتعاطى المخدرات.

أشيروا عليَّ هل تصرُّفي خطأ؟


الجواب:

بُنيتي الكريمة، حياكِ الله وأعانكِ على هذا البلاء.
مِن الصعب على الإنسان بوجهٍ عام، والفتاة بوجهٍ خاص - فَصْلُ المشاعر، وتجنُّب العواطف حين التعامُل مع الناس؛ إذ سرعان ما سيطفو ما امتلأ به القلبُ، ويُصبح حكايةً تَرويها ملامحُ الوجه، وتُفصح عنها فلتاتُ اللسان، وهذه المشكلةُ نُعاني منها حين نتعامَل مع مَن لهم علينا حقوقٌ شرعية، ومَن هم أحقُّ بحُسن الصُّحبة ولين الجانب، ممن جَعَل الله لهم مكانةً عاليةً، ومنزلةً رفيعةً، ولو طغَوْا وتعدَّوا؛ كالوالدين أو أحدهما.

لن يُحاسبكِ الله على نفقةٍ لم تُفرَضْ عليكِ، ولن يُحمِّلكِ - وهو الحكَم العدل - ذنبًا لم تقْتَرفيه، ولكني أجد بين كلامك سوء معاملة في تعامُلكم معه، بعد أن كنتم تَتَوَدَّدون إليه، ثم لم يزده ذلك إلا ظلمًا؛ إذ ليس مِن السهل أن تَتَرَفَّقوا بوالدٍ قصَّر في حقكم، وبالَغ في أذيتكم، وتخلَّى عنكم في أشدِّ ما كنتم بحاجة إليه، وحوَّل عاطفة الأبوة بكل ما فيها مِن معانٍ سامية ومشاعر جيَّاشة إلى حبلٍ يلفه حول أعناقكم على أنه حقه عليكم.

ولكن عزيزتي، لم نعتدْ أن يكونَ طريق الطاعة مُمَهَّدًا لمن أراد أن يَسْلُكَه، ولنا في الأنبياء والصالحين ممن أذاقهم آباؤهم وقومهم أشد أنواع العذاب وعامَلُوهم بمنتهى القسوة، وقابلوا إحسان أبنائهم بالإساءة - لنا فيهم خيرُ أسوة نتسلَّى بها عن هُمومنا، ونُخفِّف بها لوعة أحزاننا على بلاء لا سبيل إلينا بدفْعِه، ولا طاقة لنا بتحمُّله، ولا حيلة لنا في ردِّه مهما حاولنا وبَذَلْنا.

نعم، فحقُّه لا يسقط بذنوبٍ يقترفها، أو بحدودٍ يَتَعَدَّاها، ولسنا مُوَكَّلين بمعاقبته على ما يقترف، ولستُ أرى لكِ إلا أن تَتَصَبَّري وتستعيني الله على أمره وأمركم.

وأمَّا أن يطرقَ باب الوالدة في وقت غير مناسب، فلها الحق ألا تسمحَ بدخوله المنزل إلا في وقتٍ تقبله هي ولا يُسبِّب لها ضررًا؛ إذ هي صاحبةُ الأمر في بيتها، ولها مُطْلَقُ الحق في تحديد مَن تستقبل ومتى تستقبل.

فأرى أن يقف أحد أقاربها؛ كخالكِ أو جدكِ إن تَيَسَّر، أو غيرهما مِن المحارم، الذين لهم أن يتحدثوا بلسانها، وأن يَمنعوه ما ليس له بحقٍّ.

إذا لم تعطه المال، فلا تُعامليه بتجاهلٍ أو قسوةٍ، أو تُظْهِري له النفور؛ وليكنْ تعاملكِ طيبًا، وكلماتكِ رقيقة.

مِن حقه عليكِ أن تُكثري مِن الدعاء له بالهداية والتوبة والاستقامة، ولا مانع أن يكونَ ذلك بصوتٍ يسمعُه، ولكن احذري أن يصدرَ منكِ على صورةٍ تهكمية تهدِم ولا تبني.

مِن حقه عليكِ أن تُذَكِّريه بالله، وبخطورة ما يفعل على صحته في الدنيا، ومصيره في الآخرة؛ فقد تُصادف كلمة حانية منكِ لحظة قَبول فتُلامس ذلك القلب القاسي فتُلينه وتجلي صدأَه، ومَن يدري؟! فقد سَمِعْنا في بعض قصص إسلام كُفار قريش ما تعجَّبْنا منه، ولكن الأخذ بالأسباب مع الصبر على الدعوة بالموعظة الحسنة - يُحدِث ما لا نستطيع أو نتوقَّع أن يكون.

مِن حقه عليكِ ألا تقطعي حبلَ التواصُل بينكم وبين إخوتكم مِن زوجتِه، فلا ذنب لهم فيما يفعل من تفريقٍ بينكم في المعاملة، واعلمي أن ذلك واجبٌ شرعيٌّ، وحقُّ إخوتكم عليكم، وأرجو ألا يَتَوارَد إلى ذهنكِ أنهم يقطعونكم، أو أن أمهم تفعل وتفعل؛ فما زالتْ أعمارهم لا تفقه صلة الرحم، ولم تتذوَّقْ معنى الأخوة والصلة المتينة بين الأهل، وإن فعلوا بعد أن يفقهوا فليس الواصلُ بالمكافئ، وإنما الواصلُ الذي إذا قُطِعَتْ رحمُه وَصَلَها.

أعانكم الله، وهدى والدكم، وجعل لكم مِن كلِّ هَمٍّ مخرجًا، ومِن كلِّ ضيقٍ فرجًا
والله الموفِّق، وهو الهادي إلى سواء السبيل



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



 

[حجم الصفحة الأصلي: 48.16 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 45.81 كيلو بايت... تم توفير 2.34 كيلو بايت...بمعدل (4.86%)]