الأمن الفكري بنظرة تربوية - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         دور المسجد في بناء المجتمع الإنساني المتماسك السليم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          ملامح الشخصية الحضارية في الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          المثنى بن حارثة الشيباني فارس الفرسان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          أدب الحديث على الهاتف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          المدرسة الإسماعيلية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          أثر صحبة العلماء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          أحكام خطبة الجمعة وآدابها***متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 94 - عددالزوار : 74452 )           »          علمني هؤلاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          الحب المفقود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          المستقبل للإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-05-2021, 01:15 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,491
الدولة : Egypt
افتراضي الأمن الفكري بنظرة تربوية

الأمن الفكري بنظرة تربوية
مالك فيصل الدندشي





برزت في الآونة الأخيرة ظاهرتان متناقضتان:

الأولى: تدعو المسلمين إلى الخنوع، والتواكل، والكسل، بل والذلة أحياناً إزاء ما حل بالأمة من مصائب ونكبات، وما تسلط عليها من أعداء.

والثانية: ظاهرة الغلو والتطرف التي أدت إلى نشوء أفراد، وجماعات؛ أحيت فكر الخوارج، والباطنية، والرافضة (الشيعة)، والظاهرتان لا تمثلان وسطية الإسلام الذي حمى الفكر الإنساني وصانه، ودعاه إلى نبذ الغلو والتطرف، كما دعاه إلى ترك الكسل، والخنوع، وثقافة الإرجاء إزاء الأحداث.

(إن تربية الجيل على الفأل الحسن، والثقة بموعود الله في تحقيق نصر الأمة وعزتها؛ يقوض أحد أهم أسباب نشوء الغلو والتطرف الذي اصطلح عليه في عصرنا بـ(الإرهاب).

إن تربية الجيل المسلم على الفأل والثقة، والعمل، وبذل الجهد (الأخذ بالأسباب)، والاعتماد أولاً وأخيراً على خالق الأسباب؛ ينمي في النفس حب العمل، وصرف الطاقة فيما يرضي الله - سبحانه - تعالى -لتحقيق النصر - وإن تأخر -، ليهدم بنيان التكاسل والتواكل، والإفراط في التصرف، والجنوح إلى استعجال النصر، وذلك باستخدام أدوات مرفوضة شرعاً وعقلاً تؤدي إلى نتائج خطيرة في الحياة الإسلامية خاصة، والحياة الإنسانية بعامة. (من مقال للدكتور سعود الشويش، الفأل يهدم الغلو نشره في موقع لها أون. بتصرف).

إن ترك الاستقامة يوصل إلى أحد طرفي المشكلة: غلو، وكسل، وبتعبير عصري: إرهاب، وذلة، وخنوع.

إن الإسلام يربي أبناءه تربية وسطية (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا)(البقرة:143)، فليس عندنا غلو أهل الكتاب، ولا رهبنة بعضهم.

إن كلمة الأمن في اللغة جاءت على المعنى الذي يريده الشارع الحكيم؛ فهي تدل على الاطمئنان، والثقة، والسلامة، وهي ثمرة من ثمار ترك الشرك، والظلم، وهي منة امتن الله بها على قريش في الجاهلية بقوله - تعالى -: (فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ . الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ)(سورة قريش:4-3)، أي: الأمن النفسي، والأمن الغذائي.

والإسلام حريص كل الحرص على تربية المسلمين على طرح الغلو والتطرف بمفهومه الشرعي ولو كان في العبادة المحضة، وكذلك حرصه على تربية المسلمين على العزة، والاستعلاء على العدو، وإرادة الخير للناس عموماً، والاستعداد للمتربصين على الأمة يريدون بها شرا، ولم يذكر كلمة الإرهاب إلا لهذا المعنى وهي هنا ممدوحة كما في قوله: (وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ (60) وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)(سورة الأنفال:60-61)، ولذلك حرم الإسلام الخيانة والغدر، ولو بحق العدو إن كان بينه وبين المؤمنين عهد وميثاق، وأمر بأداء الأمانة إلى أصحابها أياً كانت ملتهم؛ وكذلك حث على العدل المطلق للجميع (وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللّهِ أَوْفُواْ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (152) وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)(الأنعام الآية:152-153).

حرص الإسلام على تنشئة الأمة على مبادئ إنسانية يأمن بها الناس على أموالهم، وأعراضهم، ودمائهم، وأنفسهم، وأديانهم، وعامل عبدة النار(المجوس) كأهل الكتاب، فدعاهم إلى الإسلام أولاً، ثم إن أبوا فعليهم دفع الجزية، فإن أبوا فالحرب بشروطها الشرعية، وأخلاقياتها.

وهذا ما طبقه المسلمون عملياً عند فتح بلاد فارس، فقد تحقق وعد النبي - صلى الله عليه وسلم - لسراقة بن مالك، ولبس سواري كسرى(1).

وقد امتثل ذلك أمراء المسلمين فلم يغدروا، ولم ينقضوا عهداً، ولما أراد معاوية - رضي الله عنه - أن يتعجل في غزو الروم، وقد كان بينهم عهد (هدنة مؤقتة) لم ينته أجله؛ نهاه عمرو بن عبسة - رضي الله عنه - عن ذلك، وذكره بوجوب الالتزام بالعهود، فكف معاوية عن الغزو، كما ورد في سنن أبي داود: كَانَ بَيْنَ مُعَاوِيَةَ وَبَيْنَ الرُّومِ عَهْدٌ، فَأَرَادَ أَنْ يَغْزُوَهُمْ، فَتَعَجَّلَ شَهْرًا، قَالَ: فَجَعَلَ رَجُلٌ فِي أَرْضِ الرُّومِ عَلَى بِرْذَوْنٍ يَقُولُ: وَفَاءٌ لَا غَدْرٌ، فَإِذَا هُوَ عَمْرُو بْنُ عَنْبَسَةَ، فَدَعَاهُ مُعَاوِيَةُ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: ((مَنْ كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ قَوْمٍ عَهْدٌ فَلَا يَحِلُّ لَهُ أَنْ يَحِلَّ عُقْدَةً حَتَّى يَنْقَضِي أَمَدُهَا أَوْ يُنْبِذُ إِلَيْهِمْ سَوَاءٌ)) قَالَ: فَرَجَعَ مُعَاوِيَةُ بِالْجُيُوشِ. (ورواه أيضاً الترمذي وصححه، وصححه عدد من العلماء).

التربية الإيمانية الوسطية هي الضمان الوحيد من الوقوع في الغلو والتطرف، ونبذ الإرهاب، إذا كان المقصود به الخيانة والغدر، وحمل الناس بالإكراه على اعتقاد شيء لا يريدونه (لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ)(البقرة:256)، وترويع الآمنين، وقتل النساء والأطفال، والشيوخ غير المحاربين، والإجهاز على الجرحى، أو من استسلم لنا، وتهديم العمران، وقطع الأشجار، وأكل أموال الناس بالباطل، كل هذه الصور عمل إرهابي في مفهوم الدين، وأما إن كان الإرهاب بالمعنى الذي أرادت منه الآية؛ فلا ضير فيه.

فما من دين اهتم بـالأمن الفكري بمفهومه اللغوي والشرعي مثل الإسلام، وما من منهج حارب الغلو والتطرف وإرهاب الناس مثل دين الله - تعالى -؛ هذا إذا علمنا أن الفكر يشمل: جملة النشاط الذهني للإنسان من تفكير، وإرادة، ووجدان، وعاطفة، وسلوك كما جاء في معنى الفكر في المعجم الفلسفي وفي اللغة.

فديننا يوطد دعائم الاستقرار والسلامة، والثقة بين الناس، ويؤمن الناس على أرواحهم وممتلكاتهم، وأعراضهم ودمائهم، وعلى كنائسهم وبيعهم ما داموا في دار الإسلام، لا يخونون ولا يغدرون، ولا يقاتلون؛ بل وأمر بالبر بهم والقسط في معاملتهم (لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8) إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)(الممتحنة:8-9)، وأما من سعى إلى مقاتلة المسلمين، وإخراجهم من أرضهم، أو ظاهروا أعداء الله على المسلمين؛ فهؤلاء لهم حكم آخر غير ذاك (عدم توليهم).

إذن فالإسلام منظومة من المبادئ والقيم تحمي الفكر من التطرف، والغلو، والإرهاب، كما تصونه من الخنوع والاستكانة، واستعجال النصر، والقفز على المراحل، مما يجعله يتصرف تصرفات لا أساس لها في دين الله - تعالى -.

لا يمكن أن يتحقق الأمن الفكري إلا بتربية وسطية تستهدي بنور الكتاب، وسنة خير الأنام فهما العاصمان من كل زلل، المحصنان من كل مفهوم، وتفكير ينزلق بالمسلم في مهاوي الضلال.

إن إغلاق باب الحوار - على الرغم من أن الله تعالى حاور إبليس والكفرة -، وطرح ثقافة الآخر جملة، وتهميش ثقافة الخلاف والاختلاف، وإقصاء فكر غيرنا، وسد أبواب المناقشة؛ لهي من أكبر العوامل على ظهور التوتر، والعنف، والقلق، والإرهاب (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)(سورة الحجرات:13).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ

(1) القصة: أوردها ابن عبد البر في الاستيعاب في معرفة الأصحاب (2/581، ترجمة 916) والحافظ ابن حجر في الإصابة في تمييز الصحابة (3/41، ترجمة 3117) تعليقاً عن سفيان بن عيينة عن أبي موسى عن الحسن أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لسراقة بن مالك: ((كيف بك إذا لبست سوارى كسرى))، قال: فلما أتى عمر بسواري كسرى، ومنطقته، وتاجه؛ دعا سراقة بن مالك فألبسه إياهما، وكان سراقة رجلاً أزب، كثير شعر الساعدين، وقال له: ارفع يديك، فقال: الله أكبر، الحمد لله الذي سلبهما كسرى ابن هرمز الذي كان يقول: أنا رب الناس، وألبسهما سراقة بن مالك بن جعشم أعرابي رجل من بني مدلج، ورفع بها عمر صوته، وأوردها الشافعي في الأم (4/157)، ومن طريقه البيهقي في السنن الكبرى (6/357، رقم 12812).


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 58.30 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 56.42 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.22%)]