أجمعُ آيه! - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 42 - عددالزوار : 1873 )           »          الإضراب عن العمــل وحكمه في الشرع الحكيم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 76 - عددالزوار : 17727 )           »          حسن الخلق عبادة عظيمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          إلى منكري بعث الموتى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          العلماء وهموم العامة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          لمحبي القراءة.. كيف تختار كتاباً جيداً ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          من شبهات اليهود وأباطيلهم «أن المسجد الأقصى هو مسجد في السماء» (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          وثيقة المرأة في الأمم المتحدة.. ما خفي كان أعظم! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          ماذا يريد هؤلاء من نسائنا؟! وثيقـة المرأة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19-10-2023, 07:49 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,280
الدولة : Egypt
افتراضي أجمعُ آيه!

أجمعُ آيه!


د. عبدالكريم بن عبدالله الوائلي








أسند الإمام الطبري في تفسيره إلى عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: «إن أجمعَ آيةٍ في القرآنِ لخيرٍ أو لشرٍّ آيةٌ في سورة النحل: {إنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإحْسَانِ وَإيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْـمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [النحل: 90][1].
هذا الأثر المقاصدي العظيم يكاد يُطْبِق على ذِكْره وإيراده جميعُ المفسرين عند هذه الآية؛ فقد ذكَره الثعلبي والواحدي والسمعاني والبغوي وابن الجوزي والرازي والبيضاوي وابن جُزي وابن كثير وأبو السعود وابن عاشور، وغيرهم.
ويُستدل له بقوله -تعالى-: {مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ} [الأنعام: ٨٣]؛ على التفسير بأن المراد بالكتاب هنا هو القرآن[2]، وبحديث أبي هريرة -رضي الله عنه- مرفوعًا: «ليس منّا مَن لم يتغن بالقرآن»[3]؛ على تفسير أن المراد بـ«التغني» الاستغناء بالقرآن عن غيره من الأخبار[4].
وبيان جماع الآية للخير والشر؛ فلأنها جمعت الأمر بفعل أصول التقوى الثلاثة: العدل والإحسان، وإيتاء ذي القربى، وكذلك النهي عن أصول المعاصي والآثام الثلاثة: الفحشاء والمنكر والبغي، والتقوى منحصرة في الأوامر والنواهي[5]، «فلم يبقَ شيء إلا دخل فيها؛ فهذه قاعدة ترجع إليها سائر الجزئيات، فكلّ مسألة مشتملة على عدل أو إحسان أو إيتاء ذي القربى؛ فهي مما أمَر الله به، وكل مسألة مشتملة على فحشاء أو منكر أو بغي؛ فهي مما نهى الله عنه»[6]، فانتظَم في الآية الأمر بجميع المصالح والزجر عن جميع المفاسد[7].
والأثر بإيجازه واختصاره يغرس في قلب المسلم عظمة القرآن، وأنه جامع لكل خير وناهٍ عن كل شرّ؛ فتزداد النفس إقبالاً على القرآن وحفاوةً به. وغرس عظمة القرآن في النفوس من أعظم أغراض الوعظ عند السلف.
كما أن الأثر يلفت نظر المتأمل إلى ما حوى القرآن من إعجاز تشريعي؛ ففي آية منه يُردّ إليها جميع أصول الشريعة وكلياتها؛ كما مرَّ في النقول التي نقلناها عن أئمة التفسير، وهذا كله بالإفادة من عموميات الآية (العدل)، (الإحسان)، (الفحشاء)، وغيرها.
إنَّ جمال هذه الهداية يمتدّ ليظهر أيضًا في خُلق المسلم؛ كما يقول قتادة -رحمه الله-: «إنه ليس مِن خُلُق كان أهل الجاهلية يعملون به ويستحسنونه إلا أمر الله به، وليس من خُلُق سيئ كانوا يتعايرونه بينهم إلا نهى الله عنه وقَدَّم فيه»[8]؛ فهذه الأخلاق الحسنة تدخل في عموم الخير الذي ذكره ابن مسعود -رضي الله عنه- في أثره، وكذا ذِكْره لأصول الأخلاق السيئة.
فاللهم اهدنا لأحسن الأعمال وأحسن الأخلاق؛ لا يهدي لأحسنها إلا أنت. وقِنا سيِّئ الأعمال وسيِّئ الأخلاق، لا يقي سَيِّئها إلا أنت.


[1] تفسير الطبري (14/337).
[2] نقل هذا التفسير عن ابن عباس في رواية عطاء. يُنظر: التفسير الوسيط، الواحدي (2/268)، واختاره بعض المفسرين: كالسمعاني في تفسيره (2/101)، الراغب في تفسيره (1/330)، ابن عطية في تفسيره (2/290).
[3] أخرجه البخاري، كتاب التوحيد، حديث رقم (7527).
[4] يُنظر: فتح الباري، ابن حجر (9/72).
[5] يُنظر: تفسير ابن عاشور (14/254).
[6] تفسير السعدي (ص447).
[7] يُنظر: قواعد الأحكام، العز بن عبدالسلام (2/189).
[8] تفسير الطبري (14/337).

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.25 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.53 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.41%)]