|
|
ملتقى الشعر والخواطر كل ما يخص الشعر والشعراء والابداع واحساس الكلمة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
القيم الجمالية في أناشيد الأطفال
القيم الجمالية في أناشيد الأطفال قحطان بيرقدار هذا هو المقال الأخير من سلسلة مقالات القيم التربوية في أناشيد الأطفال، وبالتأكيد لا أدعي أنني أحطت في هذه المقالات بكل ما يتعلق بالقيم التربوية في أناشيد الأطفال، فكل ما قمت به هو جهد متواضع في سبيل تسليط الضوء على ضرورة مواكبة أناشيد الأطفال للقيم التربوية الصحيحة التي لا تتعارض مع قيم مجتمعنا العربي والإسلامي، والمنبثقة أساساً من القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف والتراث العربي والإسلامي جيلاً عن جيل حتى عصرنا الراهن. ولعل الملاحظة التي ينبغي التركيز عليها هي أن قيمنا التربوية طيّعة وقابلة لمواكبة كل عصر، مع حفاظها على جوهرها الثابت الذي يتفق والفطرة التي فطر الله الناس عليها. وفي هذا المقال سأعرض للقيم التربوية الجمالية في أناشيد الأطفال، وسأمثل لها بعدد من الأناشيد المناسبة التي ألّفتها لمرحلة الطفولة المتأخرة. ثامناً: القيم الجمالية: انطلاقاً من ضرورة تنمية الحس الجمالي عند الطفل، كان لا بد من تناول القيم الجمالية في أناشيد الأطفال، ليتعرف الطفل إلى الجمال، بل ويشعر به, فالجمال - كما هو في حياتنا - خارجيٌّ يحيط بنا، ونراه بأعيننا في الطبيعة والجسد, وآخر داخليٌّ، نستشعره بإحساسنا المرهف، وهو جمال الروح بما تتمتع به من لطف وظرف وإمكاناتٍ إبداعية فنياً وأدبياً. فعلى صعيد الجمال المادي صورتْ أناشيد الأطفال الطبيعةَ بكل أحوالها ورصدت جمالها في كل حال من هذه الأحوال، فكيف إذا ما رسمت صورة فنية لها في كل فصل من فصول السنة: ثَوْبٌ مِنْ أحْلَى الأزْهَارْ تَلْبَسُهُ أَحْلَى الأشْجَارْ حِينَ يَكُونُ الفَصْلُ رَبِيعْ وَالْجَوُّ لَطِيفٌ وبَدِيعْ — — — وإذا كانَ الفَصْلُ شِتَاءْ تَلْبَسُ قُبَّعَةً بَيْضَاءْ قِمَّةُ جَبَلٍ في قَرْيَتِنَا مِنْ ثَلْجٍ يَكْسُو الأرْجَاءْ — — — وَأَشِعَّةُ شَمْسٍ صَيْفِيَّهْتُلْبِسُ مَوْجَ البَحْرِ حُلِيَّا تَلْمَعُ فَنَرَى البَحْرَ بَهِيَّا يَزْهُوْ بِحُلِيٍّ ذَهَبِيَّهْ فالفصول التي نشعر بتعاقبها اكتسبت في نشيد الطفل صفةً جمالية عندما رصدت صورتها المنعكسة على الطبيعة التي تتجلى فيها قدرة الله عز وجل خالق الكون بكل ما فيه من موجودات. ولعل التأمل في الطبيعة يقود الطفل إلى ملاحظة نعم الله تعالى التي تنتشر فيها من حولنا، فهي نعم كثيرة لا تعد ولا تحصر، أكرمنا الله بها في أنفسنا وفي كثير من الأشياء، ولا بد على الإنسان الذي يحب خالقه عز وجل أن يحمد ويشكره لا بالعبادة فقط بل بسلوكه الحسن مع الناس أيضاً: هِيَ لا تُعَدُّ وتُحْصَرُ هِيَ حَوْلَنا لوْ نَنْظُرُ هِيَ في الأماكِنِ كُلِّها يا لَيْتَنا نَتَفَكَّرُ! — — — في البَحْرِ في مَطَرِ السَّمَا في الأرضِ فِيْمَا قدْ نَمَا.. فِيْنَا وفي كُلِّ الْخَلا ئِقِ فُسْحَةٌ كيْ نَعْلَمَا — — — سَمْعِيْ وذَوْقِيْ والبَصَرْ وَيَدِي التي تَجْنِي الثَّمَرْ قَدَمايَ.. أَمْشِيْ واثِقَاً في الدَّرْبِ أَجْتَنِبُ الْحُفَرْ — — — زَادٌ وَفِيرٌ طَيِّبُ ماءٌ يَرُوقُ ويَعْذُبُ نَوْمٌ هَنِيْءٌ.. صِحَّةٌ مَأْوىً لَنَا.. أُمٌّ، أَبُ — — — نِعَمٌ تَعُمُّ الكَائِنَاتْ وَبِهَا تَرُوقُ لَنَا الْحَياةْ هِيَ مِنْ إلهٍ مُنْعِمٍ يَرْضَى لَنَا دَرْبَ النَّجَاةْ أما الجمال المعنوي فقد نستشعره بالفرحة التي يلقيها بهاءُ العيد على قلب الطفل، فهو جمال لا يراه بل يفيض في روحه مع كل ابتسامة أو ضحكة بريئة يستقبل بها صباح العيد السعيد: خَلْفَ الغَيْمَةِ لاحَ النُّورُ غرَّدَ في قلبي عُصْفُورُ وتَدَفَّقَ في الكونِ سُرُورُ هلَّ هِلالُكَ عِيْدَ الفِطْرِ — — — رُحْتُ أُحَلِّقُ فوقَ السُّحُبِ قَبَّلْتُ يَدَيْ أُمِّي وَأَبي فَغَداً سأُعَيِّدُ مَسْرُورَاً وسيَجْرِيْ فَرَحِيْ كالنَّهْرِ — — — أَلْبَسُ مِنْ أَحْلَى الأَثْوَابِ وَأُهَنِّئُ كُلَّ الأَحْبَابِ ثُمَّ أَرَاكُمْ يا أَصْحَابِيْ نَضْحَكُ نَأْكُلُ نَلْعَبُ نَجْرِيْ — — — عِيْدٌ أَقْبَلَ بِالخَيْرَاتِ بِالأَفْرَاحِ وَبِالبَسماتِ وَسنَقْضِيْ أَحْلَى الأَوْقَاتِ في جَوِّ البَهْجَةِ وَالْبِشْرِ فهذه اللوحة الملونة التي اكتسبت إشراقها من فرحة الأطفال لعلها تكون أصدق مثالٍ عن الإحساس بالجمال، جمال الدنيا عندما تلبس حلة العيد الجديدة. أو ربما يستشعر الطفل هذا الجمال الذي يتدفق في روحه مع كل يوم جمعة يعيشه مع أبيه وأمه وإخوته، بكل تفاصيله وكل ما يفعله الطفل في هذا اليوم المبارك، فما سرُّك يا يوم الجمعة؟ تَخْتَلِطُ البَسْمَةُ بِالدَّمْعَهْ مِنْ فَرَحِي ويَزِيدُ النُّورْ ما سِرُّكَ يا يَوْمَ الجُمْعَهْ ؟ كُلٌّ بِقُدومِكَ مَسْرُورْ! — — — يومٌ فيهِ أُحِسُّ الدُّنيا وأُحِسُّ البَهْجَةَ في قلبي أزْهاراً تَزْهُو بِنَدَاها — — — يومُ الجُمْعَةِ أجملُ يومٍ أسْتَيقِظُ مسروراً جِدَّاً جَوُّ الأُسْرَةِ كانَ رَبِيعا — — — بِالماءِ الصافي أغْتَسِلُ في رُوحِي يَنْسَابُ الأمَلُ في الْمَسْجِدِ ألْقَى أصْحَابِي — — — لِلْخُطْبَةِ حتَّى أَنْتَفِعَا وخَطِيبُ الجُمْعَةِ ذَكَّرَنِيْ بِحَدِيثٍ بِالْحِكْمَةِ سَطَعَا — — — كيْ نَتَغدَّى معَ عَائِلَتِي وأبِي كانَ فَخُوراً جِدَّاً بِيْ والبَسْمَةُ تَسْكُنُ شَفَتِيْ أخيراً.. كانت هذه مجموعة من القيم التربوية التي تتناولها أناشيد الأطفال، حاولتُ توضيحها في خمس مقالاتٍ من خلال بعض ملامح تجربتي في الكتابة للطفل في مرحلة الطفولة المتأخرة، أي من سِنّ التاسعة إلى الثانية عشرة، كما أشرت في البداية. وإنها بالتأكيد تجربة قابلة للنقد البنّاء، وقابلة للتطور والاتساع. وأرجو أن أكون قد وُفِّقْتُ في تقديم صورة مقبولة لنشيد الطفل وهو يقدم قيماً تربوية متنوعة، ويساير عقلَ الطفل وإحساسه ونهمه المتزايد لاكتساب كل ما هو جديد وممتع وجميل، مما يسهم في بناء شخصية الطفل وإعداده اللائق ليكون بحقٍّ أملَ المستقبل المشرق.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |