أحببت مريضا بالسرطان - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الصراع مع اليهود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 38 )           »          الوقـف الإســلامي ودوره في الإصلاح والتغيير العهد الزنكي والأيوبي نموذجاً (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          أفكار للتربية السليمة للطفل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          لزوم جماعة المسلمين يديم الأمن والاستقرار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          منهجُ السَّلَف الصالح منهجٌ مُستمرٌّ لا يتقيَّدُ بزمَانٍ ولا ينحصِرُ بمكانٍ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 38 - عددالزوار : 1203 )           »          الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 72 - عددالزوار : 16929 )           »          حوارات الآخرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 17 )           »          الخواطر (الظن الكاذب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          الإنفــاق العــام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-05-2021, 01:44 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,025
الدولة : Egypt
افتراضي أحببت مريضا بالسرطان

أحببت مريضا بالسرطان


أ. مروة يوسف عاشور


السؤال

ملخص السؤال:
فتاة أحبَّتْ مريضًا بالسرطان وأحبَّها، ويريد التقدُّم للزواج منها، لكن يَخشى رفضَ أهلها، كما أنه أُصيبَ بالعُقم، وهي مُتعلِّقة به، ولا تدري ماذا تفعل!

تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا طالبة جامعية كنتُ أتواصَل مع أستاذ في جامعة أخرى، وساعَدَني في مشروعِ التخرُّج، ولَمَّح لي بأنه يريد التقدُّم لخطبتي.


المشكلة أنَّ حالته الصِّحيَّة مُتعَبة؛ لأنه يأخُذ جلسات الكيماوي بسبب إصابتِه بمرض السرطان، وأخبَرني أنَّ له تأثيراتٍ جانبيةً؛ مثل: العُقم، وقد شُفِيَ منه مبدئيًّا.


كنتُ أتكلَّم معه بصورة يوميَّة، والآن لا يستطيع أن يستغنيَ عني، والمشكلة أنه حلَّل ووجد نفسه عقيمًا، وصرَّح لي بأنه بحالته هذه مستحيل أن يتقدَّم لي حتى لا يَهْدِمَ حياتي.


أحببتُه حبًّا شديدًا، خاصَّة بعدما عرفتُ ظروفَه ومعاناته، كما عرفتُ أن والده تُوُفِّي بنفس المرض.


هو شخص ناجح جدًّا وعاقل، لكن أحيانًا يتصرَّف كالطفل؛ فهو لَحوحٌ جدًّا، وحساس، وكثير الزعل، وعطوف، ومُثقَّف.


يَخشى أن يَتقدَّم ثم يَرفُضه أهلي، خاصة إذا عرَفوا أنه مريض وعقيم، وأنا أعلم أن أهلي لن يَرفُضوا إذا وافقتُ، لكن لا أعلم موقف والدي إذا علم بهذه الأمور، فأخشى أن يقف في طريقنا.


تقدَّم لي في الوقت نفسه أكثرُ مِن شابٍّ للزواج مني، لكن كنتُ أرفض، وعندما أخبرتُه حزن حزنًا شديدًا، وما يشغلني ويُحيرني الآن أن هناك شخصًا تقدَّم وأهلي موافقون عليه، لكن مشكلته أنه مدَخِّنٌ، وثناءُ مَن حوله عليه جعَلَني أفكِّر فيه رغم حبي الجنوني بالأستاذ المريض.


أخبِروني ماذا أفعل؟ وكيف أتصرَّف؟ هل أُخبِره بالخاطب الجديد؟


هل أجعَل أحدَ أقربائي يُكلِّمه ويَسألُه عن نيتِه في التقدُّم حتى أرتاح؛ لأني ضائعة جدًّا؟


أو أنسحب وأقبل الخاطب المتقدِّم رغم تعلقي بالأستاذ المريض؟

الجواب

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
لستُ أرى أن مشكلة الرجل في مرضه؛ إذ تغيَّرت الأزمان، وتبدَّلت الأحوال، ولم يَعُدِ المرضُ مخيفاً إلى الحد الذي كان عليه في عصر أجدادنا أو آبائنا؛ فتطوُّر العلاجات وتحسُّن التقنيات قد زَلْزَلَ كيان ذلك الوحش المُخيف الذي كان يقضُّ المضاجع ويُثير المَواجِع.


وإن كان والدُه قد تُوُفِّي بالسرطان، فهناك مئات بل آلاف الحالات التي كَتَبَ اللهُ لها الشفاء التام، وعاشوا بفضل الله بعدها عشرات السنين، وراجعي إن شئتِ آخر الإحصاءات الطبية في هذا الشأن.


لكن مريض السرطان لا يقرر أنه تعافى بانتهاء جلسات العلاج الكيميائي أو Chemotherapy، فهناك الكثير مِن الأشعة والتحاليل التي عليه أن يُكرِّرها فور انتهاء العلاج، ثم بعد عدة أشهر، ثم المتابَعة كل عام؛ كعَمَل أشعة مقطعية لكامل أعضاء الجسم CT Scan، والمسح النووي للعظام Bone Scan، وتحاليل دلالات الأورام Tumor markers الخاصة بالعضو أو الجهاز الذي قُدِّر عليه الإصابة، وقد يَطْلُب الطبيبُ المعالجُ المزيدَ مِن التحاليل؛ كوظائف الكبد والكلى، وفحص مكونات الدم وغيرها، فهل قام بعمَل كل اللازم، واطمئنَّ قلبُه للشفاء مِن المرض، أو أنه لم يُطلِعكِ على الصورة كاملة؟!


ورغم التطوُّر الهائل الحاصل في مجال العلاج الكيميائي، وظهور بعض الأنواع الأقل شدة في الأعراض الجانبية، إلا أنه لا يَزال قاسيًا، ويَصعُب تحمُّله، فهو كما يَقضي على الخلايا الخبيثة، ويفتكُ بها، فإنه لا يَرحَم الخلايا الطبيعيَّة، ولا يُميز في بَطْشِه بين خليةٍ وأخرى، ويبقى الجسدُ والحالة النفسية للمريض بحاجة لبذل الكثير من الجهد حتى يعودَ لسابق عهده قبل الإصابة، كما أنَّ فكرة عودة المرض تبقى شبحًا مُخيفًا يُسيطر على العقل، ويُوسْوِس في النفس كما يوسوس الشيطانُ لصالح المؤمنين؛ فمِن المتوقَّع أن تنتابه حالات مِن الضعف والخوف مِن المجهول والاكتئاب والنظرة السوداوية والبكاء بلا سبب، والشعور بالانكِسار لفترة تطول أو تَقْصُر بعد انتهاء العلاج، فهل أنتِ على ثقة بقدرتكِ على احتواء وتحمُّل ذلك منه، أو أن الحب يُزين لكِ ما لن تستطيعي؟!


بعضُ أنواع العلاجات تَتَسبَّب في عُقم مؤقتٍ أو دائم عند الرجال، ولكن بعضها يمكن علاجُه بسهولة، فإن كان قد تَيَقَّنَ مِن إصابته الدائمة بالعقم، فعليكِ أن تُعيدي التفكير في ذلك الأمر البالغ الحساسية؛ إذ لا يكون مِن السهل على الفتاة التنازُل عن حلم الأمومة والذي يكون الدافعَ الوحيد لها للزواج في بعض الأحيان.


وتذكَّري أن الخبرَ ليس كالمعاينة؛ فبعدَ الزواج تَزول تلك الغمامة التي تُغطي الواقع، وتُغلفه بحلم جميل وردي اللون لا يكاد يَرى مِن السلبيات إلا القليل؛ ويَنجلي مِن الحقائق ما لم يكنْ في الحسبان، وكثيرًا ما تَتحوَّل المشاعرُ وتَتبدَّل العواطف مِن جانب المرأة مع أول مشهدٍ تقع عليه عينها لأم تحمل ولدها أو صغير يُنادي "ماما".


فالتروِّي وإعادة التفكير خيرٌ لكِ مِن أن تظلِمي رجلًا قد خرَج للتَوِّ مِن معركةٍ شرسةٍ تستنزف الجهدَ والنفسَ، وتقتل مِن الأحلام ما كان حيًّا نابضًا، واعلمي أنه بحاجة لبَثِّ الثقة والأمل المتجدِّد في نفسه، وليس بحاجة لمن تُشْعِرُه ولو بتلميحٍ بعيدٍ بما لديه مِن نقص، أو أن تتفوَّه بما قد يجرحه ويبكي قلبه قبل عينه، وقد أقرَّ عددٌ غيرُ قليل مِن الأطباء المختصين بأهمية الحالة النفسية للمريض والمتعافي مِن مرض السرطان؛ إذ إنَّ عليها معولًا كبيرًا في المساعدة على التماثُل التام للشفاء أو احتمالية ارتجاع المرض، نسأل الله العافية والسلامة.


لستُ أرى في إخباره بأمر الخاطب الجديد ما قد يُفيد، بل لستُ أوافقكِ على الاستمرار في التواصُل معه؛ إذ لا يعفيه المرض مِن الالتزام بشرع الله واجتناب نواهيه؛ ومنها تحريم العلاقات والتواصل بغير محارِمه مِن النساء بأية صورةٍ مِن صُور التواصل سواء كانتْ هاتفيةً أو مباشرة أو مِن خلال الإنترنت، ولكن إن شئتِ أن يتواصَل معه أحدُ محارمكِ بعد أن تُقرري أمركِ وتستخيري الله في شأنه وتُعيدي التفكير أكثر من مرة؛ فيَستيقِن منه خبر رغبته الحقيقية في الزواج، ولا مانع مِن أن يَسْتَوْضِحَ حقيقة وضعه الصحي، وينقل إليك الصورة كاملة واضحة المعالِم؛ إذ تختلف أحوالُ المرضى اختلافًا بيِّنًا بحسب اختلاف العضو المُصاب ودرجة شراسة الورم "grade"، ومرحلته التي اكتُشِفَ فيها "stage".


عزيزتي، إن كان الزواجُ بمَن لا تحبين مؤلمًا، فإيلام المُحب وظلمُه أشد وأعظم، وإن كان تقدُّم عُمركِ من الأمور التي تُشجِّعكِ على الارتباط به، فالرزقُ لا يعرف الأعمار ولا الأشكال ولا الأحوال ولا غيرها من المُسببات البشرية، وإنما يأتمر بأمر الرزاق، ويَعمَل بإذنه، وقد رأيت كيف تقدم لخطبتكِ أكثر مِن واحد في وقت قصير!


أسأل الله لكِ التوفيق والرشاد والسعادة، وله ولكافة مرضى المسلمين أن يَمْلَأَ قلوبَهم بالرضا واليقين، وأجسادهم بالعافية والنضارة وحياتهم بالأمن والبركة والطاعة.



والله الموفِّق


وهو الهادي إلى سواء السبيل

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 57.28 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 55.50 كيلو بايت... تم توفير 1.78 كيلو بايت...بمعدل (3.10%)]