تفسير قوله تعالى: { الذين يؤمنون بالغيب } - ملتقى الشفاء الإسلامي
 

اخر عشرة مواضيع :         الصراع مع اليهود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 32 )           »          الوقـف الإســلامي ودوره في الإصلاح والتغيير العهد الزنكي والأيوبي نموذجاً (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          أفكار للتربية السليمة للطفل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          لزوم جماعة المسلمين يديم الأمن والاستقرار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          منهجُ السَّلَف الصالح منهجٌ مُستمرٌّ لا يتقيَّدُ بزمَانٍ ولا ينحصِرُ بمكانٍ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 38 - عددالزوار : 1190 )           »          الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 72 - عددالزوار : 16902 )           »          حوارات الآخرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 15 )           »          الخواطر (الظن الكاذب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          الإنفــاق العــام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-05-2021, 02:28 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,025
الدولة : Egypt
افتراضي تفسير قوله تعالى: { الذين يؤمنون بالغيب }






تفسير قوله تعالى: ﴿ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ ﴾












الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم




قوله تعالى: ﴿ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ ﴾ [البقرة: 3، 4].







ذكر الله عز وجل في الآية السابقة أن القرآن هدًى للمتقين؛ لأنهم هم الذين يهتدون وينتفعون به، ثم أَتْبع ذلك بذِكرِ صفاتهم، فقال تعالى: ﴿ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ ﴾، وهذه هي الصفة الأولى.







والإيمان في اللغة: التصديق، كما قال تعالى: ﴿ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [التوبة: 61]، وقال إخوة يوسف فيما حكى الله عنهم: ﴿ وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ ﴾ [يوسف: 17]؛ أي: وما أنت بمصدِّقٍ لنا.







والإيمان في الشرع: قول باللسان، واعتقاد بالجَنان وهو القلب، وعمل بالأركان، وهي الجوارح.







﴿ بِالْغَيْبِ ﴾ الغيب: ما غاب عن العباد فلم يُدرِكوه بحواسِّهم، كما قال تعالى عن نفسه: ﴿ لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ﴾ [الأنعام: 103].







والمعنى: الذي يصدِّقون ويُقِرُّون بما أخبر الله به عز وجل في كتابه، وعلى لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أمور الغيب؛ كأركان الإيمان الستة، وهي الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والإيمان بالقدر خيره وشرِّه، كما قال تعالى: ﴿ لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ ﴾ [البقرة: 177].







وقال صلى الله عليه وسلم: ((الإيمان أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشرِّه))[1].







وكذلك الإيمان بكل ما أخبَرَ الله به ورسوله من أمور الغيب السابقة واللاحقة؛ كأخبار الأمم السابقة، وعلامات الساعة، والجنة والنار، وغير ذلك.







عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن لله ملائكةً يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذِّكر، فإذا وجَدوا قومًا يذكرون الله تنادَوا: هلُموا إلى حاجتكم، قال: فيحفُّونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا، قال: فيسألهم ربُّهم وهو أعلم منهم: ما يقول عبادي؟ قالوا: يقولون يسبِّحونك ويكبِّرونك، ويحمدونك ويمجِّدونك، قال: فيقول: هل رأوني؟ قال: فيقولون: لا والله ما رأوك، قال: فيقول: وكيف لو رأوني؟ قال: يقولون: لو رأوك كانوا أشدَّ لك عبادة، وأشد لك تمجيدًا وتحميدًا، وكذلك تسبيحًا... الحديث))[2].







وإنما بدأ بذكر الإيمان بالغيب؛ لأنه ركن الدين الركين، وأسُّه المتين، فالله غيب، وملائكته غيب، وكتبه ورسله غيب، واليوم الآخر غيب، والجنة والنار غيب، فمن لم يؤمن بالغيب، مما أخبَرتْ به الرسلُ، وجاءت به الكتب من عند الله، فليس بمؤمن، كأهل الإلحاد والكفر، وأهل البدع من المعتزلة والجهمية وأتباعهم من العقلانيين وغيرهم.







وما ضلَّ أكثرُ الخلق إلا بسبب عدم الإيمان بالغيب، وتحكيمِ الحواس والإدراك، مما يدل على مدى ضعف الإنسان وقلة علمه، كما قال تعالى: ﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ [الإسراء: 85]؛ ولهذا لمَّا قالت عائشة رضي الله عنها للنبي صلى الله عليه وسلم: هل رأيتَ ربَّك؟ قال: ((نورٌ أنى أراه؟!))[3].







[1] أخرجه البخاري في الإيمان (50)، ومسلم في الإيمان (9، 20)، والنسائي في الإيمان وشرائعه (4991)، وابن ماجه في المقدمة (64) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. وأخرجه مسلم أيضًا من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه.




[2] أخرجه البخاري في الدعوات (6408)، ومسلم في الذكر والدعاء (2689)، والترمذي في الدعوات (3600)، وأحمد (2/ 251).




[3] أخرجه النسائي في السهو (1305)، من حديث عمَّار بن ياسر رضي الله عنه.














__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 51.17 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.40 كيلو بايت... تم توفير 1.77 كيلو بايت...بمعدل (3.47%)]