من أخطاء الحياة . - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12495 - عددالزوار : 213433 )           »          أطفالنا والمواقف الدموية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          عشر همسات مع بداية العام الهجري الجديد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          وصية عمر بن الخطاب لجنوده (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          المستقبل للإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          انفروا خفافاً وثقالاً (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          أثر الهجرة في التشريع الإسلامي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          مضار التدخين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          متعة الإجازة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          التقوى وأركانها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصور والغرائب والقصص > ملتقى القصة والعبرة

ملتقى القصة والعبرة قصص واقعية هادفة ومؤثرة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30-04-2021, 12:39 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,873
الدولة : Egypt
افتراضي من أخطاء الحياة .

من أخطاء الحياة .
د. خالد رُوشه

(1) التعلق بالأمل الكاذب


من اكبر الأخطاء التي يمكن أن يرتكبها المرء في حياته أن يعلق نفسه بما ليس له , سواء أكان ذلك مملوكا لغيره أو كان بعيدا عنه يستحيل حصوله عقلا ومنطقا ..

فإن تعلقت بما يملكه غيرك , تسبب ذلك في إنبات الحقد والغل والحسد في قلبك ..


وإن تعلقت بما لا تقدر عليه تسبب ذلك في شعورك بالفشل الدائم والانكسار المستمر وعدم الرضا عن حالك دوما ..


كيف الحل إذن ونحن نعيش في هذه الحياة ولنا رغبات وآمال ؟!


أولا : فأما التعلق بما يمتلكه الآخرون فمحرم , قال سبحانه :" ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وابقى " ..


ومعناها : ( أي لا تتمنّى ما فضلنا به أحداً من متاع الدنيا - ولا تمدن عينيك معجبا ولا تكرر النظر مستحسنا إلى أحوال الدنيا والممتعين بها ) , بل قل عليها إذا رايتها " ماشاء الله لاقوة إلا بالله , تبارك الله . اللهم بارك ... "


قال الإمام النووي : " كان النبي إذا رأى شيئا يعجبه قال لبيك إن العيش عيش الآخرة " (1)


وقد بوب عليه الإمام البيهقي رحمه الله بقوله : " باب كان إذا رأى شيئا يعجبه قال : لبيك إن العيش عيش الآخرة " (2)

وقال العثيمين : " الرسول صلّى الله عليه وسلّم كان إذا رأى شيئاً يعجبه من الدنيا يقول : ( لبيكَ ، إنَّ العيشَ عيشُ الآخرة ) لأن الإنسان إذا رأى ما يعجبُه مِن الدُّنيا رُبَّما يلتفت إليه فيُعرض عن الله ، فيقول : ( لبيك ) استجابةً لله عزَّ وجلَّ ، ثم يوطِّنُ نفسه فيقول : ( إنَّ العيشَ عيشُ الآخرة ) فهذا العيش الذي يعجبك عيش زائل ، والعيش حقيقة هو عيش الآخرة ، ولهذا كان من السُّنَّة إذا رأى الإنسانُ ما يعجبُه في الدُّنيا أن يقول : ( لبيك ، إن العيشَ عيشُ الآخرة ) " (3)


وقال أيضا : " كان الرسول صلى الله عليه وسلم إذا رأى ما يعجبه في الدنيا يقول : ( لبيك ! إن العيش عيش الآخرة ) لتوجيه النفس إلى إجابة الله ؛ لا إلى إجابة رغبتها ، ثم يقنع النفس أيضاً : أني ما صددتك وأجبت الرب عزّ وجلّ إلا لخير ؛ لأن العيش عيش الآخرة ؛ والعجيب أن من طلب عيش الآخرة طاب له عيش الدنيا ؛ ومن طلب عيش الدنيا ضاعت عليه الدنيا والآخرة " (4)



الأمر الثاني هو التعلق بما لا تقدر عليه , فهو سبب مباشر لفشل كثير من الناس وانكسارهم , بل وفشل كثير من الأعمال المجتمعية , إذ تضع لنفسها أهدافا غير قادرة عليها , نعم أهداف براقة , لكنها بعيدة جدا , تجعل السائرين لايستشعرون ابدا بالإنجاز مهما بذلوا وأعطوا ..


علاج ذلك أمران , أولها القناعة بما آتاك الله , والرضا بما قسمه لك , وثانيها النظر في شأن الدنيا لمن هو أقل منك , وفي شأن الآخرة لمن هم أعلى منك ..


وهذا لا ينافي الطموح المدروس , والأهداف المعقولة الممكنة , المقدور عليها , حتى وإن كانت بعيدة بعض الشىء .. فلاشك أن الكسل مرفوض والطموح مطلوب , لكنه طموح مدروس ذكي .


ومن أهم الأمور ههنا أن تضع لنفسك ما يسمى أهدافا مرحلية صغيرة مقدورة متدرجة لكي تصل الى هدفك الأكبر
----------
..1- شرح مسلم , للنووري , ج8 ص91
2- سنن البيهقي , البيهقي , ج7 ص 77
3- الشرح الممتع , العثيمين , ج3 ص124
4- فتاى نور على الدرب

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 30-04-2021, 12:40 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,873
الدولة : Egypt
افتراضي رد: من أخطاء الحياة .

من أخطاء الحياة (3) ... الهروب من المشكلات

د. خالد رُوشه




كلنا تواجهنا المشكلات , بصورة مستمرة , وتتباين مستوى المشكلات , ومستوى تأثيرها على الشخص , لكنها بالعموم تشغل حيزا كبيرا من الذهن , وتشتت كثيرا من التركيز , وتثقل النفس بالهم والحزن , وتكسو الإنسان بالخمول والكسل وقد تتطور فتصيبه باليأس والقعود عن حياته بالكلية ..



بعض الناس يفضل الهروب من مشكلاته , بأشكال مختلفة , فما يزيده الهروب منها إلا هموما , وتراجعا , وانطواء , وخوفا من العاقبة , وحذرا من مقابلة الناس , وقد تكثر الأوهام وتتفاقم في نفسه ظنا منه أن مشكلته لن تنتهي , أو أنها ستكون القاضية عليه وعلى حياته , فيرتفع ضغط الدم , وتصيبه الأمراض النفسية المختلفة .



الرؤية الصحيحة للمشكلة سبب مؤثر في صحة حلها أو مواجهتها , وصوابية الرؤية تؤدي إلى صوابية الحل .



وكثير من الناس يصاب بتشويش الرؤية فلا يرى الأمور على حقائقها , بل يراها من خلال موقفه ( الضعيف أو المتردد أو المبالغ أو المهون ) لمشكلته , ومن ثم لا يستطيع توصيفها بحق ولا السير في طريق حلها , فيفضل الهروب من جديد !



الحل هنا أن تنظر إلى المشكلة من مكان أعلى منها , لا من جانبها , صفها لنفسك وصفا دقيقا بغير تهويل ولا تهوين , واعرف أطرافها جيدا , والعوامل المؤثرة فيها , ومدى اثرها المتوقع عليك وعلى من حولك ولا تفتح لنفسك مجالا لتداخل الرؤى بين ما يمر بك من مؤثرات أخرى وبين مشكلتك .



الجانب الأهم هنا في التعامل مع المشكلات هو قرار مواجهتها وعدم الهروب منها , وأقصد بمواجهتها وضعها على طاولة التفكير والنظر والبحث لدراستها دراسة جيدة .




فالذين يهربون من مواجهة مشكلاتهم تظل مشكلاتهم وأزماتهم بغير حل أو انقضاء , بل إن بعضهم يظل قيد مشكلته حتى بعدما تنقضي المشكلة .



بدلا من تضييع وقتك وجهدك تأسفا على ما حدث لك , وسقوطك في التيه النفسي تقليبا في أحداث ما اصابك , فأولى لك أن تتفكر في أسباب ما حصل لك ..




فإن كان أمرا قدريا ليس لك فيه دور فعليك بقبوله والصبر عليه , وسؤال الله التثبيت لنفسك , فإنما هو ابتلاء يبتلي الله سبحانه به عباده , وعليك أن تدرب نفسك على تقبله .



وإن كانت أزمة ذات أذرع وفروع فتفكر في اسبابها , فالتفكير في الاسباب جزء من التفكير في الحل , والموفق من وفقه الله الى مسببات الأشياء فتوكل على الله في الأخذ بأسبابها , واستعن بالله عليها .



محور آخر هام في مواجهة المشكلات , هو سؤالك لنفسك كيف ستواجهها ؟ وما هو منهجك في مواجهتها ؟ وما هي المحظورات في مواجهتها , وما هي الاحتياطات التي ستضعها لنفسك أمامها ؟!





ومن الحكمة في مواجهة المشكلات ان تضع لها حلولا مختلفة , وألا تقتصر على حل واحد .




بل إن بدائل الحلول هي كلمة السر في حل الأزمات , وكلما كان البديل واقعيا وقريبا من الإمكانات والقدرات كلما كان أقرب للتطبيق .



ويجب ان تعلم نفسك أنك إذا اخترت حلا بديلا وبدات فيه فإياك أن تتردد , بل سر فيه مادمت قد اتخذت فيه خطواتك .



و بعد تفنيد اسباب ما تواجهه , ووصفه وصفا دقيقا بعيدا عن التوتر , ووضع خيارات الحلول الذاتية , جاء الدور على استشارة أهل الخبرة والعلم , ثم علينا أن نضيف آراءهم وما تفضلوا به من اقتراحات ورؤى الى ما سبقناهم فيه ثم نضع وصفا جديدا وصورة نهائية للازمة وحلها .




وتأتي استخارة الله العظيم سبحانه قبل الهموم والبدء بالعمل وبالحل كأمر أساسي ومبارك في حل الأزمة ومواجهتها , بل أنا دائما أنظر إلى الاستخارة وكأنها بوصلة في الطريق توجهنا نحو هدف مرجو صحيح .






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 30-04-2021, 12:40 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,873
الدولة : Egypt
افتراضي رد: من أخطاء الحياة .

من أخطاء الحياة (4)

د. خالد رُوشه


كثرة الخلطة بالناس ..


الخلوة تفكر وتدبر ومحاسبة واستغفار

لم أتعلم من لحظات في حياتي تعلمي من لحظات الخلوة , ولم أنعم بلذة كنعيمي بلذة الخلوة , ولم أحب شيئا من أوقاتي حبي للخلوة ..


ليس ذلك ابدا لمحبتي اعتزال الناس , ولا لمحبتي الانطواء عن الاجتماع , ولا رغبة مني في عدم مشاركة الأعمال , ولا كراهية في المحيطين بي ..أبدا


وإنما لأني وجدت في الخلوة راحة لا مثيل لها من قيل وقال , وكثرة السؤال , وطول الجدال , واللجاج والمراء وسفسطائية السؤال !


ولأني وجدت فيها لذة ذكر الله سبحانه , والفرصة في تدبر كلام الله , والسعة في التنعم بنعيم دعائه عز وجل , وراحة القلب في مناجاة الرحمن الرحيم .


وجدت فيها إنجاز الأعمال , والقدرة على التركيز فيما أنا بصدده من الأهداف , والمساحة الممكنة في التمعن في الوسائل والسبل , واتقاء الحيل .


ولقيت فيها دقائق ثمينة لمراجعة الذات , ومحاسبة النفس , والتبصر بالطريق , والحذر من المعوقات , وتصفية الاصدقاء الأقربين من هؤلاء الذين يكفيهم مني المعرفة العامة .



وفي الخلوة هيئت لي الفرصة للتعلم , فقرأت حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم , والفرصة لتفهم معانيه , ومصافحة العلماء , ومجالسة العباقرة الأقدمين الذين تركوا لنا في الكتب كنوزا ثمينة .



قال الفضيل : ما أجد لذة ولا راحة ولا قرة عين إلا حين أخلو بربي .


وقيل لابن المبارك : إذا أنت صليت لم لا تجلس معنا ؟ قال : " أجلس مع الصحابة والتابعين ، أنظر في كتبهم وآثارهم ، فما أصنع معكم ؟ أنتم تغتابون الناس ".



وقال الحسن البصري حينما سئل : ما بال أهل الليل على وجوههم نور ؟ , قال : لأنهم خلوا بربهم فألبسهم من نوره رضاه .



وليست الخلوة التي أريدها انقطاع المرء عن الحياة ولا الانطواء عن الخلق , بل هي أوقات مقتطعة من اليوم , يخلو فيها المؤمن بنفسه , يتفكر ويتعلم ويتعبد ويحاسبها , بعد أن يؤدي واجباته وحقوق من يعول , وحقوق من له حق عليه .



وإن من الخلوة أوقات صلاة السنن الرواتب في البيوت , ووقت الليل الآخر , الذي ينزل الله سبحانه فيه إلى السماء الدنيا , فيقول هل من سائل فأعطيه هل من مستغفر فأغفر له هل من داع فأستجيب له .



وإن منها أوقات الاعتكاف , وأوقات تدبر كتاب الله وقراءته ومراجعته , وأوقات التفكر في خلق الله سبحانه وعظمته , وغيرها ..



انها انقطاعٌ عن البشر لفترة محدودة وتركٌ للأعمال الدنيوية لمدة يسيرة كي يتفرغ القلب من هموم الحياة التي لا تنتهي، وتستريح النفس من المشاغل الدائمة .



وهذه الخلوة التي أتحدث عنها , هي خلوة صحيحة لنفع النفس والقرب من الله بالعلم والتعلم والمدارسة والإنجاز , وليست خلوة كخلوة الصوفية التي يتحدثون عنها في كتبهم ويجعلونها من اصول السلوك , تلك التي يدع المرء فيها الاكتساب والعمل , ويهمل في صلاة الجماعة , ويدع الدعوة إلى الله , وحضور دروس العلم , فتلك لم يأمر بها النبي صلى الله عليه وسلم ولا أشار إليها ولا استحسنها لأمته , ولم يفعلها أحد من الصحابة ولا من بعدهم من التابعين لهم بإحسان.



إنما الخلوة التي اقصدها هي خلوة يستغني فيها المرء عن الانشغال بالناس وذهاب الأوقات , إلا فيما هو نافع صالح , من اكتساب الثواب , وتعلم العلم , والتعاون على الخير والبر والتقوى , وإعانة المحتاج , ودعوة الناس , والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , والصداقة الآمرة بالهدى , ويحضر المرء فيها الجمعة والجماعات , ويعود المرضى , ويختلط بالعلماء وينتظم في دروس العلم ويحضر مجتمعات الخير .



إن من السلف من آثر اعتزال الناس على مخالطتهم وفضلها لفوائدها: كالمواظبة على العبادة والمساعدة على التدبر والتفكر والتعلم، والتخلص من ارتكاب المعاصي التي يتعرض الإنسان لها بالمخالطة مع الناس كالرياء والغيبة والتنازع والشجار والصراع والسباق على الدنيا والسكوت عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والتأثر بذوي الأخلاق الخبيثة والأعمال الرديئة.


وأما أكثر السلف فذهبوا إلى استحباب المخالطة واستكثار المعارف والإخوان بشرط أن يكون ذلك تعاونًا على البر والتقوى وليس فيه أي نوع من الذنوب والمعاصي والآثام أو الاشتغال بالهوى أو اللهو أو ما شابهه.


قال الإمام ابن القيم رحمه الله: "فأما ما تؤثره كثرة الخلطة: فامتلاء القلب من دخان أنفاس بني آدم حتى يسود، ويوجب له تشتتًا وتفرقًا، وهمًا وغمًا، وضعفًا، وحملاً لما يعجز عن حمله من مؤنة قرناء السوء، وإضاعة مصالحه والاشتغال عنها بهم وبأمورهم، وتقسم فكره في أودية مطالبهم وإراداتهم، فماذا يبقى منه لله والدار الآخرة؟ هذا وكم جلبت خلطة الناس من نقمة ودفعت من نعمة؟ وأنزلت من محنة وعطلت من منحة وأحلت من رزية، وأوقعت في بلية، وهل آفة الناس إلا الناس؟"
ثم قال: "والضابط النافع في أمر الخلطة: أن يخالط الناس في الخير، كالجمعة والجماعة والأعياد والحج وتعلم العلم والنصيحة والجهاد، ويعتزلهم في الشر وفضول المباحات"



وبالعموم فالواجب على المسلم أن تكون اوقاته للصالحات والمنافع وأداء الحقوق والواجبات , ولنفع نفسه بالعلم والعبودية ولنفع أمته بالدعوة إلى الله والارتقاء بأمته في مختلف الميادين، ولأجل فعل ذلك ينبغي عليه ألا يكون مشوشًا أو محل وسوسة أو غفلة أو شهوة، فلذلك يجب أن يخلو إلى ربه سبحانه في أوقات كثيرة ليمنع ذلك عن نفسه، فالقلب ما لم يجتمع على الله تجره خواطره إلى ميادين مختلفة، فتجده مشدودًا إلى ميادين شتى إلا ميدان الإيمان، فلا شيء ينفع القلب مثل خلوته بربه وعزلته عن الناس وقتًا من يومه ومناجاته إياه وبكائه بين يديه.


وعن سعد بن أبي وقاص س قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن الله يحب العبد التقي الغني الخفي " مسلم


وروى الخطابي قول أبي الدرداء رضي الله عنه : "نعم صومعة الرجل بيته؛ يكف سمعه وبصره ودينه وعرضه، وإياكم والجلوس في الأسواق فإنها تلهي وتلغي".



وقال الخطابي : "إنما يستوحش الإنسان بالوحدة لخلاء ذاته وعدم الفضيلة من نفسه، فتكثر حينئذ بملاقاة الناس ويطرد الوحشة بالكون معهم، فإذا كانت ذاته فاضلة طلب الوحدة ليستعين بها على الفكرة ويتفرغ لاستخراج الحكمة"

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 81.07 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 78.26 كيلو بايت... تم توفير 2.81 كيلو بايت...بمعدل (3.47%)]