هل أولادنا ضحايانا؟! - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 11942 - عددالزوار : 191126 )           »          سحور يوم 19 رمضان.. ساندوتشات فول مخبوزة خفيفة ولذيذة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          واتس اب بلس الذهبي (اخر مشاركة : whatsapp Girl - عددالردود : 2 - عددالزوار : 2666 )           »          الأمثال في القرآن ...فى ايام وليالى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 660 )           »          فقه الصيام - من كتاب المغنى-لابن قدامة المقدسى يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 941 )           »          دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)---- تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 1093 )           »          أسرتي الرمضانية .. كيف أرعاها ؟.....تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 854 )           »          صحتك فى شهر رمضان ...........يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 837 )           »          اعظم شخصيات التاريخ الاسلامي ____ يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 922 )           »          فتاوى رمضانية ***متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 564 - عددالزوار : 92819 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأخت المسلمة

ملتقى الأخت المسلمة كل ما يختص بالاخت المسلمة من امور الحياة والدين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23-07-2021, 03:52 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,615
الدولة : Egypt
افتراضي هل أولادنا ضحايانا؟!

هل أولادنا ضحايانا؟!


محمد السيد السقيلي




الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
وبعد:
فإنَّ الناظر في حال أمَّتنا الآن وواقعنا المعاصر، يجد خللًا بيِّنًا، وبونًا شاسعًا بين ما ندين به ونعتقده، وبين ما نقوم به ونفعله ونمارسه؛ وذلك الأمر أوجد فجوةً عميقة، وخندقًا واسعًا بين النَّشء وبين دينهم وثقافةِ آبائهم وأجدادهم، فإنَّ المطلوب من الأبناء أن يَلتزموا به شيءٌ، وما يرونه في الواقع شيء آخر! إنَّ ما تراه أعينُهم غيرُ ما يتلقَّونه بآذانهم؛ وهذا إن دلَّ على شيء فإنما يدلُّ على أنَّ هناك خطرًا جسيمًا يتهدد أمَّتَنا الإسلاميَّة في أعزِّ ما تملك، وفي أغلى ثروةٍ حباها الله بها؛ تلكم الثَّروة البشريَّة الهائلة، والمتمثلة في نِسبة أطفالها وشبابِها.

فوفقًا لما جاء في النسخة العربية من التقرير الإقليمي حولَ حالة السكَّان للعام 2012 مالتي تمَّ إطلاقها في مقرِّ الأمانة العامَّة لجامعة الدول العربية، أنَّ عدد سكَّان العالم العربي بلغ 367.4 مليون نَسَمة مِن أصل سبعة مليارات نسمة هم عدَد سكَّان العالم،وقالت الأمين العام المساعد للشؤون الاجتماعية في الجامعة السيدة (سيما بحوث) في حفل الإطلاق الذي حضره دبلوماسيون ورجال صحافة وإعلام وممثِّلون للمنظمات الدولية والإقليمية المعنية: "إنَّ نسبة الشباب العربي دون الـ 25 تبلغ نحو70 بالمئة مِن مجمل سكَّان المنطقة، وهم الأكثر تعليمًا، ولديهم خبرات ومهارات لم تتح للأجيال السابقة، خاصَّة في مجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصال، وهم الأكثر تفاعلًا مع ثقافات العالم، والأكثر قدرة على الابتكار والإبداع، والأكثر طموحًا وتطلعًا للمستقبل".

وقالت: "إن هؤلاء الشَّباب يواجهون تحدِّياتٍ عديدة ومركَّبة، تَحُول بشكلٍ كبير دون تحقيق تطلُّعاتهم وطموحاتهم، وتعيق التوظيف الأمثَل لقدراتهم، وتؤدِّي إلى رغبة عالية لديهم للهجرة، أهمُّها ارتِفاع نِسبة البَطالة بينهم، والتي بلغت حوالي 26% في المتوسط، وهي أعلى نِسبة بَطالة في العالم، وانخِفاض نِسبة المشاركة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وكذلك تردِّي جودة التعليم والخدمات الصحيَّة، وانتشار الفَقر، إضافة إلى ضَعف البرامج والمؤسَّسات الشبابية الحكومية والأهلية".

وإن كان لنا مِن ناحية الكم والكَثرة أن نفتخر ونعتزَّ بكثرة أطفالنا وشبابنا، فإنَّه مِن ناحية أخرى وهي الكيف - أي: بما يعني التربية والإعداد والتنشئة - علينا أن نأسَف ونحزن؛ حيث يُلقي هذا الكمُّ - والذي يمثِّل الثروة الحقيقية للأمَّة - يلقي بالتبعة الثقيلة على كاهل الآباء والأمَّهات والمربين والمختصين؛ مما يوجب على الجميع أن يضاعِف الجهدَ ويواصِل الليلَ بالنَّهار، مفكرًا وباحثًا، ومخططًا وواضعًا للسياسات والأهداف التي من شأنها الحفاظ أولًا على تلك الثَّروة الشبابية الهائلة، وثانيًا في كيفيَّة تربية وتنشئة هذه الأجيال تنشئةً إيمانيَّة أخلاقية واعية بما يحقِّق رفعةَ الأمَّة وارتقاءها وازدهارها وتقدُّمها، وبما يتيح استثمار هذه الطَّاقة الكبيرة في صُنع مستقبل مشرِق يَضمن لهم كأفرادٍ الحياةَ الكريمة العزيزة، وللمجتمع الأمنَ والأمان، والتقدُّمَ والرخاء.

ومن المسؤولية أيضًا أن يسعى الآباءُ والأمَّهات والمربُّون للوصول إلى أفضل وسائل التربية الحديثة؛ وذلك بالتطوير والإبداع والتجديد بما يواكب التغيُّرات السريعة والمتلاحقة؛ فالتجدُّد والتطوُّر مهمٌّ جدًّا في كلِّ المجالات، وهو في مجال التربية أوجَب وأهم، أما التحجُّر والجمود، فهو مَدعاة للتبدُّد والاندثار، والتطورُ الذي ننشده في مجال التربية لا يَعني بحالٍ من الأحوال التخلِّي عن الثوابت والأصول والقِيَم، ولا يعني كذلك أن يوصَف كلُّ قديم وموروث بأنَّه ثابت لا يجوز الاقتراب منه!

لذا؛ فمِن الأهمية بمكان تحديدُ الأُطُر والتعريفات لتلك الثوابت؛ بحيث يكون ما عداها: من المتغيرات، التي تعتبر ساحةَ الفكر والإبداع والتطوير؛ إذًا نحن في حاجة ماسَّة إلى تطويرٍ وتجديدٍ وإبداعٍ في الوسائل التربويَّة بما يحقِّق قِيَمَنا الإسلاميَّة الأصيلة، وبما بما يضمن تنشئةَ أطفالنا وشبابنا تنشئةً روحيَّة وصحِّيَّة، واجتماعية وثقافية وسياسية، سليمةً ومتوازنة، تَقيهم مِن المشكلات والأمراض والعُقد النفسيَّة، ومن المسؤولية كذلك العمل على إيجاد الحلول للمشكلات التربويَّة الحديثة التي ساهَم في ظهورها الانفتاح العالميُّ، والغزوُ الثقافي، ووسائلُ التواصل الاجتماعي، وغيرها، والتي قد تواجِه الأطفال والشبابَ أو تصيبهم في أيِّ فترة من فترات نموِّهم.

ولكن يبدو أنَّنا لم نكن على قَدْر ذلك التحدِّي، وبدا فقط أنَّنا بارعون في كَثرة الشَّكوى من سلوكيَّات أولادنا، ومن تردِّي أوضاعهم، وسوءِ أخلاقهم، ونصِل في بعض الأحيان إلى حالة مِن الغيظ والغضب مِن تصرُّفاتهم لدرجةٍ نفقد فيها أعصابَنا ويشتد غضبُنا، وتمتد ألسنتنا، وربما أيدينا، فنوقع الأذى بفلذات أكبادنا، ثمَّ نهدأ فنلوم أنفسنا ونندم على ما فعلنا!

والحقيقة أنَّنا المؤثِّر الفعَّال في تربية أولادنا، "ولقد أظهرَتِ التجاربُ أنَّ سلوك الآباء والأمَّهات نحو أبنائهم - خصوصًا في السنوات الخمس الأولى مِن حياة أطفالهم - قد يكون السببَ المباشِرَ أو غير المباشر في اضطراب شخصيَّة الطِّفل أو إصابته ببعض العُقَد النفسيَّة"؛ [زكريا إبراهيم وآخرون - الطفل العربي والمستقبل، الكويت - كتاب العربي 1989].

إذًا - والحال كذلك مِن الخطورة وعمق التأثير - فلا يكفي أن نلومَ أنفسنا أو نندم على ما فَعَلنا؛ بل يجب أن نتحلَّى بالشَّجاعة والقوَّة، ونعترف أنَّ المشكلة فينا نحن الآباء والمربِّين! ونوقن أنَّ ما يصدر مِن أفعالِ أولادنا ما هو إلَّا انعكاس لسوء تصرُّفنا، وقلَّةِ خبرتنا وأمِّيَّتنا التربويَّة، أو قل: هو نتيجة تأثُّرنا وأَسْرِنا في أطر مِن العادات والأساليب التربوية العتيقة التي ورثناها عن آبائنا وأجدادِنا، والتي وإن كانت تجدي في زمنهم، إلَّا أنها - ومع تغيُّر الأحوال، وتسارع الأزمان - أصبحَتْ غير فعَّالة؛ بل أصبحت محبِطة ومثبِّطة ومقيِّدة للفرد عن الانطلاق والاستقلال، لا ننسى كيف تربَّينا على الخوف والرَّهبةِ والسلطة الحاكمة، لا ننسى كيف كان العقاب الأليم في انتظار أحدِنا إذا أخفَق في مادَّة دراسية، أو صدر عنه ما يُنكره الكبار، أو عاد إلى البيت متَّسخ الثِّياب بعد فترة من اللَّعب والمرَح قضاها مع أقرانه!

ألم يأن الأوان أن نتغيَّر نحن الكبار قبل أن نطالِب الصِّغار بالتغيير؟ ألم يأن الأوان أن نعامِل الأطفالَ باحترام وتقدير قبل أن نطالبهم بأن يكونوا معنا ومع الآخرين محترمين ومؤدَّبين؟ ألم يأن الأوان أن نتعامَل مع الأطفال بقِيَم الجمال والنَّظافة، والودِّ والعطف قبل أن نطالبهم بأن يَلتزموا بكل هذه القيم؟

أقول: دعونا نربِّيهم ونوجِّههم بالحبِّ والقدوة، دعونا نفتِّش عن الإيجابيَّات في أفعالهم وأقوالهم، فندعمها ونعزِّزها، بدلًا من أن نقف لهم بالمرصاد ننتظر منهم الوقوعَ في الخطأ ثمَّ ننهال عليهم بالعقاب، لا بدَّ مِن التغيير إذًا، والتغيير لا بدَّ أن نبدأ به نحن المربِّين، ومِن داخلنا، ولا ننتظر أن يأتينا مِن الخارج، وعلينا أن نكفَّ عن تحميل أطفالنا المسؤوليَّة عن سوء تربيتنا، أو نُلقي باللَّائمة على ضيق الوقت وسوءِ الأحوال المعيشيَّة والظروفِ الاقتصادية.

إنَّ الأذكياء دائمًا ما يفكِّرون في الحلول والبدائل للوصول إلى أهدافهم، أمَّا الأغبياء وقليلو الحيلة، فيبحثون دائمًا عن المبرِّرات والأعذار، والأمر لدينا نحن الآباء ولديكنَّ أيتها الأمَّهات لا يحتمل ذرَّةَ غباء؛ بل لا سبيل إلَّا الذَّكاء - بل قمَّة الذَّكاء - للنَّجاة بأولادنا والوصولِ بهم إلى بَرِّ الأمان.

أسمعكم تتهامسون: "ليس الأمر بهذه البساطة؛ فالتربية عمليَّة متعِبة وشاقَّة"! وأنا معكم، أوافقكم الرَّأي في أنَّ تربية الأبناء عمليَّة صعبة وليست بالهيِّنة، وحتى إنْ بدَأْنا في التغيير، وسِرْنا قُدمًا نحو تغيير قناعاتنا أو أسلوبنا، فسنجد أنَّ التربية ما تزال عمليَّة شاقَّةً وصعبة ومجهِدة، فنحن لا نملك عصًا سحريَّة، بالفعل نحن لا نَملك عصًا سحريَّة؛ ولكن نملك إرادةً قويَّة، ونحتضن بين ضلوعنا روحًا ونفسًا شفَّافة ذكيَّة، ونعلم بعقولنا المستنيرة وبنور البَصيرة أنَّ الأمر يتطلَّب الصَّبرَ الجميلَ والنَّفَس الطَّويل، لكن ليس ثمَّة طريق آخر، فإمَّا أن ننجح، وإمَّا أن ننجح!

"إنني أؤمن بقوَّة المعرفة، أؤمن بقوَّة الثقافة، ولكنَّني أؤمن أكثر بقوة التربية، نعم، التربية السليمة هي طوق النَّجاة لأبنائنا في بحر الحياة، ودليلهم نحو النَّجاح الدنيوي، والفلاح الأخروي"؛ سيد قطب.

إنَّ الأمر يزداد صعوبةً ومشقَّة بتداخُل كثير مِن المؤثِّرات في العمليَّة التربويَّة، وللأسف بطريقة سلبيَّة وليست داعمة؛ فالإعلام بكلِّ أنواعه - المرئي والمقروء والمسموع - مؤثِّر قوي، ولا سيما على الأطفال والمراهقين، وشبكات التواصل الاجتماعي على الإنترنت والمدارس... نعم، أشعر - أخي المربي، أختي المربية - أنَّكم تتألَّمون حينما تجدون أنفسكم تَبنون وتشيدون، وخلفكم الآلافُ يَهدمون ما بنيتم أو يحاولون ذلك! ما هذا الصراع؟!

وكما قال القائل:
ولو ألف بانٍ خلفهم هادمٌ كفَى *** فكيف ببانٍ خلفه ألفُ هادمِ

وقال الشاعر (صالح بن عبدالقدوس):
مَتى يَبلُغ البُنيانُ يَومًا تَمامَه *** إذا كُنتَ تَبنيهِ وَغَيرُك يَهدِمُ؟

"إلى الله نَشكو ما نَبذله مِن جهد على أولادنا في البيوت، تذهب به المدرسة والشارع"؛ د. مصطفى السباعي.

بالفعل نشعر وكأنَّنا في حالة حربٍ أثناء تربيتنا لأولادنا وتعامُلِنا معهم؛ لذلك تجدنا نحن الآباء والأمَّهات والمربِّين ننقسم إلى فريقين:
فريق يتَّسم بالعصبيَّة والغضبِ وشدِّ الأعصاب والإسراف في القسوة وهو يمارس العمليَّة التربوية مع أولاده؛ وهذا حال قطاعٍ كبير منَّا، وهو يعكس إمَّا الخوف والحرص الشَّديد على الأولاد، أو يعكس عدَم الإلمام بطُرُق التربية الصَّحيحة ومعرفة خصائص المراحل التي يمرُّ بها الطِّفلُ، سواء الجسمانيَّة أو العقلية أو النفسيَّة، وغيرها.

وعلى العكس هناك قطاعٌ آخر مِن الآباء والأمَّهات والمربِّين تراهم في تعاملهم مع أولادهم وتربيتهم لهم في حالةٍ مِن التَّدليل والإهمال واللامبالاة! والدليل على ذلك أنَّهم يَتركون أطفالَهم بلا توجيهٍ ولا إرشاد، ولا حِساب ولا عِتاب، ولا ثوابٍ ولا عقاب، ولا يجيدون ولا يبرعون في غير الشَّكوى، مع أنَّهم في الحقيقة يَعملون على تلبية رَغبات أولادهم، وتوفيرِ احتياجاتهم، ويسمحون لهم باللعب والترفيه، ويعتقدون أنَّهم بذلك قد قاموا بحقِّ أولادهم عليهم مِن الرِّعاية والتربية، أو يعتقدون أنَّ أطفالهم - لا سيَّما في مراحل عُمرهم الأولى - ما يزالون صِغارًا، فهم لا يتأثَّرون ولا يدركون؛ وهذا غير صحيح!

إذًا، ما هو الحل؟ وما هو المطلوب؟
المطلوب وبكلِّ بَساطة هو الاعتدال والتوازن، فلا إفراط ولا تفريط؛ إذ إنَّ كِلَا النَّقيضين رذيلة، والفضيلة متوسِّطة بينهما؛ فالشجاعة مثلًا قيمة جميلة تقَع بين الجُبن والتهوُّر، والجود والكرم بين التبذير والتقتير، والتربية المتوازنة تقَع بين الإهمالِ والقَسوة.

والمطلوب كذلك مِن كلِّ الآباء والأمَّهات والمربِّين هو أن نتغيَّر مِن الدَّاخل، ونستبدل العنفَ بالحبِّ، ونستبدل المحاضرات والدروس بالقدوة الحسَنة، ونركِّز على الإيجابيات وندعمها، بدلًا مِن تصيُّد الأخطاء والمعاقبة عليها، ونبدأ كذلك بدراسة ومعرفة سلوك الطِّفل وما يطرأ عليه مِن تغيرات في مراحل نموِّه المختلفة، وكيفية التعامل معه في كلِّ مرحلة؛ فأغلب ما يصدر عن الأطفال مِن سلوكيَّات أو تصرُّفات تكون قرينة المرحلة التي يعيشها ثمَّ ما يلبث أن يتخلَّى عنها الطِّفل بانقضاء هذه المرحلة، وتظهر عليه صِفاتٌ أخرى، وتصدر منه سلوكيَّات أخرى مع كلِّ مرحلة جديدة، وهكذا حتى يبلغ الرشد.
﴿ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ﴾ [الفرقان: 74].
والحمد لله أولًا وآخرًا.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 62.66 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 60.78 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.00%)]