|
|
ملتقى الأخت المسلمة كل ما يختص بالاخت المسلمة من امور الحياة والدين |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
البنت .. الصورة المصغرة لأمها
البنت .. الصورة المصغرة لأمها أميمة الجابر ... الأم هي المنبع الأصلي لغرس القيم والمبادىء والثوابت في نفوس الابناء , وعلى كل ام أن تدرك هذا تماما , خاصة تجاه بناتها قبل بنيها . وبنظرة بسيطة لمن يحيطون بنا نعرف مدى تأثير الأم على بناتها , من توارث صفاتها , وأخلاقياتها , وكثير من سلوكها . لذا كان السؤال عن أم الفتاة قبل خطبة البنت مهما للغاية لان فيه اطلاع على طبيعة البنت وكثير من صفاتها . فالبنت في غالب الأحيان هي صورة مصغرة من أمها , وحتى لو اختلفت معها في صفات مكتسبة كالتعليم والإطلاع والثقافة وغيرها تظل انطباعات الأم ويظل غذاؤها الذي غذت الابنة عليه مؤثرا فيها . إسلامنا خص بالاهتمام تربية البنات , لخطورة اهمال تربيتها , ولمكانتها ودورها المهم للغاية في المجتمع وفي تربية واعداد جيل صالح , فيكرمها بإسنادها هذه المسئولية . وبين أيدينا بعض الأمور التي ارجو أن تولي الأم لها عناية ورعاية إذا أرادت أن تجني ثمارا حسنة فيما بعد فيما يخص بناتها : فتعليم البنت أهمية كلمة " طاعة " و كلمة " ليونة " وكلمة " توافق " مهم للغاية , فتتعلم طاعة الله سبحانه , ثم طاعة الوالدين وبرهما , فبالتالي تتعلم كيف تطيع زوجها فيما بعد , فلا تكون الطاعة غريبة عليها , مستغربة على قاموسها , وكذا كلمة " اللين " التي بمفهومها تكون لينة سهلة مع زوجها , وكلمة " التوافق " التي بمفهومها لا تصادم آراءه المختلفة عنها . وتدريب البنت على حب المسارعة إلى أعمال الخير والبر , يجعلها تبادر بالأعمال الفاضلة الحسنة , وساعتها تكون صالحة في بيتها مدربة ابناءها على المبادرة والمسارعة للخير . وكذا البعد عن كل ما يغضب الله خوفا من الله , ومن عقابه سبحانه , فدائما تشعر أن الله رقيب عليها , مطلع على ما تظهره وتخفيه , وإنما يكون بعدها عن المحرمات بحثا عن الثواب والجنة والخلود فيها , وهذا ايضا معنى هام أن تتعلمه البنت , فتستقيم سلوكياتها , ولا تصبح ماكرة ولا مخفية للأخطاء , بل صريحة مخلصة صادقة , تعمل لله وتخاف من الله . والمرأة التي تعلم بناتها كيف يحببن الصلاة منذ الصغر بتشجيعها لهن , وصلاتها الجماعة معهن , وشراء ملابس الصلاة لهن , ومكافأتهن على حسن الفعال , فيه ترسيخ لمعاني الصلاة وحبها وأهميتها . وان استطاعت الأم اصطحاب بناتها لدروس الخير والوعظ والعلم والنصح , فهو الخير العميم , فمن ذلك تتعلم الفتاة علوم دينها , وتربى منذ الصغر على اساس قوي متين من القيم والمبادىء . امر آخر فيما يؤثر في البنت, يتعلق بدور الأم في انتقاء فتيات صالحات مهذبات لصحبة الابنة وصداقتها , لأنهن مؤثر واضح وقوي وفعال في كل سلوكياتها , ونرجو أن يكون ذلك في الجانب الإيجابي . وفيما يتعلق بالملبس , والحجاب والحشمة , فإن ذلك لايتم بالأمر والفرض مع كراهة الفتاة له , بل الحكمة أن تقوم الأم بتحبيب ابنتها فيه منذ صغرها , وحديثها الدائم عن فضله . وبالعموم فمصاحبة الأم لابنتها ومصادقتها لها , صداقة لا تؤثر سلبا على مقام الأمومة ووقاره واحترامه , هو مطلب مهم للغاية , ورجاء مؤثر في تربية البنت , خصوصا أن ذلك سيجعلها تتقبل النصيحة التي تقدمها لها الأم مع كل خطا وزلة , مع مراعاة الرفق في النصيحة وحسن أدائها . وتعرف الأم الحكيمة الذكية كيف تستخدم الحيلة مع ابنتها عند صدودها , لتوصيل المفاهيم المطلوبة , وتحقيق الغاية المطلوبة . كما أن غرس مفاهيم العدل بين الأبناء , وعدم التفريق في المعاملة بين البنات وبعضهن , وعدم الجور من الابناء على البنات , وتأكيد الأم على هذه المفاهيم ينشىء الثقة في أحكام الأم وتصرفاتها , كما يذهب الشحناء والبغضاء بين الأبناء بعضهم بعضا . ومن أهم ما يجب أن تربي الأم ابنتها عليه أن تتعلم خفض الصوت , والتأدب في الحديث مع الكبير والصغير , واختيار الأسلوب اللائق اثناء الكلام , وأثناء الحوار , اسلوبا يناسبها كفتاة مهذبة رقيقة كريمة . والأم التي تربي فتاة صالحة يجب عليها أن تربي فيها معاني الرصانة والهدوء والحكمة , فلا تفش سرا , ولا تكشف خبيئة , فليس كل ما يعلمه الإنسان يقال , ولكل مقام مقال , وهذه الصفات ستفيدها للغاية في حياتها الزوجية فيما بعد مع زوجها وأهله . وإذا كان لابد على الأم معاقبة ابنتها عند الوقوع في الخطأ , فينصح بعدم اللجوء للضرب إلا عند المواقف الحرجة وليكن ذلك برفق ورحمة , مع اجتناب الوجه والتقبيح , ويجب ان تكون العقوبة متناسبة مع الخطا , فالعقوبة القاسية تربي في نفس الفتاة غيظا وحنقا تسعى فيما بعد لانفاذه إذا جاء الوقت المناسب . وإذا كانت الثقة في الأبناء شيئا إيجابيا , وبث معاني الثقة مطلوب مرغوب فيه , فإن توازنا بين إعطاء الثقة وبين الحرية الزائدة هو دور الأم بالأساس منذ السنين الأولى لتربية الفتاة , فيجب متابعتها جيدا , وعدم التفريط في سؤالها عن أماكن ذهابها وإيابها وتواجدها وصداقاتها وغيره . وإذا كانت الأم مدرسة وقدوة , فعليها الامتناع عن الممارسات السلبية السائدة في مجتمع النساء والتي يمكن أن تتوارثها ابنتها , كصفة المبالغة, والتزين بما ليس عندها , وصفة الكذب , والفتنة ونقل الكلام , وهي صفات منتشرة جدا ولها آثار سلبية للغاية . وانصحك أيتها الأم ألا تعدي ابنتك بوعد ثم تخلفيه , ولا تحدثيها ثم تكذبيها , حتى لا تسقطي من نظر ابنتك كقدوة وصورة حسنة . وهناك جانب آخر فيما يتعلق بالمؤثرات على البنات , كالاهتمام بالخادمات الموجودات بالبيوت , فيجب ان نختار صاحبة الخلق والدين , فهي نوع آخر من أنواع القدوة للأولاد , خصوصا في غياب الأم , ومتابعتها في خلطتها بالشخصيات المختلفة التي يمكن ان تحتك بهم وتختلط بعيدا عن أعين الأم , وخصوصا الاقرباء والقريبات . ثم دورها المهم في مراقبة ومتابعة أثر وسائل الإعلام على البنت , فكم فيها من اتباع الشهوات وتزيين الباطل وتغيير المفاهيم وزعزعة القيم والمبادىء والثوابت , والتجرؤ على الشعائر ! وبعض الأمهات ينشغلن عن بناتهن في العمل خارج البيت , مما قد يؤثر سلبا على شخصيتها , ويجعلها عرضة للمؤثرات المختلفة , فكثير من الآثار السيئة قد تحدث للبنت بسبب غياب امها عنها هذه الأوقات . ولتعلم الأم أنها ستعطي كل يوم في حياتها درسا عمليا من سلوكياتها , مؤثرا في نفسية ابنتها وراسخا في عقلها وقلبها , ولتنتبه أن العلاقة القائمة على الحب بين الابوين وأبنائهم خاصة للبنات فهي ضرورية لتربية مستقيمة . إن ديننا العظيم الذي علمنا أن نحب بناتنا و ونكرمهن . لتمتلأ أنفسهن اطمئنانا وارتياحا , ولتنشأن في ظل أجواء نفسية طيبة , تجعلها سليمة من الامراض النفسية , لهو الذي يأمرها أن تصير أما صالحة وزوجة جيدة لتبني مجتمعا صالحا .
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |