لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حق الجار والضيف وفضل الصمت.محاضرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          حبل الله قبل كلّ سبب وفوقه .! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          اضربوا لي معكم بسهم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          ونَزَعْنا ما في صدورهم من غِلٍّ إخواناً على سُرُر متقابلين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          أنت وصديقاتك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          التشجيع القوة الدافعة إلى الإمام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          شجاعة السلطان عبد الحميد الثاني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          نظرات في مشكلات الشباب ومحاولة الحل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          دولة الموحدين - ملوك دولة الموحدين عبد المؤمن وابنه يوسف وحفيده يعقوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          عقد مودة ورحمة بين زوجين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25-07-2021, 04:06 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,974
الدولة : Egypt
افتراضي لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ

لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ















الشيخ فؤاد بن يوسف أبو سعيد




إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.







﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].







﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ﴾ [النساء: 1].







﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ﴾ [الأحزاب: 70، 71].







أما بعد؛ فإنّ أصدق الحديث كتابُ الله، وخيرَ الهديِ هديُ محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ محدثةٍ بدعة، وكلَّ بدعة ضلالة، وكلَّ ضلالةٍ في النار.







أعاذني الله وإياكم وسائر المسلمين من النار، ومن كل عمل يقرب إلى النار، اللهم آمين آمين.







عباد الله؛ الله سبحانه وتعالى أعطانا ما لا يحصى من النعم، ومن علينا بما لا يحصى من الإحسان، فهل شكرنا الله أم كفرناه على هذه النعم؟ قال سبحانه: ﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ﴾. [إبراهيم: 7]، صدق الله، مَن شكره زادَه من نِعَمِه، ومن كفره عذبه على جحوده ونكرانه.







وهؤلاء الناس في هذا الزمان ونحن من الناس، أين شكر الله على نعمه الجليلة، وآلائه الجسيمة؟!







نرى كثرة البلاء، واستمرار الابتلاء، بالهمِّ والغمّ، والضيق في العيش، وانتشار الأمراض والأوبئة، عذابات وابتلاءات متنوعة على هذه الأمة، وذلك بسبب غياب شكر الله عز وجل؟ وإحلالِ كفران للنعم، إلا من رحم الله سبحانه.







بعض الناس يشعر أنه فقير ولا يحسُّ بغناه، ولو نظر إلى ما حوله، لوجد أنّ نعم الله عليه سابغة، وعليه يحمد الله ويشكره.







شكر الله كيف يكون؟ هل يكون بالقول والذكر؟ أم بالعمل والفعل؟ شكر الله يكون بهذا وبهذا، لو أنعم الله عليك بعشرة آلاف دينار؛ جاءتك هكذا وأنت لم تَسْعَ لها، فقلت: الحمد لله، كلمتك هذه أفضل من العشرة آلاف أو أكثر، كلمة الحمد لله. فَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا أَنْعَمَ اللهُ عَلَى عَبْدٍ نِعْمَةً فَحَمِدَ اللهَ عَلَيْهَا؛ إِلَّا كَانَ ذَلِكَ الْحَمْدُ أَفْضَلُ مِنْ تِلْكَ النِّعْمَةِ". (طب) (8/ 193) ح(7794)، (هب) (4405)، انظر صَحِيح الْجَامِع: (5562)، صَحِيح التَّرْغِيبِ: (1573).







وكذلك الشكر لله يكون بالعمل، وهكذا كان يطلب الله عز وجل ويأمر أنبياءه ليقتدي بهم أولياؤه، يأمرهم بالعمل، ﴿ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ﴾ [سبأ: 13]، فطبَّقها داودُ عليه السلام على نفسه، يعمل الشكر، فكان ينام نصف الليل، ويقوم ثلثه، وينام سدسه، كان يصوم يوما، ويفطر يوما عليه الصلاة والسلام، فقد ثبت أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ العَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قال: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ: «أَحَبُّ الصَّلاَةِ إِلَى اللَّهِ صَلاَةُ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ، وَأَحَبُّ الصِّيَامِ إِلَى اللَّهِ صِيَامُ دَاوُدَ، وَكَانَ يَنَامُ نِصْفَ اللَّيْلِ وَيَقُومُ ثُلُثَهُ، وَيَنَامُ سُدُسَهُ، وَيَصُومُ يَوْمًا، وَيُفْطِرُ يَوْمًا». (خ) (1131)، (م) 189- (1159).







ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم يبين الشكر بالعمل، فقد كان يقوم الليل حتى تتفطر أو تنتفخ قدماه، وتقول عائشة رضي الله عنها رحمة وشفقة عليه: (لِمَ تَصْنَعُ هَذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ! وَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ؟!) قَالَ: «أَفَلاَ أُحِبُّ أَنْ أَكُونَ عَبْدًا شَكُورًا»، فَلَمَّا كَثُرَ لَحْمُهُ صَلَّى جَالِسًا، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَرْكَعَ قَامَ فَقَرَأَ ثُمَّ رَكَعَ. (خ) (4837).







ومن أين لنا أن نضمن المغفرة في هذا الزمان؟ لا ضمان للمغفرة، هذه سِرٌّ عند الله، مِنَّا مَن غُفر له، ومنا من سيعاقبه.







أفلا نكون عبيدا لله شكورين؟ لذلك أفضل عباد الله تبارك وتعالى يوم القيامة الحمادون، وهم كثيرو الحمد لله سبحانه وتعالى، دائما يحمد الله، إن جاءته نعمة الحمد لله، وإن أصيب ببلاء الحمد لله، يحمد الله على كل حال، يحمد الله لا ينقطع لسانه عن ذكر الله، وحمد الله، وشكر الله، حماد أي كثير الحمد لله سبحانه وتعالى، هؤلاء أفضل العباد عند الله تبارك وتعالى يوم القيامة، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ أَفْضَلَ عِبَادِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ، الْحَمَّادُونَ". (طب) (ج18ص125) ح (254)، (حم) (19895)، (ش) (34692)، انظر صَحِيح الْجَامِع: (1571)، الصَّحِيحَة: (1584).







فالحمد أمره عظيم؛ لكن الله قال: ﴿ وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ﴾، قليل من يشكر الله عز وجل، مشكلتنا أو مشكلةُ كلِّ إنسان؛ أنه إذا أنعم عليه فرح واستبشر، وإذا ابتُلِي تأفَّفَ وتضجّر، ونسي أنَّ الإنعامَ والابتلاء من الله، فكما شكرت في النعمة، فاصبر في البلاء والنقمة؛ لأن الكلّ من الله سبحانه وتعالى، لتنالَ الأجر والثواب، ويُرفع عنك ما لا تحبه ولا ترضاه من الهموم والغموم والأوبئة والأمراض ونحو ذلك من أنواع الابتلاء والعقاب.







وأنتم يا من في هذا المسجد هل أنتم فقراء أم أغنياء؟ نحن فقراء إلى الله، ولكننا أغنياءُ عن الناس؛ إلا في بعض الحاجات التي لا بدَّ منها.







فلو قلتُ: أنّ كلاًّ منَّا يملك ما قيمته مليون دينار أردني أو أكثر، كلُّ من هو جالس هنا، أو يسمع خطبتي هذه، إذا كلت ذلك لم أكن مبالغا.







أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم.







الخطبة الآخرة



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله صحبه ومن والاه، واهتدى بهديه إلى يوم الدين، أما بعد:



الحمد لله حمد الشاكرين الصابرين، حمدا يوافي نعمه، ويكافئ مزديه، ولا عدوان إلا على الظالمين المعتدين، كيف يكون ذلك؟ كيف يملك كل منا أكثر من مليون، أقول ذلك بالتفصيل، فسيزول العجب عندما تعرفون ذلك السبب.







لو نظرنا في الفقه الإسلاميّ، المستنبط من أحاديث النبيّ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، لوجدنا بابًا اسمه الديات، دية الإنسان كم؟ ديةُ إنسان زهقت روحه؛ ألفُ دينارِ ذهبٍ إسلاميّ، ما يعادل أربع كيلو ذهبٍ وربع، ما يعادل اليوم أكثر من مائة من مائة ألف دينار أردني!







أكثر من مائة ألف دينار! هذا أنت تساوي هذا؟ لا، بل أكثر بكثير، ننظر؛ كلّ عضو في الإنسان وحيد واعتدى عليه إنسان آخر فأزاله، وأزال منفعته؛ المائة ألف دية كاملة.







أما الأنف فعضو واحد، وديته مائة ألف دينار، وكذا اللسان مائة ألف، والذكر مائة ألف، إذا ذهب وأزيل فالدية كاملة، هذه ثلاثمائة ألف، أنت تحويها الآن يا عبد الله، معك ثلاثمائة ألف.







لا! بل معك أكثر، فكلُّ عضو في الإنسان مكرر مرتين، كاليدين والرجلين والعينين، والأذنين والبيضتين، ونحو ذلك كل يد بخمسين ألف، فاليدان إذا قطعتا فديتهما دية كاملة، مائة ألف، وهذه خمسمائة ألف أخرى.







فها أنت أيها الإنسان، يا من تنسى أو تتغافل عن شكر نعم الله عليك، تحوي ثمانمائة ألف دينار، وأنت لا تدري يا عبد الله، لم يتركك الله ولا رسول الله صلى الله عليه وسلم بواسطة الوحي؛ أن يعرف الإنسان قيمته، وكم هو غالٍ ثمين عند الله.







والأصابع؛ أصابع اليدين وأصابع الرجلين، كل إصبع عشرة آلاف، كل أصبع فيه عشر الدية، عشرة آلاف دينار، فأصابع اليدين مائة ألف، وأصابع الرجلين مائة ألف، فها هي مائتا ألف دينار على الثمانمائة ألف، فالمجموع ألف ألف دينار أردني، فأين شكرها؟ فعَنْ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَتَبَ إِلَى أَهْلِ الْيَمَنِ بِكِتَابٍ فِيهِ الْفَرَائِضُ وَالسُّنَنُ وَالدِّيَاتُ، وَبَعَثَ بِهِ مَعَ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، فَقُرِئَتْ عَلَى أَهْلِ الْيَمَنِ، -وذكر فيه-...: وَإِنَّ فِي النَّفْسِ الدِّيَةَ مِائَةٌ مِنَ الْإِبِلِ، وَفِي الْأَنْفِ إِذَا أُوعِبَ جَدْعُهُ الدِّيَةُ، وَفِي اللِّسَانِ الدِّيَةُ، وَفِي الشَّفَتَيْنِ الدِّيَةُ، وَفِي الْبَيْضَتَيْنِ الدِّيَةُ، وَفِي الذَّكَرِ الدِّيَةُ، وَفِي الصُّلْبِ الدِّيَةُ، وَفِي الْعَيْنَيْنِ الدِّيَةُ، وَفِي الرِّجْلِ الْوَاحِدَةِ نِصْفُ الدِّيَةِ، وَفِي الْمَأْمُومَةِ ثُلُثُ الدِّيَةِ، وَفِي الْجَائِفَةِ ثُلُثُ الدِّيَةِ، وَفِي الْمُنَقِّلَةِ خَمْسَ عَشْرَةَ مِنَ الْإِبِلِ، وَفِي كُلِّ أُصْبُعٍ مِنَ الْأَصَابِعِ مِنَ الْيَدِ وَالرِّجْلِ عَشْرٌ مِنَ الْإِبِلِ، وَفِي السِّنِّ خَمْسٌ مِنَ الْإِبِلِ،... وَعَلَى أَهْلِ الذَّهَبِ -الدية- أَلْفُ دِينَارٍ". (حب) (6559)، الإرواء: (122)، المشكاة: (465).







وعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي دِيَةِ الْأَصَابِعِ: "الْيَدَيْنِ وَالرِّجْلَيْنِ سَوَاءٌ، عَشْرٌ مِنْ الْإِبِلِ لِكُلِّ أُصْبُعٍ". (ت) (1391)، (حب) (6012)، (د) (4556)، وصححه الألباني في الإرواء: (2271).







ألا تعلمون أن الظفر إذا اعتدى عليه إنسان فأعْوَرَ كما في الحديث، يعني أصابه خلل؛ إما أزيل أو صار أسودَ، ففيه خُمس الإصبع، خمس دية الإصبع يعني ألفي دينار أردني، فالعشرين إظفر بأربعين ألف دينار! فَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالَ: فِي الظُّفْرِ إذَا أَعْوَرَ خُمْسُ دِيَةِ الإِصْبَعِ. (عب) (17744)، (ش) (27121)، وصححه الألباني في الإرواء: (2274).







هل أنت فقير يا عبد الله؟ أنت غنيٌّ، ونعم الله قد غطتك، وأُسْبلِتَ عليك! وأنت لا تدري، قال سبحانه: ﴿ أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ ﴾ [لقمان: 20]. فأين شكر هذه النعم؟! أين شكرها؟!







فكلُّ يوم وأنت كذلك، يُطلَب منك الزكاة لهذه الأعضاء، وهكذا لو فتشنا على من أصيب بجرح، أو دخلت آلة حادة في جسمه، فالدية في ذلك تختلف باختلاف مكان الدخول، فدخولها في الرأس، يختلف عن دخولها في البطن أو رجل أو اليد، كلٌّ بقدره فلا مجال للتفصيل الآن. قال سبحانه: ﴿ وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [النحل: 78].







فهل نحن فقراء؟ فإذا أقررنا واعترفنا بنعم الله علينا؛ هل شكرنا الله سبحانه؟ فلنكن من الحمّادين.







ونحن وأنتم مسئولون عن كلِّ مفصل من مفاصلنا، كلُّ يوم يصبح فيه هذا المفصل بسلامة الله، يجب أن تؤديَ زكاته، فتحرّج الصحابة رضي الله عنهم عندما أخبرهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم بذلك، ومن أين لنا أن نزكيَ الثلاثمائة والستين مفصلا؟ من أين أن نتبرع بثلاثمائة وستون شيكلا؟ أو دولار؟ مائة دولار مثلا، أو مائة دينار، ثلاثمائة وستين؟ بالعملة الدارجة أو القديمة، أو الحديثة، ما أحد يملكها كلّ يوم!!







لكن أجاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه يجزئ من ذلك أن تصلي ركعتي الضحى، زكاة الجسد ركعتي الضحى، والمقصر في صلاة الضحى لأعمال عنده، فعليه بالتسبيح والذكر، فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وإماطة الأذى عن الطريق صدقة، وهكذا يخفَّفُ عليك بأداء الزكوات، فأين الحمادون؟







عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "كُلُّ سُلَامَى مِنَ النَّاسِ عَلَيْهِ صَدَقَةٌ، كُلَّ يَوْمٍ تَطْلُعُ فِيهِ الشَّمْسُ" قَالَ: "تَعْدِلُ بَيْنَ الِاثْنَيْنِ صَدَقَةٌ، وَتُعِينُ الرَّجُلَ فِي دَابَّتِهِ فَتَحْمِلُهُ عَلَيْهَا، أَوْ تَرْفَعُ لَهُ عَلَيْهَا مَتَاعَهُ صَدَقَةٌ"، قَالَ: "وَالْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ خُطْوَةٍ تَمْشِيهَا إِلَى الصَّلَاةِ صَدَقَةٌ، وَتُمِيطُ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ". (خ) (2989)، (م) 56- (1009) واللفظ لمسلم.







وفي رواية: "يُصْبِحُ عَلَى كُلِّ سُلَامَى مِنْ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ، فَكُلُّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ، وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ، وَنَهْيٌ عَنِ الْمُنْكَرِ صَدَقَةٌ، وَيُجْزِئُ مِنْ ذَلِكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُمَا مِنَ الضُّحَى". (م) 84- (720).







النعمة إذا أنعمها الله عليك؛ كالصحة والعافية وما شابه ذلك، تحتاج إلى شكر، فشكر النعمة، النعمة إذا جاءتك فصَدَقَتُها وزكاتُها شكرُها، وتركُ شكرها كفر، فالذي يكفر النعمة لا يشكر الله عز وجل، إذن من كفر النعمة كتمانُها، فَعَنْ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "التَّحَدُّثُ بِنِعْمَةِ اللهِ شُكْرٌ، وَتَرْكُهَا كُفْرٌ". (حم) (19350)، (هب) (4419)، صَحِيح الْجَامِع: (3014)، والصَّحِيحَة: (667)، وصحيح الترغيب: (976).







يا أصحاب الملايين؛ وأنتم ربما لا تملكون من المال إلا شيئا قليلا، لكن في هذا الحال نحن بين يدي الله؛ الله أعطانا هذه النعمَ التي لا تُعَدُّ ولا تُحصَى، فيجب علينا شكرها لدوامها، ودوام عافيتها.







لو أردنا شراءَ كُلية؛ كم ثمنها؟ والكُليتان كم؟ تركيبُ قلبٍ جديدٍ لإنسان كم يستغرق وقتا؟ وهل يساوي القلب القديم عملا وفعلا؟ وكم يستهلك مالا؟ من أنت يا عبد الله؟







أنت إنسان، خلقك الله، وكرَّمك على خلقه أجمعين، ﴿ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ ﴾ [الإسراء: 70]، الإنسان عموما؛ المسلم والكافر مكرَّم عند الله، يمشي على اثنتين لا على أربع، وخلقه في أحسن تقويم، هذه نعم من الله عز وجل تستوجب الشكر لله.







وفي الختام؛ إن وفَّقك الله للشكر والحمد، فهذا التوفيق من الله نعمة، تحتاج إلى شكر وحمد.







صلوا على رسول الله، اللهم صلّ وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين.







اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، إنك سميع قريب مجيب الدعوات يا رب العالمين.







اللهم لا تجعل لنا في مقامنا هذا ذنبا إلا غفرته، ولا هما إلا فرجته، ولا دينا إلا قضيته، ولا مريضا إلا شافيته، ولا مبتلى إلا عافيته، ولا غائبا إلا رددته إلى أهله سالما غانما يا رب العالمين.







اللهم ارفع عنا الغلا والوبا، والربا والزنا، والفتن والمحن، ما ظهر منها وما بطن.







اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم اسقنا غيثا مغيثا، سحا غدقا هنيئا مربعا يا رب العالمين.







﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾ [العنكبوت: 45].


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 67.95 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 66.05 كيلو بايت... تم توفير 1.90 كيلو بايت...بمعدل (2.79%)]