أغار من المتزوجين

[ابوالوليد المسلم]

أغار من المتزوجين


أ. فيصل العشاري





السؤال



♦ ملخص السؤال:

شاب عمره 26 عامًا، لم يتزوج إلى الآن، يشكو من تفكيره الدائم بالزواج، وغيرته من المتزوجين!



♦ تفاصيل السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شابٌّ عمري 26 عامًا، تَكمُن مشكلتي في عاطفتي الجيَّاشة وشهوتي الجنسية الزائدة عن حدِّها؛ فأنا دائمُ التفكير في الجنس، وأتخيَّل نفسي أحيانًا متزوجًا ولديَّ عائلة؛ هروبًا مِن الواقع.




أعتقد أنني بحاجةٍ إلى الحنانِ والاهتمام، فأنا بطبيعتي إنسان عاطفيٌّ وحساس، وكل أمنياتي أن تكونَ لي زوجة أبادِلُها الشعور بالحبِّ والحنان!




مع العلم أنَّ لي ماضيًا عاطفيًّا؛ فقد وقعتُ في حبِّ العديد مِن الفتيات في سنِّ المراهقة، لكن لم تُبادلني أية واحدة منهنَّ نفس الشعور، والحمدُ لله لم تسبقْ لي إقامة علاقات غير شرعية مع أية امرأة!




تنتابني أيضًا وساوس شديدة وغَيْرة كبيرة عندما يَمُرُّ رجل ومعه زوجته، وأحاول صرف نظري عنهما، لكن لا أستطيع، لا أعرف هل أنا طبيعي أو مشاعري مبالَغ فيها؟




أرجو نصيحتكم بارك الله فيكم


الجواب



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

نشكركم على تواصلكم معنا، وثقتكم في شبكة الألوكة.




يبدو أنك - حسب وصفك - تُعاني مِن مشكلتين:

• الشهوة الجنسية العارمة.




• الوساوس والغيرة مِن المتزوجين.




مِن الطبيعي لشابٍّ في مِثْلِ سنك أن يشعرَ بمثل هذا الشعور، وأن تكون لديه الشهوةُ الزائدة؛ لأنك حاليًّا في طور الشباب، والوضعُ الطبيعي لهذه الشهوة هو تصريفُها في الزواج، ومن جميل صنع الله عز وجل به وحفظه إياك أن وقاك مِن الانزلاق في حمأة الرذيلة، فحافِظْ على هذا النسق وابتَعِد عن المعاصي.




أمَّا شخصيتك ونفسيتك حيال الجنس الآخر، فلا مشكلة منها مِن ناحية طبية ونفسية، بالعكس وضعك هو الوضعُ الطبيعي، وإنما تحتاج لمزيدٍ مِن الترشيد في كيفية التعامل مع غلواء الشهوة والسيطرة عليها حتى يرزقك اللهُ بالزوجة الصالحة.




يمكن أن تتمَّ السيطرة على هذه الشهوة ببعض الطرُق المُقتَرَحة التالية:

• التقليل مِن الاختلاط بالجنس الآخر، والاقتِصار على ما تدعو إليه الضرورةُ فقط.




• الابتعاد عن المهيِّجات الجنسية مِن صورٍ وأفلام.




• الابتعاد عن الأكلات الحريفة والبُهارات الحارة.




• النوم مبكرًا، وترتيب وقتك.




• الحفاظ على الأعمال الجماعية؛ كصلاة الجماعة، وعلى الأعمال الاجتماعية والانخراط في أيِّ عملٍ خيري أو نادٍ رياضيٍّ.




• البحث عن صُحبة صالحة، خاصة ممن يحملون مشاريع نافعة يُمكن أن تشاركهم وتنخرط معهم.




• صيام أيام التطوُّع.




• التخطيط لزواج ولو بعدَ عدة سنوات مِن الآن، وذلك من خلال عرض الأمر على أسرتك والتخطيط الجدي للزواج.




أما بخصوص الوسواس والغيرة التي تعتريك نتيجةَ رؤية المتزوجين الذين يمشون أمامك بصحبة زوجاتهم، فهذا وضعٌ نفسيٌّ طبيعي، ولكن المطلوب هو مجاهدة النفس وإقامتها على أمر الله تعالى، فما تراه أنت اليوم في الناس سيحصل معك غدًا عندما تتزوج وتسير مع زوجتك أمامهم!




ولا شك أن الإنسان يرضى بما قسم له ربه مِن الرزق، والزواجُ رزقٌ مِن الأرزاق، وسيأتيك نصيبك عاجلًا أو آجلًا؛ لذلك من الأفضل اتباع نصيحة النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الباب عندما قال: ((يا أيها الناس، اتقوا الله، وأجْمِلوا في الطلَب؛ فإنَّ نفسًا لن تموت حتى تستوفي رزقها، وإن أبطأ عنها، فاتقوا الله، وأجْمِلوا في الطلَب، خُذوا ما حلَّ، ودعوا ما حرَّم))؛ رواه ابن ماجه مِن حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنهما.




ولا يوجد وسواس مرضيٌّ يستحق الوقوف معه طويلًا، وإنما مجرد غيرة عابرة ستزول بزوال أسبابها عندما يرزقك الله بالزوجة الصالحة إن شاء الله.




نسأل الله تعالى أن يُيَسِّرَ أمرك، وأن يَشرحَ صدرك، وأن يقيك الفِتَن ما ظَهَر منها وما بطن




والله الموفق