![]() |
|
|
فتاوى وأحكام منوعة قسم يعرض فتاوى وأحكام ومسائل فقهية منوعة لمجموعة من العلماء الكرام |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() أحكام العمرى والرقبى وإحياء الموات الشيخ صلاح نجيب الدق الْـحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا، الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ، وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ الَّذِي أَرْسَلَهُ رَبُّهُ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا، وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا، أمَّا بَعْدُ: فإنَّ الْعُمْرَى وَالرُّقْبَى وإحياء الموات لها أحكامٌ شرعية ينبغي على طلاب العِلم الكرام معرفتها، فأقول وبالله تعالى التوفيق: أولًا: الْعُمْرَى وَالرُّقْبَى: تعريف الْعُمْرَى: الْعُمْرَى في اللغة: مأخوذة من العُمر؛ وهو الحياة. الْعُمْرَى في الشرع: جعل المالك شيئًا يملكه لشخص آخر عمر أحدهما. وَصُورَةُ الْعُمْرَى أَنْ يَقُولَ الرَّجُلُ: أَعْمَرْتُك دَارِي هَذِهِ، أَوْ هِيَ لَك عُمُرِي، أَوْ مَا عَاشَتْ، أَوْ مُدَّةَ حَيَاتِك، أَوْ مَا حَيِيت، أَوْ نَحْوَ هَذَا. سُمِّيَتْ عُمْرَى؛ لِتَقْيِيدِهَا بِالْعُمُرِ، وهي نوعٌ مِن الهبة؛ (المغني لابن قدامة، جـ8، صـ282). تعريف الرُّقْبَى: الرُّقْبَى في اللغة: المراقبة والانتظار. الرُّقْبَى في الشرع: أَنْ يَقُولَ الرَّجُلُ: أَرْقَبْتُك هَذِهِ الدَّارَ، أَوْ هِيَ لَك حَيَاتَك، عَلَى أَنَّك إنْ مِتَّ قَبْلِي عَادَتْ إلَيَّ، وَإِنْ مِتُّ قَبْلَك فَهِيَ لَك وَلِعَقِبِك، فَكَأَنَّهُ يَقُولُ: هِيَ لِآخِرِنَا مَوْتًا، وَ سُمِّيَتْ رُقْبَى؛ لِأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا يَرْقُبُ (ينتظر) مَوْتَ صَاحِبِهِ؛ (المغني لابن قدامة، جـ8، صـ282). حكْم الْعُمْرَى والرُّقْبَى: الْعُمْرَى والرُّقْبَى مشروعتان بدليل سُنَّة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وهما نوع مِنَ الهبة، لكنهما يفتقران إلى ما يفتقر إليه سائر الهبات مِن الإيجاب والقبول والقبض، أو ما يقوم مقام ذلك؛ (المغني لابن قدامة، جـ8، صـ282:281). روى ابنُ ماجه عن جابر بن عبدالله، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الْعُمْرَى جَائِزَةٌ لِمَنْ أُعْمِرَهَا، والرُّقْبَى جَائِزَةٌ لِمَنْ أُرْقِبَهَا"؛ (حديث صحيح) (صحيح ابن ماجه للألباني حديث1930). روى مسلمٌ عن جابر بن عبدالله، قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَمْسِكُوا عَلَيْكُمْ أَمْوَالَكُمْ وَلَا تُفْسِدُوهَا، فَإِنَّهُ مَنْ أَعْمَرَ عُمْرَى فَهِيَ لِلَّذِي أُعْمِرَهَا حَيًّا وَمَيِّتًا وَلِعَقِبِهِ"؛ (مسلم، كتاب الفرائض، حديث 26). ثانيًا: إحياء الموات الإحياء في اللغة: جعل الشيء حيًّا. الموات في اللغة: الأرض التي خلت مِن العمارة والسكان. وقيل الموات: الأرض التي لا مالك لها، ولا ينتفع بها أحد؛ (الموسوعة الفقهية الكويتية، جـ2، صـ238). حكْم إحياء الموات: إحياء الموات مشروعٌ بسُنَّة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم؛ روى البخاريُّ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "مَنْ أَعْمَرَ أَرْضًا لَيْسَتْ لِأَحَدٍ فَهُوَ أَحَقُّ"؛ (البخاري، حديث2335). روى الترمذيُّ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِاللَّهِ، عَنِ النَّبِىِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ أَحْيَا أَرْضًا مَيِّتَةً فَهِي لَهُ"؛ (حديث صحيح) (صحيح الترمذي للألباني، حديث1114). التوكيل في إحياء الموات: اتفق الفقهاء على أنه يجوز للشخص أن يُوكِّل غيره في إحياء الأرض الموات، ويقع الملك للموكل؛ لأن ذلك مما يقبل التوكيل فيه؛ (الموسوعة الفقهية الكويتية، جـ2 صـ249). إذْنُ الإمام في إحياء الموات: يحتاج إحياء الأرض الموات إلى الحصول على إذن وليِّ أمر المسلمين، وهذا مذهب الأمام أبي حنيفة (رحمة الله)، وهذا المذهب يتناسب مع وقتنا الحاضر؛ حتى لا يحدث شجار بين الناس، ويحدث ما لا تُحمَد عقباه؛ (المغني لابن قدامة، جـ8، صـ182). فائدة مهمة خاصة بالبترول والآثار: إذا قام شخصٌ بإحياء أرضٍ فوجد فيها معدنًا أو نفطًا ( بترولًا )، فإنه لا يجوز له أن يتملكه؛ لأن ذلك يتعلق بمصالح المسلمين العامة؛ (المغني لابن قدامة، جـ8 صـ157:154). ويدخل في ذلك أيضًا مَن وَجَدَ كنوزًا أو آثارًا للمصريين القدماء أو غيرهم، فلا يجوز له أن يتملكها، ويجب عليه تسليمها إلى ولاة أمور المسلمين؛ لأنها تدخل في المنافع العامة للمسلمين، وينبغي على ولاة الأمور الكرام إعطاء مَن قام بتسليم هذه الآثار مكافأة مناسبة؛ تشجيعًا له ولغيره مِن الناس. أَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالى بِأَسْمَائِهِ الْـحُسْنَى وَصِفَاتِهِ الْعُلا أَنْ يَجْعَلَ هَذَا الْعَمَلَ خَالِصًا لِوَجْهِهِ الْكَرِيمِ،وأن يجعله ذُخْرًا لي عنده يوم القيامة ﴿ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴾ [الشعراء: 88، 89]، كما أسأله سُبْحَانَهُ أن ينفعَ به طلابَ العِلْمِ الكِـــــرامِ، وَآخِــرُ دَعْوَانَا أَنِ الْـحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَصَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِهِ، وَأَصْحَابِهِ، وَالتَّابِعِينَ لَـهُمْ بِإِحْسَانٍ إلَى يَوْمِ الدِّينِ.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
••• جميع المشاركات والآراء المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع ••• |
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |